الأحد، 4 يناير 2015

وزبر الأوقاف لا بد من الرد على مقاله في أهرام الجمعة السابقة 2 من يناير 2014



إلى فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا :
ليس في دين الله تكفير  يضبطه مواطن ولا شيخ ولا سلطات الدولة .. لا تكفير من الأساس لا بضوابط ولا من غير ضوابط.
كل إنسان يا مولانا يبلغ والده دينه أو هو يبلغ بنفسه عن دينه ويتم اعتباره كما يخرج من فمه.. وهي بيانات بيوجرافية.

في أهرام  الجمعة كتبتم مقالا تقولون فيه عن التكفير كلاما رهيبا مميتا..
تقولون أن المطلوب عدم الإسراف في التكفير ..
يعني الاقتصاد في التكفير هو كل التجديد الذي وعدتم به في  2015 أمام العالم والسيد الرئيس ؟ وهل هذا هو  الأمل؟  ..
والمعلوم أن الاقتصاد هو التقليل،  فأنتم ستقللون التكفير بعض الشيء ربما كثيرا وربما قليلا.
يعني لن تكفوا عن التكفير فواحسرتاه ..
وتركتم تقدير الاقتصاد والسرف بلا ضوابط  وفوضتموها لأيدي ذوي علم بلا ضوابط لعلمهم بالله .. وفي آخر المقال  فوضتم تكفير الناس للقضاء،  لتعلقوها في رقبة القضاء مع أن القضاء لا يختص بالحكم على مافي قلوب الناس من حقيقة الإيمان. 
ما للقضاة تورطونهم ليبوء القاضي بذنب التكفير؟ 
......
وواحسرتاه مرة ثانية لأنكم قلتم في نفس المقال أن المطلوب هو عدم التسرع في التكفير .. يعني سيستمر التكفير لكن بتؤدة وعلى مهل فلمصر أن تتحسر ثانية .
...
 واستندتم لقول لابن حنبل ومن يحاوره أن من يشهد الشهادتين فلا يتم تكفيره، لأنه الكافر من كل نوع من أنواع الكفر يدخل بهما الإسلام فلا يخرج إلا بإنكار مادخل به .. والمسلمون الأحمديون يشهدون الشهادتين ويقرون بختم النبوة وحفظ القرآن ولا نبي بعد محمد وكل قضيتهم تنبني على  اعتقاد موت عيسى عليه السلام وعدم عودته ومن ثم مجيء ابن مريم منا حسب البشارة الإلهية.. وما دام الدجال خرج بعد عام 1453 فلا بد من العثور على ابن مريم. هل هذا يكفّر يا مولانا؟ مع أن مهمتكم العثور على دجال بعد القسطنطينية ولكن لم تقوموا بالمهام.
....

ويمكن التحسر ثالث مرة حين نرى في سياق المقال كله  أن 

كابوس التكفير بضوابطه التي تحددونها ستظل جاثمة على

 أنفاس الشعب المصري..  وأن مشايخ سيكفّرون ويكفّرون

ولكن بمعلمة وتحرّ وفن وإتقان وضبط وجودة وتبحر في العلم  وتمهل بلا تسرع واقتصاد وبلا سرف، وهكذا سيطول ليل الأمة في رعايتكم .. 
يا مولانا لا يوجد في دين الحق تكفير سواء المتقن منه والمقتصد والمتمهل والمسرف والمهمل.
..
وما الحل يا مولانا في آلاف من علماء المكفرين وقد باءوا بالكلمة ونحن لا نعلمهم وفي وقوف من قام بتكفير في الكتب والفتاوى وعلى المنابر .. أقصد الذين قاموا بتكفير وارتد التكفير عليهم  وصاروا عند الله لا قيمة روحية لهم ولايستجاب دعاؤهم بسبب ارتداد التكفير على صدورهم ؟؟
لا تعلمونهم ؟ إذن راحت صلوات الناس خلفهم هباء.
....
.. ربما تعلمون يا  مــــــولانا أن ألفــاظا يتم بها التكفير وهدر حقوق المواطنة قيلت في فضاء التربية وفي عالم المملكة  الروحية بيانا لأخطار الشيطان فقط  ومنها:

1  كل نصوص ليس منا.  أي ليس من أهل الجنة ..( لكن الذي يحكم معاملة الغشاش هو القانون ) ..

2  كل نصوص لعن الله من فعل كذا  فهو يخص غضب الله على الفعل لا غضب الدولة والقانون ( وما يقع منها تحت طائلة القانون فله القانون .. لكن ليس يجوز للقانون عقاب زوارات القبور  ولا عقاب موقدي السرج عليها.). وليس للمشايخ تحريض الناس على فاعل هذا،  بل هو دور مربين روحيين  مؤهلين.

3  كل نصوص فقد كفر .. أي فقد كفر  بينه وبين الله أو مر بلحظة الكفر قلبه، أو كفر نعمة الله أو أخفى الحق، أو استحق عذاب الله .. ولا تنزع منه بطاقته المسلمة ولا يقال له كما يقول المشايخ : هل استحللت ؟ وليس من شأن الدولة أن تسأل هل استحللت ؟ انظر المشايخ يختلفون أمام مذيعة فيقول واحد داعش كفرت حملت علينا السلاح فليست منا فيرد الآخر طيب ومن غشنا؟ فيرد عليه قائلا لو استحل الغش، فتقول المذيعة وهل قتل داعش للناس ليس استحلالا؟ فيعود الشيوخ للخناقة.

4  كل نصوص خالدا فيها أبدا أي النار.  وليس من شأن القاضي أن يتدخل في إدانة رجل فعل فعلا يخلد في النار أبدا إلا مانص عليه القانون كقتل العمد.

5  من حلف على ملة غير الإسلام أو قال فلأكن  يهوديا أو نصرانيا لو حدث كذا وكذا .. فلا حكم للقاضي عليه ولا يجوز للمشايخ شحنه بتهمة للقاضي لأن ماتم من كونه على الملة التي قال هو  دخوله في مداخلهم في الآخرة ولا يقال له صرت يهوديا فلا بد مثلا من سفرك لإسرائيل.

6  كل نصوص برئت منه ذمة الله تعالى إلا ما تطابق مع هضم حق قانوني لمواطنة أو دولة ..
7 كل نصوص من فعل كذا فقد أشرك ..
....
.....
ولا أطيل فمن السهل معرفة البقية.
وماذا عن ضوابط التكفير ؟
هل هي كسمكرة يجيدها من يجيد من الصنايعية؟ لا  ثم لا.
يؤلفون عن الضوابط ، ويعقد في السعودية مؤتمر لضبط الضوابط ليخففوا منها ويبقى التكفير مصلتا ، واتبعتموهم في فتنة الضوابط وجودة تطبيقها من تطبيق نصف ونصف كصيني،  إلى تطبيق كما هو الألماني: جيد!!!

ما تزعمون من الضوابط وما أهلكت الوهابية الأمة به من كتب الضوابط فلا علاقة له بالسلطات جميعها ولا بمشايخ شأنهم كالناس غير مجتبين،  بل هو من شئون تربية الروح، وهو تعليم من رئيس مملكة الروح المجتبى .. أو إرشاد يختص به أولياء الله لمن يريد راضيا مقبلا ولاء الله، فيعلمونهم ما يخرجهم من الدائرة المرضية وما يغشي القلب من عمى يعتبر كفرانا وما يتسرب من نمل الشرك بأنواع الشرك الخفي والجلي بدرجاته . وهؤلاء لا قتل عندهم  ولا يحزنون.

ثانيا :
أسرعوا في فك الارتباط بين الكفر والقتل فلا قتل لكافر سواء بضوابط أو بدون ..
سواء وقف أمام العالم قائلا أنا كافر  أو كفره جيدا عالم منكم بمعلمة وإتقان وعلم وتبحر وتؤدة واقتصاد كما تقول.
المواطن المسالم له كل حق في الدولة وكرامته مصونة دما ومالا وعرضا ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس فتحي عبد السلام .

....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق