الجمعة، 13 سبتمبر 2013

سن زواج السيدة عائشة رضي الله عنها كان ستة عشر عاما تقريبا بالأدلة من الإسلامية الأحمدية







بسم الله الرحم الرحيم
سن زواج عائشة رضي الله عنها
إنها السيدة عائشة الصحابية بنت الصحابي الجليل الصديق أبي بكر رضي الله عنه.
تاريخ مولدها: ذكر في سيرة ابن إسحاق أنها كانت ممن أسلم أولا.

ونعلم أنه قد مكث الرسول الكريم يدعو في مكة 13 سنة صلى الله عليه وسلم. وهذا يعني أنا كانت مميزة عام البعثة النبوية، وبالتالي يقترب سنها من الرابعة، لتسلم مثلا بعد عام أو اثنين وهي عاقلة، وبناء عليه يكون سنها يوم الهجرة حوالي 17 سنة.    
 أصحيح إذن أن الرسول تزوج عائشة في سن السادسة وبني بها (أي دخل بها) رضي الله عنها في سن التاسعة بناءً علي ما جاء في البخاري؟؟؟ (باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها؟: حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: " تزوجني النبي صلي الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة....    فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين".
  قدوم المدينة كان عام 14 من البعثة. وهذا معناه أنها ولدت عام 5 من بعد البعثة.
هناك تناقض يجب حسمه.  

يجب نقد متون الروايات  في  الأحاديث التي جاءت بهذا الخصوص في البخاري أومسلم ، ولنعد للبخاري نفسه فنجده  يذكر في كتاب التفسير أن عائشة رضي الله عنها عقلت نزول آية في سورة القمر: سيهزم الجمع ويولون الدبر، وهي سورة نزلت حوالي عام  4  أو 5 من البعثة. ومع تضافر رواية ابن إسحاق ورواية البخاري هذه يتضح أن هناك لبسا يجب كشفه. لقد كانت عاقلة سنة 4 أو 5 من البعثة ولايقل عمر المميز عن سبع سنين أو ثمان.
أي أن عمرها عند الهجرة كان 16 سنة تقريبا.
وهكذا تم الرد على المشايخ الذين يشوهون ديننا.
هذه واحدة.

 ولنعد إلي كتب السيرة مثل (الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيان).
 الرسول (ص) عقد على (عائشة) قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أي في عام ٦٢٠م، دون دخول بها.
 يمكن نقد متن رواية التسع سنين تاريخيا بحساب عمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر : ذات النطاقين): رضي الله عنها . وتقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن أسماء كانت تكبر (عائشة) بـ ١٠ سنوات، كما تروي ذات المصادر أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ ٢٧ عامًا .. إذن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام ٦١٠م كان:( 27-13 = ١٤ سنة )، وكما ذكرت جميع المصادر أنها أكبر من (عائشة) بـ ١٠ سنوات، إذن سن (عائشة) كان ٤ سنوات تقريبا مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدء الوحي بـ ٤ سنوات ، وذلك عام ٦٠٦م .. رضي الله عنها
إذن فالرسول صلى الله عليه وسلم عقد عليها في مكة في العام 10 للبعثة النبوية عندما كان عمرها ١٤ سنة، لأن (٤ + ١٠ = ١٤ سنة)  .. ولما كان قد دخل بها بعد (٣ سنوات) ، أي في نهاية السنة الأولي من الهجرة وبداية الثانية عام (٦٢٤م) فإن عمرها الحق عند الدخلة كان (١٤ + ٣ + ١ = ١٨ سنة كاملة) وهي السن الحقيقية التي تزوج فيها النبي الكريم  عائشة رضي الله عنها.   وهذه حجة ثانية.

 
ولو أعدنا حساب عمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها (أسماء) رضي الله عنها لتبين لنا أن أسماء هاجرت وسنها 27 سنة:   فالمصادر التاريخية السابقة تبين أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة، وهي مقتل ابنها (عبدالله بن الزبير)  في هجوم الحجاج عام (٧٣ هـ)، وكانت تبلغ من العمر١٠٠ سنة ،  فلو قمنا بعملية طرح لعمر (أسماء) من عام وفاتها الهجري(٧٣هـ) لعرفنا عمرها عند الهجرة وهو (١٠٠ - ٧٣ = ٢٧ سنة) .  هذا هو عمر أسماء وقت الهجرة النبوية، وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور في المصادر التاريخية.
وكما قلنا أن فارق السن بين أسماء رضي الله عنها وعائشة 10 سنوات،  فإذا طرحنا فارق السن من عمرأسماء رضي الله عنها يومئذ خرجنا بعمر عائشة عند الهجرة.   ويصبح عمر (عائشة) (٢٧ -١٠ = ١٧ سنة) هذا ياعباد الله هو عمر (عائشة) رضي الله عنها حين الهجرة.
ولما كانت الدخلة مع النبي صلى الله عليه وسلم في العام الأول ، فيكون عمرها آنذاك (١٧ + ١ = ١٨ سنة)، وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه حجة ثالثة.

 والرابعة مما يعضد ذلك أيضًا أن  الطبري  يجزم بيقين في كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبي بكر) قد ولدوا في الجاهلية، وذلك ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح ويكشف ضعف رواية البخاري، لأن (عائشة) رضي الله عنها بالفعل قد ولدت في العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.  وهذه هي الحجة الرابعة.
 
وحجة خامسة : كامنة في  حساب عمر (عائشة) مقارنة (بفاطمة الزهراء) رضي الله عنها بنت النبي:
 يذكر (ابن حجر) في (الإصابة  أن (فاطمة) ولدت عام بناء الكعبة والنبي ابن ٣٥ سنة، صلى الله عليه وسلم، وأنها أسنُّ :( أي أكبر) من عائشة بـ٥ سنوات، ، وهنا نجد أن (ابن حجر) شارح  البخاري (وكأنه يورد على البخاري إشكالا) ويضعف رواية (البخاري) ضمنيا، لأن فاطمة رضي الله عنها لو كانت ولدت والنبي  يبلغ 35 سنة فهذا يعني أن عائشة ولدت والنبي يبلغ  ٤٠ سنة وهو عام بدء نزول الوحي عليه، صلى الله عليه وسلم،  ما يعني أن عمر (عائشة) رضي الله عنها عند الهجرة كان يساوي عدد سنوات الدعوة الإسلامية في مكة وهي  ١٣ سنة وليس الـ ٩ سنوات المزعومة. أي أن الدخلة كانت في سن 14 سنة على هذا القول.  
وذكر (ابن كثير) في البداية والنهاية عن الذين سبقوا بإسلامهم:  فقال: «ومن النساء.. أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله صلي الله عليه وسلم  يدعو في خفية، ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة»، وبالطبع هذه الرواية تدل علي أن (عائشة) قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول دعوته عام ٤ من بدء البعثة النبوية، وهوعام (٦١٤م)، ومعني ذلك أنها رضي الله عنها آمنت علي الأقل قبل الجهر بعام، أي عام (٦١٣م) ومثلها يقال له آمن عندما يميز، أي أن سنها كان 6 إلى 7 سنوات مكثت بعدها 10 سنوات حتى هاجرت. وتم الزواج في سن 16-17

رواية البخاري عن التسع سنين إذن غير صحيحة، والحساب السليم لعمرها يؤكد أنها رضي الله عنها ولدت في عام 4 قبل بدء الوحي أي عام (٦٠٦م) ما يستتبع أن عمرها عند الجهر بالدعوة عام (٦١٤م  يساوي ٨ سنوات، وهو ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح للأحداث وينقض رواية البخاري عن التسع سنين.
وأخرج البخاري نفسه (باب ـ جوار أبي بكر في عهد النبي) أن (عائشة) رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبوبكر مهاجرًا قبل الحبشة ، ولا ندري كيف أخرج البخاري هذا،  فـ (عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان الدين وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكرت، وتقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي بيتهم كل يوم وهو ما يبين أنها رضي الله عنها كانت عاقلة لهذه الزيارات.
والمؤكد أن هجرة الحبشة في كتب التاريخ كانت في حوالي عام  4  أو 5  من بدء البعثة النبوية أو ما يوازي تقريبا عام (٦١٥م)، فلو صدقنا رواية البخاري عن ال9 سنوات وبالتالي أن عائشة ولدت عام (٦١٤م) أي ولدت بعد البعثة بأربعة أعوام فهذا يعني أنها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة، رضي الله عنها، فكيف يتفق ذلك مع جملة: لم أعقل أبوي،  وكلمة (أعقل) بينة كالشمس لا تحتاج توضيحًا.
 
 والحديث الذي ذكر فيه سن (عائشة) جاء من خمسة طرق كلها تعود إلي هشام بن عروة، وهشام قال فيه ابن حجر في كتاب هدي الساري  وكتاب تهذيب التهذيب:  «قال عبدالرحمن بن يوسف بن خراش:  وكان مالك لا يرضاه، بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق.. قدِم الكوفة ثلاث مرات، مرة كان يقول: ( حدثني أبي، قال سمعت عائشة)  وقدم الثانية فكان يقول ): أخبرني أبي عن عائشة)، وقدم الثالثة فكان يقول: (أبي عن عائشة).
معلوم عن هشام بن عروة أنه كان صدوقاً في المدينة ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء، وبدأ يدلس أي ينسب الحديث لغير راويه، ثم بدأ يقول (عن) أبي، بدلاً من (سمعت أو حدثني)، وفي علم الحديث فإن كلمة سمعت وكلمة حدثني  أقوي من كلمة(عن فلان).
 والحديث في البخاري  يتسم بهذه المشكلة، إذ يقول فيه هشام :(عن أبي) وليس: (سمعت أو حدثني)، وهو ما يؤيد الشك في سند الحديث.. 
والحديث الذي أخرجه البخاري كل رواته عراقيون،  فالحديث لم يروه راو واحد من المدينة، بل كلهم عراقيون ، ويصدق عليه تشكيك الإمام مالك.  مما يقطع أن  هشام بن عروة  قد رواه بالعراق بعد أن ساء حفظه، ولا يعقل أن يمكث (هشام) بالمدينة عمرًا طويلاً ولا يذكر حديثاً مثل هذا ولو مرة واحدة، لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لعمر السيدة (عائشة) رضي الله عنها عند زواجها بالنبي في كتاب (الموطأ) للإمام مالك وهو الذي رأي وسمع (هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة، فكفي بهاتين العلتين  للشك في سند الرواية السابقة انتهي.
 

 سيدتنا عائشة رضي الله عنها لم تتزوج لست ولم يدخل عليها لتسع، بل  تزوجت في سن 14 – 18. فالمعقول 16 كحساب متوسط.. والله الموفق والهادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق