الاثنين، 9 فبراير 2015

2 وداعا للوهابية مقال ثان :التوحيد الذي زوروا معناه ونهاية الوهابية



وداعا للوهابية  2
فك عقدة السحر الوهابي
بسم الله الرحمن الرحيم 
جعل الله تعالى الشهادتين لاغير هما الشرط الذي به يدخل الشخص في الإسلام. وجعل الله للناس مطلق الحرية أن يؤمنوا أو يكفروا، وجعل نفسه سبحانه هو الحكم في عقابهم على المكفر. 
وأنزل الله نصوصا يعرفنا بها كيف يتلوث القلب بالشرك الظاهر والخفي لنحكم على أنفسنا ونعرف عيوبنا ونقيس مسافتنا من ربنا. 
 
ناس لهم نفس العيوب شغلوا بعيوب الناس واصطادوا نصوصا فساء فهمهم
واتخذ قوم نصوص التعليم والتزكية ليكفروا بها الناس زعما أن هذا هو الحكم بما أنزل الله. وتصوروا أن غرض نزولها أن يكفروا بها خلق الله، تكفيرا يمزقون به بطاقات هويتهم، ثم يقتلونهم بعدها. ومنهم الوهابيون.
نسوا أنهم يفعلون نفس الشركيات كل يوم مثل الكذب والرياء وسوء الظن بالله وحب المال عشقا وعبث الهوى بقلوبهم.
 يظنون أنفسهم يفهمون التوحيد وقد انخدعوا في ظنهم، فالوهابيون ناس كالناس وفيهم عيوب الناس، وفيهم قسوة مميتة وغلظة مريعة وهضم حقوق بالقناطير، ويكذبون ويراءون ويظنون بالله سوءا في حياتهم اليومية وفي تعبيراتهم عن نظام الله في الوجود، ولا يذكرون الله إلا قليلا ..

تبدأ قصتهم بأن وجد الوهابيون أنفسهم أمام مجموعة من النصوص كبيرة صيغتها توضح مواضع من غضب الله تعالى .. ( من فعل كذا فقد كفر، فقد أشرك ، لا يدخل الجنة ، فعليه لعنة الله  .. أو لم يرح رائحة الجنة ) ونصوص تقول  ليس منا من فعل كذا وكذا ونصوص تتبرأ ممن فعل كذا وكذا وهكذا..

 واعتبروا النصوص فريسة يقتسمونها.
قالوا هذه أحكام الله التي أنزلها على الناس ويلزمنا الحكم بها، ومن لم يحكم بها على الناس فهو كافر، ومن لم يكفر الكافر فهو كافر، وصار علينا وضع ضوابط للتكفير كي يكون التكفير جيدا لاغبار عليه.   
...
الناس لاهية بالدنيا لا تذاكر النصوص، إلا مرورا عابرا، وهم ذاكروها فظنوا أنفسهم ملاكها.
احتضنوها كغنيمة  ونظروا حولهم يستوثقون من الناس. ووجدوا طريقة لافتراسها.
فغروا الأفواه دهشة: جواهر .. ياقوت .. ذهب ..ألماس .. زمرد ، لؤلؤ ..
ببعض الضوابط ننطلق في الأرض نحكم على هذا بالكفر وذاك بالشرك.
ونقول هكذا قالت الضوابط.  ونقول هذا هو التوحيد .. ونشغل الناس بما فيهم من تقصير، وسيمر وقت طويل حتى يتنبهوا أننا أيضا ملوثون بشر العيوب كالكبر والتجسيم والزور والرياء والغرور.

ونسي الوهابيون معاصيهم
 ونسوا ما تسرب لنفوسهم من نمل الشرك بل وثعابينه، واستهانوا ببعدهم هم عن الله تعالى ووقوعهم في مواطن من غضبه.
وتساءلوا : من كفر فماذا له ؟
-   له حكم الردة يا سيدنا .. هكذا تقول بعض الكتب.
هتفوا في لهفة الفرح : هذه كتب عظيمة ، وماذا على المرتد ؟
-   ماله حلال ونساؤه حلال وهو له القتل يا مولانا . في بعض الكتب.
وصرخت ضمائرهم من الحبور: ياللثروة التي هبطت علينا من السماء. الناس كثير ومن يفعل هذا الشرك كثير ..
وماذا نقبض من تعليق التمائم والتولة والرقى والطواف حول الأضرحة ومن الذبح باسم هذا الولي وذاك ومن لطم الخدود وشق الجيوب والحلف بالنبي ؟
سنترك هذا كله، ونستغل ماظهر من المخالفات، وبها سنتهم الناس بالردة إلى الشرك والكفر ثم بعد أن نكفــّـــرهم سنقتل منهم ونسلب ونغنم الكثير .. هذا مشروع مربح  ولذيذ.

ونسوا الله الرقيب الشهيد الذي هو تعالى بالمرصاد 
وقال حالهم: ( فلنقل أن الآيات لا تعني قط سوى هذا المعنى، والأحاديث تقصر الحرمة والعصمة على قول: لا إله إلا الله وبهذه الطريقة عينها، والنصوص تحمل مسائل القتل والتكفير والاستحلال  للدماء والمال والعرض، وهذه الكتب التي تكفـّــــر وتحكم بالقتل هي الكتب الحلوة. وأخذ النص بظاهر معناه هو الجنة .. وتأويل النص ليلائم عظمة الله ودينه ورسله وشرعه هو المرارة والباطل والضلال والفسق المبين )..
....
وانقضوا كالتتار على أمة الإسلام .. وهانحن نرى آثارهم وثمارهم وكم هي مرة قاتلة. وويل لك يا أمة الإسلام  منهم . طالما تتركين مصيرك بأيديهم يتفشخرون بأن السواد خلفهم.
ولكن الله بعث مسيحه لينقذ فليت شعري من يهب إليه سريعا لينقذ نفسه وأهله ووطنه ؟؟

ونعود للتساؤل والبحث: 
لماذا جاءت هذه النصوص في الكتاب الرباني والكتب؟ وكيف الموقف منها؟
 الجواب:
جاءت نصوص القرآن والحديث  تحذر من الكفر والشرك تحقيقا لطهارة القلب وصيانته متفرغا لله وحده.
جاءت الشعائر وتعظيمها كدوافع لتقوى القوب لا غير، والقلوب لو صلحت من الشوائب صلحت الأعمال .
جاءت النصوص محذرة من رشح العمل السيء إلى القلب شركا، ولأن الله تعالى يربي القلب عن طريق رشح نور الفعل على القلب. جاءت لأن الشعائر ترسل شعورا منها فتشعر القلب ليتعلم ويفهم .. ولم تنزل من الله لاستخدامها في البزنس لاقتناص مال الناس وأعراضهم.
.....
والوهابيون كانوا مرضى بالشوائب كسائر الأمة المريضة، ومعلوم أن المريض والهالك الذي يحتضن في داخله شركا لا يصلح للطب ولا ينقذ ولا يعلم التوحيد. 

الكذب 
الكذب عند الله شرك عظيم، والاتكال على الأسباب كذلك، وشرك الكذب والأسباب شرك مهلك.
عبادة الوثن الحجري ليقضي لك الحاجات شرك أكبر، ولكن الكذب وثن كبير وشرك كبير. وهذا الكبير لو كثرت مادته فيكون لها نفس آثار الشرك الأكبر.

حياتنا وتوحيدنا
حياتنا معجونة بالحاجة والاضطرارات والافتقارات وطلب المعونات.
والقلب الموحد هو قلب عاكف على وجه الله تعالى يطلب منه وحده كل مرافق وجوده. لأن إمكانيات الله تملأ عينه وتكفيه.
سبب الشرك وتعدد الآلهة أن تتضاءل في القلب قيمة محامد الله وعظمة قدرته فلا يكون الله فريدا في عينه متفردا في طاقة نجدته، ولا يكون كماله واقتداره كافيا في نظر الروح لجذب الروح نحو دعائه تعالى وحده، والاقتصار على عطفه وحده، بل يمكن أن يوجد آخر يقوم بالدور.
والله يحذر من الإله الآخر. وصور الإله الآخر عنده تعالى منها الظاهر ومنها الخفي الماكر المتسلل الباطن. فمن الظاهر كل وثن مادي ومظهر جسمي يطلب منه النجدة ويؤله إليه لجوءا للعون والغوث. ومن الباطن مثلا الكذب وصور عبادة الحول الشخصي والقوة الفكرية الذاتية أو قوة القوانين والأسباب وتأليهها.
إن الله خلق الناس لتعبده. والعبادة مخها الدعاء، والدعاء هو استغاثة وطلب نجدات أنواع.
خلق الله البشرية لتأله إليه هو وحده لاغير: غنيا كريما مقتدرا مستجيبا متجاوبا مع الحاجة وطلب العون.
 والعبادة الموحدة لن تحدث مالم يحدث اقتناع قلبي بعظمته وكرمه تعالى مع حب جارف: به يرتفع شأن الله واحترامه وتحميده في القلب سبحانه، بحيث يحتل تقديره والاعتماد عليه المساحة كاملة.
 العبادة تكون توجها له سبحانه وتعالى وحده في كل الحياة.
وتلك هي قبلة الوجود.
 والله في العبادة لا ينظر إلى صورنا بل إلى قلوبنا وأعمالنا. ويحذر مما يحدث للروح من خراب بسبب اللجوء الوجودي إلى غيره، وهو الشرك سواء ظاهره وباطنه. 

 خطر شرك الكذب الكبير وآخر من شكله أنواع.
والناس عندما يتصورون في الكذب منقذا فهو لهم إله وملجأ ونجدة، وهو بالتالي وثن خفي، والكذب شرك خفي خطير لو استفحل تتسوس منه الروح كما تتسوس من عبادة وثن الحجر تماما.
وقد حل بأمتنا نوع من فساد الروح الخطير.
في هذا النوع ترى الواحد من الناس يستهين بنوع من الشرك، استهانة تجعله يرتكبه ويوغل فيه،  ويعظم شأن نوع آخر من الشرك.
ولو تعمقنا لوجدنا الوهابيين من هذا النوع. 
يتصور الوهابي أن الله بينه وبين الممارسات الشركية عند قبور الصالحين ثأراً شخصياً هي بالذات بينما يتصور تساهل الله مع مظاهر الشرك الأخرى، مثل:
 الرياء.
 وعشق الدرهم والدينار.
 والكذب وأنواع المكر والخداع والخيانات.
 وصنوف الهوى والاعتماد على المخلوقين.
 وترك القلب مرعى للشهوات والظنون السيئة.
 وتقليد الكبراء في الدين دون برهان صدق تقواهم. 

وكله في التلويث سواء.
الحق في التوحيد أن الأوثان تستختفي في تلافيف كل ما حذر الله منه: مما سمي كفرا أو شركا، أو جلب لعنة الله أو غضبه، أو براءة الله أو رسوله، أو وصف بأنه لا يدخل الجنة صاحبه، أو قيل أن صاحبه خالد في النار أبدا، كل ذلك مناط الهلاك والتحريم، والنهي عنه سببه أنه يفسد القلب ويهلك الروح، ويدل على اشتراك غير الله مع الله في محل الإيمان وسويداء القلب.
 فإن أعمال الغش والكذب والرياء والخيانة يستحيل أن تـصدر من قلب استولى عليه الله، بل تصدر أعمال الغش والاحتيال والكذب من قلب تعبث به الشياطين، وتدمره بأوثان ترتدي أزياء خادعة.
 وهو نفس الحال عندما يعلق المرء التمائم ويتعوذ بالرقى من دون الله تعالى، أو يعتمد على صراخه يستغيث الصالحين من الموتى .. فكله اعتماد على غير الله ولجوء واستنجاد بغير الله . وكله حالة وثنية خفية.
يستوي دعاء ضريح الصالح  طلبا للنجاة مع كذب يظن الشخص فيه النجاة من هلاك أو جلب منفعة.  كلها صور تأليه وثنية خفية،  وكله نوع من زنى القلب ونوع من الخيانة الروحية التي لا فرق بينها في آثار التسويس الروحي  والنخر القلبي، ومن ثم في الإبعاد عن الله سبحانه وتعالى، والتطويح بالشخص بعيداً بعيداً عن مرضاة الله.

رسالة الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.
إن محمداً عليه الصلاة والسلام قد جاء من أجل ضمان ملكية الله على القلوب، والقلب عنده مضغة لو صلحت صلحت الماديات كلها ولو فسد فسدت الماديات كلها. ولا فخر مثلا لمن يكذب على من يعكف على قبر يبتغي من صاحبه النجدة. كلاهما يعاني من نفس اللوثة.
 وإذا لم يكن القلب مملوكا لله سبحانه ونقيا من أوثانه الخفية فلا قيمة لأشكال العبادة الخارجية ولا ترك هذا أو ذاك من حيث صور الذبح والحلف والاستشفاع أو ترك الوثن الظاهر.
إن عبادة الأصنام الحجرية قد يئس منها الشيطان في ديانة الإسلام، ومن الصعب أن يأله الناس المسلمون لصنم خشبي أو معدني يتصورونه منقذا،  ولكن الشيطان يعمل بعد ذلك في الوسوسة بآلاف الصور الدقيقة الوثنية التي يأله اليها الإنسان، ويطلب فيها الفوز والفلاح أو النجاة من الخسائر والمشاكل. وبهذا التوثين الخفي يتلاشى التوحيد رويدا.
والإكراه لا يجلب توحيدا، وسحق الناس بالخوف لايجعل الشرك يهرب من قلوبهم، ووسيلة التوحيد هي الاقتناع بعظمة الله انجذابا بالعقل والروح ينتج عنه حب ووله بالله تعالى وانبهار بقوته وتوحيد النفس لبعضها على الله لا ترضى بغيره معينا وهاديا ونصيرا ورازقا.

الكذب وسنينه
يهون الوهابيون من خطر الكذب، وعندهم رسل يكذبون، وعندهم كذب جائز وكذب مكروه فقط وكذب واجب عند الحرب، والحرب تقع مع من يفترضونه عدوا أو كافرا من عند أنفسهم.
 ولقد دلل الله سبحانه وتعالى على أن الكذب كالشرك بذلك التجاور والتساوي في التلوث الوثني عندما قال سبحانه وتعالى عن الكذب: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور، حنفاء لله غير مشركين به).. سورة الحج).
الأوثان خشنة مادية والكذب ناعم غير مادي.
 وحسب الآية فالصور المادية للجوء والاستغاثات وطلب الحمايات والنجدات تتساوى عند الله في قوة التلويث للروح مع الصور غير المادية مثل الكذب.
 
وصور الكذب عديدة وأزياؤه كثير..
فالرياء يمت الى الكذب بصلة وكذلك الخيانة،  وأنواع كثيرة من سوء الظن تندرج في قول الزور والقذف بغير الحق.  وسوء الظن يتمثل في صورة حوارات داخل النفس، وفيها يصدر المرء حكماً على ربه بما الله بريء منه فيكذب على نفسه  متحدثا عن ربه بالسوء.
يمكننا أن نتعمق في فهم الخيانة وأنواع النفاق لكي نلمح فيها ملامح وجه الكذب واضحاً.
 إن الله سبحانه وتعالى ينهى عن الشرك في أشكال شتى كلها تحدث نفس التلوث الذي تحدثه كثرة زيارات القبور وإيقاد السرج عليها وتعليق التمائم والرقى والتعلق بقبور الصالحين بالمناداة والاستغاثة.
إن الغش نوع من قول الزور ولو أنه غير مباشر، والظلم هضما لحقوق الآخرين المعلومة هو نوع خفي من الكذب، وترديد التهم والإشاعات هو أكذب الكذب، والصور المختلفة لنقض العهود هي كذب،  والتطفيف الذي أهلك أمما هو كذب، وعقوق الوالدين هو قول زور وبمثابة شهادة زور عليهما : لأن العقوق يساوي قولك أنكما حقيران، وهو كذب صريح. كما أن عقوق الله تعالى يساوي القول أنك يارب غير كامل ولا عظيم ولا تملأ العين.
 وهو كذب صريح. 

كذب العقوق الكبير يغفل عنه الناس.
إن معنى أمر الله تعالى بالإحسان للوالدين مع الأمر بعبادته وحده يعني تماما أن لهما حمدا مستمدا من حمده، وأن الاعتراف بالجميل مادته واحدة، وأن نكران جميل الله تعالى وكفران نعمة الوالدين سواء تقريبًا وإن اختلفت دركتهما في النار. وأن هدر جميل الوالدين يعني إزاحة ما فعلا من خير إلى غيرهما أو إلى العدم، وبالتالي فهدر جمايله تعالى تعني إزاحة نعمه وفضله للغير أو للعدم.
إن العقوق كذب شديد السمية والخطورة، وهو بئر معان عميقة لا يتسع المجال للخوض هنا فيه. وكذلك الكبر والغرور فيه كذب.
 وأشكال الكذب شرك ومعدن الشرك متجانس.

واجب داعية التوحيد الحقيقي وليس السطحي المزيف:  .. والإنسان المسلم الذي يعتبر نفسه يعلم شيئا عن التوحيد عليه أن يبحث عما هو(شخصيا) مسكون به من أسباب الشرك، لكي يعالج نفسه وقلبه وينصح غيره.
عليه أن يعتبر الشرك كله ملة واحدة ومادة واحدة عليه الخلاص منه، ولا يستهين بشرك لأنه باطن وخفي.. أو لأنه ليس الأكبر.
فبعد الخلاص من الأصنام الحجرية الصارخة الصريحة والأضرحة المختبئة والتعاليق والتمائم تحت الثياب، فلا زالت توجد آلاف من الملوثات التي تتداعى على القلب كما تداعى الأكلة على قصعتها، خاصة ملوثات الكذب بكل أنواعه.
وحرام أن يكون المسكون بأنواع من الشرك قاضيا وحكما على زملائه من المسكونين بأنواع مغايرة. ومن الفظاعة أن يمشي بين الناس ليقتل منهم من يبني مسجداً على ضريح بينما هو ملوث الروح ومجروح بما يشبه هذا من الجروح..

تطورات خطيرة مدمرة
بدأت الوهابية فكفرت وقتلت وسبت وغنمت وفتحت بلادا وحكمت ووزعت ثروات للترويج ونجحت، ودخلت مصر تحت عباءة جمعية مهادنة سلمية مدنية خيرية تخفي نصوص القتل وتظهر قشور التوحيد بصوت جهوري، ولما استفحل العدد أظهروا الحقائق وكشروا عن الأنياب وبدأوا في السفك.
للأسف الشديد تطور معها التكفير بعد نزول مسيح الله المحمدي عليه السلام وتكذيبهم له وانتقلت الوهابية بعد ذلك من سوء استعمال الأحاديث النبوية التي تقول: من فعل كذا فقد كفر،  إلى وضع نصوص جعلوا لها قوة الآيات والأحاديث،  مثل قولهم (من قال إن عيسى بن مريم قد مات فقد كفر).
ومع أن القرآن نص على وفاته عليه السلام، فلم يبالوا، وهو عليه السلام في نهاية سورة المائدة اعترف بعدم علمه تفاصيل شرك قومه من بعده وفوض الرقابة بعده لله تعالى، والرسول الكريم فعل نفس الشيء بالنسبة لمن انحرف من صحبه، ومع وجود فرق إسلامية عدة ترى موته عليه السلام ومنهم علماء كبار، فالوهابيون يصرون على تكفير القائل بموت نبي خلا كغيره من الرسل بنص القرآن ولا نبي خير من محمد صلى الله عليه وسلم. وفي تكفيرهم هذا يغامرون بتكفير كل عالم رأى هذا الرأي واجتهد فيه.  
وبافتراء هذا النوع من التكفير كأنهم يقولون: من يعتقد بموت عيسى عليه السلام الأول فإن قلبه يتلوث بالإشراك بالله، أو إنكاره تعالى، أو إنكار كماله، ولكن الحقيقة أن هذا الاختراع والافتراء إنما هو غلو وتعمق ومضي في غي التكفير لوأد جماعة المسيح الثاني ..
وهو مما قال الله تعالى عنه ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب.. إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) .

البزنس اللعين.
وكل أنواع تكفيرهم ذات طابع موحد هو طابع البزنس، وتحصيل المنافع من أسلاب الكفرة..  والطريقة هي اعتبار التكفير مهنة مربحة، واتخاذ كلمة الحكم بما أنزل الله وهي حق ليراد بها باطل رهيب البطلان هو: أن نترك التوحيد الحق ونحكم على الناس بالكفر والشرك والقتل لأنهم ارتكبوا هذا وذاك مما قال عنه الله تعالى أو رسوله أنه شرك وكفر، ونستعلي عليهم مغرورين بينما نحن بألف نوع من الشك الخفي مسكونين ولكن من  سبق أكل النبق.

أتأمرون الناس بالتوحيد وتنسون أنفسكم ؟!
إن هناك أنواعا إضافية مهمة من الشرك يقترفها الوهابيون وهم يعلمون أو لا يعلمون.
 ومنها الصور التالية:
1  جعلوا بتفاسيرهم الجن سادة وسلاطين، ولهم شرك في نظام الكون، وجعلوا للشيطان سلطانا مبينا، وجعلوا للسحرة مع الجن والشياطين نصيباً من ملك الله (بل وسلطانا على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم).
0-                 2  لقد جعلوا آلهة من دون الله تعالى في تفسيراتهم لوصف سيدنا محمد للدجال، فجعلوا منه إلها يخلق النبات ويحيي الموتى.. وأيضا جعلوا للمسيح الصادق عيسى ألوهية في خلقه الطير الحي وإحيائه الميت الحقيقي، وفي خصوصية الوفاة التي لا تنفصل فيها روح عن جسد، فجعلوه كحي لا يموت.

٣- يستعملون الكذب بتوسع بما يشمل الكذب من أنواع الخيانة والاحتيال والخداع .

٤- يأخذون بيدهم ما تفرد به الله سبحانه وتعالى ويعلمه وحده، وهو الدينونة المسماة بالدين في قوله تعالى ويكون الدين كله لله. وبذلك يعرضون الحرية الفكرية للناس لمحنة الفتنة ويفتنون الناس عما يدينون به. ليدين الناس بوجهة نظرهم كرها. 
والمراد من آية الله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)  هو قتال من يكره الناس ويفتنهم عن الدين، مهما كان، فأولوها بمنطق البزنس أن الفتنة هي مجرد الكفر مصرين على هذا المعنى المربح لهم والخاسر عند الله.  ويقيمون على تلك الدينونة عقوبات وأنواعا من الاكراهات حرمها الله على الناس واختص بها وحده ..

٥- الله تعالى نص أنه هو يستخلف: (ليستخلفنهم) وهو نوع توحيد مثل ليرزقنهم ومثل لينصرنهم ومثل ليحيينهم أو ليهدينهم .. ولكنهم  بمناهجهم في نصب الخلفاء بأيديهم دون سلطان من الله ثم بطرقهم في نقد الخلفاء والعيب عليهم ينتهون إلى قتل الخلفاء كما قتلوا عثمان بعقليتهم هذه: التي تكفر وتتلكك للتكفير لزوم البزنس والبرطعة في مال الناس وأمر الأمة .. وهذا هو شرك إقامة الخلافة .. والخلافة على نهج النبوة لاتقوم بالذراع البشرية ولا باستخدام الحيلة وأنواع المكر التي تنسب زوراً إلى رسول الله وإلى سيرته صلى الله عليه وسلم.
ويستحلون المحرمات في سبيل هذه الخلافة المزيفة. 

٦- شركهم بتقليد الاحبار والرهبان دون لجوء ذائب فانٍ في الله  تعالى دعاء ورجاء واستنزالا للهدى، فينفرد بهم الأحبار بعيداً عن الله سبحانه .
ولديهم شرك سوء الظن بالله وجعلوه خلف مشايخهم كالبشر شبيها بهم، يشغل المكان .. وشرك رمي الله بالقسوة ويتصورونه في الافتراس كهيئتهم وأنه يغتاظ والغيظ صفة في ذاته .. ويخلد في النار حتى ما لا نهاية مطلقا...
٧- شرك التمرد: فعندهم الاستعداد للنميمة وغيبة الخلفاء والتمرد عليهم ومحاصرتهم وانتقادهم ظلماً ولديهم استعداد لاتهام القرآن بالنسخ الإلغائي واتهام الرسول عليه الصلاة والسلام بالسحر وما لا يليق واتهام دين الاسلام بالاكراه في الدين.
من أجل ذلك أطال المسيح الموعود في بيانه للمشايخ هؤلاء أنهم مرضى فلا يصلحون لطب الأمة وموبوءون بأنواع الأمراض المعدية فلا يصلحون لمكافحة أنواع العدوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق