بسم الله الرحمن الرحيم
لو انطلقنا من الماضي منذ فتحت القسطنطينية وخروج الدجال فسوف نكتشف بالتسلسل ضرورة مسيح جاء وانتهى الأمر وتمت حجة الله على الناس.
ولكن لو انطلقنا من اليوم .. من الحاضر ورأينا العذاب النازل لاستنتجنا أن هناك عقابا يحدث على جرم. ورجوعا إلى الخلف لا بد أن نعترف أن مسيحا جاء وكذبوه إلا قليلا.
النبأ العظيم.. تسلسل عكسي.
سنعكس تسلسل الفكر بعد الكلام عن
تسلسل الأحداث طرديا منذ فتحت مدينة القسطنطينية عام 1453 ميلادية وترتيب التاريخ والحتميات
المؤكدة التي دفعت وفرشت تدريجيا ومهدت لبعث مسيح صادق يدحض كل حجج المسيح الكذاب الدجال، فلنتكلم الآن في عام 2020 ميلادية عن تسلسل
الأحداث عكسيا ولنتأمل العذاب الشديد الذي يغرق فيه العالم في هذه اللحظة، وهو
عذاب لا يتناسب مع صفات رحمة الله الواسعة البالغة إلا بشرط واحد هو أن جريمة تم
ارتكابها والآن يحدث عقابها. هذا الدمار والخراب والدم وانتهاك الكرامات ومشاهد
الرعب لا تصدر في وجود وحضرة وشهود رب سلام مهيمن سبوح وسع كل شيء رحمة إلا في
حالة واحدة: أن الله تعالى أرسل الرحمة فكذبناها وشتمناها وكفرناها وهزئنا بها،
وأنه سبحانه بعطف وود ولطف قدم لأولادنا قوما هم كنسخة من أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم فآثروا قدوة نسل الدجال وبقاياه.
إن هول ما تعانيه الدول المسماة
إسلامية لهو هول شنيع لدرجة القطع أن الرحمن الرحيم لا بد أرسل قافلة الغوث فطردناها
وعرض علينا الرحمة فركلناها نحن، ومد لنا مائدة الكرم فنبذناها نحن، ومد لنا يده
تعالى فأبينا وتقدم لنا بلباس الستر والعفاف والفضيلة فقذفنا به بعيدا نحن. فلذلك
غضب وأنزل العذاب ليوقظنا ولنعتذر.
عكسيا سنصل لنفس النتيجة التي
وصلنا إليها طرديا. ولو أنصفنا وصدقنا مع الله تعالى لا كتشفنا ولشهدنا واعترفنا
بعضمة لساننا أنه فعلا: هناك مسيح جاء وأسأنا إليه.
خذ بالك أن هذه الإساءة لا تمنع
فضل الله عليه، واستمرار تدفق نعمة الله إليه ليعتذر له البشر في النهاية ويشهدوا
أن سيده محمدا بريء وأنه نعم الخادم الشجاع الجريء. صلى الله وسلم على محمد وعلى
آل محمد.وآله هم كل صالحي أمته المتعطرين بعتر سيرته والمتبعين لخطواته خطوة
خطوة.
تكلمنا عن تسلسل الأحداث من أولها
فقادتنا إلى نهاية محتومة وهي أن خروج الدجال حسب الموعد وتطوره وتقدمه يوما بعد
يوم وبلوغه أوج الفتنة قد استلزم في نظر الله تعالى نزول النجدة وإحلال راية الحق
خفاقة تنتشر أنوارها لتبلغ الأوج يوما بعد يوم.
لقد ظهر أمامنا ضرورة مجيء الرحمة لما بلغ الكرب مداه الأقصى،
وأن ربنا هاجت رحمته وماجت وجاشت وفاضت وتجلت وتألقت وغمرت الناس لما أعاد الله
لهم نور محمد صلى الله عليه وسلم رائعا ساطعا يبين لهم حل كل اختلاف وتفسير كل مشتبه
حار فيه الأسلاف.
الهول الذي يحدث والبشاعة التي
تنتشر وتنكل بالبشر تتكلم بلسان مبين أننا فعلنا فعلة منكرة، وأغضبنا خلاقنا
رزاقنا، وعصيناه وكذبنا نذيرا جاء وحذرنا.
ربنا رحمن وودود فلماذا نحن في
كرب رهيب؟ لا بد أننا ارتكبنا جرما.
ربنا لطيف وغفار وغفور ورحيم ورءوف فلماذا
المناظر البالغة الفظاعة في البلاد؟؟ لا بد أننا اعتدينا عدوانا وطغينا طغيانا.
ربنا عطوف ورفيق وشفوق وحميد
وجميل ومنعم وسلام ومؤمن
فما يحدث في العالم اليوم يخبر
بنبأ عظيم أن الجميل الجليل ينتقم لركل هديته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق