يجب على المسلم العاقل الدارس أن يعترف 1 أن القسطنطينية فتحت .
فيعترف 2 تبعا بصدق رسوله صلى الله عليه وسلم أن الدجال خرج وعليه العثور
على الدجال منذ 1453 م .
فإن اعتبر
الدجال رجلا أعور ثم لم يجده فليعترف 3 أنه وجد وخرج ولكنه مشتبه عليه الأمر لنبين له
ليعترف بالبيان 4 أن
الدجال هو أمة خرجت لتنصيرنا واحتلال الأرض.
فإذا مرت 400 سنة على فتنة نشطة شغالة حتى وصلت إلى
العلم وتقدمه وحقوق الإنسان والطبع والنشر وتعلموا التنصير بالفكر لا بالسيف
فليعترف أن 5 محنة الإسلام القرن 19 استدعت تدخل الله تعالى.
والتدخل
عظيم وموعود به ويعترف به كل مسلم : وهو تنفيذ
وعد نزول ابن مريم ليكسر صليب المنصرين ويحيي الأخلاق الرفيعة، وتاريخ الإسلام جمع
بين الخاتمية ونزول عيسى عليه السلام ولم يجد العلماء تناقضا لأنه لن يكون نزول
نبي مشرع بل خادم مجدد مؤيد ناصر.. وعلى
العاقل الاعتراف 6
بصدق القرآن أن عيسى الأول عليه السلام مات ومن مات لا يعود للدنيا. فليعترف 7 بوجوب الجمع بين أن ابن مريم أتى حقا بينما ابن مريم مات حقا
ولن يأتي والجمع هو أن الذي سينزل هو منكم وليس منهم. وعندما يعترف بذلك
فليبحث في الأرض عمن أعلن الدعوى وتكلم بما يليق بصدقها ويتأمل كتاباته وأعماله
وتاريخه: فلن يجد مناصا من الاعتراف 8 أنه لم يجد جديرا بالصدق
غير الموعود المهدي ميرزا غلام أحمد أنه مسيح الله الموعود عليه السلام. وعندها
فليقل بنفسه أنه نبي يوحى إليه لكنه نبي خادم لا تشريعي عندما يقرأ آية وعد النور
وأن الله سيستخلف فينا منا كما استخلف من قبل، والمماثلة تعني نبوة المبعوث، ويقرأ
حديث النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه يوحى إليه فليعترف
بنبوته:..." فبينَما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عيسى ابنَ مريمَ، فينزلُ عندَ
المَنارةِ البيضاءِ، شَرقيَّ دمشقَ، بينَ مَهْرودتينِ، واضعًا كفَّيهِ على أجنحةِ
ملَكَينِ، إذا طأطأَ رأسَهُ قَطرَ، وإذا رفعَهُ ينحدِرُ منهُ جُمانٌ كاللُّؤلؤِ،
ولا يحلُّ لِكافرٍ يجدُ ريحَ نَفَسِهِ إلَّا ماتَ، ونفَسُهُ ينتَهي حيثُ ينتَهي
طرفُهُ، فينطلقُ حتَّى يُدْرِكَهُ عندَ بابِ لُدٍّ، فيقتلُهُ، ثمَّ يأتي نبيُّ
اللَّهِ عيسى، قومًا قد عصمَهُمُ اللَّهُ، فيَمسحُ وجوهَهُم، ويحدِّثُهُم
بدرجاتِهِم في الجنَّةِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ أوحى اللَّهُ إليهِ: يا عيسى إنِّي
قد أخرَجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحَدٍ بقتالِهِم، وأحرِزْ عبادي إلى الطُّورِ،
ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ، ومَأجوجَ، وَهُم كما قالَ اللَّهُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ، فيمرُّ أوائلُهُم على بُحَيْرةِ الطَّبريَّةِ، فيَشربونَ ما فيها،
ثمَّ يمرُّ آخرُهُم فيَقولونَ: لقد كانَ في هذا ماءٌ مرَّةً، ويحضر نبيُّ اللَّهِ
وأصحابُهُ حتَّى يَكونَ رأسُ الثَّورِ لأحدِهِم خيرًا مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكُمُ
اليومَ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ إلى اللَّهِ، فيُرسِلُ اللَّهُ
عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم، فيُصبحونَ فَرسَى كمَوتِ نَفسٍ واحِدةٍ، ويَهْبطُ
نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ فلا يجِدونَ موضعَ شبرٍ إلَّا قد ملأَهُ زَهَمُهُم،
ونَتنُهُم، ودماؤُهُم، فيرغَبونَ إلى اللَّهِ، فيرسلُ عليهم طيرًا كأعناقِ
البُختِ، فتحمِلُهُم فتطرحُهُم حيثُ شاءَ اللَّهُ، ثمَّ يرسِلُ اللَّهُ علَيهِم
مطرًا لا يُكِنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فيغسِلُهُ حتَّى يترُكَهُ
كالزَّلقةِ، ثمَّ يقالُ للأرضِ: أنبِتي ثمرتَكِ، وردِّي برَكَتَكِ، فيومئذٍ تأكلُ
العصابةُ منَ الرِّمَّانةِ، فتُشبعُهُم، ويستظلُّونَ بقِحفِها، ويبارِكُ اللَّهُ
في الرِّسْلِ حتَّى إنَّ اللِّقحةَ منَ الإبلِ تَكْفي الفِئامَ منَ النَّاسِ،
واللِّقحةَ منَ البقرِ تَكْفي القبيلةَ، واللِّقحةَ منَ الغنمِ تَكْفي الفخِذَ،
فبينما هم كذلِكَ، إذ بعثَ اللَّهُ عليهم ريحًا طيِّبةً، فتأخذُ تَحتَ آباطِهِم،
فتقبِضُ روحَ كلَّ مسلمٍ، ويبقى سائرُ النَّاسِ يتَهارجونَ، كما تتَهارجُ
الحُمُرُ، فعلَيهِم تقومُ السَّاعةُ.
وليقرأ في القرآن مثلا مضروبا لنا للمؤمن، فحتم تحققه
وهو أن فينا مثل مريم، حاله تحصين نفسه من كل شرك، فينفخ الله تعالى فيه من روحه، فيخرج من حالته إلى
حالة عيسوية ويكون منه ابن مريم للمسلمين.
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ
وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ
ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ
فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ
وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ
وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (
....................................
البداية:
في عام 2007
طرح سؤال في برنامج الحوار المباشر من أستاذ خالد الحسيني بالأزهر: إذا كان الله
قد حقق نبوءة نزول وبعث المسيح الموعود فلا بد أن كل ما قبل ذلك من نبوءات قد
تحقق. وإذا فأين تحقق النبوءات التالية؟
1 نبوءة حديث:
عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ
الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ.
2 نبوءة حديث
فيه أنه: ستصالحكم الروم
صلحا آمنا ثم تغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنصرون وتسلمون وتفتحون ثم تمرون
بمرج ذي تلول فيرفع لهم رجل من النصرانية الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقوم
إليهم فيدق الصليب فعند ذلك تغضب الروم فيجتمعون للملحمة.
3 نبوءة حديث فيه
أنه:
«لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق -أو بدابِقَ-، فيخرج إليهم جيش من المدينة
من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سُبُوا
مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا،
فيقاتلونهم؟ فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء
عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا، فيفتَتحِون قسطنطينية، فبينما هم
يقتسمون الغنائم، قد عَلَّقوا سُيوفَهُم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إنَّ
المسيحَ الدَّجَّالَ فد خَلَفَكم في أهاليكم، فيخرجون، -وذلك باطل- فإذا جاؤوا
الشام خرج.
كان
السؤال في آخر وقت البرنامج فتأجل الجواب لليوم التالي.
فدعوت
الله وبحثت ثم اتصلت بالبرنامج أن الجواب يمكنني بفضله تعالى.
بحثت
عن تحقيق النبوءة الأولى وهي ( عمران بيت المقدس...) في الكتب.
كان
معلوما عندي أن خراب القدس تم بسبب الحروب الصليبية والمغول، ورجحت أن عمرانها تم
في عهد المماليك.. فبحثت عن تاريخ مدينة القدس بعد ذلك في أيام المماليك فإذا
المصادر تؤكد هذا.
مثل كتاب القدس: مدينة واحدة وعقائد ثلاث لكارين
أرمسترونج تذكر فعلا عمرانها، ورواج التجارة والحج إليها من الجميع، ثم وجدت أن
طريق الحج في نفس الوقت كان خطرا مخيفا وسكان المدينة المنورة كانوا قليلين وهذا
سبب ٌلإقفار المدينة أو خرابها، وهكذا
عثرت على تحقق هذه النبوءة..
وعن
النبوءة الثانية وهي ( الصلح الآمن مع الروم يعقبه الملحمة...)كان معلوما عندي أن آخر
عهد المماليك كان موازيا لعهد نهضة العثمانيين ومتزامنا مع معارك بين العثمانيين
والروم، وأن القسطنطينية فتحت على يد العثمانيين فمددت يدي لمجلد من قصة الحضارة للمؤرخ
الأمريكي ول ديورانت، وعند الحديث عن العثمانيين وجدت أن أورخان من كبار مؤسسي
الدولة العثمانية كان يقاتل قوات القسطنطينية، ولكن أعداء القسطنطينية من دول
البلقان كانوا يطمعون في الاستيلاء عليها كذلك، فقرأت أن القسطنطينية كانت تعقد
هدنة مع أورخان، واستعانوا به ضد أعدائهم فأعانهم واستأجروا جنوده، ووجدت التاريخ
يذكر انتصارات وفتوحات للعثمانيين في بلغاريا واليونان قبل فتح القسطنطينية، وقرأت
أن القسطنطينية بعد ذلك حاولت استمالة بعض كبار البيت العثماني الحاكم لعمل انقلاب
ضد السلطان وتم الفتح بعد ذلك.. وهكذا عثرت على تحقق هذه النبوءة.
وعن
النبوءة الثالثة وهي ( ملحمة الفتح وخروج الدجال...) وجدت في الكتاب أن
السلطان محمد الفاتح قام بفتح القسطنطينية في هذه الفترة بعد معارك شديدة، وأما عن
نداء الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فهو يدل أن الجيش الإسلامي
كان يضم روما مسلمين، وفعلا وجدت أن العثمانيين كانوا يعاملون الروم معاملة حسنة،
ولا يسمحون بالاضطهاد الديني وأن هذا كان سببا لدخول كثير من الروم في الإسلام،
ومعلوم أن جنود الجيش العثماني كان يضم الانكشارية ومنهم كثير من أبناء الروم
الذين أسلموا.
وقوله
صلى الله عليه وسلم فيخرج إليهم جيش من
المدينة لا يعني المدينة المنورة بل مدينة القوة الإسلامية حينئذ، وهو خيار أهل
الأرض يومئذ. ويكون تأويل الحديث في
الواقع: لا تقوم الساعة حتى تحدث ملحمة
بينالروم وبين جيش من المسلمين له عاصمة متاخمة لهم، وهو من خيار أهل الأرض يومئذ،
فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الروم المسلمين في الجيش، ممن صاروا جنودا
للإسلام، واعتبرهم الروم من السبي، على عادتهم في تصوير المسلمين كمختطفين لهذه
البلاد، فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم.
فيفتتحون القسطنطينية ويدخلها المسلمون وقائدهم السلطان محمد الفاتح، وكان ذلك
منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، 1453م وبعد هذا يخرج الدجال. وكان خروجه هو قيام
محاكم التفتيش بإبادة المسلمين في الأندلس وتنصيرهم.
...
تمت
الإجابة على السؤال.
وهكذا تبلورت صورة مبكرة لخروج الدجال، وصار
فساده في الأرض يعمل من هذا الوقت، ومن المعقول أن مظاهر هذا الفساد ستكون كبيرة.
ففوجئت
بتأكيدات باستمرار القراءة والدراسة أن العالم الإسلامي بلغه خبر فتح القسطنطينية
واحتفلوا بهذا الفتح وأرسلوا رسائل التهنئة والجميع ربطوا فرحة الفتح بتحقيق
نبوءات الرسول e في هذا الموضوع.
وهي
نبوءات تقول أن المسلمين سيفتحون القسطنطينية وأنه نعم الجيش جيشها ونعم الأمير
أميرها وأن الدجال سيخرج عقب هذا الفتح.
ومن
القراءات وجدت أن الإمبراطورية الإسبانية منذ هذا الوقت صارت سيدة البحار لمدة 200 سنة، فتأكد
أن هذا هو الدجال بلا منازعة. الدجال خرج وقد احتل واستعمر كثيرا من بقاع العالم
وأفسد في الأرض وأكثر فيها الفساد، وأن فساده يعم جميع دول العالم دون استثناء.
ووجدت أن الأسبان والبرتغال ضعفوا عندما قامت دول أوروبية أكثر تطورا منهم تنافسهم
في الاستيلاء على المستعمرات، وشاركوهم في القتل والاستعباد والتنصير، وتطورت عندهم
وسائل التنصير، وصارت عملية فنية منظمة مدعمة بمعاهد وجامعات وترسانة من الكتب
والمطبوعات.
وجدت
أن فتح القسطنطينية كان أيضا في عصر مميز وهو عصر الكشوف الجغرافية، وغزو العالم
الجديد ونهب الثروات منه، وخروج الدجال في هذا الحديث نبهني لتتبع التاريخ الذي
يلي هذا الفتح، وماذا فعلت محاكم التفتيش في الأندلس؟ وقرأت رواية رهيبة للكاتبة رضوى عاشور اسمها
ثلاثية غرناطة، وتقص معاناة المسلمين الذين كانوا يظهرون التنصر ولا زالوا مسلمين
في قلوبهم، وهول العذاب الذي يلقونه من محاكم التفتيش عندما يتم اكتشافهم. وفوجئت
بكم هائل من المواد التاريخية على الشبكة العنكبوتية وغيرها عن أعمال الإمبراطورية
الأسبانية تحت رعاية القساوسة، وهول ما صنعوه في العالم كله من قتل وتنصير ومباركة
للاستعباد.
وقرأت
عن تطورات أوروبا منذ قيام الثورة البروتسانتية أوائل القرن 16 ومعارضة إذلال
البابا ومحاكمه التفتيشية، ثم تقدم العلم ومعاندة الكنيسة له وانتصار العلم على
الكنيسة وتقدم التكنولوجيا مما جعل الكنيسة ساقطة القوة والهيبة، وجاء عصر حقوق
الإنسان فتغيرت قواعد التنصير من العنف إلى الإقناع.. فرأيت من خلال كل هذا المعنى
العميق لوضع الحرب يعني الحرب الدينية، وتحسست تحقق كل تفاصيل نبوءات الرسول e في كتب الحديث.
ووجب التطبيق وتصديق تحقيق أحاديث الرسول e عن أن الدجال يعيث في الأرض يمينا وشمالا بمعنى أنه يعيث ويحتل
ويسيطر في الكرة الأرضية كلها وليس فقط في القارات القديمة آسيا وإفريقيا وأوروبا،
بل في حوض الكاريبي والأمريكتين واستراليا وجرانادا وإندونيسيا ونيوزيلندا. وأنه
يستغل عجائب التقدم ووسائل المواصلات البخارية كحمار يدخل به مدن الإسلام كأنه
مخلصها يقدم على حمار من تكنولوجيا.
وتبين
لي من قراءة تاريخ الحركات المسيحية في أمريكا وحركة مذهب الألفية (التي تتوقع
وتستحث وتستولد نزول المسيح في عودته الثانية ولو بولادة قيصرية صناعية، ومنها
تمهيد الأرض له بإيجاد اليهود في فلسطين كي يهيئوا له نفس ظروف رحيله)،والدعوات
المشتعلة حماسا في مدارس الأحد والنشاط المحموم لنشر المسيحية في العالم أن تنصير
العالم كله عامة والإسلامي خاصة كان خطة مذهلة مرصود لها الرجال والأموال الطائلة
والإمكانيات الحديثة المساعدة. وتحققت أمامي صورة الدجال يستدل وتساءلت كيف كان
رسول الله e سيحاجه ويكون
حجيجه لو جاء.
ووجدت
في الخرائط الجغرافية مساعدة تجسم ما كان يحدث في العالم قرنا بعد قرن من الكشوف
والاحتلال والاستعباد والتهجير وتوزيع العبيد والتنازع وغلبة دول متقدمة على دول
أقل تقدما، حتى وصل الأمر لخرائط سيطرة بريطانيا العظمى على العالم وتفرد الأسطول
الإنجليزي بالهيمنة على المحيطات.
وضعت
في ذهني أن الله تعالى كان رقيبا على كل ذلك، ومع استعراض صفات الرحمن وروعة بيان
المسيح الموعود أن الرحمن لا يؤخر شيئا عن موعده. كان يتأكد لي أن الله تعالى كانلابد
وبالضرورة الحتمية أن يتخذ قراره ويبرم حكمه ويفي للإسلام بوعده ويفعل اللائق
بعظمته في معاكسة خطة التنصير. وهو نزول المسيح u، وأنه حقا وصدق جاء المسيح.
ومع
مرور الوقت صار واضحا أكثر أن من أقوى أدلة صدق المسيح الموعود u هو دليل
الضرورة، الضرورة التي تحتم بعثه في الوقت الذي أعلن فيه نزوله وبعثته. هذا الدليل
نابع من تأمل واستعراض كل من 1 حالة الإسلام في هذا الوقت، وتأثير القساوسة
المنصرين الذين هم الدجال المعهود، 2 واستعراض صفات الله تعالى وكلامه أو وعوده
للنبي e بالنصر والظهور
والغلبة، فمن استعرض هذا بشعور مخلص ثبتت عنده حتمية قيام الله تعالى بالرد القاطع
والنجدة الكاملة ونزول المسيح u.
فمن
أقوى الأسئلة التي تمهد عقل المشايخ ليعتدلوا هو: فات وقت المسيح فأين المسيح؟
...
ثم
طرأ تطور جديد عجيب، هو أنني كثيرا ما كنت أتعرض لسؤال: أثبت أن ميرزا غلام أحمد
نبي. كنت أقول لهم بما فحواه أجيبوا على سؤال فتح القسطنطينية تعرفوا بالتسلسل أن
مسيحا جاء ويلزمكم تحديده، ولا تموهوا بالأسئلة لأنه لا نبي بعد محمد. محمد خاتم
النبيين e وكتاب الله
محفوظ ليوم الدين وكامل في كل شيء فلا حاجة لنبي بعده، ولكن هذا هو المسيح الموعود
فلنتكلم عن المسيح الموعود أين هو فقد جاء وقته؟
ومع
الوقت صرت أختصر لهم الطرق لمعرفة الإجابة سؤال: هل ميرزا غلام أحمد نبي؟ أو أثبت
أنه نبي. فكنت أسألهم مباشرة: هل فتحت القسطنطينية؟
فوجئت
منهم باستغراب هائل ودهشة وحيرة ويقولون: ما علاقة ذلك بموضوعنا؟
فأجيب:
لأنه لو فتحت القسطنطينية عام 1453 فقد خرج الدجال منذ 660 سنة. وبناء عليه
فالمسيح جاء فأين هو ومن هو؟ بلغ الفساد الطامة فهل الله تعالى رأي فسادا يحدث منذ
660 سنة ولم يرسل مسيحا إلى الآن؟ هذا محال.
فلو
سألوا أي دجال؟ أنطلق في وصف أعمال قساوسة المحاكم وتنصير مسلمي غرناطة وقتلهم
وتهجيرهم وتاريخ الكشوف والعبودية والتنصير وتكور وسائل تحويل المسلمين عن دينهم
من العنف إلى الأساليب الناعمة واستخدام الكتب والشبهات والشهوات.
وكانت
المفاجأة هي الفزع من جانبهم والهرب والاختفاء والذوبان.
وعند معارضتهم أطلب منهم افتراضا علميا بحثيا أن
القسطنطينية (ربما) فتحت و(ربما) و(ربما) الدجال خرج. وتتبع هذا الفرض لنرى إلى
أين يؤدي بنا. فيرفضون.
وهنا
اتضح أنهم خائفون من افتراض يوصل إلى أنه (قد) يكون الدجال بلغ مبلغا من الفساد
عظيما (فربما) قد يكون الله بعث المسيح، ومن ثم صار عليهم هم البحث عنه والعثور
عليه.
ثم تطور الأمر للتملص من الاعتراف بالفتح حتى لا
يواجهوا توابع الاعتراف وتداعيات الاستماع لهول ما صنع الدجال خلال 450 سنة حتى
بعث الله المسيح u ليوقفه عند
حده. فراحوا يقولون: لم تفتح القسطنطينية وليس هذا هو الفتح بل هناك فتح لاحق.
ووضعوا
في صفحاتهم أبوابا جديدة عن عدم فتح القسطنطينية وكيف ستفتح مرة أخرى. وما أعجب
التخبط والاضطراب والحيرة فيما سطروه!!! بشكل يجعلك توقن أن هذا الموضوع صار مشكلة
لهم. ولا خلاص منها.
هنا
عرفت أننا ضربنا على بطحة هائلة موجعة.
..
ثم
حدث تطور آخر عجيب، وهو أن أحد مثيري الشبهات هاني طاهر قبل إعلانه تركنا بعث لي يقول:
لقد ملأت الدنيا بالتحدي حول موضوع فتح القسطنطينية مع أن الجماعة لم تتحدث من قبل
عن هذا الأمر.
ثم
أثار أن المسيح الموعود uتحدث أن الدجال خرج في أيامه هو في
القرن 19. وألمح للتعارض بين خروج الدجال بعد فتح القسطنطينية وخروجه في الهند
القرن 19.
فبحثت
فوجدت أننا في الجماعة نكرر حديث الفتوحات الأربعة للإسلام: الجزيرة وفارس والروم
والدجال. وبالتالي فعندنا والحمد لله أن الدجال بعد فتح الروم.
ووجدت
والحمد لله بمساعدة أخ كريم أن الخليفة الأول t نور الدين القرشي في تفسير مروي عنه لسورة التكوير، أن قوله تعالى وإذا
الوحوش حشرت. يعني أيضا نبوءة عن فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح وخروج الدجال
وتعاظم طغيان القوى الأوروبية ضد الإسلام.
ووجدت
أن المسيح الموعود u تحدث عن تاريخ
سابق لنشأة فتنة الدجال وأن الدجال الذي قام هو لقتله هو الدجال في أوج قوته
واكتمال فتنته ونهاية سياحته وجولته. وذلك في كتب: الهدى والتبصرة لمن يرى ص 74
إلى 77. ونور الحق ص 48 والخطبة الإلهامية 116 وهناك إشارات ضمنية كثيرة في كتب
كالتحفة الغولروية وغيرها.
....
ثم
فوجئت بمثير الشبهات يشكك في عدد المتنصرين المسلمين بالهند في القرن 19، ويطبل
ويزمر حول الإحصائيات والمطالبة بالإحصاء، ويستكثر تنصير نصف مليون هندي أيام
المسيح الموعود، فعلمت أنه يريد أن يوهن من قوة دليل الضرورة ويقلل من شدة محنة
الإسلام في الهند في منتصف القرن 19. ليقللمن حتمية استنزال المحنة لرحمة الله
تعالى لبعث الموعودu. وبذلك يريد
توصيل القاريء أن المحنة لم تبلغ حدا كبيرا وبالتالي لم يوجد أي داع ولا ضرورة
لبعث المسيح المجدد الذي يقتل الدجال.
فتبين
لي من بحث تاريخ الدجال أنه قبل وصوله للهند كان قد فعل ما تشيب لهوله الولدان،
وبدلا من نصف مليون متنصر فهناك ملايين تنصروا، وأن فظائع عمله في كل العالم
وتنصير عشرات الملايين من إفريقيا يجعل رقم النصف مليون من الهند رقما عاديا وردا
مفحما قاطعا.
الانصاف من كل مسلم سيؤدي للاعتراف اليقيني أن الكذاب
خرج، وفعل ما يكفي لينزل الصادق ويكسر كذبته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق