الثلاثاء، 23 يونيو 2015

القرآنيون .. العقل ودوره .. التباسات صنعت دخانا رهيبا حجب الحق .. علم الحديث.. دور النبي والصالحين .. الذكر ومعناه وحفظه..

القرآنيون السنة
بسم الله الرحمن الرحيم

يلتبس لفظ الذكر بقصره على ورق وحبر، ويلتبس لفظ الذكر مع كلمة السنة، وتلتبس كلمة السنة بين التواتر العملي أو تواتر التقوى العملية، وتلتبس كلمة السنة مع كلمة الأحاديث. ويتكلم الناس عن رفض نص لتعارضه مع كامل القرآن قبل أن يفهموا كل القرآن ودون أن يقدروا على استعراض معاني كامل القرآن.
ونبدأ باسم الله الهادي الرحمن وبحمد الله سعينا لفك تلك الخيوط المتشابكة. 

1
السنة من الذكر وهي قدوة حية

لما تعهد الله بحفظ الذكر كان تعهده بحفظ شيء عظيم.
تعهد الله بحفظ الذكر يعني حفظ القرآن العظيم والسنة العظيمة. والسنة هي حمل الكتاب بقوة وطريقة حياة تهتدي بالقرآن. ولا يعني العهد الإلهي حفظ القرآن والأحاديث، بل يقصد حفظ القرآن وطريقة تحمل أمانته وتقوى الله به. وتلك الطريقة هي واقع عملي عظيم. وهي وجود الربانيين الصالحين. وبركة الكتاب تتنزل في بيئتهم.

2
السنة تتعلق بأحياء متقين وهي غير التواتر العملي لهيئة العبادات الشكلية

وقد ضيق البعض هذا الواقع العملي وقزموه فظنوه فقط أنه تواتر هيئة العبادات العملية الذي حفظها الناس في أجيالهم باقتداء الولد بالوالد، ولكن هذه المحفوظات المتواترة لا تعدو قشرة خارجية لا تغني من التقوى والبركة شيئا. وليست هي بالأمر العظيم.
السنة العملية في حالتها العظيمة هي وجود حي للفناء في الله وتقوى منيرة مباركة مقبولة تهتدي بهدي الكتاب، وليست المحافظة على مجرد هيئات.
ومن يريد العثور عليها فهي في صحبة الصالحين التاريخيين. حملة الكتاب الربانيين بجد.

3
من كانوا تاريخيا؟

كتب الله ضرورة وجود هذا النوع الحي من الناس، وهو سر أن بني إسرائيل كان فيهم دائما نبي، كلما هلك نبي خلفه نبي. وهو سر تسليم السلطة السياسية من الحسن لمعاوية (رضي الله عن كل الصحابة) حين مال الناس للدنيا، ليتفرغ الحسن مع الصالحين مثله لتعليم جوهر التقوى بشموله، ولينجو الحسن رضي الله عنه والصلحاء بمعنى السنة سليما، ولا تكون وظيفة تعليم التقوى العظيمة محل تنازع.
 وقد استخلفنا الله تعالى كاستخلاف الأمة السابقة تاريخيا مع فرق عموم رسالتنا وخصوص رسالتهم. فظل القادة الروحيون يخلفون بعضهم.  
ومن يوم تنازل الحسن رضي الله عنهم ظل الحكم السياسي قابلا للتلوث والشبهة وظلت الريادة الروحية محتفظة ببريقها المتألق. ربانيون فوق الشبهات يعلمون الكتاب ويدرسون. وكان الله معهم مؤيدا ونصيرا وهاديا ويعزهم ويمدهم بالبركات.
تلك هي السنة الحقة وهي تختلف وترقى عن مجرد تواتر قشرة وهيئة العبادات العملية.

4
والسنة يا جماعة غير الأحاديث ولا بد من تمييز الصحيح من غيره.

.. السنة غير غير الروايات.
الروايات مادة متاحة للفائدة كالطعام والعشب.  
يجب معاملة الروايات كالطعام والعمل والعشب والناس.
لا بد لنا من التمييز للتعامل. 
تختلط الروايات الصالحة بالباطلة كما يختلط فيه الطعام الرديء بالصالح، والعمل المشروع بالمشبوه، والعشب السام بالشافي والنساء الصالحات والمنحرفات ولا بد لنا من الطعام والعمل والتداوي والزواج، وإذن لا بد من التنقية والتمييز. 

   
لا يمكن اتخاذ ضعف عالم من الروايات حجة لاتهام كل رواية لنبذ كل عوالم الروايات جميعا من ساحة العلم والاستفادة. كما لا يمكن اتخاذ سوء الخلق الشائع حجة لاتهام النساء جميعا بالانحراف، أو اتخاذ أخبار الخيانات حجة للتشكك في نسب أبنائنا نحن.
لا مناص من تمييز الحديث الصحيح من الضعيف واحترام الصحيح ليتبوأ مكانه.
تصح الروايات وتضعف. والله لم يتعهد بحفظ كل رواية. بل زودنا الله تعالى بموازين تعامل وتمييز لا يصح أن نطغى فيها. ولا مناص من استخدمها، وإلا تقزمت تصوراتنا.

..
وقد أعطانا الله للتمييز آلية صادقة، هي وجود الصالحين في كل عصر يميزون بنور الله الخبيث من الطيب من النص والمعنى. والذين نعلم وجودهم في كل عصر من وعد الله بحفظ القرآن. إنهم الممثلون لكلمة السنة، أي الشق الإنساني من الذكر.
وأصحابها يفهمون القرآن كما يليق بالله، ويميزون الروايات حسب اتساقها مع مفهوم متكامل للدين الحق يحيون به، ويتلقون أخبار نبيهم وقصص السيرة فيقبلون ما يتوافق مع فهم صحيح لمقاصد الله ولب سيرة النبي وروح القرآن العامة وإطار الدين القويم.

..
بالطبع فإن عصر الرسول وصحبه هو قمة الذكر في تألقه، ثم اختلفت طاقة الناس فكان مستوى الخلفاء ومطيعيهم حسب الطاقة. وكان الله يتجلى معهم بصفات جماله وجلاله تعالى.
كان يوجد في القرون أئمة يختلف مستواهم وطاقتهم ولكنهم كانوا موجودين.   
ومن مضى منهم فهم أمم خلت لهم ما كسبوا ..
ولما حدث تحد للإسلام عظيم كتب الله إماما عظيما في الاقتداء هو ابن مريم الموعود. الذي جاءنا منا منذ عام 1889 ميلادية في بنجاب الهند وهو حامل لواء السنة اليوم أعاد تعليم منهاج النبوة.. وله خلفاء يحافظون على تعليمه، فيعنينا اليوم من حملة السنة وجود أئمة الجماعة الإسلامية الأحمدية الذين تربوا من تعليم ابن مريم، الموعود مجيئه في القرآن وروايات حديث صحيحة، فانظر فهمهم للقرآن وقل هل هناك أجمل وأليق بكمال الحق وإطاره الرحماني من ذلك؟ هذا هو الإمام الذي عليه السلام، والمنوط به تعليم تمييز الصحيح من الضعيف حقا. وفي بيئة جماعته تتنزل بركات الله مع القرآن. 
..

 إذن الروايات ليست السنة.
والله حفظ السنة يعني حفظ نسخة إنسانية حية  لشخص يشهد بالكتاب المنزل ويعمل به. والسنة لا تقتصر على تواتر شكل العبادات، وليست هي كتب روايات الحديث، بل هي حقا طريقة حياة الأتقياء، أو هي قدوة الصالحين الذين لا تخلو الأرض ولو من واحد منهم.


5
لنتعمق معنى كلمة الذكر:

القرآن كتاب للوعي والعمل. والله تعالى يقول:
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. الحجر.
أي نحن أنزلنا  العلم في كتابنا على إنسان ذاكر معلم له هو محمد وسنحفظ نسخة الكتاب وسنحفظ محمدا ثم من بعده نحفظ نسخة أو نسخا تقتدي به: ذاكرة للقرآن وتعلمه. إنا نضمن هذا الدوام للكلام ولمن يعيه ويعمل به.    
كلمة الذكر لها بنية معنوية عميقة تستلزم وجود عقل إنساني في علاقة.
لا معنى للذكر هنا بلا علاقة الوعي والعمل.
 الكلمة هي كشجرة تذكر في تربة ذاكر.
الكتاب والإنسان كقطبي كهرباء اتصلا فسرى التيار.

 وقوله تعالى وهذا ذكر مبارك، لا يعني كلاما على الورق فقط بل على كتاب متوحد مع إنسان، تتنزل البركات عليه بسبب كهرباء اتصاله بالكتاب.
الذكر مكون من كتاب تنقدح بينه وبين قاريء شرارة صلة. ويحدث من القاريء تذكر.
ليس الذكر كتابا في الهواء الطلق، ولا يسمى مجرد الورق والحبر ذكرا. لأن العملية  
الذكر صيغة مصدر، وهو مكون عمليا من مذكور وذاكر إنسان، فحفظ الذكر يعني حفظ المذكور والذاكر. ولكن الذاكر يموت، فحفظه هو وجود من يخلفه في الحفظ. 
سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي نصف الذكر الموعود بحفظه ، وهي محفوظة في وجود حملة صادقين لكلام الله كما حفظ الله القرآن.
  وا أسفاه على أن يخطيء الناس في فهم السنة ثم يقومون بإلغائها. ويقللون من شأن الصالحين وتدبر حياة نبيهم فيخسرونها، وهم على ذلك سوف يلقون الله ويحاسبون.

 6
الخاتم له علاقة 
خاتم النبيين هو محمد وهو من جاء بكتاب كامل كله الرحمة لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم،  ومعناه أن نبوته ستظل قَيّمة موجودة فاعلة ذات قِيمة واقعية حتى يوم القيامة. وحتى يكون هذا واقعا فلا بد من حفظ كتابه وإلا احتاج الأمر لنبي بعده يأتي بالكتاب.

 ولكن حفظ الرسم وحده لا يؤدي لوجود فاعل قيم، فيظل وجود الكتاب كعدمه إلا إذا وجد من يحمله ويمشي به على قدمين في الناس.
 وهذا هو الصالح والمجدد والرباني وابن مريم.
 فبعثة ابن مريم من لوازم الخاتمية وهو خادم لها ومجدد رونقها بما علمه الله علم الكتاب فصار يميز الصحيح والضعيف ويتبين له الحق ويتميز من عرض النص الحديثي والتفسير المروي على فهمه الشمولي للقرآن. عليه السلام.    


الاثنين، 22 يونيو 2015

نملة سليمان .. كلام النملة النملة .. هل تكلمت النملة ؟؟ هل النملة نملة ؟؟ أم هي إنسان ؟؟

 في الرؤى والكشوف نرى الحاضر والمستقبل وما ينبغي في مرآة تترجم للغة الحق:
صحابي رأى في الجاهلية قردة تقيم حد الرجم على قردة زنت رمزا لانحراف أمة الإسلام في المستقبل، حيث يقوم مغضوب عليهم عصاة مرتكبون للفاحشة  ( قردة ) فيقيمون الحد على مغضوب عليه منهم ولا يفهمون أنهم هم أنفسهم يستحقون الحد.
فلماذا لا نتجه للفهم المتسع الأفق؟ هكذا الأمم دائما حين تنحرف عن الجادة.

....
في الرؤى في القرآن في يوسف : تأكل الأبقار الضعاف أبقارا قوية رمزا لسنين القحط..
وفي الكهف في كشف عظيم لموسى عليه السلام تمثلت غرائز الجسم والروح ( الأب والأم) في شكل غلام  وجب قتله لمصلحة مستقبل الوالدين، أي قتل الأمارة بحسم وحزم.
....

وفي الكشف النبوي في الصحاح قد يتكلم الذئب برمز يرمز لرعاة الأمة مستقبلا، وتتكلم البقرة عمن يركبها رمزا لاستعمال الشيء في غير محله.. ويصدقه أبو بكر وعمر ومحمد خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم ..
فلا داعي لرمي النصوص وشتم الكتب في عجلة.
...
 وربما على نفس النهج  يحتمل أنه تكلمت نملة سليمان عليه السلام في القرآن في كشف له عندما قلق على مصير المعركة المحتملة لترمز النملة لملكة سبأ وهي تقنع قومها بالجنوح للسلام مع نبي الله وتشير الكلمات بالرمز لما سينتهي إليه أمر الحملة التي حشر لها جند سليمان..

....
مادة للفكر أطرحها لتلقي الرأي.
ربما هكذا لا نظلم الروايات العجيبة ولا نظلم التفاسير النجيبة ..

...

دعاء 1 -4 .. دعاء .. حمد ودعاء .. موسم الدعاء .. موسم الحصاد


  رباه هذه عودة إلى وطن السجود 1
رب :  أحسست عندما سجدت أني عدت إلى موطني : موطن الوالد وما ولد.
 ما أعظمك وما أسمى شئونك. يا ذا الجلال والإكرام. أيها الأكمل الذي لا يليق بك وبتفسير كلامك ورسالاتك سوى كل سمو أيها الأحد الصمد الفريد الفرد.
   ما أجمل العودة إلى الوطن . ما أجملها بجد.
هذا الوطن : رب لقد ارتاحت إليه وإلى أرضه وفضائه أعظمي ومفاصلي. رب صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد.
 عبدك سيد الرسل خاتمهم والذي هو أرقى من سجد.
الذي بشر بعيسى ابن مريم خادمه منا ولقد جاء وشرّفـــه كما هو منك القضاء والوعد.
عليه السلام ولدينك البقاء والشرف والمجد
رب أسكني في هذا الوطن فلا أغادره إلى الأبد.
رب إنه وطن جميل يستحق ويسعد.
رب هبني في هذا الوطن حسن المواطنة وخصلة الحمد.

دعاء 2
يارب العرش الأحد يا من هو الله، والله هو اسمه الأعظم ،  تدخل ضد طغاة الإخوان فهم يهددون بحرق البلد ليحكمونا أو يقتلونا :
اللهم  رب العرش مالك الملك..
يامن له ملـــكـــوت كل شيء ..
يا من هو الله الذي هو الرحمن الرحيم والقدوس العزيز الحكيم .
 صل على محمد وعلى آل محمد  كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ..
 رب هذا دعاء باك راج خالص من مذنب حقير فقير  وجاهل مريض عار وجائع  يستغفرك متضرعا لجنابك الأكرم ..
دعاء من سويداء قلب محب لرسولك محمد وخادمه المسيح ابن مريم .

إني أتضرع إليك لأنك حقا وفعلا أنزلت مسيحك ابن مريم الذي بشر به رسولك وكتابك  الذي أعلن  في الهند تأسيس جماعته التي بايع عبدك المتضرع  إمامها الخليفة الرابع طاهر أحمد أن تدافع عن جماعتك بشكل لم يسبق له مثيل وأن تكشف غمة الاضطهاد عنا في كل بلد من بلاد العرب والعجم، وأن تجعل أفئدة من ملايين العرب المتقين تهوي إليهم و أن  تدافع عن مصر  ناسا واقتصادا وآمالا في حياة كريمة  وحرة  تختار ماتختار  بحرية  وتعبدك حين تعبدك بحب وشغف ورضا ..
اللهم  ق  جيش مصر  بجندك  واحم شرطتها بشرطتك واقصف عدوها بأسلحتك  واحم حدودها  بفيالق السماوات .  ووفق بآية ورحمة مخصوصة  مصر  لتعدل بالحق جيشا  وشرطة وشعبا، وبقدرة مخصوصة فليرعوا حقوق الإنسان ويصيرون محمودين في رعاية كرامة هذا البنيان،   فيصلح لهم تعليمهم وقانونهم ودستورهم ورجالهم ونساؤهم وطلبتهم وعمالهم ومحاموهم ومعلموهم ومهندسوهم وأطباؤهم وفلاحوهم وسائر طوائفهم ..

دعاء 3 
لله الحمد..
  ليس لله في الحمد ند.
الحمد لله  جمالا وجمايل وجلالا  وجلائل. تعالى وتفرد.
الحمد لله استبد بالحمد واحتكره له بأكمله. وبالكمال توحد.
رب حب،  ورحمان حيٍّ،  وقيوم شئون، ومتم نور،  ومكمل جميل، ونصير المخلص العبد.   
الحمد لله ملء القلب وملء العين وملء الروح والعقل راض عنه أحد صمد فرد.
اللهم اجعلني لك عبدا فنعم من اتخذته عبدا فحررته من كل تعاسة وحقد وقيد.
الحمد لله ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد.
الحمد لله الغني كل الغنى بالعطاء والغني بنفسه عن الكون كل الغنى وغني عن الحمد
....
الحمد لله ترياق القلوب مرهم الأوجاع أنس الوحشة ملجأ الطريد ومكرم المهان ومطعم الجائع وكاسي العاري و نجاة المذنب وهادي الضال ومنهل الصادي ومنقذ المستنجد.
الحمد لله عظيم أعلى وكبير أكبر قد استولى على قلب عظيم هو قلب محمد.
صلى الله على خير الخلق خاتم النبيين لا نبي بعده إلى الأبد.
له خادم منا موعود فسلام عليه ونعم الموعود الصادق الأسعد.
جاءنا بآيات منها أن الله استخرج له كنز العربية العميق الممتد.
الحمد لله تذكر بحمده كل مناظر الكون الرائعة التي لم تعد حكرا في المشاهدة على بلد، فكل امريء مهما كانت بيئته قبيحة يمكنه مشاهدة جمال صنع الله في كل بلد.
فيبريء ساحة الله من صنع القبح وينسب الذنب لتصرفات الأهل والولد.
وتذكر بحمده سبحانه كل الأرصاد:  سواء منها أرصاد المجاهر الدقيقة لمن يعقل الرصد.
 وتعلن مجده كل المراصد وكل ما طار من تلسكوبات تصور ما صور المصور بكل إتقان وجد.
وتسبح بحمده كل عشبة وشجرة وزهرة وثمرة وحشرة وزاحفة وسمكة وطير وأنعام ووحش وحيوان وجبال وسحاب ورعد ومطر ومياه تخر خريرا وتهدر بحمده هديرا وموج يصطدم ويرتد.
وتسبح بحمده الذرات والمركبات والكيمياء والفيزياء والأفران والقوالب والمرسلات والمستقبلات والمطابع والأحبار والأوراق والحواسب والموجات والالكترونات، ومهما استخدمها الإنسان واختار استخدامها ضد ربها فهي تتفاعل معا لتنتقم منه فتقلب حياته متعاونات إلى نكد.

دعاء 4 
شكرا لك ربي عداك العيب.
أحبك وأستغفرك. وأسترحمك.. واهدني صراط محمد وخادمه ..صلى الله عليه وسلم.

رسمت فأتقنت أروع الصور حتى صارت خطرة من قوة الإتقان..وليس عيبا شدة ذلك وخطورته.
أتقنت دقة الصنع على مستوى أدق من الفيمتوتكنولوجي بمليون مرة.
الحمد لك.
خيرتنا وجهزتنا بشنطة عدة المسئولية.
شكرا فعلت كل مايليق بالرحمن الجميل الكريم ذي الجلال القدوس فعله. حين يخلق خلقا مثلنا بمعضلة اختياره.
ربنا ولك الحمد.
سبحانك تعاليت عن كل فكرة عنك تؤدي للحظة تباعد.. كل فعلك وقولك يشد إليك. ويحببك للروح..
اجعل كتابك ربيع قلبي الكامل.
ربنا لك الحمد..
عال متعال متكبر متأب على كل ما لا يتسق مع جمال رب ذي الإكرام يرب بكل حكمة تقدير ولطف تدابير وعزة علم ..
الحمد لك ربنا.
إن كان  هناك مشكل وزبالة فمني..
وإن كان حل وتجميل فمنك..
وأنا الظالم من يومي..
وأنت البريء الأول والآخر.
ربنا الله الحميد..

أنت الذي تكلؤني وتخفرني والله أكبر من كل مكذب مكفراتي يدبر سوءا .. علام غيوب تحيط بالمكر السوء وتعلم كيف تجعله يحيق بالماكر بأعجوبة.


رمضان .. قرآن .. حب الله.. توبة .. تعامل فيه حنان.. غفران.. مريم رمز الإنسان.. حضور أمام رحمن

شهر رمضان شهر القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم

الاستعداد النفسي الحازم

هاهو رمضان يبحث عن رجال يقتدون بمثال مريم التي أدارت خواطرها بقوة وأحصنت فروجها، ويركزون بكل العقل واللب والكيان في قراءة الكلمات القرآنية وتسلق أعالي بروجها. لتتنزل عليهم أنوار الله الرحيم وتفتح لهم أبواب ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
ها هو رمضان الندم ورمضان الاعتذار ورمضان المراجعة ورمضان الاحتراق والتجدد..
رمضان لطلاق الدنيا والصعود الروحي إلى حراء وفتح كتاب الآخرة وتذكر النشأة الأولى والموت وتصور اللقاء مع الله .. اللقاء الذي لا خلاص منه ولا مناص.
..
الحضور أم ذات الله
ها هو رمضان مخصص لننصت لله،  شهر للاستماع إلى محاضرة الله الأرحم الحاضر دوما، يذكرنا  الله الأكرم بحضوره الدائم، ويوقظ من يتذكر. ها هو الله في رمضان وهو يخطب ودنا بكتاب، ويخطب فينا ببلاغة ليفقه خطبته أولوا الألباب. ويقول ادعوني أستجب لكم فأنا المجيب بخير جواب.
افتحوا القرآن وفيه يعلن الله عن نفسه وأسمائه وبراهينها أروع إعلان.
وأنصح الجميع بقراءة كتابين لمسيح الله الموعود هما :كرامات الصادقين وإعجاز المسيح.
وإضافة الصفحات من 370 إلى 449 من البراهين الأحمدية له عليه السلام. 

...
اقرأوا في القرآن وشاهدوا كيف تختال كمالات الله الرحمن الرحيم ومحامده وهو يدير مشروعه الإنساني من أوله وخلال أطواره ،حتى ينضج المشروع ويجتاز نوع الإنسان شتى أفران التسوية والإنضاج ويبلغ الآدمي محله وتذهب كل روح لمستقرها من رحمة الله. الله الذي جعل كل السور وكل التواريخ وكل الأقدار محصورة بين قوسين هما قوس الرحمن وقوس الرحيم. وسعا كل حي دون استثناء.


الله باني العمارة البشرية ورحمان الأمم ورب التسوية
اقرأوا كيف يعاملكم الله تعالى كأمم لها وحدة بيت ورابطة، ومع ذلك فالله يرعى الفرد المؤمن به والرافض لظلم أمته والمنكر لتمزيق لحمة البيت ويشمله بالعناية، وفي القرآن يريكم الله أنفسكم وأممكم في مرآة الصدق بلا بهتان.
انظروا في طول القرآن وعرضه كيف يعبر الله فيه عن روعة صفاته التي تتبدى في بنائه الغالي عليه وهو الإنسان.. وتعمقوا كيف حرم عليه كل نجس وخبيث وقذر، وكل سلوك همجي وكل ما يحط ويخجل، وكيف سن له الله كل ما يليق بالنبلاء وكل ما هو طيب وطاهر ومترفع ومؤدب، ومتحضر أنيس يأمن إليه من يساكنه ويجاوره ويعاهده، ويأمن إليه من يحدثه ويتلقى منه الخبر بصدق.
....
انظروا كيف يحرص الله على هذا البناء ويحرم هدمه وجرحه وسوء معاملته. ويحض على إكرامه والتصدق عليه بالخير وإطعامه وتحرير رقبته والرفق به ومعاونته بالمعروف والعطاء الكافي
انظروا  في القرآن آية البيت الرائعة، وهي علامة على كنز عظمته المكنون سبحانه، تلك الآية المشروحة في أن الله بنى للناس بيتا وهم ضيوفه، وملأه بأنواع الزاد واللوازم، وجعل السماء له سقفا وفرش الأرض أحسن فرش بكل وسيلة عيش، وجعل عيشة الناس بيوتا تحوي أزواجا، وجعل شريعة البيوت هي الرحمة الطبيعية والرحمة المثقفة، وجعل البيت مدرسة المواطنة والإيثار والبر، وجعل بناء الكعبة وحرمتها وما حولها والضيافة والكرم عندها رمزا لله ورحمته وضيافته وقدر الإنسان عنده. وجعل لبنات هذه الكعبة من قيم التوحيد لله الرحمن ووحدة تراحم نوع الإنسان.

...
موالاة الله للبيت الإنساني بالصيانة والإصلاحات ولا يهمله أبدا

انظروا بعمق في طابور الأمم في عديد من السور: كيف يرسل الله الرسل بالإنسانية حين تسود السبعية، ويقيم الرسول دعائم قيم البيت والبر حين تسود الأنانية.. ويرسل الله رسولا بالعقل حين يسود التخريف والخبل، وبالعدل حين يسود الظلم، وبالعلم حين يسود الجهل والظلام، فيتبعه قليل ويلقون من الأغلبية ورؤسائها صنوف العداء، ويخرجون لهم من جعبة الغرائز ثعابين السخرية والهزء والتكبر والتكفير وإخفاء الحقائق والعنصرية والظلم والتمييز والتحامل وسوء الظن ونشر إشاعة الكذب واستحلال الحرمات وخطط الإبادة والتهميش وسوء المعاملة والحط من كرامة المواطنة؟!! كأنهم غزلان مؤمنة في غابة فيها وحوش كاسرة.
...
ويأله المؤمنون إلى الله وحده، ويتوجهون إليه ويدعون الله رب الناس، وينجيهم الله وينصرهم على الظالمين، ويظهر من صفات النصر والعزة والعظمة آيات عجيبة، ويهدم الله قرى الوحوش البشرية، ويحبط آلة التكفير الجهنمية، والمؤمنون يأمنون ( مؤمنون أي محل الثقة وناشروا الأمن ومحسنوا الظن)  وينعم الله عليهم ويتخلصون من الممارسات الوحشية، ليعودوا لبناء بلد الإنسان على قيم البيت والعدل والإحسان.
..
انقلاب الأمم ولعب المظلوم دور الظالم بعد فترة
ثم انظروا ما يحدث كيف يتغير حال الذين كانوا مؤمنين مظلومين إلى ظالمين مفترسين يمارسون مع الآخرين نفس ما كان يمارس ضدهم؟!. ونفس الممارسات صارت تتبع منهم ضد الأقليات شبرا بشبر وذراعا بذراعا حذو النعل بالنعل، لا يتركون مستنقعا دخله من كان يضطهدهم ولا جحرا ولا شقا إلا دخلوه مضطهدين هم لغيرهم.
 عجبا كيف يتحول المظلوم إلى ظالم كاسر باغ سيء الظن تابع لكل ناعق مكفر للناس مصدق لكل تخريف؟ كيف صار لا فكر عنده ولا عقل؟
...
عجبا من انقلاب الإنسان على نفسه وربه.. الله بريء الساحة والناس هم الظالمون. وما يحدث من العذاب والمآسي فهو من الناس وذنبهم،  وتأملوا صوركم في المرآة كيف يبغي الشعب الذي كان يعاني البغي، وعاد مسخا يستحل الحرمات ويكذب ويقتل ويقوم بالتكفير وينهب.. وتحسروا على ذلك الذي كان ضعيفا إنسانا مؤمنا ينشد الأمن وقيم البيت وحسن المواطنة، ثم أنعم الله عليه فلم يترك الشعب الناكر للجميل موردا لغضب الله إلا شرب منه ولا معصية إلا فعلها.     
اقرأوا وتأكدوا بأنفسكم من أن ربكم هو أجمل رحمان. وغني لكنه كريم ويكرم مختصا بني الإنسان.الإنسان الذي عليه أن يتحلى بصفة الحياء بين الأحياء
...

 وعد الفاتحة الخطير ووعد النور العظيم وهما مرتبطان.

واقرأوا في تفسير الفاتحة روائع الحسن الإلهي وروائع الإحسانات من الله، ومفهوم العرش ونظام التنزيل والتجلي، وانظروا في الفاتحة كيف وعد الله فيها بجواب الدعاء، وجعل فيها أملا راسخا لوجود الذين أنعم الله عليهم، وأن عونه حق لمن أخلص الدعاء، مهما كان عدد المغضوب عليهم وعدد الضالين عن الهدى والدعاء.
وتعمقوا وعد الله في سورة النور كيف وعد المؤمنين منا نحن بالاستخلاف والهداية لمواضع الخلاف طبقا لما تم من قبل مع أمم سبقت/ لتعلموا أنكم على موعد مع ابن مريم منكم  ليفصل بين المتنازعين حكما عدلا، كما كان من قبلكم على موعد مع ابن مريم منهم فأحيا دين موسى بالحق وكان حكما عدلا.  
وتأملوا ما تقول به جماعة الله الإسلامية الأحمدية وما تقدمه من كتب مسيح الله عليه السلام بعد المحافظة عليها ونشرها في العالمين
....
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب.
صنع الله علامة فارقة للتعرف إليه تعالى وتوكيد الاتصال به وهي الدعاء.. ومن العجب أنه يؤدي إلى رفع بلاء مشروط إلغاؤه بالدعاء. وهو البلاء الذي كان نازلا بموجب سريان الأمور في المسار الطبيعي.. حيث يترك الله الإنسان للقوانين وفعلها الآلي.  فتجنب هذا البلاء بالدعاء يعني تحسنا في الحياة مجانا. وبفضله يهبنا الله تجنيبا لكثير من المؤامرات التي قد يحيكها أعداء الصالح له .......
كثير من الناس يعتدون في الدعاء .. والدعاء له شروطه وله ظروفه وتطبيقها يؤدي إلى إيجابية في الشخصية:  حيث يضطر الأشخاص للحصول على جواب دعائهم إلى الخضوع لشروط الله في عمل السلوكيات الحسنة في مجتعاتهم، لعلمهم أن المعتدين لا يستجاب لهم الدعاء حيث لا يحبهم الله، وبالتالي رهن الله الهدايا ورفع البلايابدعاء المحسنين الخيرين،  حتى تتحسن مواطنة الإنسان ويتعامل مع إخوانه بشكل راق ليستطيع نوال الفائدة البنكية للدعاء..
 وهكذا يساعد الله المجتمع بهذا الارتهان ويعطي حافزا للتقوى ودافعا للتعامل الجيد ويجعل الانسان يفتش أحواله قبل الذهاب الباب العالي الإلهي لتقديم طلبات لنيل هدايا ثمينة..

..
القرآن كتاب حب: الجانب الاجتماعي في القرآن
 إن نظرة  عميقة إلى القرآن تبين أن دين حب ذائب لله ليس له تعالى في قلب المؤمن به ند .. ونظرة عميقة في سور القرآن مثل البقرة والماعون أو الليل أو الفجر أو الضحى أو الهمزة أو قريش أو المطففين أو الإنسان تبين أن حب الناس والعطف عليهم ومواساتهم هو ناتج التوحيد وثمرته..
السور تجعل العطف مدار التوحيد والإنسانية مدار التدين.. ففي سورة الإنسان نرى إطعام المسكين واليتيم والأسير رغم الاحتياج وحب هذا المال.. ويجعل الله السجود والصلاة بالليل سمة لهؤلاء المحسنين .. وفي البلد يجعل الله تعالى فك الرقاب هو عقبة الإنسانية هو والرحمة، ويجعل الله في سورة الليل العطاء وتقوى الله في هذا الإنسان هو عنوان الخيرات جميعا وعلامة الصلاح وغرض الرسالة وهو الذي به تنال الجائزة الإلهية والتيسير لليسرى ورفع الدرجة .. وفي الضحى يبدو ها الأمر أظهر من الشمس فالله رب إحسان ومن يتربى على إحسانه يوصيه الله أن ينتهج منهج الإحسان. وفي الماعون يجعل الله الدين هو العطف والرقة ورقي التعامل وحث المحيطين لإطعام المسكين،  وتشجيع الإمداد بالماعون الشامل، وهو كل معونة علمية وتنموية وإدارية وصحية..
 وكل هذه السور التي قلناها ما هي إلا مادة تحرير يستطيع بعدها الإنسان أن يحكم على الأشياء وهو حر من الضرب والبهدلة والأذى،  ويحيا وعنده وقت للفكر المرتاح الهادئ، وعنده طاقة وفرصة ليستنتج ويستنبط ويفهم ويتعلم .
وكل هذه السور وغيرها مثل البقرة التي هي سورة إحسان الله لليهود وإساءة اليهود الى أنفسهم بأنفسهم وبعث الله لرسوله ليحيي شريعة البر.. البر المذكور في البقرة والذي هو صبغة إنسانية تماما ، صبغة كلها العطاء والعفو والشجاعة والبذل والمواساة.

 وتندرج كل الفرائض في هذا  السلك وعلى رأسها فرائض حسن المعاملة في البقرة للزوجات والضعفاء، حيث يندمج لحنان موسيقيان جماليان يتعلقان بالرقي في معاملة النساء وبذل الرقة لهن وبالرقي في معالمة الفقراء والتصدق بالخفي بالطيب والمخلص عليهم، ومنع الربا عن المحتاجين المضطرين.

 وتختلط هذه المعزوفة مع معزوفة آية عظمى عن التوحيد بعد آية (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم). .. ليقول الله أن البيت البشري الذي بنيته هو رمز الكون الفلكي الشامخ الذي بنيته (إن في خلق السماوات..الآية) وهذا البيت للضيافة والكرم، وللحب والاحترام، وهو البيت الذي يجب أن يعلم الجالسون على المائدة فيه أنه لم يصنع أحد غيره تعالى هذا الطعام وأن يده هي التي طهت كل الطهي: لذلك له الحق أن يجني كل الحب وأن يحصد كل المحبة بلا شريك، ثم هو يوزع منها برضاه على الآخرين..

 ولأنه هو المضيف البار فلذا شرع البر..لذلك يأمر في البقرة والنساء بإكرام المرأة النزيلة في البيت لأنها في بيته تعالى وضيفة عليه أيضا. وإكرام الفقير والمسكين في بيت المجتمع الذي هو بيت الله الذي بناه أيضا هو ترجمة لطاعته التامة أي توحيده ومعرفته.
 وفي آية الكرسي تعداد لجوانب جلاله وقدراته وجدارته باللجوء المحب الواله إليه، وهذا هو جماله يتجلى، وهذه هي كمالاته ومؤهلاته ليكون هو ملاذنا وحضن الحنان القدير على حمايتنا. وليحبه الجميع..

 ولذلك لا مكان للإكراه في هذه المنظومة .. ولا إكراه في الحب ولا إكراه على الدخول في دين الحب ولا إكراه على البقاء فيه لمن لا يعقل جماله ويريد الردة.. والإكراه فيه نشاز يرفضه الله، وهو إهانة لله كأنه لا يملك جمالا يكفي للجذب والحب.
 والإكراه تراه طبيعة الأمم والجماعات التي تفلس في معرفة الحق أو تبيانه. وتموت هذه الأمم والجماعات بتبني سياسات الإكراه.