الاثنين، 17 نوفمبر 2014

مرآة جمال الإسلام


يعكس ولي الله صورة الإسلام الجميل الذي تعلمه من الله.
ويعكس الوحش الآدمي صورة الإسلام الوحشي الذي تعلمه من المشايخ .. 
تعريف اﻹسلام ومعانيه:
اﻹسلام هو إعلان المسالمة ونفي المعاندة.
بسم الله الرحمن الرحيم 
وله تطبيقات شتى كل منها إسلام.  
فعل سلم يدل على السلامة الذاتية وهو فعل ﻻزم .. وهو يتعدى بالهمزة ليصير ( أسلم) بمعنى فاض منه السلام وتعدى نحو ذات غيره.   
واسم الفاعل من أسلم هو مسلم.  
على وزن المضارع وإبدال الياء ميما مضمومة.
مثل سمع وأسمع وفهم وأفهم ..
اﻹســـلام موقف من طرف آخر.. وهو إعطاء السلام له .. أو هو الحياة في سلام مع  الطرف اﻵخر .
وكل من أعلن مسالمة وكف عن حرب ومعاندة فهو مسلم .
فمن سلم الناس في وطنه من لسانه ويده وأذاه فهو مسلم وله هوية مسلم بمعنى.
والشعب والقطر الذي نسلم من آذاه ومن طمعه ومن حقده ويعلن الســلام معنا تماما فهو مسلم بمعنى .. 
والشعب الذي يؤوي المسلمين ويسالمهم ويعاملهم بإحسان هو مسلم بمعنى ..
ولذلك قال أمير المؤمنين نصره الله لعمدة منطقة في إسبانيا إنه مسلم طبقا لمعنى اﻹســلام الجامع لمعان شتى.
 
معنى خاص جدا
ومن اﻹســلام أن تسالم الله تعالى وتحيا في سلام مع خططه لنموك .. ﻷنه كرب ﻻبد أن يرب، وقد خلقك روحا فلزم أن يجعل مصيرك رحمة حسب صفته الرحمة التي غلبت الغضب .
وحكمته حكمت عليك أن تقوم بكل شيء يقوله اﻷنبياء لتطهر وتنظف وترقى وتربو وتتربى وتزداد وتنمو .. وﻻ بد لك من ذلك وإﻻ لم يكن هناك مبرر لوجودك أصلا .. وﻻ يكلف نفسا إﻻ وسعها.تبارك وتعالى ..
وكل ذلك فيه معاناة تشبه إجراء عمليات تجميل جراحية   
فوجب عليك اﻻستســلام لخطة أنت المنتفع الوحيد منها، مهما كدحت وعانيت : خاصة أنه هو سيهب طاقة تحمل المعاناة أيضا.. كل التكلفة هو ضامنها.
والمسالمة مع الله هي توحيده حبا، و الرضا بتلك العملية الجراحية وعدم المقاومة والرفس واﻻنتفاضات. وهذا الرضا يسمى إيمانا: ﻷنك تحس باﻷمان ناحية الله وتطمئن له وتسلم نفسك ﻷوامره ليعمل العملية وتتم بنجاح وتقوم جميلا. بالســلامة .
الله غني عنا ولكنه أمرنا بأن نكون عقلاء مدركين أنه هو الصديق الوحيد العالم المقتدر ، الذي يعتبر اللجوء لغيره غباء ونكرانا وعمى ولجوءا للعاجز المفلس الذي كل ماعنده مستعار من الله اﻷصل.. وطالبنا أن نكون حساسين للجمال والجلال رحماء رائعين صالحين مسالمين شجعانا في الحق صابرين عابدين لله معترفين بجميل من يحسن إلينا.  
وقد جاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بكل معاني اﻹســلام  
وفي قمتها اﻹســلام لله أو الدخول في سلم مع الله تعالى.

 أصل معنى اﻹســلام لله كما جاء به مسيح الله مجددا دين محمد
من يعلم أن الله له صفات الحياة والقدرة والعظمة والقيومية والربوبية والرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية والرحمة المالكية ويعلم أنه رب الفيزياء والكيمياء والزرع والفلك والسوائل والغازات والعلوم والنفوس والصحة والمرض والموجات واﻷمواج والنور والحر والبرد فإنه يتخذ الله وليا، ويحيا مدركا حضوره معه في تعلمه وطعامه وشرابه وكـلامه ومذاكرته وامتحاناته وشغله وتصميماته وخططه وتعاملاته وزواجه ومعاشرته المنزلية وتربيته لولده، ويدخل الله معه في كل شأن مستشارا مستخارا .. ويقرأ رسالته متمعنا فرحا بها ويعمل بما فيها ويستمد من الله علم مالم يعلم منها .
هذا اﻹنسان الذي شغف بالله محبة يعده الله بالحياة الناجحة، فيظل مع الله وحده مشغوﻻ به له كل وقته وجهده ( ﻻحظ أن الله غني والعلاقة علاقة انتفاع صرف من طرف اﻹنسان) ويجعل لله كل خواطره ونياته وماله وحياته.. التوحيد ﻻزم لينجح مشروع تنمية المرء ، ﻷن كل متدخل آخر سيفسد العملية، والموحد المسلم يرى كل خير ممنوحا من يد الله تعالى وﻻ يرى سببا نافعا إﻻ بالله وﻻ خطرا مؤثرا إﻻ بسماح الله والله لن يخذل وليه.
 
النتائج
لو وافقت على عقد معاهدة السلام مع الله تعالى ليرُبـَّك كما يحب أو يرقيك كما يرضى أو ينميك كما هي خطة رحمته اﻷولى أو يجري عليك جراحة التجميل والتكميل حسب الكتالوج فإنه يحدث شيء رائع : 
يظهر الله وجوده وكماله وعظمته وقدرته فيك ويرى الناس من جمالك وحلاوة كلامك وقوة حجتك عجبا.
يعلمك علوما نادرة ويجعلك محفوظا من أوبئة منتشرة أنت ومن يصدق معك الصداقة..
يجعل الله كلامك يوافق الفطرة وينأى عن الخرافة ويجذب الفكرة النقية ويسبب نمو العلم والتعليم والتقدم الجامع بين اﻹبداع واﻷخلاق والتوفيق المانع من التلويث واﻹفساد واﻹلحاد.
الناس يصعب عليهم فهم معاني اﻹسلام بشكل فلسفي مجرد، فالله جعل من العبد الصالح مرآة يرى الناس فيها روعة العظمة في أن تسلم لله حياتك ليصلح هو شأنك كله: طبعا بكلامه في كتابه وطريقة نبيه في الحياة صلى الله عليه وسلم. فتصير عادل الحكم محسنا للجميع مواسيا لبني آدم مقتبسا من ربك مايناسب البشرية من صفات المالكية والرحيمية والرحمانية والربوبية ..
ينصرك الله ويجري على يديك آيات ويجعلك سببا للبركات ومربيا لتحف فريدة الجمال من نماذج البشر المتتلمذين على يديك. ويكتب التاريخ نتائج اﻹسلام بكل روعتها متجسدة على شكل حياة إنسان صالح.
يختار الناس دينك رويدا مقبلين يتزايدون ويترك لله حساب المعرضين.
 
الحمد لله يتجلى في المرآة
 
كل هذا سيكون بروزا للحمد الإلهي، أوبرهانا على أن الله هو الجميل، ومن جماله كان هذا النموذج اﻹنساني الجميل، الذي اكتسب جماله من استسلامه لتأثير وأعمال وكلام وعمليات تجميل الله الجميل .
وسيكون برهانا من الله على كماﻻت هذا النوع من فهم اﻹسلام، وبراءة إلى المكذبين من كل نوع آخر من فهمه ينتج قبحا وقسوة وغلظة وظلما ويثمر الكبر والغطرسة وتغلب الشهوات وعيشة اﻹكراه وفكر الخرافة ..
إن مصير القساة والمخرفين وحياتهم النكدة هي مرآة على عورات فهمهم للإسلام وأن إسلامهم ليس هو (اﻹسلام )..
لقد تبنى مسيح الله الموعود معنى اﻹسلام الصحيح، فأنعم الله عليه وجعله من المنعم عليهم: بأن جعله مرآة لجماله تعالى وكماله ومرآة لجمال وجدوى وصحة معنى التوحيد الحق واﻹسلام الصحيح ..
.........


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق