الخميس، 26 ديسمبر 2013

المقال 7 وهي مقالة للتفهيم بالرحمة الربانية، تدرك الجماعات الإسلامية بالنذير والبشير، قبل يوم الاشتعال الأكبر لغضب الله القدير، وتدرك الملحدين بالتفهيم لرحمة الله الموجود والذي يدلل كل يوم على وجوده.


الله يثبت وجوده برحمة مالكيته، إذ لم يعبأوا برحمتيه: رحمانيته ورحيميته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأصل:

الذي أعرفه عن الإسلام والتوحيد والدعوة أن الله يدعو إلى نفسه ليأتي الناس بحب واقتناع ورضا واتضاع وانجذاب وإقبال وراحة وسعادة، ليتملك الله على قلوبهم بترحاب وهم مستسلمون.

وفعل (عبد) هو: (أحب) ثم أي معنى آخر مضاف. وبالتالي فلاإكراه في العبادة لأنه لاإكراه في الحب. وكما يقول العراقيون (الحب مو بالجُوّة).

ولكن:
ولكن الوهابية التي اخترقت كل جماعات الإسلام تقول وتعمل بأن من لم يعبده تعالى سلب حياته وماله وعرضه، ويجوز لمن يعبد الله أن يذبح من لايعبده ويغنم ماله وعرضه.

النتائج:
ودعاة التنصير سعداء كل السعادة بهذا القول، والآن صار دعاة الإلحاد مكان دعاة التنصير، ويقولون بنفس قولهم، ولايركزون في إلحادهم إلا على نقد الإسلام، وأهم نقد هو اتهام الإسلام أنه دين إكراه وعنف، ويجبر الناس على العيش معه وهم يريدون الطلاق منه، وأهم جوهرة في تاج إلحادهم هو ذلك الصياح بالقتل من أجل الردة أو الخلع التي حدثت منهم.

(ملاحظة هامة:  ومن أجل دحر قولهم هذا بعث الله ابن مريم ونزل شارحا أن الله وقرآنه ورسوله أبرياء من مجمع التهم في هذا الصدد، وجماعته تملأ البلاد نصحا للناس وشرحا لحقيقة الحال).
وانتشر الإلحاد في بلاد العرب التي صدّرت التوحيد قديما، وصارت تستورد الإلحاد حديثا، حتى في أرض الحجاز.. فهناك ينتشر نوع عجيب من الإلحاد، والبلد الذي قام بتصدير العقل والنور والإيمان والبحث العلمي للعالم كله، وبلسان عربي مبين، يقوم شبيبته الآن بترجمة إلحاد ريتشارد دوكينز بلسان متكسر، مزينة بصور متحركة، وهذا هو مايقدم للجزيرة العربية ليحل محل القرآن. فاضحكوا معنا على هذه المهزلة في آخر الزمان.

إذن مما يشجع الملحدين أن يصرخ القاصي والداني من المشايخ: مرتدون يجب قتلهم. هذا شيء يسعد الملحدين ويجعلهم يتمادون ويسخرون. ويصبّ المشايخ ماء الحياة على الإلحاد حين يكتبون عن معنى التوحيد على أنه الإكراه في الدين، وإقامة الشريعة على المحبين والكارهين، ولايهمهم شرح: كيف لصلاة لامعنى لها بغير الحب أن تقدم إلى الله في غلاف  الإكراه؟؟!!. إن خلافة ستقوم على أعمدة الإكراه سيلعنها الله تعالى والملائكة والمؤمنون.

 والجماعات القاسية القلوب مطبوعة في نشأتها على الإكراه، ولذلك تطمس حقيقة معنى الحب الجارف في العبادة، وتكذب على الله، والملحدون سعداء بهذا ويتزايدون عددا، وفي سرهم يدعون الله تعالى أن يستمر المكرهون في نهج إكراههم، فنهج الإكراه هو قبلة الحياة للإلحاد.

التطورات:

يقوم الملحدون حاليا بالافتخار بالإلحاد،  ويقوم مشايخ الإكراه بتعذيب الناس والتنكيد عليهم، ويفجرون العالم ليقر الناس لهم أنهم رجال الله وخلفاؤه، والله يعلن براءته منهم بعذاب شديد ونكد مقيم، ليدلل أنهم ليسوا بأوليائه ولالهم عزة الأولياء، ويدلل أن طرقهم ليست الطرق الربانية للوقوف ضد الإلحاد. فيستمرون في العناد كأنهم يقولون لله: نكرهك إن لم تذعن لمزاعمنا وتذاكر خطتنا وتقف بجانبنا. أهذا جزاؤنا أننا نرفع راية عليها اسمك؟ وكأنهم يقولون سرا لله: قف معنا وقل مثلنا وإلا سنلحد بك، وابحث بعدها عمن يؤمن بك.

شروة الهوى والرغبات والمخالفة لله كلها شروة إلحاد لو يعلمون.
 
الملحدون أيضا ينسون أنهم لو تمكنوا لأكرهوا الناس على الإلحاد، وصاروا مشايخ إلحاد، وقد فعلوها مرارا من قبل. أولا يرون أن الله يهدم صروح الملحدين كلما قامت أيضا ويوطد بناء الحرية جيلا بعد جيل؟  أولا يرون أن الله كان يحارب عصاة المسلمين بالتتار؟ ومن العجيب أن التتار صاروا مسلمين وقاموا بحماية بلاد الإسلام من العدوان مئات السنين.

تموج الأرض بالجهل بالله تعالى وشريعته، سواء من طرف جماعات الملحدين الذين تنم كلماتهم عن جهل مطبق بمن هو الله، أو من طرف جماعات الذين يكرهون الناس في الدين، ويفجرون الدنيا حتى يرغموا الناس على حب الله وشريعته، وهذا دليل دامغ أنهم بدورهم لايعرفون من هو الله.

وكل منهما يدعو للبعد عن الله وعن حبه، ويتبرأ من الله تعالى، الأول يفعلها بصراحة ووقاحة، والثاني يقترفها ضمنا وخفية ويدفع نحوها بسوء القدوة.

يقول الملحدون: أين الحب في دين الله وأين العطف وأنتم تقتلوننا من أجل فكرنا وتكرهوننا على حب لانريده؟

والمعنى الباطن في كلامهم أنهم سيكونون أقرب للإيمان لو أغلق باب الاضطهاد ورفع سيف القتل والإكراه من فوق رءوسهم، وفتح باب النقاش والتفاهم وشريعة الرحمة في التعامل معهم.    

ويرفض الأفندية الذين يريدون فرض الخلافة  مفهوم الحب الكامن في ديننا، ويلهثون لفرض الشريعة بفهمهم وبكل معناها، ويتجاهلون أن الشريعة تحتوي في 95%  منها معنى الحب والعبادة والإقبال على الله.
 بل عندهم حساسية من كلمة الحب، ونهاره أسوه من يقول كلمة عن (عشق الإسلام أو الوقوع في عشق صفات الله تعالى) فلا عشق عندهم إلا عشق المرأة الخائنة لذكر فاجر.  واحسرتاه وامصيبتاه.  

ويتجاهلون تماما أن الله سيلف كل خلافة تقوم على الإكراه كخرقة ويلقيها في وجوه من يقيمها بهذا الشكل، وسيعلن لهم أنها الخرافة لاالخلافة. فالجمع بين صحة الدين مع قوة الإكراه خرافة.  

ورغم التناقض الفاضح بين الحب وبين الخضوع للإكراه إلا أن جماعات الإكراه في الدين لاتبالي وتتعامى عن التناقض. ولايريدون أن يفهموا أن الله لن يقبل عبادة ولاشريعة بنفاق، ولن يقبل عبادة دون حب شديد صادق.

فيقوم الله تعالى بدوره بالبطش بجماعات الإكراه وهو نوع من إعلان البراءة منهم، وكأنه يقول تعالى للملحدين: أنا رب حب لارب إكراه، وتأملوا في خلقي بحرية، وفي كتابي بحيدة، ولاتحتجوا بفعل هؤلاء فلو كانوا تبعي لما سلطت عليهم تيطس ولانبوخذ نصر ولاجنكيز خان.

أصل الحكاية:

مالم نفهم أن الحب أساس الدين، وأن العبادة هي تعلق قلب حنون، ودعاية لصفات المحبوب بتقليدها: فسوف نرى أياما شدادا.  

لقد خلق الله الناس ليعبدوه أي يقدرونه حامدين متعلقين به بحب بل وبحب جارف حنون. ومن في قلبه رحمة ورقّة يدرك هذا. ومن أجل ضمان وجود الحب فقد أعطى الله الاختيار.

ولقد فعل الله مامن أجله يستحق الحب، ولم يقصر في شيء حاشاه، ومهما قل أدب الناس عليه ومهما كثر الشتم والسب. فمن ناحية: أتقن الصناعة وأحسن تصويرنا وتصميم نظمنا، ومن ناحية أخرى: علم وفهم وعرفنا باسمه الرحمن من قديم، ووعد بهدايا وجوائز عالية  لمن يحسن المعيشة ويعطي صورة جميلة عن جمال ربه.

 وللناس الحرية في الكفر أو الإيمان، والله وحده هو حلال معضلة الكافر، وهو وحده رب الدينونة، والدينونة تساوي معنى الدين في قوله سبحانه: ويكون الدين كله لله، فهو سبحانه العليم بعلاج مرض الكفر، وهو الذي يحسن العلاج، ونهى عن شرك الدينونة ضمن نهيه عن كل شرك. وعلى الكافر فقط ألا يظلم أو يستغفل بنات الناس في الويك إند، وألا يسرقهم ولايقتلهم  وألا يحرمهم من حرية الإيمان.  

وقد نص القرآن على أن صفات الرحمة هي جامع صفات الله تعالى، وكل دارس مستقل يمكنه الملاحظة والإقرار الراضي، فلايجوز تجاهل البسملة المتكررة أن الله هو الرحمن الرحيم، هذا هو اسمه وسمة قوله وفعله، وسمة خططه ونيات منهج مشروعه.

يدعي علماء الإلحاد أن الله لايثبت وجوده، والله يدعوهم مرارا للنظر للمعلومات المتوفرة بكل شمولها، والبحث العلمي يجب أن يشمل الآثار المادية وأقوال الشهود وتحاليل المعامل، وتحريات عن تاريخ المسائل. ويتجاهل علماء الإلحاد ماهو كالشمس وضوحا: أن الكون تدرج من مراحل تكوين المجرات إلى مرحلة حراسة مجرة الحياة، إلى حياطة مدينة الحياة، حيث تم تهيئة الأرض وفرش المسكن، ثم تدرجت الحياة من الخلية إلى المملكة النباتية، ثم جاءت الحيوانية متضافرة كلها لهدف واضح هو تمكيننا من العيش وصنع التاريخ. ويتجاهلون الرحمة الواضحة في موهبة المخ العاقل والبيان والقاموس المحفوظ، وكيف تكلم الرسل عن أسس العمران الراقي ومبناه على التوحيد والفضيلة والإيمان باليوم الآخر. وكيف قصّر الله من عمر الناس كي لايطول العمر بالطغاة وتتجدد الحياة، وكيف يقوم الله تعالى بإزاحة الطغاة عن طريق الإنسانية ليجدد لها سبل الاختيار.  

البحث العلمي الكامل النزتهة يحكم منصفا تم فرش الأرض لقدوم الوافد الجديد، الذي سيكلف بحب الله تعالى برضا واقتناع شديد.

 لقد حدث تعديل جيني وولد آدم وحواء بتركيب مختلف عن أمهما، وتركيب رحم حواء غير رحم المرأة التي ولدتها. وهذا ماسيصل إليه البشر علما بعد صرف مليارات.

وجاء الوافد ضيفا على الوجود، واستقبله الله بترحاب، وأسكنه وألبسه وعلمه الكلام والسؤال والجواب، وعلمه الأسماء، وسمى نفسه وصفاته من بين ماعلمه، وأنه رب الرحمة التي سبقت الغضب. وأمره ببناء البيت وتأسيسه على العطف والحب والرعاية والتعاون ضد الكرب، ومهما تكاثرت البيوت فلتكن على نفس النحو، وقبلتها نفس النهج،  وأنذره : لو انحرف عن هذا النهج فإنه سيرده ويهذبه ولو بعذاب، ومصيره هو بلاد الحب، حتى ولو اقتضى الأمر الضرب.   

كل قصة الله معنا قصة رحمة، وكل مكونات الكلام الكوني كلام رحمن، وسواء رضينا أو لم نرض فالله لن يتركنا حتى نرضى عنه ونقبل رحمته متفهمين. كيف ؟؟ بطريقته، ولكن الذكي يقلل من العناء على نفسه، ويرضى بعناء البحث عن الله مخففا في الدنيا، ولايدفع الأمور في طريق خوضع لمزيد من المعاناة في الآخرة. أيها الملحد: ستفهم ستفهم فخذها من قصيرها، وربنا ورحمته وراك ولن تتركك ولو في قاع الجحيم حتى تفهم، فمن لايفهم مع الرسل اللطاف سيفهم مع الزبانية في الأيام العجاف.   

الملحدون لايعرفون    

تنتشر كالنار في الهشيم عند العلماء أفكار عن الله تعالى جاهلة منها ماينسب صفات الألوهية للانتخاب الطبيعي وتراكم التطورات، ولكنها نوعية من ألوهية خاصيتها أنها تقبل الانتقاد، ويقال عن فعلها أنه خطأ هنا أو هناك.  

ويسرفون في ترديد خرافة: أن الجينات تطفر عشوائيا، وطفرها يعتبر تجارب تخلق فاشلة، والبيئة تتغير فيحدث تغير جيني طافر مناسب صدفة وذات مرة، فذاك الطفر التجريبي سعيد الحظ هو الذي يبقى. ويتجاهلون أننا حاليا في أحد عصور التطور الحياتي، ولم نجد حاليا ولافي الحفريات كائنا واحدا يعتبر تجربة وشيئا ليس له لازمة. ويتكلم دوكينز في كتبه عن جين باحث لنفسه عن تكرارا أناني، ويتجاهل المعلومات المتوفرة عن الخلق أنه متوقف على شفرات حساسة وكلام مرتب مطلق الترتيب، وهندسة تتعلق بمجموع علوم الفيزياء والكيمياء وعلوم الرياضيات وسر الحياة المستغلق، فكيف يعلم الجين مالم يعلمه البشر حتى الآن وهم محتاسون في بحر الجينات والدنا؟ هل يتحدث عن جين أم عن إله أشركه مع الله ويعبده يوما ثم يأكله في اليوم التلي؟  

يتكلم ريتشارد دوكينز عن الخلق محصورا في سجن ضيق، لايحب ذكر الآخرة وما بعد الموت ولااعتبار خطة الخلق كاملة، وهو نفسه السجان لنفسه. وكتبه كلها زوبعة في فنجان، ويتجاهل دراسة أعماق معنى وجود اللغات، وأن الكون كلمات، ولايدرس التاريخ وكيف تدخل الله لإنقاذ الحق والخير.

وإذا أمسك بالقرآن فلايرى إلا المعراج، ولايراه إلا بخلفية من مشايخ الإكراه والحرفية، عن البراق المربوط بحبل في الصخرة التي كان يربط بها الأنبياء، ولايرى فيه أن الله خلق الإنسان وعلمه البيان، وحرم الإلحاد وأمر بالإيمان وقدم البرهان، وجعل الرضا سر علو قيمة هذا الإيمان. وحرم الإكراه وشرع الحرية ليقبل عليه الناس بمحبة، وقام حارسا لهذه الحرية وكره النفاق ورفضه ومقته وغضب عليه وعلى كل من يفرش له ويعمل على وجوده.

ويكره الملحدون من أتباع دوكينز سيرة الله تعالى، ويكيلون له المذمة، ويكذبون عليه ويسيئون الظن، ويصنعون معه مايصنع الناس مع بعضهم من رذائل التكبر والعجرفة والافتراء والتعجل وعدم التبين واستساغة القذف والبهتان، ويكرهون تسبيحه وأنه حرم الخمر والزنا وأكل المحرمات.

 والله يقوم بعلاجهم بأسلوبه ولايجوز الاقتراب من منطقة المعالجة.

لماذا؟ لأن المعالجة هدفها إقناع المتكبر الكاره بالحب. مثلا تثور الطبيعة حوله ويهدده الموت، أو تحاصره فضيحة مدمرة، أو يأتيه الموت من جهاته، فلو دعا الله متضرعا أنقذه الله تعالى ورأى عند الله ماهو رحمة فيحبه.

ومن لم يدع الله تعالى وقسا قلبه أو دعا الله وبعد النجاة عاد إلى كفره فإن الله تعالى يدخله لمصحة خاصة، يمكن فيها أن تثور الطبيعة حوله ويأتيه الموت من كل مكان، ثم يحدث نوع من التواضع والتفهم، ويحدث تدرج من الإنقاذ والتخفيف، ويظل هذا حتى يتعرف الكافر على الله، ويفهم من أسرار الرحمة مالم يكن يفهم، ويتواضع لربه ويندم.

ويتسرب الحب الإلهي لقلب الكافر في بلاد العذاب في جهنم، ويندم أنه لم يحب هذا الرب في بلاد الأرض حيث كان الوضع أرحم.

لاحظ ثم لاحظ أن الله يفعل من التربية مالا نقدر نحن عليه، إذ أن جلب الحب لقلب كافر كاره ليس من الأمور السهلة ولاهو لعبة مشايخ.     

يقوم تعالى بنفسه بعقاب الملحد بطريقته، وهي طريقة تربوية، حتى ولو اقتضت تفكيك جسد الملحد وإلباسه جسدا آخر حيث يسكن دارا لتأديب شديد النجاعة، شديد الجدوى، أدب يغير الفكر بشكل مذهل، ويخرج منه الملحد شديد الإيمان إلى دار الرحمة. كيف؟ هذا هو سر الله وتلك طرقه العجيبة.

أيها الجماعات الإكراهية في الدين:

إن لم تعطوا للخلق صورة محببة تجعل الناس يغرمون بالله حبا فالله سيقوم بعذابكم كما كان الأمر مع سكان القدس أيام تيطس الروماني. والله سيفعل ذلك ليقول للناس: هؤلاء ليسوا تبعي وأنا بريء مما يقولون وكل واحد مسئول عن نفسه.

من يحب حبا جارفا لأن صفات محبوبه فاخرة، فهو يهتف صارخا ويعلن اسم محبوبه عاليا، ويذكر صفات جماله الباهرة، وينشر الدعاية ويقوم بتسويق حبه بين الخلق.

ومن علم الدعاية أن يرى فيك الناس عاملا بصفات من تحبه، وتجعل من جسدك وعملك وكلامك نموذجا دعائيا لمن تحب. لتجذب الناس لمحبته، وليكونوا معك قريبا منه.

ومن يحب بلدا متطورا، بالغ التمدن راقيا متحضرا، ويريد لقومه أن يبلغوا شأوه ويقتدوا به فإن المحب ينشر ذكر رقي البلد المحبوب بأسلوب جذاب، ويجعل من سلوكه نموذجا يقرب فهم لب هذا التحضر وييسر الاستيعاب.

 ومن يدعي أنه يحب حبا جارفا ويقول أن صفات محبوبه فاخرة، ويهتف صارخا في الناس: ياكفرة تعالوا للحب، ويكفّر ويقتل ويدمر، فهو يدعو الناس للبعد عن ربه وعن اسم سيده ويوطد رفعة جبل الإلحاد.

وإذا كان من علم الدعاية أن تجعل من جسدك وعملك وكلامك نموذجا دعائيا لمن تحب، فإن ماتقول الوهابية عن الله وشرعه وسيرة نبيه هو مايعطي الملحدين الفرصة لنشر الكراهية لله ورسله.

ومن يقدم أسوأ السلوكيات وينسبها للمحبوب الجميل تبرأ منه الجميل ورفضه وقدم البراهين على رفضه، ونشر إعلانات البراءة من هذا المدعي الكذاب.

خلق الله الناس ليعبدوه، ولكن بحرية وحب وإقبال. ومن العبادة عشق لصفات الله تعالى وحب جارف لإعلانها بين جنبات الوجود.ومن عبادة الله تعالى أن يعكس حفظ حقوق الناس وحسن المواطنة معهم أوالتمدن

وأرسل الرسل  ورغم ذلك منحهم حرية أن يكفروا به.

كان الاتحاد السوفيتي يرغم على تدريس منهج الإلحاد، وكان أشطر الملحدين لادعائه بالعلمية، وكان يعطي الحرية فقط لمن أراد أن يكفر، وأما من أراد أن يؤمن فلا. وهدم الله الاتحاد السوفيتي المبني على الإلحاد فأثبت وجوده تعالى بهذا الهدم، ورحم الله الناس بهذا التفكيك. وتستمر تعطي الحرية لمن شاء أن يؤمن ومن شاء أن يكفر.  

ومن لم يقرأ باسم ربه الرحمن الأكرم الذي أقرأ بلغةِ ما خلق وأحيا وأنعم وحرر وجذب وتألف وحبّب وجذب قرأ باسم ربه الرحمن الذي أقرأ بلغة ما أمات وأدب وعذب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق