الأربعاء، 6 أغسطس 2014

العلماء يصرون على ترك أمثال الله تعالى مهملة دون فهم عميق وكلما تلقوا فهما كاشفا قالوا : لا لالا لالا حرام عليهم الصد عن فهم كلام الله حرام

بسم الله الرحمن الرحيم

نظام ترقيات روحية
درجات الصلاح كلها رجولية الطابع  وفيها تسميات كمثل رجل نقيب وعميد ولواء وفريق، وهناك درجات خاصة لاتنال بسعي بل بفضل بحت من الله، منها درجة كمثل رجل مشير.
من درجات الصلاح درجة رجل يتعرض للضغوط لكنه مؤمن صادق، واسم الدرجة: امرأة فرعون.
 ومنها درجة رجل استعان بالله بقوة فقاوم الضغوط وانتصر بالله، واسم الدرجة مريم.
 والدرجة التالية لها هي درجة عيسى. يرقي الله إليها من يشاء ممن بلغوا درجة مريم. ليكون إماما مجددا ومصلحا لأمته، ولأن الذي يترقى لدرجة عيسى لابد أن يحمل نيشان اسم مريم أولا، فلذلك يسميه الله تعالى عيسى ابن مريم.. عليهم السلام.
إذن الحالة المريمية حالة غنية بالملكات، حبلى بجنين روحاني، أو حبلى بطور أرقى منها، ولو اقتضت الحكمة وأذن الله ونفخ في هذا الطور الجنيني الروحاني بكلماته تولد منه حالة عيسيوية أو شخص جديد مرسل هو المسمى بعيسى.


مبدأ قرآني التكلم بأمثال  
الأمثال نوع من أنواع التفهيم وتيسير الوعي والاتصال، وليست لتعقيد الفهم والإبعاد ..
ولطالما ضرب الله الزنا والعفة مثلا للشرك والتوحيد، وأعلن الله تعالى للأمة الإسرائيلية تمثيل القرى الكافرة بالنسوة الزانية، ومثل الله رجال الشرك بالزانيات، ومثل تأثرهم بضلالات الشرك بتفريج الأرجل للزنا، ومثل المؤمنين الخلص بالحصون المنيعة. وأسفار الكتاب المقدس مليئة بهذه الأمثال. ولامبالاتهم بالمثل كانت سببا في وقوعهم في الشرك.
وضرب الله تعالى من بعثة نبيه إيليا مثلا لأمة موسى وكان المثل مضروبا عن مشابهة إيليا لنبي يبعثه الله تعالى ويأتيهم قبل المسيح، وهو يحيى عليهم جميعا الصلاة والسلام.  
وأعلن الله تعالى في القرآن المحفوظ الكامل في البقرة أنه سيتكلم بأمثال سيضل فيها الذين ينقضون عهد السمع والطاعة الكاملة مع الله تعالى، ويقطعون الناس عن مبدأ الصلة الحية مع الله تعالى. ولأن الأمثال تقصد إلى تفهيم مباديء الصلة القوية مع الله فإن المنقطعين عن صحيح الصلة بالقهار يحارون في فهمها كما أنهم ينشرون هذه الحيرة والاستنكار.

ولما ضرب ابن مريم مثلا  سورة الزخرف
لقد ضرب الله ابن مريم عليه السلام مثلا مرتين:
 1 ضرب الله عيسى عليه السلام أولا مثلا لقوم موسى أي لبني إسرائيل،  ضربه من جهة ولادته من سيدة صالحة تنتمي إليهم ولكن ولادته ستكون بكلمة من الله ولن يكون مولده من صلب أحدهم : كناية عن انقطاع النبوة منهم ونضوب معينهم النبوي. فمجيئه إشارة لانتهاء عالمهم الروحي وطي خيمتهم، لأن خيمة أخرى عامة ستنصب للهداية.
2 وضربه ثانية عليه السلام مثلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: رجلا مؤمنا يترقى بفضل خالص من الله بعد أن بلغ من التقوى مبلغا وصار مثيلا لمريم في التحصن الروحي والعقلي، فيجعله المسيح عيسى ويسميه عيسى ابن مريم، وتأتي الترقية لهذه المرتبة بعد أن بلغ غاية الجهد البشري في التحصن والانشغال بالله تعالى وذكره، وهي مرتبة الصديقية أودرجة مريم المحصن الفروج.

سياق المثل لأمتنا    
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط  كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين. التحريم.
المثل مضروب للكفار الرجال أولا قبل ان يكون للنساء الكافرات.
وحديثنا هنا مركز على المثل حالة كونه مطبقا على الرجال.
في جمع من النساء الكافرات يكون النداء: ادخلا النار مع الداخلات، ولكن الآية تتكلم عن رجال، فيقال للكافر في فوج الرجال من أهل النار: ادخل النار ياامرأة لوط مع الداخلين. ولاحظ أن كلمة الداخلين صيغة جمع مذكر سالم.
الكافر هنا يمثله الله تعالى بامرأة نوح وامرأة لوط. فيجوز للملائكة نداء كافر بقولهم: تعال ياامرأة  نوح أو ياامرأة لوط واسكن النار. يعني تعال يامن تشابه سلوكه معها وكان قلبه كقلب امرأة نوح.
إن كون الرجل ذكرا لاينفي عنه المشابهة المذكورة و(امرأة نوح) هنا اسم لرجل لا لامرأة.
وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون، إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله، ونجني من القوم الظالمين. التحريم.
يمثل الله تعالى حالة المؤمن المستضعف بامرأة فرعون، فهذا هو اسم الحالة عند الملأ الأعلى، وهذا المؤمن يمكن أن يناديه الملأ الأعلى: ياامرأة فرعون، وامرأة فرعون هنا اسم لرجل مؤمن ممتحن ..
إن تطورات حالة هذا المؤمن تتوقف عند جواب الدعاء والغفران والإنقاذ من الورطة.  
ولكن هناك تطورات أعظم  مفتوحة المؤمن القوي المستيقن، ويمثله الله تعالى بمريم، وتنادي الملائكة هذا المؤمن الرجل الذي تحصن بالله وواجه قومه برجولة الروح المخلصة قائلة: يامريم اسكنْ أنتَ وزوجكَ الجنة.
لاحظ أنه لاتقول الملائكة: اسكني ولا يقولون: أنتِ .. ولا يقولون: زوجكِ ، بل الخطاب بصيغة المذكر، طبقا لمثل سورة التحريم عن المؤمن المسمى باسم مريم، مريم الرجل السيد وليس السيدة مريم.
تصل التطورات بمؤمن بلغ مرتبة مريم أن يحظى بنعمة خاصة: هي النفخ في الروح، أي تلقي الوحي من الله تعالى لإنقاذ القوم.
والوحي طبيعته هنا في الحالة العيسوية هي الإصلاح لما انهدم.
  
القوم منه يصدون
لقد ضرب الله حالة عيسى مثلا لرتبة يرقى إليها مؤمن، مكافأة له على جهاده الروحي وأدائه دور المتحصن بذكر الله تعالى،  حتى شابهت حالته حالة مريم. ترقية روحية ياعالم.
سمع دكتور هذا الشرح ثم وجم ثم قال: شرح جيد ولكنك أطلت، ثم تكلم في إنكار المسيح الموعود كأنه لم يسمع ولم يجم ولم يقر ولم يثن.
 يدوخ الشيخ الذي أقص عليه قصة المثل، ويحار ويحتار أن ابن مريم الموعود هو ابن مريم الرجل وليس رجلا ولدته امرأة اسمها مريم.
 ما ذا أقول؟؟ الدكاترة الجهابذة عجزوا عن فهم مثل ضربه الله لهم فجاء رجل من الهند كان أتقاهم فكرمه الله بالفهم.
العباقرة من مدرسي الجامعات عجزوا عن استيعاب مثل قرآني وقالوا نحن العلماء ولنا ضوابط التكفير التي تمت معايرتها في المعامل المركزية. وكفروا من فهم المثل بتفهيم رب العرش.   
مدرسوا الفلسفة في كليات أصول الدين وقفوا أمام مثل مضروب حائرين كيف ضربه الله وهم لايعلمون؟!

يعاندون
نقول لهم لاناسخ ولامنسوخ فلا تلغي آية آية فيصرون على: لا.
نقول لهم لاتكفير في الإسلام ينزع الهوية عن مسلم أصلا ولا بضوابط ولاغيره فيتترسون قائلين :لا.
نقول لهم الدجال خرج من زمن وهم أمة من كان ينصر المسلمين كرها ثم طوعا منذ فرديناند وإيزابيللا، فيصعرون الخدود قائلين: لا.
نقول لهم الإسلام دين لا قتل فيه لمرتد ولا إكراه فيه في العقيدة مطلقا فيقولون بعناد مريب: لا.  
نقول لهم ألف مقال فيصرون على ما ألفوا من كتب الإسرائيليات معاندين عنادا غريبا صارخين: لا لا لا لا.  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق