الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

خطة الله في تدارك الخلق بالرحمة رغم اختيارهم السيء

الله فريد العظمة يفعل كل ما تقتضيه الرحمة بالحكمة.
استمع أيها العالم جيدا ولا تضحك على نفسك
وطبق أصول الجودة على عملية تأمل عميقة ولا تلعب بمصيرك

أولا:

لأن الله موجود وحقيقي وحي وقيوم يباشر عمله وخلق الانسان بهذه الصورة وله عقل وعاطفة وحيرة وحاجات فكان حتما أن يعلمه البيان وأن يرسل إليه الرسل لتمام النعمة والرشاد.
 ولم يقصر الله بل أرسل لكل أمة وكل شعب بلسانه ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) .

..
ولأن الإنسان مكتوب له الاختيار والله كتب على نفسه الرحمة مهما كان الأمر فاقتضى الكمال التأديب والتعذيب أو الانتقال بالناس لدار العقاب في الآخرة، حيث الأم المرضع هنا هاوية، وحيث تخلع الروح هذا الجسم الضعيف هناك وترتدي جسما جديدا يتحمل مراحل الأدب العجيب والتعليم العميق والضرب الرهيب، وهي مراحل تربية سرية التفاصيل  شديدة المراس لا يفلت منها جاهل إلا تعلم وتثقف.
..
ولما أشفقت عين الله على العالم عموما ثم على همج أوربا ذوي المراس الصعب والاختيار المهبب فقد ساق الله الرحمة من سكة بعيدة وحكمت العناية الإلهية بوجود رسول كريم إلى العالم بدءا بأمة في الأرض تطرد الروم من الشرق الأوسط وتقضي على دولة الفرس الظلوم وتقف أمام أوربا متحدية تثير فيها نخوة النداء نحو الترقي.
في البدء كانت الكلمة.
فأساس هذه الأمة كتاب بدأ بكلمة اقرأ، واقتضت الكلمة الكتابة والكتابة اقتضت الورق والورق اقتضى جريا خلفه حتى راحوا الصين فملأت الأوراق الصينية والأفكار العلمية الدنيا بحبر طورته الكيمياء .
..
 ثانيا

إذن لأن الله سبحانه هو الله الأكمل الرحمن الرحيم فكان لازما في هذا الأوان ( القرن السابع الميلادي ) بعث هذا النبي بهذا اللسان بهذا القرآن بهذا السمو والرفعة في التعليم وهذا الجمال في البيان . إنه محمد ذلك الإنسان نعم ما يكون الإنسان.
صلى الله عليه وسلم عدد كسور الزمان والمكان.
...
وإذ أنه سبحانه كتب في كتابه هذا ما كتب من وعود بالمساندة ونصر مبين لأعظم الرسل، وإذ اختار العرب ردة التمرد بعد الرسول وسلكوا القتل علاجا لحالهم  فكان لازما حتما أن يتدارك الله برحمته الناس بأن يستخلف أبا بكر ليقود حصيلة التربية النبوية ويحدث ما حدث من حفظ المؤمنين وحفظ القرآن.
وكان لزاما لشرف الفلاسفة والمفكرين أن يحمدوا الله وأن يشجعوا ركب المدنية والقراءة الزاحف إليهم من جزيرة العرب وأن يقدروا حكمة الله وتصرفاته لو كانوا فلاسفة باحثين عن الحكمة بحب حقا.
كان ركب النور يسرع متجاوزا العقبات إلى عالم ينتظر، ولكن أجياله اليوم في سوء الظن بالله وفي تهم الجهل تحتضر.

كان لزاما على العقل الذكي أن يفهم أن كل هذا مرتبط  بإثبات الله لوجوده في ركب نبيه، وخططه الحكيمة في إيصال رسالة : اقرأ ، العربية - إلى مستقرها من كافة لغات العالم ومسالك الترجمات وجسور التعارف والتواصل.  وأنها رحلة من الإثبات لصفات الله تعالى وكماله وشأن رسالة نبيه وقيمته عنده  وجدارة قراره بنصره صلى الله عليه وسلم. وكل هذا مرتبط تماما بحتمية نجاح التربية النبوية بل  نجاح الرسول في التربية لا بد أن يسبق كل الرسل على الجميع الصلاة والسلام.

لو كان الرسول الصادق محمدا صلى الله عليه وسلم قد ربى فعلا بنجاح ( وهو الحق الفعلي بقوة) وكان ابو بكر هو ابو بكر وكان عمر هو عمر وكان الصحابة الكرام يوم السقيفة رجال الله حقا فلا بد أن الله هو الذي كان معهم لحظة بلحظة وأوصل الامور بعنايته لبيعة الصديق .
كل ما الإنسانية فيه من خير علمي وتقدم تقني فمفتاحه بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
ولولاه لكان تاريخ العالم وصورته اليوم  بهيئة من التعاسة لا تمت للصورة الحالية  بسبب.
..

ثالثا

ببعثته الميمونة صلى الله عليه وسلم ونفخة الصور في (اقرأ) تشكل جوع رهيب للقراءة وشيوع الكتب والمصاحف والصحف فاستجاب القدر وتزوج ورق الصين مع أحبار العالم وصارت الكتب والعلوم في كل ركن وقرية في الأرض.
لقد عملت أمم شتى في حقل الله : حمل العرب نير الرسالة الإسلامية دهرا ثم اختلطت بهم الأمم الأخرى، وحملت الأمة الفارسية نير العلوم الإسلامية دهرا  ثم انتقل العمل إلى بلاد الهند فحملوا الأثقال دهرا حتى جاء مسيح الله الموعود عليه السلام.
كل الأمم قدمت للعالم تراثا محترما  وأساءت أيضا وقلدت  فقدمت للوضع الجديد خيرها وشرها.
..
عندما كان علماء الإسلام يقدمون الرقي كان من يشتمون نبينا الآن همجا تخجل منهم الإنسانية.. أجدادهم الهمج الوحوش انصبوا على اوربا كالوباء.
عندما جاء الهمج أوربا أبادوا اغلب أهل الثقافة اللاتينية وتم إسكان جديد لأوربا  وعندما اعتنقوا المسيحية متأخرين  كانت الكتابة قليلة  والثقافة محرمة حتى جاء عصر النهضة وما بعده وتم تكوين اللغات الأوربية، وعندما سمح بترجمة الكتاب المقدس للغات أوربا لم يكن هناك مادة ثقافية لأوربا سواه مدة طويلة، وحوله تمحورت القصص والروايات والشعر والآداب والخيال الشعبي والمخيال الشعبوي العام .. وتشكلت منه بعهديه  عقول الملوك والقواد وعقول الكتاب من المسرحيين وكتاب الشعر الشعبي.
ولما كان العهد القديم محشوا بالوحشية فقد اتخذوها منهج عيش باسم الصليب والله والمسيح وحاشا لله وحاشاه.

تأثيرات
في أوائل الدولة العباسية كان هناك في بيزنطة صدى لما يتردد عند المسلمين من حوارات، ثم نبت في أوربا جهد لضم شمل الهمجيات الأوربية .. وثارت غيرة الامبراطورية الرومانية من العلوم عند المسلمين فاتجه شارلمان لتعلم القراءة والكتابة وتعهد من حوله بمحو الأمية،  
وفوجيء همج أوربا بالعلوم الاسلامية في الحروب الصليبية  فتعلموا الاستحمام والقراءة والكتابة والعلاج الطبي، وعندما انحسرت موجتهم ابتلاهم الله بالوباء الأسود فقضى على نصف سكان اوربا وبدأت أفكار الإنسانية والماجنا كارتا والحقـــوق والفكر تنمو عندهم.
واستولى الملوك الإسبان على ميراث العلوم الإسلامية وملكوا بها العالم قرونا حتى حطم الله أساطيلهم الظالمة لغير رجعة، وجاءت اوربا بتقدم علمي وهيمنة تكنولوجية وسيطرة البزنس وزهوة الدنيا وزخرفها.

وكل ماهم فيه من نعم فمرده لبعثة تصرخ في أذن العالم بالقراءة .. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومحمد لم يأت من دماغه باقرأ، بل هي كلمات الله التي تجعل الأمي صلى الله عليه وسلم  ملك القراءة والكتابة. ومهما كان ماحدث فإن على الغرب أن يشكر الله ويشكر محمدا على الجميل المسدى إليهم .

.
رابعا

بنفس الخطوات الاستنتاجية الحتمية :

الوقت الصحيح للرحمة من علامات الله ومن روائع الحكمة.
لما علم الله أن هناك خطرا من متعصبي أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيدمرون العالم ويحولون النعمة لنقمة، فقد بادر الله مبكرا في الوقت الصحيح وأرسل مسيحه الموعود في كل النصوص العالمية ليضع بالله تعالى كل النقاط على الحروف المبهمة ويضبط بالشكل كل الكلمات الحائرة الهائمة.
اليوم يجب على العالم كله مساندة الخلافة الإسلامية الأحمدية والدمار يهدد البشرية من جراء شرذمة من المنحرفين شجعهم قادة العالم من قبل عنادا وتمردا على المسيح  الموعود وإمعانا في محاولة تشويه الوجه الأجمل للنبي الخاتم محمد

...
أيها العالم، أيها الناس/ أيها الكسالى عقلا والمتبعون لثوائر النفس الأمارة فعلا:
 لو كان الله ربكم حقا وكان الكمال صفته وكان الرسول قد تنبأ صدقا واتبعت أمته سنن السابقين وفسدت وظهر الفساد،  ولو كانت القسطنطينية فتحت فعلا والدجال خرج من زمن وساح وخرب الدنيا ،  ثم ولو كانت بروق الله الرحمانية تموجت فعلا نحو إنقاذ الاسلام  وكان المسيح الموعود هو المسيح الموعود وصدقت معه الوعود ( وهو الحق الفعلي) فلا بد أن الله مع خلفائه  حاضر لحظة بلحظة مع واقعة اختيارهم ولابد ىأن يد الله مع لجنة الانتخاب المكونة من صلحاء الجماعة وهي ترشد لما يتم.

..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق