السبت، 25 يوليو 2015

الدهشة لماذا تغرب من حياتنا ؟؟؟؟ ا ولو دهشنا ندهش للمصنوعات ونتجاهل الصانع الذي هو المدهش العظيم الأعلى والأكبر .. الله أكبر مدهشا وأكبر إدهاشا من كل مدهش.. الله عجيب مبهر مدهش الجمال مصور بديع التصوير ذو جلال وعزة وذو إكرام وهدايا ورحمات

 الدهشة
نحن فطرنا أن نحب من نعجب به ومن يدهشنا.
ونعلم بالفطرة أن الفعل والقول المدهش يخفي خلفه القائل الأعظم إدهاشا والفاعل الأشد جدارة بالإعجاب. وأن وراء القصيدة شاعرا ووراء التحفة الفنية مبدعا.
ومن الناس من تجد فيهم خاصية الدهشة حية ومنهم من تبلدت فيه وتحتاج لمصحة إحياء وتجدد. ومنهم من يندهش بالسطح والقشور ومنهم من يندهش باللب والعمق والصورة الشاملة. ومنهم من ينسب الدهشة لرب الإبداع ومنهم من يتوقف عند اللوحة البديعة ويهمل صانعها.
...
ولما كان الإنسان وما حوله وما فيه وما يتعلق بالكون المعاون له كل ذلك لوحات حية من إبداع الله، فإن العجب الحق هو عند  الله صانعنا بيديه. الروعة كلها في ذاته هو تعالى.  
لا بد من تربية الروح على الدهشة والإعجاب المطلق بالعجيب المدهش حقا وهو الله.
وأن تسجد جباهنا للجمال الإلهي وتعنو لروعة محاسنه طارحين الوجود كله خلف الظهور.
.. 
الله فريد في أنه مالك محيط الملك لكل حمد عجيب ومدهش ورائع الجمال والجلالوعبر عن عظمته في صورة نفهمها وهي عظمة آياته.  لنحبه هو ونتخذه هو ملجأ.
الحب يأتي أيضا من الإعجاب والدهشة.
ومثيرات الدهشة والإعجاب تسمى في القرآن آيات.
والله أبدع الآيات عجيبة مدهشة لتكون رسلا له تترجم عنه هو تعالى جماله هو.
ومنها الكون ونظمه وما فينا من روائع والرسول والكتاب وما خطط الله لتاريخ وجودنا الكلي من رحمة سبقت وتحكمت في كامل الخطة.
...
وينزل الله آيات وجوده ومدهشات جماله وعلامات جلاله  في بيئة كل مبعوث يرسله
ويحذر الله من أن تصرفنا روعة الآيات عنه فنسجد لها ولجمالها كما هو وضع المفتتنين.
بل نسجد له هو سبحانه منبهرين بجمال ذاته المحتجب خلف مظاهر الآيات.
ونعبد الله حبا في الذات الجميل متجاوزين كل جمال خلقه.
في سورة فصلت تتألق الكلمات: ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، لا تسجدوا للشمس ولا للقمر، واسجدوا لله الذي خلقهن.
فصار لائقا بكل نبيل النفس أن يبحث عن ذلك الانبهار والدهشة كل يوم، وأن تعنو جبهته لذات الحي الأجمل والقيوم الأجل. وأن يصلي له ساجدا حق السجود.
وإن لم يجد ولم يندهش  فليبك وليصرخ وليطلب من الله أن يعالج منه ما فسد من خاصية الدهشة والإعجاب.   

....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق