الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

سورة التكوير وعلامات الساعة وجنايات الذين يزعمون أنهم يحافظون على هويتنا العربية : يالهول الجناية التي ارتكبوها وسيرتكبونها تجاه بيان القرآن وخير لسان



بسم الله الرحمن الرحيم

ياله من إفساد عريض في العقل اللغوي للشعوب الإسلامية

يمكنك أن تطلع على هول الفساد الحادث في الوعي اللغوي لشعوب الإسلام عندما تطلع على حوار كهذا عاناه الكاتب بغية تبيان معنى آية من كتاب الله سبحانه.
ثار الاستغراب منذ اللحظة الأولى عندما قدمت معنى الشمس في أول آية بعد البسملة في سورة التكوير: إذا الشمس كورت.
بينت الشمس أنها جمال سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ومحاسن الإسلام.

جمال السيرة شوهوه فهو كشمس كورت.
وبقية السورة تشرح كيف سيهيء الله ظروف كشط السواد عنها وعودة نورها.

وناقش الحاضرون أن الآية لاتحتوي حرف التشبيه، فلماذا تبحث عما يشبه الشمس ولاتفكر في الشمس ذاتها؟. وأجبت بأن قولنا رأيت أسدا يحتوي حرف الكاف في الذهن لكنه حذف في النطق فهو استعارة، فيها يحذف حرف أو لفظ التشبيه.

ولم يستطع الحاضرون هضم الاستعارة. والخلاص مما تعودوه من الحرفية، ذلك أن خطباء المساجد يلقنونهم فهما حرفيا للنصوص لايبالي بالنتائج.


القرآن نزل لكل زمان ومكان، ورحمة الله شملت كل عصور التاريخ، فلنبحث عن كلام الله الذي عنى به هذا العصر المزدحم بالبشر والذين عين القرآن عليهم بالأولى.

لقد تكلم القرآن واعتنى بعصر المليارات الحديث قبل عصر عشرات الملايين القديم، ونزلت سورة الزلزلة كما نزلت سورة التكوير بأسلوب قيامتي، موضوعها قيامة لمجد الإسلام الحقيقي بقصد إعطاء الموضوع هول القيامة الأخيرة. تتتابع الآيات تصور الزلزلة والانقلاب العالمي الهائل الذي يحدث في الأرض كأن القيامة الكبرى قامت.

إنه حديث عن نفخة صور من نوع خاص، إيذانا بنزول رحمة عجيبة، تنزل على البشر وهم في طريقم نحو المليار، زحفا نحو العشرة مليارات نسمة من سكان الأرض، تبشر أن مقياسا وطريقا للحق سيتضح وينتشر بحيث يعرف الإنسان قيمة ما يحضره للحساب، من خير أو شر.

السورة تتحدث عن تطورات القرون الحديثة منذ القرن التاسع عشر وحتى العصر الحاضر، حيث يتعاون التقدم العلمي والتكنولوجي على توصيل البشر ببعضهم، ورغم مافي التقدم  من فتنة إلا أنه يضم في طواياه رحمة لمن يحسن استغلاله.

الجبال سيرت من السفن والحمولات، والجبال سيرت من السلطات التي زالت عن مواضعها، وحيث عطلت العشار أي الدواب المتناسلة عن نقل البشر والتجارات واستبدلت بالقاطرات والسفن والطائرات التي تفوق كل طاقة دابة الأرض،  وحيث حشرت وحوش البشر من جيوش الظلم والعنصرية، ووحوش البرية من شدة العدوان على البيئة.
والبحار تسجر بمعنى تفتح على بعضها وبمعنى تقام السدود على الأنهار وبمعنى تشتعل البحار بنار الحروب وتتفجر القنابل  الثقيلة فيها.

 وينتقل الناس والأفكار ويعتنق بعضهم أفكار بعض، وهو تزاوج النفوس من فرط الاتصال وتبادل السلع والفكر. وحيث الصحف تنشر، ويالهول ماتنشر.
ستنشر على الملأ أن الإسلام دين الحرية الدينية، ويبكت الله كل دعاوى تزعم أن الله أمر بالقتل بسبب العقيدة، وسيكون بديهيا أنه لا إكراه في الدين عند الله والإسلام بريء من أي نوع من الإكراهات عليه، وسيعلو الصوت أن من شاء اعتنقه ومن شاء لم يعتنقه، وأن جماله كاف لجذب النفوس ومن العيب الظن بالله أنه يروج للنفاق حين يظن الناس أنه تعالى أمر بقتل المشرك حتى يشهد بالحق.

 وستخبر الصحف مثلا بهزيمة ساحقة يمنى بها عدو لمحمد صلى الله عليه وسلم، في مباهلة كبيرة معلنة بين القس ألكسندر دوئي في أمريكا مدعي النبوة وشاتم الرسول والمحرض على إبادة الإسلام وبين ابن مريم المحمدي من الهند. المدافع عن تشريف دين محمد صلى الله عليه وسلم. وتخبر بالحربين العالميتين ومقتل مائة مليون إنسان، في معارك كان يمكن تجنبها بكل بساطة لو ألقى زعماؤهم أو عقلاؤهم السمع وهم شهداء إلى مبعوث السماء. 

أتذكر أنه وسط حلقة من الأصدقاء كان الحديث عن علامات الساعة وذكرت تكوير الشمس وانكدار النجوم فكان تعجبهم هائلا من المعنى الروحي لكون الشمس إذا كورت أنها سيرة الرسول وصورة الإسلام  إذا لطخت وتوارت خلف سواد الزعم وضجيج الادعاءات. وهذا التعجب كان يباعد بينهم وبين تقبل المعاني الرائعة والبلاغة الفائقة للتصوير القرآني.
 ذكرنا أن القرآن نص أن الرسول سراج، ولم يذكر حرف التشبيه، رغم أنه تشبيه،  وبعد عناء بدأ البعض يتفهم عندما توسع الشرح، ودهشوا من وجود عالم روحي تام مواز للعالم المادي التام.

هل كان صعبا فعلا عليهم أن يستوعبوا آية الأحزاب التي ذكرت الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أرسله الله تعالى سراجا منيرا، وجادل البعض حول أن السراج هو الشمس، فتم لفت النظر لآية الفرقان: تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وفي سورة النبأ: وجعلنا سراجا وهاجا.؟ !

توسع الكلام إلى وجود شموس مادية وشموس روحية وأن الكيان البشري له أعضاء روحية، كعين وأذن وفم وبطن روحي، وأن الله لاينظر للصورة المادية بل للكيان الروحي الموازي.

وأحلتهم إلى كتاب إحياء علوم الدين، في أبواب العبادات حيث ذكر الوضوء الشكلي والوضوء النفسي، وكذلك الصوم المادي والصوم الروحي والحج كذلك، وذكرتهم بحديث " أريتم لو أن نهرا غمرا يجري بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات.. .. فكذلك الصلوات الخمس تمحو الخطايا كما يمحو الماء الدرن.   
وكيف يكون لقاء الملوك بالثياب والهيئة الحسنة، وكيف يقف رجل بكل درنه الروحي مع تمام الوضوء المادي فلاتقبل صلاته وتلف وتلقى في وجهه؟؟   

 وسر أحدهم بشرح الوضوء الروحي وذكر أنه مكسبه من الجلسة.

 وامتد الاعتراض من البعض إلى النجوم إذا انكدرت كيف يكون الصحابة والعلماء هم النجوم؟ فتحدثنا عن هداية الليل المادي بالنجوم بعد الغروب وهداية الليل الروحاني بنجوم الصحبة بعد وفاة النبي.
احترت معهم، وفيهم مجموعة ممن لايريدون للجلسة أن تكون هادئة تجري سفينتها رخاء.

كان أصل الكلام عن علامات الساعة، وقد سألوا عن العلامات الكبرى هل جاءت فعلا؟ وقلت أن الساعة ساعتان، الأولى ساعة نفخ الصور لجمع الناس جميعا للحساب الكبير النهائي، والثانية ساعة نفخ الصور لجمع الناس ليسمعوا مجيء دعوة الإسلام كما كانت أول مرة، نقية شفافة تشرف الرسل والمرسل والرسالة، وهي ساعة نهضة الإسلام وتوبة كثير من الأنام وقيامة النفس اللوامة على صاحبها، وإظهار دين الله الحق على الدين كله وهلاك الكفر ونجاة الإيمان ورفعة أهلة وإشاعة دين الله تعالى
وقلت علامة الساعة الأولى أن تأتي علامات الساعة الثانية، فبعد أن يجيء الوعد الحق بإعزاز اسم محمد صلى الله عليه وسلم واعتذار كل من سبه إليه وتألق صورة دينه جميلة شريفة تأتي الساعة الأخيرة على الناس وشيكا.   

وعن علامات الساعة المذكورة أخذت أتكلم فقلت أن من العلامات أن الله ييسر وسائل الاتصال حتى يمكن بها التمكين من تبليغ دعوة الإسلام وتوضيح حجته. ووسائل الاتصال متنوعة.
 وقوله تعالى " وإذا العشار عطلت" يصب في هذا الاتجاه، ومعناها انتشار القطارات والمواصلات والاستغناء عن الإبل والدواب.

فطلع لي معارض يقول أن معنى التعطيل هو تعطيل كل مايتلقح عن اللقاح فلا تصبح الأفراس قابلة للخصوبة بل تكون كالبغال لاتنجب ولاتكون عشارا. لم يتأثربتقوية المعنى حين ذكرت حديث: وتترك القلاص فلا يسعى عليها، ولكنه أصر على رأيه .. وكنت أستمد من المسيح الموعود المعنى وكان هو يستمد من دماغه الصرف، وهيهات للدماغ المجرد أن يدرك الحقيقة الدقيقة.  

وقرأت بقية الآيات الأولى من سورة التكوير وبدأت الدفة تتجه للكلام عن أن التقدم العلمي كان سببا تمهيديا استغرق تشكيله ونسج قماشته أكثر من ألف سنة. وبدأ البعض يحس بالفخر أن ديننا عظيم لدرجة أنه صار محورا لتطورات التاريخ.
تكلمت عن الحروب الصليبية وأثرها في اقتباس علوم المسلمين وتنميتها هناك، واعترض معترض قائلا من أين أتيت بكلامك: فذكرت له أن الأمر مدروس مفروغ منه، وذكرت اسم المؤرخ ول ديورانت في قصة الحضارة، وكتابا صغيرا رائعا كتبه عباس العقاد في سلسلة ثقافية قديمة: فضل العرب على الحضارة الأوربية. فسفه عباس العقاد وقال من هو هذا العقاد؟. فقلت له هناك مكتبة كاملة حول هذا الموضوع تتحدث عن أن الإسلام ساهم في النهضة العلمية العالمية بشكل حاسم.. فأضاف اعتراضات فحواها أن الأندلس كانت قريبة من ريتشارد قلب الأسد فلا يحتاج للحروب الصليبية لاقتباس علوم المسلمين من الشرق، ولم يفهم أن الاحتكاك مع الأندلس كان هو الآخر حربا صليبية.

 وبينت أن المسلمين جمعوا علماء من أديان وأمم عدة وترجموا من كتب السابقين، وأن هناك من كتب اليونان ما اختفى أصله ولم يبق منه إلا ترجمة المسلمين له، وأن كتابة الأرقام الرومانية كانت معقدة لا تسمن ولا تغني من حسابات وتقدم رياضي، وأن المسلمين لما عرفوا الصفر وتقدموا في الحساب واقتبسه منهم بعض الأوربيين كان الملك الأوربي يستعير من ملك آخر شخصا متعلما للحساب الصفري ليضبط له ملكه، حتى شاع علم الحساب فيهم. وأنه  في بدء عصر النهضة العلمية لم يكن يعتبر عالما في أوربا من لم يتعلم العربية، وأن لابن الهيثم مؤسس علم البصريات فضلا على روجر بيكون وغيره من العلماء حتى جاليليو ونيوتن.

تكلم البعض عن دور الرسل وهل هم باب التقدم العلمي؟؟  فذكرت دور الرسل في تعليم اللغة وتعليم الأخلاق وبناء البيوت والمساجد وتعليم القبلة ويتبعها تعليم الجغرافيا والاتجاهات، ورسم الخرائط تبعا. وبناء السفن كنوح وتعليم الشراع عند سليمان وتعليم الجماعة السرية للتحرر، وتعليم استغلال الحديد.
وقلت عن دور القرآن في نشر القراءة والفكر في كل الشعب، وقيام المسلمين بجمع العلماء وتراث الأمم العلمي والاعتراف بالتراكم والمساهمة المشتركة لكل الأمم، ومن هذا الباب تم جلب الصفر وعلم الفلك الهندي (الذي لا بد قد علمه لهم نبي من الرسل) وكذلك علوم اليونان التي لابد كان منهم رسل لم يقصهم الله تعالى. ولاشك أن يوسف عليه السلام صنع بالوحي تقدما في علوم الإدارة، وشرحت معنى قوله تعالى حكاية وترجمة ليوسف: ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين. وان التقدم العلمي استمر في أوربا لأن الله يعطي المهمة لمن يستمر في العمل، ولابأس أن يعود الخير العلمي على الإسلام في نهاية المطاف كنوع من رد الجميل الذي يقوم به القدر. 

تطرق الكلام للوعد الحتمي لإظهار الدين الحق على الدين كله، ونبوءة الإسراء وانتقال الإسلام لمرحلة المسجد الأقصى. وتكلمت عن ثلاث معان للآية، أولها تنبؤ الآية بليلة الهجرة نحو المدينة، مثل قوله تعالى لموسى قبل إسرائه فرارا من فرعون: فأسر بعبادي ليلا. حيث ترن في الكون تسابيح وتحميدات حين ينفذ الله تعالى الوعد ويتم الإسراء ليلا إلى المدينة لنجاة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التآمر على قتله، والأقصى هنا هو المسجد النبوي الذي بورك حوله وجعله الله حرما إكراما لنبيه. وثاني معنى هو نبوءة تسبيح بعظمة الله الذي يبشر بسريان الجيوش من بلاد الحرمين، لفتح بيت المقدس وتسلم مفاتيحه، وثالث معنى هو تسبيحة رائعة بيوم نهضة الإسلام وانتقاله لمرحلة تألق حيث تنتهي الحروب الدينية، ويجتاز البشر مرحلة الهرب ومعاناة الموت في طلب الحياة مع حرية الاعتقاد، ويبشر الله بالانتقال من مرحلة العبادة المحدودة والبحث عن البقاء حيا إلى مرحلة بلوغ الحد الأقصى من الانتشار حيث يحكم العالم للإسلام بالبراءة من التهم الشنيعة، ويقبل الناس على الإسلام وتهنئة أهله، وتسلم روما وواشنطن وموسكو، وذلك الزمن هو زمن المسجد الأقصى. وهي المرحلة التي مهد الله لها بالتقدم العلمي وتكثير العدد واختصار المراحل وتصحيح الصورة الإسلامية، لكي يكون العرض بالجملة والتصديق بالجملة والتكذيب بالجملة والعذاب بالجملة.

اندفع بعضهم يتكلم عن مسجد أقصى كان موجودا أو لم يكن موجودا وعن تاريخ بناء المسجد الأقصى، وهل يصح تعدد معنى المسجد الأقصى وهل يصلح المسجد النبوي كتفسير، وهل يصلح الفتح الإسلامي كإسراء؟؟  واعتراضا على تفسير الإسراء هكذا ذكر البعض أنه يعلم الإسراء والمعراج ماديا بالجسم والروح، وذكر حركة الرسول وحدود حركة جبريل أنه لو تقدم احترق،  وشرح معتقده...

 فقلت له لك فهمك ولكن هناك مايمنعنى من اعتماده: فلو ناقشنا حرفية الصعود للسماء وطرق الباب والسؤال عن الطارق وهل بعث ؟؟ وماروي حول رؤية الدنيا عجوزا  تنشر شعرها، كل ذلك يدفع  نحو إقرار أنه ليس حرفيا، ولايمكن الأخذ بحرفية حديث التخيير بين المشروبات الثلاثة: الاختيار بين اللبن والخمر والماء، وإمكان قيام النبي فعلا باختيار ماء أو خمر. وكذلك أحاديث اللقاءات وتردد النبي صلى الله عليه وسلم بين الله سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام لايمكن أن يؤخذ حرفيا بل هو بيان رباني عن الفضل والنعمة ووسائل ابتلاء روحية لتعميق إدراك معين. وأن الصلاة بالرسل كانت صلاة روح بأرواح، وتعني بلوغ دينه الآفاق وصلاة أتباع الرسل خلف أتباعه. عليهم الصلاة والسلام.

 الكون ليس عمارة ذات طوابق يسكن الله تعالى الأعلى منها، ومسافات الرسل وصعودهم نحو الله تعالى ليست مسافات مكانية، وسدرة المنتهى هي قمة منازل روحية ومستوى من الثواب العالي، وأوراقها وألوانها تغشاها ليست أوراق أشجار ولو كانت الورقة كجبل المقطم كله حجما وليس أذن الفيل. بل الألوان هي تجليات جمال أسماء الله وصفاته.
الرحلة الروحية قد تستغرق دقائق من زمننا ولكنها في زمن الروح سنوات. ولك ماتعتقد ولي ما أعتقد،  وبينت ما قد ذكر في بعض الروايات الحديثية الشريفة أن الجسد النبوي لم ينتقل وأن الإسراء كان رؤيا.
 ومن باب تفسير القرآن بالقرآن فالنفس تنتقل لعالم البزخ وهو عالم غير عالمنا. 
فليس هناك أرواح رسل في هذا الفضاء حولنا ولا جنة في الفضاء الفلكي المرئي ولا سدرة منتهى فوقه، ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعروج في هذا الفضاء الذي فوقنا، ولا أخذ يقطع المسافات الفلكية بالسنوات الضوئية ليخترقه لعالم الجنة والعرش،  بل هي رحلة للروح في عالم البرزخ وعوالم الغيب إلى عالم الآخرة ومكانة الرسل هناك، وإلى سماوات خاصة بعالم الغيب. رحلة في عالم لا يمت لهذه السماوات التي فوقنا مهما بلغت نهايتها، وهو عالم لايقبله جسدنا الدنيوي ولا يصلح للحياة فيه، فله منطق آخر ونور مختلف والماء فيه ليس H2O  والهواء ليس خليطا بنسبة بين أكسجين ونتروجين، وليس فيه التمثيل الضوئي ولاتقوم التربة بتثبيت النيتروجين وتجهيز نشادر ولا أمونيا. وعالم البرزخ وعالم الآخرة لا يقبل جسدنا هذا ويقوم فورا بترشيحه في فلتر، وتنفصل الروح عند عتبته لارتداء جسم نوراني خاص للسير فيه، والبراق ليس دابة بل هو براق روحي، وصخرة روحية وحبال روحية عند بداية مصعد روحي نحو السمو. ويستحيل فهم المعراج حرفيا بالشكل الجسمي إلا إذا خلطنا العوالم وتناقضت النصوص.
هناك علاقة بين تلك المفاهيم وإمكان التأقلم مع كتب المسيح الموعود، وقبول العلوم التي يبثها في الصفحات، ولقد عملت الثقافة الحرفية الحشوية عملها في إبعاد الجمهور عن تذوق روعة كلام الله.

قراءة الأدب والأدب العالمي الزاخر بالرمزية والتضلع في البلاغة والشعر قد تحرر الشخص من سجن الحرفية في فهم كلام الله تعالى والإشراف على جمالياته، ومن ثم تفهم بيان ابن مريم المحمدي وقبول مسيح الله تعالى. والحزن يأتي عندما ترى خبرا في الصحف عن بعض الشعراء والأدباء يهيجون على شاعر وصف شاعرا عفوا بأنه خاتم الشعراء ويقصد خيرهم، كما هو معنى الخاتمية، ويربطون بين كلمته وبين إشاعات المشايخ الجاهلين عن معنى الخاتمية.

إن الخاتمية لم تلغ مجيء ابن مريم، والخاتم هو الذي بشر بمجيئ ابن مريم. ولقد جاء شارحا جمال سورة التكوير وعلامات الساعة في كتبه ومنها كتاب التبليغ.  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق