الخميس، 31 ديسمبر 2015

الطلاق الصحيح هو الذي يقع.. مقال مهم لعله يعيد بناء بيت تصور أهله أنه قد انهدم ... شريعة الطلاق ليست مسارعة في الخراب. بل هي بناءة.. كثير كثير لا يعرف ما الزواج وكثير من لا يعرف كيف يطلق

بسم الله نتزوج وبسم الله نطلق لو فعلنا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الطلاق كتفاعل كيماوي  لو لم  ينضبط  بشروطه لا يحدث التفاعل
الرجل  يغضب أو  تلح  المرأة قائلة  طلقني طلقني. .. .

فيقول الرجل لامرأته  أنت طالق

  فتتصور  أنها طالق. وما هي بطالق .. لأن هناك شروطا لم تتحقق ومن ثم فلا يتم التفاعل  .ويتصور هو طلاقها كذلك وما هي بطالق. . ويحسبون كم طلقة  عملنا  والحساب كله غلط.. . 
يتزوجون ويقولون وهم  سكارى : زوجني على كتاب الله وسنة رسوله. صلى الله عليه وسلم..
وساعة  الخلاف  يظهر  الشيطان  بالغرائز  والغباء  العاطفي. . ولا يسأل  الناس عما قال الله. بل يقولون: طبعنا كده واحنا كده. .وعندنا  بنعمل  كده..
تزوجتموهن يارجال على كتاب فافتحوه  وعلى سنة فافهموها. . . 
الطلاق عند الله تعالى  له شروط 
ولكن  الجهل عام
وكم من طلاق تلفظ به الزوج وهو زائف لم يقع وظنه الناس وقع  

1 - لا طلاق لمكره ولا لسكران ولا لمجنون ولا لغاضب غضبا مغلقا ( كما يقولون فلان قفل).. ولا يقع طلاق عند الله تعالى إلا بعد قرار واع،
2 - ومن ضمانات الوعي أن الله تعالى اشترط لطلاق المرأة أن تطلق لعدتها، ومعنى لعدتها: أن المرأة إما حامل، أو في طهر لم يجامعها فيه. وبغير هذا لاقيمة لكلمة الطلاق.
3 - والإشهار والإشهاد  جزء من الطلاق وما لم يتم فلا قيمة لكلمة  طالق. .بمعنى وجوب حضور شهود أو مأذون شرعي ثم التفوه بالكلمة في حضورهم ليسجل ويشهد أن الزوج كان  واعيا قاصدا في طهر لم يجامعها  فيه  أو كانت الزوجة حاملا. 

وفي أول سورة الطلاق يشدد الله على هيئة الطلاق الشرعية و يحذر الله تعالى من تعدى حدوده، ويذكر بالتزام حدوده كل من كان يؤمن بالله واليوم الآخر.

"يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن،  وأحصوا العدة، واتقوا الله ربكم، لا تخرجوهن من بيوتهن، ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. ... الآيات بعدها تشدد على الشهادة فرضا لازما عند إيقاع الطلاق والرجعة.   

في البقرة يذكرنا الله تعالى بوجوده التذكير المشدد في موقف محدد، وهو موقف الطلاق..
4 - وقبل قرار  الطلاق  هناك هدية من الله تعالى عبارة عن بروفة فراق اسمها  الإيلاء. . يقرر الزوج الحياة في البيت دون لقاء حميم. . وهكذا يعطي الله تعالى قبل الطلاق فرصة الإيلاء   وهو قرار عدم اللقاء الزوجي لفترة تجريبية .. فيعيشان 4 أشهر في البيت في تجربة بروفة مفارقة.. لعلهما يكتشفان حاجتهم لبعضهم. . ويعظ الله الزوجين لعلهما يفيئان. . ويقول الله  البناء في سورة البقرة: للذين  يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر: فإن فاءوا فإن الله الله غفور رحيم، وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم.

وحيث أن في كتاب الله سورة تسمى سورة الطلاق، فمطلوب من كل زوج أن يراجعها ويفهمها، لأن الله تعالى يكلمه في السورة مباشرة ونبي الله صلى الله عليه وسلم  حاضر في المخاطبة، ولا يليق أن يخاطبك الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد وأنت في سكرة جهالة، وتجري إلى شيوخ خرابين للبيوت يلعبون بك وبها. 

لو ذكر الزوجان وجود الله حين النزاع، وأن الله ثالثهما، وأنه رقيب على التفاصيل، لراجعا ماقال الله في كتاب الله القرآن عندما يراد طلاق.     

الطلاق السني والبدعي:

من قال لزوجه أنت طالق، فلا يقع الطلاق بمجرد الكلمة بل بتوفر الشروط الشرعية وهي:1 أن تطلق النساء حسب الآية القرآنية: لعدتهن ( تفسيرها أنها إما وهي حامل أو في طهر لم يجامعها فيه)، 2 بالإشهاد،  والإحصاء الموثق للعدة، والإشهاد على الرجعة لو حدثت.؟؟؟

وعلى من يرجع إليه الزوجان للسؤال أن يسألهما : هل طلقها هذه المرة في أثناء حمل أو في  طهر كان قد جامعها فيه 

الطلاق في القرآن والسنة يقع حين يكون المرء قاصدا واعيا وتكون المرأة إما حاملا أو في طهر لم يحدث فيه جماع.  ولابد معه من إشهاد عند الطلاق وعند الرجعة. وغير هذا فلغو. لأن عقد الزواج كان موثقا علنيا وبشهود، فلابد للطلاق من ذات التوثيق.

 كلمة الطلاق لو صدرت في طهر حدث فيه جماع  فلا عبرة بهذا الطلاق، ولايقع ولا تحسب طلقة، لأن  من معاني لعدتهن: ألا يكون قد قارفها في هذا الطهر؟؟

وفي كل مرة لابد أن يحدث إشهاد على الطلاق، ثم لو راجعها لابد أن يشهد على رجعتها.. وتلك حدود الله في الطلاق، وكل طلاق لم يلتزم صاحبه بشروطه فهو ليس بطلاق ولايعتد به .. وإنما هو لعب بكتاب الله  تعالى يستغفر منه .. لأنه يخاف عليه من عقوبة اللعب بكلمات الله.

لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفسر كلام الله فإنه بين العدة أنها الطهر: في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية ابن عمر { : أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتغيظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مره فليراجعها، ثم يمسكها حتى تحيض، ثم تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء.

وروى أبو داود وابن ماجة، عن عمران بن حُصَين: أنه سُئِل عن الرجل يطلق امرأته ثم يقع بها، ولم يشهد على طلاقها ولا على رجعتها، فقال:طَلَّقتَ لغير سنة، وراجعت لغير سنة. أشهِدْ على طلاقها وعلى رجعتها، ولا تَعُدْ.

وغير طلاق السنة فهو طلاق بدعة.

 وهناك مراجع فقهية عدة  لفقهاء لهم هذا الفهم.

من الفتاوى لابن تيمية الذي يعتدون به: ج 33 و 34

 فصل 

والطلاق نوعان: نوع أباحه الله ونوع حرمه. فالذي أباحه أن يطلقها إذا كانت ممن تحيض بعد أن تطهر من الحيض قبل أن يطأها، ويسمى طلاق السنة. فإن كانت ممن لاتحيض طلقها أي وقت شاء، أو يطلقها حاملا قد تبين حملها، فإن طلقها بالحيض أو في طهر بعد أن وطئها كان هذا طلاقا محرما بإجماع المسلمين. وفي وقوعه قولان للعلماء. والأظهر أنه لايقع.... الخ


فصل

الطلاق منه طلاق سنة  أباحه الله تعالى، وطلاق بدعة حرمه الله. فطلاق السنة أن يطلقها طلقة واحدة إذا طهرت من الحيض قبل أن يجامعها، أو يطلقها حاملا قد تبين حملها.

فإن طلقها وهي حائض أو وطئها وطلقها بعد الوطء قبل أن يتبين حملها، فهذا طلاق محرم بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وتنازع العلماء هل يلزم أو لايلزم؟ على قولين، والأظهر أنه لايلزم.  ص 44


وفي زاد المعاد للإمام ابن القيم: ج4 ص 54 - 77

حكمه صلى الله عليه وسلم في الطلاق المحرم

وقال أبو محمد: ... وذلك أنه لاخلاف بين بين أحد من أهل العلم قاطبة (ومن جملتهم جميع المخالفين لنا في ذلك : يقصد في وقوع الطلاق المحرم) أن الطلاق في الحيض أو في طهر جامعها فيه بدعة، فإذا كان لاشك في هذا عندهم فكيف يستجيزون الحكم بتجويز البدعة التي يقرون أنها بدعة وضلالة، أليس بحكم المشاهدة مجيز البدعة مخالفا لإجماع القائلين بأنها بدعة؟

قال أبو محمد : وحتى لو لم يبلغنا الخلاف لكان القاطع على جميع أهل الإسلام بما لايقين عنده، ولابلغه عن جميعهم: كاذبا على جميعهم.

قال المانعون من وقوع الطلاق المحرم: لايُـزال النكاح ( من الإزالة) المتيقن إلا بيقين مثله من كتاب أو سنة أو إجماع متيقن، فإذا أوجدتمونا واحدا من هذه الثلاثة رفعنا حكم النكاح به، ولاسبيل إلى رفعه بغير ذلك.

قالوا: وكيف والأدلة المتكاثرة تدل على عدم وقوعه، فإن هذا طلاق لم يشرعه الله البتة، ولاأذن فيه، فليس من شرعه، فكيف يقال بنفوذه وصحته؟؟


وفي سبل السلام للصنعاني شرح بلوغ المرام لابن حجر:

  كتاب الطلاق

تنبيه: ثم إنه قَـوِى عندي ماكنت أفتي به أولا من عدم الوقوع، لأدلة قوية سقتها في رسالة سميناها: ( الدليل الشرعي في عدم وقوع الطلاق البدعي) ومن الأدلة أنه مسمى  ومنسوب إلى البدعة، وكل بدعة ضلالة، والضلالة لاتدخل في نفوذ حكم شرعي ولا يقع بها بل هي باطلة... الخ...

وفي كتاب الفتاوى للشيخ محمود شلتوت:

فتاوى المفتين المقلدين وضررها:

فإن الحياة الزوجية ثابتة بيقين وما يثب لايرفع إلا بيقين مثله. ولايقين في طلاق مختلف فيه.

وعلى هذا فلانحكم بوقوع الطلاق إلا إذا كان مرة، مرة، وكان منجزا مقصودا للتفريق، في طهر لم يقع فيه طلاق ولا إفضاء، وكان الزوج بحالة تكمل فيها مسئوليته.

ص310


وفي كتاب: هذا ديننا، للشيخ محمد الغزالي:  طبعة دار الشروق

أخطاء التطليق عند المسلمين:

ص 175 عن طلاق البدعة ومنه أن يطلق في طهر جامعها فيه:

والغريب أن المسلمين لايعرفون في معاملاتهم إلا طلاق البدعة هذا،

وجمهور الفقهاء على استنكاره، ولو أنهم اتفقوا على رفض آثاره لكان خيرا، ولكن فريقا منهم للأسف يمضيه.



الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر

 في كتاب نظام الطلاق في الإسلام  

·    المدخول بها إذا كانت من ذوات الحيض ولم تكن حاملا؛ يجوز طلاقها طلقة واحدة في طهر لم يمسها فيه.

·    لا يقع الطلاق في الحيض، ولا في النفاس، ولا في طهر مسها المطلق فيه إلا إذا استبان حملها.

·    لا يقع الطلاق إلا بلفظ –أو دليل عليه- قصد به الإنشاء.

الإخبار بالطلاق والإقرار به لا يكون طلاقاً، إلا إذا قصد به الإنشاء وتحققت شروط صحته حين الإخبار.

·    لا يقع أي طلاق إلا إذا كان بحضرة شاهدي عدل سامعين فاهمين.

ولا تصح الرجعة إلا بالقول – أو ما يدل عليه - وبحضرة شاهدي عدل سامعين فاهمين.

·    المعتدة لا يلحقها الطلاق.

عمر الله بيوت المسلمين ووقاهم شر الفتاوى خرابة البيوت.


هيا نتوب التوبة النصوح .. إلى الله القدوس الممدوح..

هيا  إلى الله جماعة هيا.
لنثن  على الله بمدح صادق هيا.
نصلي على  خاتم النبيين ونحن نبكي بكيا.
والقلب مستسلم لله  حزين على عمر ضاع  غيا.
ونعترف  بالذنب والبعد والخطأ بتواضع وخجل هيا.
نهتف : ضالون  فاهدنا  أنت ياربا كان سميعا حيا.
هيا لنندم على أننا ابتعدنا  عنه مليا.
هيا نعود إليه شعبا سويا ..
هيا  ليهدينا  معا  طريقا  سويا.
هيا فليترك أحدنا  كل  كذبة  فلا ينطق بعد اليوم بهتانا فريا.
هيا فلنتبرأ من صنف التكفير كله من أوله لآخره فمن يكفر ويتبع الإشاعات  وعلماء  السوء  عاش  شقيا. .
ولا صلاة  للمكفراتية بل  ترفض رفضا  أبيا.
هيا لنهجر  كل علماء السوء  ومفتي  التكفير وشيخ القتل وكتب استحلال الدم الحرام  هجرا مليا. .

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

التوحيد .. العبادة .. الإسلام .. الحياة الحق.. دين الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب العبادة لله

لقد رضينا باكتشاف أننا عبيد.. مماليك الله صنعنا (اشترانا) ليجعلنا بدلاً من المماليك ملوكاً.. ملكنا لخيرنا.. ليجعلنا قادة وسادة ..
والعبادة ذريعة السيادة..
 الله ربنا .. رضيناه أن يكون لنا مالكا وصاحبا.. ليرعانا في حقله..
 يعلمنا كيف نحكم النفس..
 العبد مرآة السيد ..
 العبادة لله هي الحياة الحق، وهي بعث الخروج من دائرة الموت التي هي عالم الغريزة..
قانون المرآة
 الموت قاس صلد.
والنفس الميتة لا تتأثر بالحي..
 أما العبد الحي فيتأثر بالحي القيوم.. يتأثر ببلاغته.. وبروعة الله تعالى الآتية إلى عالم الكلمة العليا تسمو المشاعر وتوجد الغريزة المتسامية..
خلقنا الله لنعبده.. وملكاتنا الدفينة الخاصة تؤهل الإنسان ليكون (عبدالله)..  خلقنا الله لنكون عبيده نعمل في حقله ونغنم ما نزرع / نسمع كلامه ونعقله ونطيعه.. لم يخلق الله الحيوان ليكون عبداً لله.. وأفضل صورة للكائن البشري هي صورة عبد الله.. عبد غني عنك تكون رهن كلامه لنفعك أنت..
لماذا صورة عبدالله هي أفضل صورة للإنسان؟ لأن الله السيد يعلّم العبد كيف يخلفه في الحقل بنفس صفات جماله.. ويحكم في حقله بالعدل والإحسان ويشع جمالاً وجلالاً..
هناك قانون عجيب في الفطرة الحيوية الإنسانية التي تحب بقوة وهو قانون المرآة.. وهو أن الإنسان لو أحب وتفانى في حب إنسان يعيش معه لاقتبس منه.. فإن الأدنى يأخذ من الأعلى تأثيراً..
الأخلاق أولاً والشكل المادي الخلقي تابعها، ويصل الأمر إلى أن ملامح الزوج تأخذ شكل ملامح الزوج الآخر..
 إن تأثير الحب ينتج الطاعة والطاعة تعني الطواعية..
 والاستجابة على حسب الاستطاعة..
 وحب كل صفة ينقل أثره للمحب اتصافاً.. فيصير المحب مرآة تُرى من خلالها صفات محبوبه على قدره..
.......................
 الحب الصادق إذا يجعلك مرآة عاكسة، والزوج يعكس صفة زوجه.
وليس هذا يعني أن الرجل يصير امرأة ولا المرأة تصير رجلاً ولا أن يفقد كل منهما ماهيته وشخصه..
 بل يظل لكل منهما هويته وخصائصه الأساسية..
ولقد أنزل الله القرآن كتاباً عجيباً تستخرج تلاوته خصائصنا وتساعدنا في الانسلاخ عن مواضينا الأقل تكويناً إلى مستقبلات أتم تكوينا.
ولنفرض فرضاً أنه عندما يكون هناك عبد إنساني محب لسيده كل الحب راض عنه كل الرضا ، وعندما يصير مطيعاً من كل قلبه يلهج لسانه بمدائح صفات السيد رويداً رويداً حتى يكون مذكراً بسيده حيثما حل.. ولشدة الانعكاس تتشابه الصفات.. ويزيد هذا كلما كان علم العبد بسيده واسعاً عميقاً.. وهذا هو أحسن تقويم..
 هذا الافتراض يمثل حالة العبد المثالي لو وجد - طائعاً محباً يلهج بالثناء بحق - وهي بالطبع حالة نادرة الوجود بين البشر.. فمتى وجد هذا العبد البشري لسيد بشري؟..
العبودية الصدق
أصل كلمة العبد عندما وضعها الله للإنسان في موهبة البيان كانت كلمة مثالية ليكون مرآة إنسانية لربه بهذا المعنى.. ولكن بدلاً من أن يعبد الإنسان الله ويصير عابداً فقد ذهب البعض متكبرا ليكون هو المعبود .. وقرر بعض الإنسان استعباد الأخرين خطفا أو بعد الحرب لأخيه الإنسان،  أو صار يجعل العبودية مقابل الدين أو يفتعلها عسفا وظلما أو غير ذلك كاستيلاد الرقيق..

 كان السيد يطالب عبده بالطاعة التامة بطبيعة الحال..
 وبالطبع كان يتمنى رضوخاً ويتمنى من رقيقه حباً ويتمنى ثناءً.. (لكن هيهات الحب والثناء على الظالم) وهيهات ثناء جاد..
لقد انحرف الناس فاستعبدوا وتاجروا وباعوا الإنسان.. (لو كان المباع عبداً فعلاً فهل يهون على سيده بيع مرآته وصورة نفسه ؟؟).. ولكن الإسلام قضى على ذلك كله وحرم الاختطاف .
 وجعل الأسرى يصيرون إلى الحرية، وجعل مصير الأسير المن أو الفداء.. والفداء قد يكون قريبا بكفارة ذنب، وحاليا بمال تدفعه الدول أو بتبادل الأسرى أو يفتدى الأسير نفسه بعمله بعد عقد مكاتبة يوقعه أو يعان من أطراف المجتمع ..
وربما كان بعض ملاك العبيد يحسنون لمملوكهم ويزوجونهم أو يتخذونهم أصفياء، ولكن هذا لم يعد يجعل العبودية شرعية (فسيدنا محمد (ص) أعتقهم أجمعين)..
العبد المثالي إذن هو عبد الله.. وعبدالله المحب المطيع الحامد تنعكس فيه صفات سيده الملك العظيم.. الذي لا يرى، ولكن سماع كلامه يعطي انطباعاً عنه.. كأننا نراه..
خلقنا نتمثل ظلاليا بصفات الجمال الإلهي كعبادة
معنى أن الله خلقنا لنعبده أنه أعطى هذا الجسد الإنساني نفساً خاصة متكلمة تعقل لتتلقى البيان والوحي، وتكون تصوراً سديداً للملكة السماوية مع معونة ربها، وتعرف الله وصفاته، وتترجم جمال الكون وفهمه له  أنه آية على الله وصفاته، وتسجد لجمال الله البديع المبدع الخالق المصور لا لجمال المخلوقات البديعة، ومن عشقها لصفات العطاء والرحمانية والحكمة تتشرب خصال الإحسان والرحمة والعطف والمواساة.
 يبدأ الأمر بالدهشة لرؤية مصنوعات اللله ومراحمه ثم بإيمان الإنسان أن الله حق.. ثم إذا اشتد إعجاب الإنسان بصفات الله وأطاع أمره وصار عبداً مطيعاً لله ولهج لسانه بكلام الله وحمد الله صار مرآة صالحة لينعكس فيها أحسن التقويم كصفات مناسبة له.. فتجده عزيزاً كملك وعطوفا كمرآة رحيم ومحسنا دون انتظار مقابل كمرآة رحمان،  وأما وأبا للعالمين بالتدريج.. لأن الله رب العالمين الرحمن الرحيم الملك العزيز..
التمثل الضلالي بصفات حيوان الغابة
 في العصر الحديث استغرق الناس في الإعجاب بعالم الحيوان والأسماك والطير، وانتشرت دراسات أخلاقها، وعمم البعض من العلماء البيولوجيين تصور أن خصالها هي خصال الفطرة وطبيعتها هي طبيعة الجينات كلها حتى الإنسان، ونسب إليها خصلة عجيبة هي:  توزيع المني من الذكور، وجمعه وانتقائه من الإناث. وهكذا شاع أن المرأة خائنة بالجينات، وكذلك الذكر.
 ليعمموا أن الخيانة أصل في الحياة..
مع أن مفهوم الخيانة هنالك معدوم.
وكثير من إناث الحيوان لا تطيق القرب منها بعد تقبلها للحمل.
إن من يصنع هذا التماهي ويعجب بهذه المخلوقات هكذا، ويعتبر أخلاقها قدرا محتوما، وينسى الله ورسله والصلاة، ويقتبس حتمية السلوك من حيوانات، وتعكس مرآته طبع الحيوانات.. فيغلب عليه إما الوداعة كوداعة بعض الحيوانات.. وبعضهم يغللب عليه الشهوة أو الوحشية كوحشية بعض الحيوانات الأخرى.. وآخرون يغلب عليهم النشاط كنشطين.. وبعضهم يجمع الصفات.. لقد صارت نفوسهم صدئة وقذرة بمادة الرين، وصفحاتهم المرنة تشكلت مشوهة .. تلك التي خلقت وفطرت على الصلاح بطبيعتها، وصورها الله  مادة صالحة مختارة،  لكي تنعكس عليها الصفات الصالحة،  أو تعكس الوحشية الحيوانية فرادى ومجتمعة فيصير في أسفل سافلين.
عناصر العبادة:
العبادة استيلاء حب الملك السيد ليهيمن وحيدا على الشعور والفكر... كل عناصر العبادة عناصر لتوحيد قلب ملأه الله بأوامره ولا يزحزحه عنه ذم ذام ولا يغره مدح مادح. ولبنات مبنى العبد هي:  
1-   الحب: لا تنشأ المرآة من حب كلامي وخطب عن الحب باردة ميتة أو تلقين مدرسيّ.. بل ينشأ الحب من نفس صادقة تحب حين تحس رائحة جمال الذات من رائحة نعمة الإحسان والنجدة .. الحب ينشأ من رؤية باطنة ومن نور يلقيه الله في قلب ذلك الحساس الأصيل والذي من طبعه أنه يقر بوجود الموجود وبجمال الجميل وبالمنة للمنان الغني.. وينمو الحب بالمعايشة وتكرار المن والرؤية والشكران..
وهكذا يزيد الإحساس برحمة الله الفائضة وبعناية الله وجدوى معرفته ويحس بأسماء الله الحسنى وصدقها.

2-   الطاعة: الطاعة انسياب حر نحو ما يحبه الله كما ينساب الشلال إلى مستقره مطمئنا.. لا تنشأ الطاعة إلا مرتبطة باليقظة والانتباه الروحي وبالإيمان اليقيني.. عادة يولد الناس ويقلدون أهلهم كالنيام، وقليل منهم يستيقظ على حقيقة وجود ربه وجمال ربه واستحقاقه الحب والتعلق به واتباع كلامه..
من الناس من نشأ نشأة صالحة فهو سريع التأثر.. ومنهم من استعاد حساسيته بعد كارثة نزلت به فأفاق.
 قد يكون الإنسان - قبل أن يلقي السمع للرسالة شهيداً - قد يكون من قبل يقظاً يسلك سلوكاً حسناً.. وقد يكون قد سلك مسالك سوء ثم حدثت له صدمة..ودعا الله فأفاق على الإجابة..
تتبلور الطاعة المجدية في انبعاث الأعمال من تربة إيمان.. يطيع المصلي ربه حين يتوضأ شخصه النفسي أثناء وضوء شخصه المادي، فيطهُرُ للصلاة ويعقل ويعلم ما يقول في حضرته وتسري فيه أنوارها، ويسجد سجوداً طيعاً خالصاً.. ويطيع المزكي ربه وهو يكسب من حلال صاف ويتصدق من طيب.. ويوحد ربه رزاقا مقتلعاً حبَّ حبِّ المال ولا يمن ولا يؤذي ويتحرى الخفية وعدم إحراج المساكين ويخفي..
 ويطيع الصائم أمر الصوم حين يمتنع عن الطعام برضا كامل،  ويكف عن كل بخل وكذب وأذى وعن كل موبق وإثم، ويعمر لياليه بقراءة كلام الله .. ويطيع الحاج ربه حين يفهم حرمة الحرم والبيت وما يرمزان إليه من المعاني الكريمة الكامنة، والواردة أيضا في خطبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع.. وعظمة حرمة الدم الإنساني.
3-   التسبيح صباحاً ومساءً:
الحمد الكثير يطبع الحامد بنفس الصفة،  وينشئ ضغط الأحاسيس  كلاماً باللسان.. ولا حمد حقيقي إلا إذا صدر من فيضان شعور القلب.. ولا تعظيم حقيقي إلا من عظمة الأمر الرباني في فضاء القلب.. وقبل حركة التسبيح اللسانية لابد أن توجد حركة فكرية عقلية قلبية (روحية) تغنى بها اللسان عندما عاش في رحابها.
4-   الدعاء:
يدعو الإنسان ربه أن يعينه لأن يستقيم على صراط يرضاه الله ليلقاه ربانياً .. وإن الدعاء الصادق مبعثه هو 1 - الإدراك التام والشعور بالقدرة الكاملة لله، ووعي الغنى الكامل والرحمة الكاملة له والملك الإلهي الكامل و 2 – وعيه بالضعف التام والفقر التام والعدم الإنساني عنده، وبضرورة النداء والاستمداد من مخزن الفيض ليعطي الله له صفاء الشوق واستقامة الحب ونقاء العبادة والسعادة بها والطاعة والإحسان والتقوى.. هذا الشعور ينتج الاستمداد للعون وينتج الدعاء الباكي المخلص المتواضع الواثق المتوكل المستميت.

وتشمل العبادة:
1-                  نقطة الانطلاق وهي "قول الصدق"
2-                 قرار العيش  في ظل الله وحده والتوجه إلى بيته وتولية الوجه نحو حكمته فيه.
3-                 الإقدام على توقيع الميثاق مع الله وحده: ومن الميثاق ألا نقول عنه إلا حقاً صدقاً ويقيناً لا شك فيه، وأن نعترف بفتح ما فتح وبخروج الدجالين وضرورة التدخل الإلهي.
4-                 التواضع الكامل لله وعدم فرض شروط عليه من عندنا، والاعتراف بموت بمن قال الله أنه مات بالأدلة.
5-                 الإيمان بعظمة كلام الله وصدق وعده بالاستخلاف وأنه يضرب الأمم أمثالاً لبعضها تسهيلاً للمهمة ..
6-                 البعد عن الكذب والخداع وعدم الهرب من بيعة واضحة وعدم تحريف معاني الدين والعبادة والرب والإله، بتحقير مافيها من معاني الحمد وحسن الظن وشوق الحب والدعاء وصدق الصلاة والعبادات وصدق البعد عن المحرمات،  والبعد عن إفهام الناس بأنكم مهما كنتم صالحين وتدعون الله مستجابين ولكن لم تحوزوا السلطة فأنتم البعداء.
7-                  
8-                 الرضوخ لقاعدة أن كلام الله منه ما هو صعب الفهم متشابه المعنى ويحتاج إلى عناية خاصة من الله.. ولكل علم أوانه والله يكشف منه أولاً بأول حسب العصر.
9-                 تفريغ النفس لله تعالى من حيث المبدأ ومن حيث الهم والحب والتعاقد فلا يكون لله شريك في عقد البيعة ..
10-        الاستعانة على تنفيذ الميثاق مع الله بالله نفسه بعمل صلة معه والصبر والصلاة بخشوع كامل ويقين بالبعث وبالرجوع إلى الله لا برجوع الموتى إلى الدنيا المتعفنة المؤلمة.

11-        الحراسة والمرابطة والمراقبة ضد أي فتنة تغزو الحواس والأفكار لتصرف عن ذكر الله الدائم وحمده المستمر وللانشغال الكامل بطاعته تعالى.

12-        معاملة الوالدين بالحسنى والدعاء لهما ليرحمهما الله.


13-        معصية الوالدين لو أمرا بالشرك لله ومعصية المسيح الموعود  والإعراض عن قراءة كلامه وتفهيمه للقرآن.
14-        عدم الغيبة والنميمة والسخرية والتكبر على الناس.
15-        قول الحسن للناس.. وكبح الثوئر الانتقامية.. والتي تشبع شهوة الافتراس والسبعية وذلك الكبح من أجل الله حسب بروتوكول الصداقة معه.
16-        التلاوة بحق وتدبر وحمل الكتاب بهمة راضية وتنفيذ كل أمر والإيمان والعمل بكل الكتاب وبحرص ودون تفرقة.
17-        الثبات عند الوساوس التي تنزغ بالعدوان والرد القاسي أو بالتنازل عن بعض الكتاب أو التعرض لفتنة تدعو إلى السجود إلى الشمس والقمر.
18-        تحرير الرقاب وعون المدين وإطعام الجائع ورعاية اليتامى وصلة الرحم.
19-        الوقوف في وجه فتن تريد صرفنا عن البيعة والاندماج والتأقلم مع حياة إنحلالية.
20-        الإحسان إلى الزوج والأهل والولد.
21-        العفة وغض البصر والتحشم والاستئذان وحفظ الفرج والأكل باسم الله والصيام بأمر الله وكما علمنا.
22-        الصدق الكامل في كل كلمة وعدم استباحة أي كذب من أي نوع.
23-        الشجاعة وحماية الأهل والوطن والعرض والشرف والدفاع عن حرية المؤمنين في اختيار دينهم أو تحرير المستضعفين ليرغموا على فكر معين.
24-        تحريم كل ما حرم الله من الطعام والشراب واللباس.
25-        أكل الطيب والصدقة من الطيب على المساكين.
26-        المواطنة الصالحة والجوار الصالح وعدم إكراه الناس وعدم استيفاء حق الله منهم بالقوة.
27-        التبين  عند الأخبار وعدم رمي الناس بالباطل وقذفهم وبناء الحياة علة معلومات صحيحة.
28-        الوفاء بكل العهود وكل العقود المحلية والدولية.. مع الله ومع الناس.
29-        الرحمة والرفق بالمؤمنين وإكرامهم ومعرفة قدرهم وحقهم والإصلاح بينهم .
30-        حب الرسل وحب أولياء الله تعالى والصلاة عليهم.. وخاصة مسيحه الموعود.
31-        كمال احترام وطاعة الرسول وخلفائه من بعده ولزوم رضاهم حتى لقاء الله.
32-        طاعة الحكام وأداء حقوقهم إليهم بكل ما فيه مصلحة البلد وإذا لم يوفونا حقنا فندعوا الله سبحانه وتعالى أن يعطينا هو حقنا ولا نخرج مظاهرات ولا نعمل إضرابات متضرعين إلى الرؤساء والحكام بالعطف والتنازل أو ننتقل إلى التهديد.
33-        حسن الظن بالله تعالى وعدم نسبة شيء إليه لا يليق بذات الله ولا بصفاته ولا بأفعاله ولا بأقواله.

لا عبودية لهؤلاء:
·    لا عبودية لمن يستغل البشر ويتركهم دون تطور وتنمية..
·    لا عبودية لمن يعطي للدجال صفات الله أو للرسل قدرات الله تعالى ..
·    لا عبودية للكذاب ولا للغادر ولا للخائن ولا لناكر الجميل..
·    لا عبودية لمن لم يوقع مع الله موثق عبودية.. أو يبايع وهو سيء الظن متشائم مستريب في ربه.
·    لا عبودية لمن لا يصلي موليا وجهه ووجهة حياته شطر عبرة ومعنى وحقيقة المسجد الحرام.. بمعنى المسجد الحرام الحقيقي وهو تكريم حقوق الإنسان...
·    لا عبودية لمن لا يتلو كلام الله حق تلاوته.. ولا يحمل القرآن حق حمله..
·    لا عبودية للبخيل خاصة البخيل بكلمة الصدق وبشهادة الحق المجانية ..
·    لا عبودية ولا صلاة لمن يصلي كسلاناً ولا يعي ما يقول دائماً.( جاموسة نايمة)..
·    لا عبودية ولا صلاة لمتمرد زان ولا لقاتل عمداً للأبرياء ولا للمكفر ولا لمفتٍ بالتكفير ولا لترزية الضوابط الكاذبة لتخريج أجيال من المكفراتية..
·    لا عبودية لمن تسيطر عليه هموم الدنيا وتستولي عليه وتستحوذ ولا يذكر الله إلا قليلاً..
·    لا عبودية لمن يهين أولياء الله تعالى.. أو يحرف القول عن موضعه أو يفتري عليهم في الترجمات أو في طرق حياتهم أو في الممات أو يحتقر ما جاءهم من الإلهامات أو يقتطع من نصوصهم ليوهم الناس أسوأ الإيهامات..
·    لا عبودية للمغتاب أو النمام أو المشعوذ الدجال أو المتكبر.
·    لا عبودية لمن يهين عشراءه ووالديه أو مواطنيه ويلتهم حقوقهم.
·    لا عبودية لقاس ولا لمتعنت ولا لمفترس ولا محترق بالحقد ولا لمشتعل بالانتقام ولا ليائس من رحمة الله لا يتوقع من الله إلا الشر.. ولا لمصر على أن القرآن ليس فيه مجاز ويأخذ بالحرف وبالحرفية ويأتي بتفسيرات هي فضائح تجعلنا ضحكة للبشر.
·    لا عبودية لمن يولي الدبر عند لقاء عدو الله الزاحف.
·    لا عبودية لآكل محرمات الطعام الشراب أو ناكح الحرام من النساء أو لمن يهين النساء والضعفاء ويحتقر الفقراء.

هؤلاء جميعاً مسارعون في الخراب الروحي وهم متبعون لخطوات شيطانية تسارع بهم إلى الهلاك وحريتهم المزعومة حرية شيطانية.

قبول العبادة والحالة المريمية(إليه يصعد الكلم الطيب):
يتوقف صعود العمل أو قبول العبادة على طيب مصدرها مثل قول الله عنها (إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني- وقول الله تعالى عن  إبراهيم عن تطوعه : ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) .
والدعاء المقبول هو الدعاء الصالح.. والتوبة المقبولة هي التوبة النصوح المخلصة المقبلة..
يقول الله تعالى:  وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون  إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون..
 فهنا صلاة ميتة من البلاستيك وليست حية..  ونافقة وليست كحبة أنبتت سبع سنابل.
إن حالة الشك وسوء الظن والكسل تقف حائلاً منيعاً ضد القبول.
يقول الله تعالى عن رجلين: إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين...
 يقبل الله الصدقات الطيبة بلا من ولا أذى والتي يبتغى بها وجهه.. ويفضل الله تعالى الخفي منها وأن تعطى للمسكين الذي لا يصرح بفقره ويستحيي من فضيحة نفسه.
وكما يكمن سر عدم القبول وحالة الشك والريب الشاملة فإن سر القبول أيضاً هو الحالة الشاملة للنفس المقبلة .. فللنفس المقبلة بالقلب القبول وللنفس الكسول المتوجسة الشكاكة الرفض.