السبت، 25 يوليو 2015

لماذا لا نندهش ؟؟ مرض البلادة أو الدهشة بالفواحش.. نتيجة التبلد هم أطفال داعش.. هاهم يدهشون العالم ويعاقبونه على السجود اليومي للشمس والقمر ورفض السجود لخلاقهما .. ليتني مت قبل رؤية هؤلاء الأطفال يقتلون بدم بارد وينظرون للعالم والكاميرات بزهو

   
فلنفتش الذات منا  بكل حذر، ولا تجاملوا أنفسكم.
خطورة فترة النمو وتكاليف التشوه العقلي قبل لقاء آيات النبي :
تتألق العبارات الإلهية في سورة يونس:  ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون .. قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
ما في السماوات والأرض مدهش ينطق بالله الذي هو ملك الدهشة والروعة والجمال الأكمل. ولكن هناك طبائع صارت لا تؤمن.. نحن هنا أمام حالة صدأ عقلي نفسي مستعص. صدأ يضيع آثار الروعة والجمال فلا يرى الشخص الله من خلال ما يقدمه مبعوث السماء صلى الله عليه وسلم.
وإذن تشخص الكلمات الحالة وتنذر الآيات أنه مهما كانت علامات عظمة الله  المدهشة كثيرة فهي لا تؤثر فيمن فقد خاصية الاندهاش والتعمق في الفهم والضبط والربط فيه.
فلا ينظر  حقا ولو نظر شكلا فلا يبصر  فعلا = لا يعقل.
معنى هذا أن هناك صفة خطيرة تتكون تدريجيا خلال النشأة تجعل الشخص ممن ( لا يؤمنون ) وتتسبب في غفلته عن  خلاق المدهشات حولنا:  والتي تدل على المدهش في خلق الوجود وفينا  كآلة معقدة  محكمة،  ومنها مدهشات كامنة في الحالة اليومية للصحة العادية
 وحالما تكتمل ظلمات ناتجة من وأد الفطرة ومن الظلم والكذب والقسوة والتكبر وتسليم القياد  دون فهم وتعقل فتتحقق في الشخص صفة: سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم. ( لايؤمنون) ..
مصيبة (لا يعقلون) أنهم (لا يؤمنون) ثم بعدها (لا يتقون) .
ومن الواضح أن
هذا الفساد في الشخصية يتم قبل مجيء مبعوث السماء، فقد يكون الشخص مختلا عقليا خللا خفيا دون أن يعرف أحد خلله، وقد ينشأ في بيئة تستهين بالجرم فيقترف الجرم مثل الناس، وتتراكم آثار ذلك في القلب والعقل، وبسبب اقتراف جرائم  تنشط عوامل الصدأ العقلي والنفسي.  ولا تزال تسوء حالة النمو والتربية ويبلغ الشخص سن البلوغ والاختيار فيكون قد تمرن على الفحش أو  على مسببات الضعف العقلي  فيختار بنفسه اقتراف الجرائم،  وتجر الجريمة لأخرى، ويبرر الشخص جرمه بالكذب ويصر على أنه محق  فيلجأ لما حرم الله بالباطل، ولو كان له دين معين له كتاب فيتبع الهوى ويستلذ تفسيرا  يستحل حرمات الخصم، ويبرر له الأخلاء ويزينون له أخذ صحيح الكتاب بخور وخمود ولا مبالاة.
العلاج
العلاج بطبيعته شاق ومرير، والعقلاء يطلبون مصحة علاجية ويرضون بالمعاناة  حبا في الشفاء، والله يفتح على الناس أنواعا من الظروف تعرض عليهم علاجا مرا ، ومنها العذاب .. فكثيرا ما يصدم الله الذين صدئت عقولهم بصدمات رهيبة لتجعلهم يفيقون. بعضهم يفيق  ومنهم من يدوم  على صحيانه ومنهم من يعود كما كان. وكثير لا يبالي ويتوغل في التكبر ومصيره مخيف.
على كل منا أن يفتش نفسه لعل المرض تسلل إليه بدرجة أو أخرى، وعليه أن يقرع أبواب المصحة الربانية، وأطباء الحالة الروحانية.
ونحن في عصر  كشف الله فيه من أسرار دقة الخلق  ما يشي  بالإبداع ويوحي بالحكمة والرحمة والقدرة والجلال والعلم والخبرة ..  والموقف السليم من العلوم أو مناهج المواد العلمية  وتحقيق فعل ( انظروا )  هو التركيز فيها أو أحدها من  فيزياء أوكيمياء  أوزراعة أوأحياء أوفلك وجيولوجيا ومعادن وطب ووظائف وجينات وبروتينات، كل ذلك  يساعدنا أن نرى صفات الله الرحمانية ، ونرى الله يتجلى بعظمة وقدرة تتعدى ما نرى،  فنؤمن بما وراء من التجلي، ونوقن بضرورة الأخرى،  ونحترم آية الموت ونرجو لقاء الله  بكل معانيه الممكنة في هذا العالم وبعد الموت، وننجح أن نحمل أمانة الوجود مدهوشين من عظمة الله المدهش ومعجبين بالله العجيب ونحب الله الجميل وننبهر بالله المبدع .
إن الشيطان يلعب بمبدأ الدهشة ويعلن عن بضاعته حسب أصول الإبهار والله أرسل رسله مبهرين للذين يعقلون..
جاء يوم القيامة والحساب ..
الله مالك يوم الدين ونحن الآن في يوم الدين .. والناس المتبلدة ثم القاسية والجاحدة ألقوا السلم ويقولون ما كنا نعمل من سوء.  وهاهو الله يفهم الناس يوم الحشر كيف يتم عمل السوء.
وهاهم أطفال داعش نموذج للتعليم صارخ بنا لنفيق. ونحذر من مثله تم ويتم سرا.
إنه نموذج للتعليم في ثلاثة أبعاد + بعد الزمن:
...
الأطفال الضحايا يبين حالهم من القسوة والبلادة خطورة تفاعلات فترة النشأة وأن المرء ينشأ جاهزا لله أو جاهزا للشيطان.  كثير من حالات البالغين هي امتداد  لما تم في النشأة.
وتحتاج انقلابا شاملا وجبارا : هائلا كبركان يغير ويجعل عالى أرض النفس سافلها.
ولو عرف الإنسان ملامح قسوته فاعترف ودعا الله وحده متواضعا بدأ  طريق الشفاء.
والقرآن الكريم  لو قريء بذوبان وبقوة فهو جاهز لعلاج الحالة لمن يريد العلاج ..
أحيانا كثيرة يلتقي الشخص بمبعوث السماء وهو خراب من الداخل، وقد فسدت آلاته الداخلية فهو إما جاهز ليعرض عن مبعوث الله ويكذبه ويكفره وليسعى لقتله.. أو  لا يبالي أو هو جاهز ليتفرج على المشايخ وهم  يكذبون ويكفرون.
وربما لايفيق إلا بضربة من الله تصفعه وتعيده إلى رشده أو تجعله يعيد حساباته.
..

هذا يوم الدين قام  والتفهيم شغال .. نموذج تعليمي مكبر للجناية منا على النشء في أطفال داعش المتوحشين .. ليعرف الناس كيف يسوء مصيرهم.
هاهي وحوش صغيرة تتربى أمامنا .. علنا بصوت زاعق.
مكفراتية ينشأون شيئا فشيئا على الملأ.
ومثلها ملايين تتربى سرا بصمت وتكبر لا مبالية أو  مقلدة دون يقين كالقرد وتردد كالببغاء الكلام.  وتكفر مسيح الله كما يكفره آباؤها
الخرابة بالتخرب يوما بعد يوم ..والعلام بالتعلم  يوما فيوما.. وكرم الشخصية بالتكرم يوما فيوما .. والوحشية بالتوحش يوما بعد يوم ..
ما يتربى عليه أطفال داعش من  تربية غرائزية ومن إشباع التعطش للدم  يبين أخطر مؤثر على مصائرنا وهو أن الإنسان قد يبلغ الحلم  وحاله خرابة عقلية وروحية ونفسية .. فلو لقيه المسيح نبي بني إسرائيل يومها فسيسعى لصلبه كاليهود والله تعالى سينجيه عليه السلام ولو لقيه سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم  فسوف يكون الولد هو أمية بن خلف ولو لقي المسيح الموعود الذي هو منا عليه السلام فسوف يتربص به الدوائر .. على جميع رسل الله الصلاة والسلام

....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق