السبت، 26 ديسمبر 2015

التكريم والكرامة باب الدين والحياة.. الموت لمن يكره ويهين الإنسان




التكريم أو عدمه مفتاح التاريخ والقرآن والكوارث والخيرات.
......

الله ملك الكون المتحكم.
وهو رب يخلق ويعلم ويعطي القوى.
ومملكته لها قوانين ويل لمن يعلمها ويخالفها.
ولعدم العلم نظم وقوانين مكملة.
..

تاريخ الإسلام خاضع للقانون..
 تاريخ دين الله تابع لنظم المملكة.
والمملكة لتكريم الناس.
والله يأمر بالكرامة وبالجمال والطهر ثم يثيب بالبركات.
وهو ملك غني بذاته غني بملكه عمله الكرم ولا ينتفع.
 يقول الله عز وجل( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض ؟ ).
ويقول:  (إن الدين عن الله الإسلام) ..
ويقول أنه: لا إكراه في الدين.
وأيضا : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا ً فلن يقبل منه ) ..
والله عز وجل قال لإبراهيم خليله: أسلم..
 فقال عليه السلام:  أسلمت لرب العالمين ..
يعني أسلمت لمبدأ لا إكراه في الدين. 
ويعني أحببت الله ووثقت وأطعت واطمأننت كل الطمأنينة..
كما تقول الآية الكريمة ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) ..
ومعنى هذا أن الخير والأمن في الثقة به تعالى وفي طاعته وحبه وجذب الناس له بالحب وعدم الإكراه في دينه..
...

يعقوب عليه السلام قبل أن يموت أوصى أبناءه بهذه الوصية : بأن يكونوا مسلمين ..
يقول الله عز وجل في سورة البقرة ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين .. إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين" ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ..
يعني واصطفى لكم عدم الإكراه فيه. 
...

نص الوصية يقول : ( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ..
يعني مسلمون بالحب يدعون من أحب ولا يكرهون الناس.. وهذه هي المصلحة وهذه رحمة الوالد بكم: مستقبلكم مزدهر في صحبة الله بطاعة محب مقبل.
هذا هو الحق وتلك هي ضمانة الوالد لولده: وغير هذا شقاء فهو باطل..
 إذن هذا هو دين الأنبياء .
....
ماذا قال أولاد يعقوب وإسرائيل؟
 يقول الله عز وجل ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى؟  قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون) ..

إذن هذا وعدهم:  قبلنا عبادة الله بطريقته هو، ومنها ألا نكره في الدين. قبلنا اتباع قانون الملك الغني وقبول ضمانة الرحمة.. وقبلنا العقوبة عند المخالفة.
...
لقد قضى الله إليهم كما في الإسراء أنهم سيخالفون ويعاقبون. ولقد كان. وصاروا عصاة ومكفراتية كأصحابنا من عصاة المسلمين ومكفراتيتهم. 
وحقت عليهم اللعنة.
كل ما حدث بعد هذا هو تطبيق القانون.
وذكر القصة للناس المسلمين يعني نبوءة بتكرار التاريخ.
تكرار المخالفة وتكرار العقوبة وتكرار الفرصة.
وفرصتهم هذه المرة ينالونها مع العالم كله.
 وهذا هو تاريخ الإسلام.
 تاريخ دين الله سبحانه..
...

 يوجد في التاريخ أمور فاصلة ولحظات مفصلية..

المفصل الأعظم في التاريخ عندما خلق الله آدم وقرر تكريم بنيه..
 يقول الله عز وجل مبينا خطته ومبينا النية حول موضوع الخلق الانسانى والتاريخ الانسانى كله في آيتين .
الآية الأولى  عن المبدأ .
والثانية هي المصير.
...
 أما الآية الأولى وهى المبدأ فتقول:  (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ً) ..
هذا هو القرار النهائي المبدئي : كرامتهم  .. وهو سر الخلق ولب الشرع وهدف التوحيد لأن الله غني وحميد معا.
...
والآية الثانية التي تعنى النهاية والمصير : ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا .. ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ً) ..
أعمى عن ماذا ؟
أعمى عن هذا التكريم.
إذن الكتاب يتم أخذه باليمنى لو كان الإنسان محررا لا مستذلا، ووجهه وجه يمن على الناس ووجه تكريم لهم وبشاشة.. والعمى عن هذا جزاؤه العمى.
والآن فنسل المكفرين وقراء منهجهم ينشئون دولا يقولون إسلامية، وما هي إلا دول العميان من الكذبة المتلفعين بلفاع الإسلام. مبدؤهم إذلال الناس فلهم لعنة الدنيا كلها. 
..
 من يكره الناس في الدين بطرق شتى ويفتح باب المهانة لهم بحجة تقواه هو وفسقهم هم فهو أعمى وبعيد.
ألم يروا الله وهو يهب الإنسان كل العلوم لييسر عيشه فصار مافي بيت الفقير اليوم أعظم مما كان في بيت كسرى؟ !!!!
 ألم ير الله وهو يخلق المراكب والطائرات ؟ ومن قبل خلق له الأنعام لراحة الانسان من كلل السير ؟؟

كل حمل تكريم.. ونحن حين نكرم نحمل على مركب.. كل وسيلة حمل وكل حيوان مثل الحمار والحصان والبغل والجمل عبارة عن كرامة ..
كإجراء تكريم. فالله يقول للإنسان لم تمشي متعبا؟ اركب .
 عطوف محب  شاهد حبيبه يمشى تعبانا فأتى له بالركوبة ويقول له : اركب / استرح من المشي والتعب.
 فيقول القرآن الكريم ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم ) .كيف ؟  فكر في كرامتك عندما استقبلوك وليدا .
وحملناهم .. وتعنى أركبناهم على حاملات حمولات: مثلا على سفن وعلى طائرات وعلى سيارات وعلى حمير وبغال ,هذا معنى وحملناهم في البر والبحر ..
والجو أيضا داخل في البحر.. لان  البحر يسمونه مائعا في علم الميكانيكا (فلويد)..
 أيضا فالهواء (فلويد) = مائع ..
والقانون الذي يجعل المروحة تعمل في الهواء وتسبب قوة التيار من أمامها لخلفها والعكس هو نفسه قانون المروحة التي تعمل في البحر  وتفرغ الماء أمامها وتدفع نفسها مع السفينة وهو قانون (الفلويد ميكانيك) .. إذن كلمة في البحر تعنى الجو أيضا..
ثم إن مركب الجو يمر فوق البر والبحر معا..فقوله تعالى:  وحملناهم في البر والبحر/  هو حملهم في الاثنين معا ويعنى حملهم في الجو .. بحملهم بطريقة يعبرون بها البر والبحر معا ..

أسماء الله حسنى وتكريمه للناس مظهر حسن.. ومن يهين الإنسان يسبب سوء الظن بالله فهو عدو الله.
وإن أسماء الله الحسنى لتظهر من خلال خلق الأنعام.. إن خلق الأنعام ترحيب.. خلق الأنعام كرامة.. وهو بمثابة تبليغ رسمي من الله بجميع لغات العالم ..
فمهما كانت لغتك الهندية أو العربية أو الصينية أو أى لغة في العالم : لكن الدواب تقول للجميع بلغة عامة هي لغة تقديم المعونة .. وبلسان لغة العمل أو لغة الإكرام ولغة الإطعام أولغة الأنعام.. لغة في ثلاثة أبعاد.

....
 رسالة الله التكريمية تقول للإنسان: أيها الإنسان/  ربك رب الأسماء الحسنى فاعرفه.. محسن مكرم فأسلم لطرقه.
 ادرس هذه الحيوانات تجد لها نفس التركيب.. لأنه هو نفس الإله .. اذهب إلى أى مكان تجد نفس الأنعام.. لأنه نفس الإله ..
إنها نفس الرسالة في الفلك فوقنا: انظر إلى الأجرام حولك تجد أن الفيزياء والكيمياء والأحياء هي نفسها وتقول إنه تعالى واحد وإله كريم ومكِرم ..
...

إذن الكرامة الإنسانية هي أصل القصة (ولقد كرمنا بني آدم) ..
والعقاب في الدنيا عاجل لمن يكره الإنسان ويذله ويكرهه على مالا يرغب من العمل ومن الفكر وهو بالإكراه يهين الإنسان... والسعادة لمن يرعاه ويكرمه. السعادة لمن يكرم اليتيم والشقاء لمن يدعه. من يطعم المسكين المستحي المتعفف يكرم.

...
وعندما نقرأ حب الله وتوحيده في القرآن الكريم بهذه اللغة:  لغة التكريم / لغة الحقوق الإنسانية /  لغة الكرامة الإنسانية. نكون قد عثرنا على لغة مخاطبة مع الله..
 أخلاق العناية هي لغة حديثة انتشرت في هذا العصر بشكل غير عادى.. ويفخرون بها كعلامة حضارة.. وهو معنى مسروق من مفاهيم علمها للعالم مسيح الله الموعود عليه السلام عن إيتاء ذي القربى/ وأنه هو المعبر عن مواساة محمد صلى الله عليه وسلم للبشر.
....

فلو درسنا سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بهذه اللغة لاكتشفنا أنه جاء لكي يخرج العرب من ممات المهانة إلى حياة الكرامة..

ومن ذلك أن يخرج البشرية من مهانة الشرك إلى كرامة التوحيد.. ومن مهانة ذل التقليد الأعمى واتباع السابقين والآباء والأجداد والتقاليد الفارغة إلى كرامة الاجتهاد والفكر والتأمل واستقلال الشخصية وبناء علاقة خاصة ما بين حضرتك شخصيا ً وبين رب العزة تبارك وتعالى..  ومهما كنت تعمل ممتهنا أو فلاحا ومهما كنت فقيرا أو صانع أحذية.. وبمحمد يخرج المنبوذ من نبذه إلى أن يكون من أولياء الله الصالحين .. وكم من منبوذى الهند لما أسلموا صاروا من أولياء الله الصالحين..
 وصارت أسماؤهم في السماء ترن .. وينادي الملأ الأعلى: فلان ابن فلان من منبوذي الناس صار مقبول الله وأسلم وصار من أولياء الله الصالحين ..
....

  لو درسنا السيرة بلغة حقوق الإنسان ولغة والكرامة الإنسانية لعرفنا الرسول.. لو درسنا القرآن بهذه الطريقة لاكتشفنا القرآن. وأنه أتى لكي تصل البشرية في النهاية إلى إعلان عالمي أعظم مما كان لحقوق الانسان ..
هذا الإعلان كان هدفا لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم.. وهو كرامة الانسان كإنسان..
 الآن جميع الدول موقعة قولا ولم تجمع فعلا.
  هناك بعض الدول لم توقع وتكشف عن مضادة صريحة لله وتوحيده.. ورغم ذلك ترفع شعار توحيد.
وهذا أمر غريب وعجيب..
 يتصورون  أنه حين يكون حق الانسان في الاعتقاد مصانا فإنه يمكن أن يكفر . ولكنهم لا يسمحون للناس بالاختيار..
 الله اليوم يمحو هذا من الإنسانية بقوة التفجير..ويوجب على جميع الدول أن توقع على الإعلان بجد.. لأن مساعي
البشرية تعبت عليه والقرآن جاء به:  (لقد كرمنا بني آدم ) .. وأيضا (: لا إكراه في الدين) و (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ..

.....
كرامة الناس تعني أن من حق الانسان أن يعتقد ما يشاء.. والله عز وجل لا يخشى من حرية الاعتقاد .. عندما جاء سيد الخلق  واستقبل الوحي وآمن الناس وطلبوا الحرية كان صلى الله عليه وسلم حسن القول والفعل فكان لهذا يعلم أن هذه الحرية سوف تجذب القلوب إليه.. لكننا عندما تكون سلوكياتنا خطا وأعمالنا خطأ فنكره الحرية:  لأننا نعلم أن الناس لن تحبنا لسلوكنا الخاطئ .

إننا لابد أن نعطى الحرية ونسلك سلوكيات جميلة ونكون قدوة حسنة في نفس الوقت..
إن مشكلة الإعلان العالمي لحقوق الانسان هي أن الناس يتكلمون به ولا يعملون..  نحن انتظرنا طويلاً حتى يتم هذا الإعلان وحتى يتم الموافقة عليه ..  ولا ندرى إلى متى سننتظر حتى يتم يتحول الإعلان والأعلام إلى أعمال..
 يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

 أيضا ( أتآمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب) ..
الأمم الآن تتكلم ولا تفعل ..
.....

إذن لقد خلقنا الله للكرامة ولنتمتع بحقوق الكرامة : حق الحياة/ حق الاعتقاد /حق الطعام /حق الاحترام /حق احترام دمى ومالي وعرضي وشرفي وسمعتي الاجتماعية..

هناك أناس يرون المآسي التي صنعها الانسان  والعقوبات التي عاقبه الله بها فتسود الدنيا أمام عيونهم ويقولون يا ليت آدم لم يوجد ..
ولكن هذه الفكرة خاطئة لأن الله عز وجل إذا أخذ أمة ظالمة فإن هذا الأخذ والعذاب يستغرق موت الفرد فيه فترة  قصيرة ,لساعات,أيام ,دقائق , وبعدها يدخلون في البرزخ في مرحلة تربية وإعداد آخر.. ومرحلة تطهير يتأثرون بها وينتهي أمرهم إلى أن يخرجوا من دار الأدب إلى دار الكرامة..
 يعنى القرار النهائي للإنسان دائما الكرامة..

 ربنا عز وجل لم يخلق الأنعام فقط بل أعطى الانسان سياسة هذه الأنعام..  وعلم الله الناس علم نفس هذه الحيوانات : وكيف يكلف الكلب بالصيد فيأتى إليه بالسيد دون أن يمسه .. وهذا علم عال جدا ً..كيف تصل الجوارح إلى هذه الدرجة..
وعلمه ترويض وحش الفيزياء والمعادن والكيمياء والقوانين الطبيعية والرياضيات:  فيستطيع أن يصنع الأقمار الصناعية والطائرات والصواريخ والسفن العابرة للقارات.. ما هذا الذي يحدث؟؟
 هذا تسخير لكل قوى الكون المحيطة بنا لكي يستطيع الانسان أن يتكلم في المحمول ويعرف أين ابنته الآن أو ابنه ويستطيع أن يعرف أخبارهم وأخبار أقربائه .. وهذا الاختراع ليس لغرض حياكة المؤامرات على الناس.. ولكن لكي تطمئن الناس ويسعدوا ويتبادلوا الأحاديث كما يقول القران الكريم ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) .. والهدف من ذلك كله بعدما عشنا بكرامة ونعمنا بالطعام والشراب والنعم الكونية ,يكون الهدف الحقيقي والسري والعظيم في الآية الكريمة التي تقول ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا ً وأنتم تعلمون )


يعنى الجنة جنة الحقوق والكرامة والتسخير..
 والإمكانيات التي أتاحها الله لنا من اجل العيش في سلام وأمان واحترام فالهدف منها جميعا هو تسهيل التقوى وألا نجعل لله أندادا ً ونحن نعلم..
.....

يعنى نؤمن بالله الواحد ونحبه ,اعبده, = أحبه لدرجة الهيام =  أن تهيم به عز وجل حبا.. ,أن تشتاقوا إليه ,أن تمتلئ قلوبكم بالانشغال به ,أن يتيمكم الحب لله ,أن تسهروا مسهدين فكرا ً في الله وجماله وعشقا ً لهذا الجمال.. اعبدوا ربكم كرب زيادة ومن باب أنه مكرم كل يوم في شأن تكريمي ويضيف.... أحبوا هذا الإله فهو يستحق الحب ..


لسان حال الحق يهتف: ,لقد صنعت كل ما يدعوا إلى ذلك/ قبل أن تأتوا ظل الكون يتهيىء لمقدمكم ستة أيام أى حوالي 15مليار عام بمقاييس الأيام الدنيوية العادية أو الأعوام العادية = عمر الكون..

الله سبحانه وتعالى يفرش ويهيئ الكون  لمقدمنا لمدة خمسة عشر مليار عام.. وبعد أن جئنا فلا بد أن تكون الفترة البسيطة الباقية المتاحة للحياة البشرية التي نعيشها قبل أن تقوم الساعة فترة بسيطة جدا ً..
يجب إذن لهذه الفترة القصيرة أن تكون حفل عبادة أو حفل حمد. وحفل تسبيح وحفل فرح ً بالله (الحمد لله رب العالمين,الرحمن الرحيم ,مالك يوم الدين ,إيـــــاك نعبد وإيـــــاك نستعين ,أهدنا الصراط المستقيم ,صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ..
....

فى البقرة بعد الآيات الكريمة السابقة يقول الله عز وجل ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جناتٍ تجرى من تحتها الأنهار) وهذا يعنى:  لقد خلقتكم للجنات العظمى فعليكم أن تؤمنوا وتعملوا الصالحات وتعيشوا خير عباد وخير مواطنين: وأن تعملوا مواطنة كونية رائعة مليئة بالكرامة والحقوق والعبادة والطيب والتسبيح والحمد ..

...
تلك هي المواطنة الكونية التي جاء الأنبياء جميعا ً من نوح ومن أول كونفشيوس إلى عيسى. إلى محمد صلى الله عليه وسلم.. وسواء بوذا أو كربشنا و سواء زرادشت و سواء موسى عليه السلام ويوسف عليه السلام ويعقوب عليه السلام ..
....

نوح عليه السلام  / إبراهيم عليه السلام / شعيب عليه السلام / محمد صلى الله عليه وسلم : كلهم جاءوا لكي يدعو الناس إلى أن يدخلوا هذه الجنة:  جنة الكرامة والطاعة والعبادة والمحبة والقرب من الله عز وجل والتمتع بهدايا الله حتى يعطيهم الهدايا الأكبر يوم اللقاء (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات) أي بشر المواطنين الصالحين الذين يخلقون جنة صغيرة هنا بأنهم سيكونون مواطنين في الوطن الأصلى وفى الوطن المنتظر ..

( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة ٍ رزقا ً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواجٌ مطهرةٌ وهم فيها خالدون)..

...
 إذن الهدف من الحقوق والكرامة والسلام والأمان والأكل والشرب والحياة الاجتماعية الرائعة أننا نعبد الله وفي إطار هذا نعمل أبحاث علمية ونطلع على جمال الله ونتأمل جمال الكون وروائعه وننمى حس الجمال فينا وحس العلاقات الجميلة والكلمات الجميلة والرحمة والتصرفات الراقية ..

....
ننمى حس الجمال الشامل هذا ليرينا الله سبحانه الجمال الحقيقي اللي على أصله..
 والذي هو الجنة .. وهو بيت الجمال حيث الله الجميل والأجمل وله الأسماء الحسنى وهناك حيث يتجلى علينا بأجمل أنواع الجمال ويشبعنا جمالا ً ويترع كأسنا جمالا ً وكمالا ً ومتعة ٍ ورحمات..

هذا هو الأصل:  الله عز وجل خلق العالم المادي وأمرنا أننا نكرم بعضنا ونحترم بعضا  لنخرج إلى العالم الروحاني حتى نتعلم أن نكون مواطنين روحيين , وجعل الله في الكعبة والحج نموذجا لهذا البيت.. فعلاقتنا ببعض كعلاقة البيت : يعنى إخوة ..  لو الإخوة بينهم وبين بعضهم اختلافات لكنهم هم أخوة.. والأب ينظر إليهم ويسوى بينهم لأنهم أبناء.. وهناك حدود للنزاعات بين الأبناء وبعض .. ولهم أن يحتكموا دائما.. الولد يذهب لأمه ويقول لها أخي ضربني ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق