السبت، 10 أكتوبر 2015

السياسة والدين

الدين وإطار  السياسة يعني الله وشئوننا.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - المواطنة فطرة.

القرى والمدن من آثار الفطرة . ولأن الله  خلقنا في إطار أسر وروابط  وبيوت : فنشأ جنسنا يتعلم التعايش السلمي السلمي وقيم الجوار.

 ومن بقايا تعاليم النبوات تعلم الناس أصول المواطنة، وعرفت الأرض وجود الحضر أو القرى ونشأت حضارات قائمة على المواطنة.

وفي مراكز المجتمعات والقرى أرسل الله الرسل،  وبطش الله بخونة المواطنة من المكذبين القتلة.. وتسبب هذا في التقدم باختصار.  واستفادت البشرية  من الرسل البشرية على كل صعيد - حتى العلوم والصناعات.. إضافة إلى حسن  النظام.


2 - أصول العيش المشترك :

تعلم الناس أن الإنسان كائن يفهم ثم  يختار. و فطرتنا كبشر أننا مطالبون بالتسامح مع من يحملون رؤى لها اختلاف مع رؤانا..
 إن دم الإنسان وماله وعرضه خط أحمر لا يجوز انتهاكه   وتتمحور حوله العقوبات.
وعندما يرفض إنسان موقف أخيه فله حرية البيان وفرصة التكلم والجهر بالرأي ويترك الخيار للناس ليروا ما يقنعهم دون مساس بالتعايش.


3 - الرسل والسياسة والتأديب

الرسل الملوك كسليمان كانوا يتباركون باستقبال رشد من الله في كل أمرهم. وكان الله معهم.. ففي السياسة يرشد الله سليمان.  وفي التجارة يعلمه استخدام الشراع في الحركة التجارية البحرية  ..  وفي الصناعة يعلمه استخدام  الحديد والاستعانة بخبراء الأمم ..( الجن والشياطين)  والله حينها كان يلهمهم أفكارا مناسبة وتوفيقا
الرسل أحيانا كانوا يأتون في وقت فساد وتمرد فيرفض القوم دعوتهم ويضيقون به. وعندما كان القوم يتجهون لطرد النبي من المواطنة  وسكنى الأرض وحدهم كان الله يتدخل ليطردهم هم من الوطن.
نعم فلا بد من الحسم .. فعندما كان رفض المخالف يتجه لكراهية وجهه وعدم إطاقة رؤيته ويتجه   لقتل النبي ودعوته كان الله تعالى يقضي على الطاغية.
الطاغية كان هو من يحرم الناس من حريتهم في القول وحرية  رؤية ما يرون من طرق العبادة أو عدمها.

الله رب العلوم وحكيم الكون وعالم التخصصات كلها وخبير السياسات والمواقف ورب الحلول والتوفيقات ومحيط بأسرار الكائنات وحي سميع مستجيب فاعل.

وفي تاريخ النبوات كان النبي إما  حاكما للقوم أو ليس هو  الملك نفسه , بل عمله أنه  مرشد الزعيم ومعلم القوم ينقل لهم كلام الله في شئونهم . وهنا لا يوجد مانع يحجر عليه الكلام في أي شأن إنساني. فتارة يلجأ إليه زعيم القوم في مشورة سياسية ومعاهدة معروضة او أو قضاء في شكوى أو في أمر ذنب ومغفرته أو في أمر خلاف نجم يحتاجون فيه حسما.   ودون شك كان مايقدم من الله لهم عن طريق النبي هو عين السداد وهو الهدى المراد وهو جوهرة الكلام في الأمر، والطاعة فيه هي النصر أو النجاة على الأقل أو الرضا بأقل ضرر.


وكان النبي الحاكم يحمد الله  سعيدا بوحي الله له في سياسة أمره وينفذه فورا..
 وكان يربح دائما هو والقوم.
 ولم يكونوا يسألون ما شأن الدين بالسياسة.
 ويجب قبول تدخل الله السياسي  مهما خالف الهوى والمزاج.
وكذلك الحال مع خلفاء الأنبياء الراشدين الذين يعيشون بنور الله ويطلبون رشدا منه في مصائر قومهم وخطير شأنهم.
  فهنا يوفق الله مسالكهم وتكون السياسة مباركة  ممزوجة بالوحي والبركة وبعطر الإلهام. وهنا تكون الشورى معلمة لا ملزمة لأن الرأي النهائي يشمله  الله بعطفه الخاص مع الخليفة الملهم أو النبي.

     
   4 عالمان وسياستان :
 عالمٌ،  السياسة فيه تنتظر نور الإلهام، وآخر نعمة الإلهام مقطوعةعنه. 
 عنه.

هناك عوالم قرب من الله الواحد  وعوالم بعد ولكل منطق :
في عوالم البعد عن الله حيث لا يوجد في الحكم أو القيادة صديقون ولا مقربون ولا محدثون ولا أولياء لله، وحيث التوحيد مهلهل  وحيث القرآن ينسخ بعضه وحيث الخليفة ينصب بالحيلة ويراقب ويحاسب ويعاقب ..

وحيث قتل الخلفاء ممكن ومباح أحيانا : فإن الدين بهذه الطريقة خير له ألا يقرب  السياسة. والشورى في أجواء العقل المجرد أو الاستبداد  يفضل أن تكون ملزمة  لا معلمة . ولاخير في خلافة تروج أن  الرسول يأمر برضاع الكبير وحيث الإكراه في الدين لرد حق الله المهضوم.

هما عالمان  بينهما برزخ لايبغيان. واحد للموحدين يعبدون الواحد حقا وآخر فيه تسلل عبادة آلهة آخرين.

ولا يصح الخلط بين عالم القرب وعالم البعد والاعتماد على علمنا المحدود والغرور بقدرتنا.. وفيه لامجال لنزول الإلهام ولا لنور الله لوليه الصالح الحاكم..


في عالم التوحيد والإسلام الرجولي:

 المسالم لله. هو المؤمن الحق المستسلم له .. ومن ثم فالدين والتجارة والعلاقات الخارجية والسياسة والطعام والتنفس والحركات والسكنات لله وحده.

الشريعة. ليست القوانين فقط بل كل مسالك المجتمع بأسره . فمثلا يهمل الناس أن الشرع فيه واجب مفروض هو  الذوبان في الله حبا واستسلاما والانهيار على بابه استغفارا واللوعة في دعائه والحرقة واللهفة إخلاصا. وذبح النفس الأمارة نسكا نحن ناسكوه لو كنا نتخذ منسكا ما جعل الله لنا من المنسك.

فهل بقي لنا بعد هذه الشريعة شيء خارج إطار الطاعة وشق طريقنا في الحياة؟
فلو فعلنا نلنا ما نحن فعلا في مسيس الحاجة له وهو الحياة الطيبة. وهي مشكلة كل شعب.  

علاقة الله بنا دائما تنحصر في احسانات تليها احسانات فقط لاغير.
حتى التعذيب تمهيد وتأهيل لإحسان.

غني ربنا و محسن. وقد أحسن إلينا بداية  بخلقنا وبنياننا وتقديرنا في كيان هائل الإبداع  ثم الله يحسن بأجهزة وهدايات  تسعد البنيان لو استعملها (الشريعة  ) ثم لو شكرت يعني استخدمت
من استقبل ( بحب ونشاط)  إحسان  الرحمانية (وقمتها الشريعة بفهم صح ) نزلت له البركات الرحيمية  ثم تتلوها المالكية: نعمة صافية من البلاء ورؤية السبب.

الله غني والشريعة هي كلامه كله. كاملا دون نقص حرف.  فلو تكلم فلمصلحة المخلوق ويالسعادة من تكلم الله معه في أي أي أي شيء.

لله الخواطر أي تسلم له يأمر فيها .ولله كل العواطف والميول والفكر والحب والوقت كلهم والقعود والقيام والمال والقوى والسمع والبصر وحركة الحدقات ومفاصل الجفون تصلح بأمره لو كان هذا فعلا أمره.

في سياسة الله: 
لا بد من مؤمنين قريبين  صالحين أولا. فلو كانوا فهم في عالم القرب فالله بيدهم يلهم اختيار الخليفة ويستخلف ويصطفي خليفة.  وعندها فالله ضامن له ألا يقودهم  لشر.
وهو يستشير والشورى معلمة فقط لاملزمة لأن الله يلهمه ويوحي إليه.
بسببه يرعى (يعبدونني لا يشركون بي شيئا  ) = صحة توحيدهم. فيستجاب الدعاء
هل أحد في بحر السياسة الهادر يعرض عليه هدى الله فيه وطرقه (شريعته ) مطعمة بتوفيق الفهم وصحة التفسير  فيرفض؟  حد لاقي رب حكيم يدركه في معترك الحياة ويرفض.
الشريعة هي كل رشد وحكمة قرار وطهر ورحمة وترق اعتذار في  التنزيل،  ومنها  ملكية الله الأنفاس والخواطر
 
لو كان الله غنيا نافعا مستغنيا لكان دينه كله بركة وتشتاق الأرض لكل كلمة تنزل منه. فلو دخل في السياسة فمرحبا به متدخلا حكيما سلاما وحربا فهلا به وسهلا.
لو  أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتح الله عليهم بركات
الدين حقا  هو امتلاك الله لك.
لو كان دينا مجديا فيكون دخوله في سياسة حياتنا وحماية بلدنا مجديا نافعا أيضا .
وعند ذلك تدخل الأنفاس في الملكية وتصير رهن رضاه تعالى .

لا عمل للشريعة الحق  غير المصلحة.  ولكنها شريعة يشرحها مسيح الله وخليفته.

وعالم هذه الشريعة :

مختلف عن عالم البعد والقطيعة :
 فلا ناسخ فيها ولا منسوخ في القرآن ولا فهم بالحرفية يوقع في التناقض .. ولا عيب في تأويل مايلزمه التأويل .. ولا يؤله مسيح صادق ولا دجال...
 ولا ينتظر الناس مهديا يذبح لينتقم .. ولا يسب صحابي ولا تتبع خرافة ولا ينكر علم معه برهانه ولا تجهل حقوق وكرامة المواطن المقدسة.. ولا يحرم آدمي من دار عبادته ولا يقال عن الله ورحمته ودينه ورسوله مايطفش ويخرج الناس من هدومهم.   ولا عفاريت تركبنا ولا تكفير لخلق الله ولا رضاع لكبير ولا زواج من طفلة ولا إكراه في دين ولا قتل لكافر ولا لمرتد ولا جهاد جر الشكل المسمى بالطلب ولا قتل لأسير. ولا طلاق يقع دون شروط.

لذلك يدخل الدين في سياسة أهله لو كان هداية كاملة ولو كان أهله هم فعلا أهله .
ويصير الوضع السياسي مفتقرا لكلمة صواب هي عادة طوق النجاة لكل جماعة لها دين حق.

الناس لا يدرون أنهم بسبب طاعتهم للخلافة كانت  تبارك مواليدهم وزروعهم وضروع أنعامهم  وصحتهم ونسب وفاتهم ومطرهم وهواؤهم. وامتهان الخلافة خراب على دنياهم والله غني عن الناس


إننا نسعد لو تدخل الله في شأن لنا بحرف في رؤيا. ونشم التأويل ونقول ألا من إرشادات في الرؤيا؟. فاعتبروا القرآن بشرعه وأصله وفرعه رؤيا سعيدة لها تأويل سعيد.


...