الاثنين، 9 فبراير 2015

رسالة إلى طلاب الخلافة تعسفا من أتباع المودودي و الإخوان



لو كان هناك إله

الله ليس هكذا يا إخوان ويا منتسبين لسلفية.
وهذه صرخة بطلاب الخلافة (بطريق خاطيء)، الذين لا يعرفون طرق الله .
ويحرقون العالم جنونا ولهفة على أي خلافة والسلام.
أقول لهم: أنتم تعذبون وستخسرون وستندمون.

 وهذه صرخة محب يعلم ما يقول: 
  هناك علامات نعرف بها أن المحطة قادمة ..
وعلامات أن المحطة فاتت وراحت.
كان مسيح الله تعالى يستشهد بأحداث زمنه وكمال صفات الله على أن نزول المسيح ضرورة يقتضيها الوقت العصيب. ولكن الآن تغير الأمر لنستشهد بأحداث زمننا وكمال صفات الله على حتمية أن المسيح قطعا لا بد قد نزل منذ زمن. لابد أن الله أعذر وله الحجة ضد مايحدث اليوم. 
جاء وشرح سر الفاتحة وماهي الصلاة وما هو الحمد، ونهى عن التكفير كله من أوله لآخره، وأعلن تمجيد حقوق الإنسان ولها المجد، وأعلن حكم الله أنه لا إكراه في الدين بجد، ولا قتل لكافر ولا مرتد. وصحح علم التوحيد من كل شائبة شرك، وأعلن العصمة للرسل من كل عيب. 

من الناس من يلحد بسبب المناظر الفظيعة.
ولكن لو عرفنا أنها مناظر عقاب والله سيمسح دموع الأطفال والمظلومين ويعوضهم تعويضا كاملا فلا مشكلة.
إن جمال الله يتعالى بشموخه.
 ولا تنقص من جماله الفظائع التي تحدث، ولا المشاهد الرهيبة في أرضنا. لأنها فظائع العقاب الوفاق المضبوط.
والأرض تستحق ما يحدث فيها. والله حميد ولا تنسبوا له ظلما.

من قوانين التوحيد والرحمة
هناك حاجات إنسانية لا يتم تلبيتها إلا من الله وحده.
حاجات لا تتم إلا بعنايته هو الخاصة.
مثلا بطوننا لا تقبل إلا طعاما صنعه الله تعالى مباشرة .
إن الله الذي خلق الجوع والعطش أبى أن يكون له شبع وري إلا من الله وحده ثم وحده، من طعام عجيب التركيب من نبات أو كائن حي صنعه الله تعالى بيده وماء ينزل حين ينزل من يد الله تعالى وهو حديث عهد بربه.
فكذلك الله الذي خلق فينا الشوق الحارق نحو المعرفة واليقين يأبى إلا أن يكون الله وحده ثم وحده هو يشفي هذا الشوق ويلبيه بكلامه الصريح معلنا عن نفسه: إنني أنا الله لي الأسماء الحسنى ولا إله إلا أنا.

ولما خلق الله فينا همة فكان من مظاهرها جنون قيام الخلافة
إن الله رحم البشر لما كتب تكاثرهم العددي فأنزل الله روحا حية وزلزالا للبعث خامته الحماس التام للبحث والعلم، وقصد به مما قصد إثارة الشوق لعودة مجد الدين الحق ووجود خلافة الله الحقة.
فما من صاحب فكرة علمية ثورية ولا اختراع وابتكار ينفع الناس ويسبب يسرا إلا وهو من ثمرة هذا الروح المنفوخ في الدنيا، وأثر من آثاره، وما أحاط الناس بمعلومة إلا بإذن الله وحده.
وانطلق البحث في الدين كما انطلق بحث كل شيء، وسرت حرارته كالحمى في جسم العصر، وظهرت فكرة الخلافة على نهج النبوة، وجن الناس طلبا لهذه الخلافة.
النتائج
 وتفاعل هذا الانبعاث المجنون مع موادنا الروحية، فمن كان ملوث الروح باستكبار وعجرفة طلب الخلافة بشكل ملوث ملؤه المنازعة مع الله، وتصور أن تقوم الخلافة بالذراع والحيلة والمكر، وفسرت السيرة النبوية تفسيرا ماكرا كله التدبير والحيلة الأرضية 
.   
والمتواضعون لله الودعاء الذين لا يستكبرون طلبوا من الله الهداية والخلافة ونجدة الدين فوهبهم الله ما طلبوا وكانوا قلة في بلاد الهند الإسلامية.
وقامت الخلافة بحمده وازدهرت وتقدمت ولا تزال كل يوم تتقدم والله غالب على أمره. والآن يسبح لله الملك القدوس من وما في السماوات وما في الأرض، لأن العزيز الحكيم قد عز فحكم، فبعث خادما لمحمد صلى الله عليه وسلم في الآخرين، لكي تتم خاتميته بحفظ كتابه وحفظ معانيه. فلكي يكون خاتم النبيين وآخرهم فلا بد من حفظ كتابه من التحريف والضياع، ولا بد من تزويد الكتاب بمخلوق حي قدوة يجدد ما حرف من المعنى أو ضاع.
  
الجهل العظيم وفروعه:
إنه لجهل عظيم أن نتصور أن شوق ولهفة وطاقة الحماس الجنوني لإقامة الخلافة هو شيء من عندنا وشطارتنا، كلا ثم كلا،  بل هو حماس خام نازل من عند الله. وشفاؤه كذلك لا بد يكون من الله ذاته. 
نعم، فإنه لجهل أعظم من سابقه لو تصورنا أن الله خلق هذا الحماس الخام ثم تركه لنا لنشبعه بالحيلة والمكر والمحاولات الصبيانية المدمرة، أو أنه تعالى تركه يشتعل ويشعل الأرض دون تلبية الطلب وإشباع الجوع وإطفاء تلك النار وري ذلكم العطش 
.
نتائج سوء الظن بالله تعالى:
نبع من سوء الظن بالله أن تم تكذيب المسيح ابن مريم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وخادم دينه وناشر شرفه، وليتهم كذبوا وانخمدوا، بل راحوا يقعدون بكل صراط يؤذون ويتوعدون مسيح الله ووليه الحبيب، ثم جرهم العناد مع المسيح إلى العناد مع الله تعالى ليثبتوا أنهم هم الذين يقيمون الخلافة بأيديهم وذكائهم وفقههم للحركة والمرحلة والواقع، وراحوا يجربون في اللحم الحي ويزينون الكلام واستخفوا الناس أيما استخفاف. والناس علموا أو لا يعلمون أن مصير المرء هو مصير من ألقى زمامه بيده وقلده. الاثنان يذهبان في الداهية نفسها. 
وأقاموا من الخلافة أشكالا كانت كلها مشاكل ومصائب وشؤما وعارا.
وكلما فشلت منها تجربة راحوا يجربون أخرى بوحشية غاضب وحقد فاشل وحسد موتور وعناد مغرور فقد عقله من شدة العناد 
.
انتعاش الإلحاد 
وكانت النتائج فظيعة ودعاية مريعة ضد اسم الإسلام وشيئا خيالي الصرف عن الدين والنبوة، لو كانت هكذا هي قدوة النبوة.
وانتشر الإلحاد وافتخر الملحدون وتدرعوا بدروع من وجهات النظر التي تنشرها صور الخلافة الإسلامية التي يبرأ منها الله ورسوله والمؤمنون. واتهموا الله بالنقص أو بعدم الوجود.

الحياة التي لبها إلحادي وظاهرها إسلامي.
إنها لعيشة إلحادية إذا نسبنا إلى الله الكامل أي نقص، أو تصورنا التحايل نحو السلطة والكذب منجيا وملاذا آمنا ومنفعة ومنقذا، أو تصورنا الله تعالى يرضى باستدعاء الكذب لينقذ الخلافة ويقيم الشريعة.
وهذا تسلسل عقلي قطعي لا ريب فيه:
1 إذا كان هناك إله فلا بد أن يكون كاملا وأن يكون كماله تعالى مطلقا 2 ولا بد أن يكون تدبيره مدهش الجمال وإلا فلا إله..
 3 وإذا كان الله هو الكامل المطلق فلا يكون دينه إلا دين الإسلام كما هو في كتاب القرآن،  4 ولابد أن يكون بأكمل التفاسير وأعظمها وغير ذلك محال.
5  وإذا كان الله كذلك فيستحيل أن الله لسه هيبعت النجدة، مستحيل أن الله علم ما يحدث اليوم من قبل حدوثه ثم لم ينزل إلى الآن دواءه. محال أن العليم علم جنون طلب الخلافة عند طلاب الخلافة ثم مع هذا العلم لم يُقِم لهم بعد الخلافة، أو أنه لا زال يضنّ بها ولم يسمح بعد بقيامها.
كلنا يقول أن الله جميل كامل، كل مسلم يعتقد إجمالا أن الله الرائع الكمال، فحسب هذا الكلام المعقول والمفترض والمتصور والمتفق عليه جملة:  فحتم وجزم وحسم أنه بادر وبكَّر في الوقت الأكثر مناسبة،  وفعل كل ما يليق به وأقام الخلافة التي شوّقنا إليها، ومن عظمة جماله فلا بد أنه نصرها وحماها 
.
ولقد فعل ما يليق بكمالاته سبحانه  
وفعلا فلقد فعل بحمده، وأعطى لمسيحه آيته بل آياته،  وجاء بعدها بطاعون يخيف الناس من ربهم خوفا رهيبا، ليجعل الناس تهرب بجلدها للجماعة الإسلامية الأحمدية وتهوي إليها بمئات الألوف حين يرون أهل الخلافة ينجون من الطاعون، ويحيون بلا مصل ولا دواء ولا يحزنون.
والله هو موسع سماواته، ويوسع الله تعالى السماوات الجديدة وأراض معها جديدة.
إن مجتمع العالم الإسلامي الأحمدي  واسع بشكل يفوق الخيال، ففيه عالم كأنه سماوات سبع وأرضون فيها غابات وبحار ومحيطات وسحب ومطر وأنهار وجداول ومستنقعات وحدائق وحقول ومحاصيل ومواعيد حصاد  ونجوم وشموس وكواكب وأقمار .. ما أعظم الله الذي يستخلف فيدهش ويذهل، وينزل الطواعين ويحفظ منها من يشاء، ويستوي لخامات الأرض الروحية وهي دخان فيخلق سماوات جديدة وأرضا جديدة 
.
ومن عظمته وآياته: بلاغ بلسان عربي بليغ.
ومن عظمته تعالى صبر مائة عام على العالم، يهيء السبل ويحطم القوى المتكبرة، ويوفق جماعته في سعيها من البلاغ الهادئ المتـأني وبإتقان اللغات والنشر الواسع بالجملة.
ورفقا بالعرب ورحمة بهم جعل لهم نصيبا خاصا هائلا بلسانهم في كتب مؤلفة به، حتى يرفع عنهم إصر الترجمة وأغلال اختلافاتها، ورعاية لقدر لغة القرآن، واستحقاقها اعتزازا بنفاستها ورقيها وأنه ربما لا شئ من المترجم يملأ عينها ويطابق باعها ويعمر وعاءها حتى الحافة، فإذا باثنين وعشرين كتابا يكتبها المسيح الموعود عليه سلام الله، تنقضي فيها أعمارهم ومواهبهم وعلومهم النقدية إلى يوم الدين فيها ولا يبلغون مداها.

الفظائع التي تحدث الآن تحدث بعد بلاغ،  والله بريء من شناعتها:
لذلك فإن ما يحدث في الأرض الآن هو عذاب العدل، وما يحدث من بهدلة لطلاب خلافة يقيمونها هم بذراعهم هو حق  كامل، في يوم دين جاء مقدمة ليوم الدين الشامل،  وكل ما يحدث لهم هو جحيم عقاب للتفهيم، وعذاب صرف لهم لعلهم يذَّكرون، وغضب نقي محكم الصنع لعلهم يتفكرون.
لعلهم يعلمون أن الكذب على ولي الله شؤم، ومعاداة ولي الله سُمّ، وأن قيادة الناس كالصم البكم لا يفتح على الجميع سوى باب جهنم. 
إن الله بريء مما يحدث في الأرض الآن، والصور الرهيبة التي تنشر على الناس هي صور الجزاء الوفاق الذي ليس فيه ذرة ظلم مهما حدث .
...
إن المنظر رهيب والمشاهد مفزعة. ومن الإلحاد أن تنسب هذه الفظائع إلى الله تعالى على أنها تمت بدون بلاغ وبدون استحقاق كامل. هذا الظن والتفهيم المعوج هو الإلحاد أو تشجيعه أو النفخ في ناره.
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم" ؟ هكذا قال الله تعالى.
احذروا فالله لا يلعب حاشاه تعالى:
اليوم قضي بالحق بين عدو المسيح والمسيح، وينزل عذاب رهيب على كل من يقيم خلافة مزيفة لم يقمها الله وينصب خليفة لم ينصبه الله تعالى بنفسه سبحانه.  وتسبح الملائكة بحمد الله تعالى الآن لأن من احتقر وليه ينال جزاءه، وحين تقوم الساعة الكبرى وتشتعل أبدان أعداء الله نارا يسبحون من حول العرش بحمد الله أن قضي بينهم بالحق.
 إن كمال الله متألق لم يحدث أي مساس به مهما حدث من شنائع، والجاهلون يلحدون بسبب عقوبات قوم مذنبين،  ويجدفون ويسخرون، ولو عرضت عليهم الأحمدية ينفرون. 

126عام
مضى على الدعوة المسلمة الحقة مائة عام وستة وعشرون، وهي في الحكمة الربانية تعني المدة الكافية تماما لكي تبرأ ساحة الله تعالى مما يحدث في الأرض اليوم من نكال، وعذاب أليم يحل بمن أعرضوا عن دعوته تعالى للسلم والسلام والإسلام، وكرهوا رحمته وعشقوا الصورة المشوهة للدين عشقا، وهاموا بمشايخها حبا، فيذيقهم الله ومشايخهم سوء العذاب.
لقد مضى على دعوة رب العرش ذي الجلال والإكرام مدة قرن وربع، فيها كان الله يمهل الناس حتى يشاع فيهم تفسير أعظم سورة في كتاب الله، متألقا ببريق الجمال كما لم يتألق تفسير في التاريخ بأكمله منذ خلق الله الوجود..
كما ينفي الله بقول وبيان سلوك جماعته مقولة الانتشار بالسيف: ثم هاهم ينتشرون رغم أنف السيف: فتم الرد قولا وفعلا، كما يمهل الله فيها البشر ليسمعوا وليروا تفسير القرآن الحق بصورة مشرفة ترد على الملحدين والمنصرين كل شبهاتهم وتنفي كل عار عن الله ورسله وكتبه وملائكته ..

مصر ستنتصر عليكم بإذن الله
لقد أعلن واحد منكم تهديدا لمصر وسياحها والشركات العاملة وتوعد كل شيء وكل حي وكل قادم، غير عالم أن الله سمع ورأى هذا الوعيد بالقتل والحرق، وقرر الله قراره.
لقد نزل من الله قرار خسرانكم، وكل ما تفعلونه فهو السبيل لنهضة مصر قوية منضبطة وبلدا لا متسيبا ولا طارحا حذره. وبالعند فيكم سيكون كل تهديد سبيلا لضبط ركن من الأركان وسيوفق الله كل قوى مصر لكي تجري الرياح بما لا تشتهي سفنكم، ولو مولكم من بأقطارها، ولو عاونكم من بأقطارها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق