الأربعاء، 12 يوليو 2017

الله ألهم المسيح الموعود علوم العربية هدية كي يتودد تعالى للعرب ويريهم جمال لغتهم وجمال دينه وصدق المسيح عليه السلام معا في ضربة واحدة


الوجود والعدم
والخصوم والهموم .
تحتاج لموقف من الوجود.
والله علم وألهم وفهم رجلا نورا من مس القرآن وأصلحه له الله. تعالى.
فعبر لنا عن أهدى السبل للمواجهة.
رجل من الهند لم يدرس أدب العرب ولا عاش بين القبائل البليغة .
فوهبه صفقة اللسان العربي في ليلة.
لسان عربي من نوع قديم.
فهو لذلك ولغيره
المجدد والملهم من الله،
ما أروع تعابيره.
رأى الإسلام فاتنا ومعنى القرآن جميلا فوصف جماله بأبهى وصف،
كتبه النثرية كأنها نظم. وتتغنى أبياته بملامح وجه الإسلام التي سبته بجمالها ،
ولم يفهموه الذين انتقدوا فنه إذ لم يأخذوا عينه، فحملوا عليه بشراسة: سفهوه وكفروه،
فلم يجد له ملجأ سوى الله الذي ألهمه،
ليتم له النجاة من شر أمثال هؤلاء النقاد أيضا.
إذن نحن أمام ناظم للدر الموهوب. ناظم حقيقي. فماذا لو شممنا وردة من بستانه.؟ ؟ ؟ ؟
هذا مسيح موعود وابن مريم المذكور في الكتب.
له هم واحد، وموضوع واحد، روحه مركزة في بؤرة بسيطة هي : لاإله إلا الله محمد رسول الله.
ومع هذه الهمزية العجيبة:
.....
لاإله إلا الله
1.. واحد
......
عِلْمِي مِنَ الرَّحْمَنِ ذِي الآلاَءِ
بِاللهِ حُزْتُ الْفَضْلَ لاَ بِدَهَاءِ
...
كَيْفَ الْوُصُولُ إِلَى مَدَارِجِ شُكْرِهِ ؟؟
نُثْني عَلَيْهِ وَلَيْسَ حَوْلُ ثَنَاءِ
اللهُ مَوْلاَنَا وَكَافِلُ أَمْرِنَا
في هَذِهِ الدُّنْيَا وَبَعْدَ فَنَاءِ.
لَوْلاَ عِنَايَتُهُ بِزَمَنِ تَطَلُّبيِ
كَادَتْ تُعَفَّيني سُيُولُ بُكَائي
بُشْرَى لَنَا إِنَّا وَجَدْنَا مُؤْنِسًا .
رَبًّا رَحِيمًا كَاشِفَ الْغَمَّاءِ
....
الشرح
...
طلبت العلم منه الله. فأعطاني. وعلمي منه ..
من الرحمان ذي النعم والآلاء.
الكاتب يخرج من ذكائه وتعلمه لحول الله و نعمته طوله.
رأى ثناء الله لا يحصى. وشكره فوق الطاقة.
ثم جعل شكر الله في صورة مدارج تتعالى نحو السماوات، وصور نفسه واقفا في شارع الأرواح يسألها كيف يصل إلى أول المدرج ليبدأ الصعود ويؤدي الشكر؟؟
ثم خرج من حول الثناء ليقول أنه لايملك قوة الثناء الحق على الله لأن الله كما أثنى على نفسه وكما قال النبي : سبحانك لاأحصي ثناء عليك، أي سبحانك تعاليت أن يستطيع الناس وفاء الثناء عليك.
....
وكيتيم في مواجهة جمع لئيم،
كيتيم في كون قضاياه كثيرة وأمره معقد ،
فهو يحب الوجود ومقبل عليه،
لكنه مجدد ويحب التجدد،
وأعداء التجدد يملأون الكون،
فكيف ينفذ من جدارهم؟؟
من لهذه المعضلة؟؟ ،
....
لاإله إلا الله ..
لقد وجده.
وهاهو فرح .. فقد وجد الكفيل العجيب،
وكيل كفيل مؤنس يستطيع احتواء هذه المشكلة،
لينصره على عدوه الذي يشتمه ويحاول تدميره،
ثم ينصره على الفناء المتربص به،
فيقول :
الله مولانا وكافل أمرنا
في هذه الدنيا وبعد فناء.
......
ثم وهو يرفل في ثوب الهداية، يتذكر ماحباه الله به من الرعاية من أول انخراطه في سلك طلب العلم، فكفكف دمعه، وهداه للرد على عدو الإسلام بفهم صحيح للإسلام، ولولا ذلك لغرق في بحر من دمعه حتى انمحى أثره من الدنيا، فما أسعده بذلك الرب الرحيم ..
وهاهو يهنيء نفسه ليواجه الوجود بقوة لاإله إلا الله :
بُشْرَى لَنَا إِنَّا وَجَدْنَا مُؤْنِسًا
رَبًّا رَحِيمًا كَاشِفَ الْغَمَّاءِ
..
2 . اثنان :
تهنئة للذات .
تتسم بقوة تمناها كل شاعر عربي قديم في أعماقه البعيدة . وشكلت هاجسا عميقا لديهم..
تهنئة تخبطت أجيال في البحث عنها .
سماء سمو لم تساعد اللغة للرقي والطيران نحوها بلا توحيد تقي. .
...
أُعْطِيتُ مِنْ إِلْفٍ مَعَارِفَ لُبَّهَا
أُنْزِلْتُ مِنْ حِبًّ بِدَارِ ضِيَاءِ
نَتْلُو ضِيَاءَ الْحَقِّ عِنْدَ وُضُوحِه ِ
لَسْنَا بِمُبْتَاعِ الدُّجَى بِبَرَاءِ
نَفْسِي نَأَتْ عَنْ كُلِّ مَا هُوَ مُظْلِمٌ
فَأَنَخْتُ عِنْدَ مُنَوِّرِي وَجْـنَائِي
....
كنت أقرأ قصيدة له وإذا بجليسي يسألني عن المعاني: مامعنى فأنخت عند منوري وجنائي .؟ ؟ ؟
وفكرت:
هذه ناقته الوجناء، بالسكون، أي ذات الوجنة الجميلة، والوجنة هي الخد البارز بعظامه التي تشكله.
نفسي نأت عن كل ماهو مظلم
فأنخت عند منوري وجْـنائي
إنها رحلة نفس بعيدا عن ظلمات نسيان الله إلى أن بلغت أنوار ساحة الله حبيبها فأناخها صاحبها هناك في لجة النور، وهناك بركت وسكنت واطمأنت.
أليس هذا هو ديدن شعراء العرب في التغني برحلاتهم على نياقهم، يصفونها بما حلالهم، يحثون الإبل على الصبر حتى يبلغوا معها ديار المحبوب أو الملك الغني الكريم، أو الرجل الذي يفهم الشعر ويجازي عليه بكرم؟؟؟؟؟
غَلَبَتْ عَلَى نَفْسِي مَحَبَّةُ وَجْهِهِ
حَتَّى رَمَيْتُ النَّفْسَ بالإِلْغَاءِ
ماهذا الجمال الذي يغلب نفسا فتتعب نفسها الثانية ؟؟
هو الله .. هذا هو المحبوب الذي أتعب نحوه ناقته في مدارج السالكين.
...
لَمَّا رَأَيْتُ النَّفْسَ سَدَّتْ مُهْجَتي
أَلْقَيْتُهَا كَالْمَيْتِ فيِ الْبَيْدَاءِ
..
يقول لنا أن النفس الأمارة هي حجاب دون الله وجمال الله، وحلاوة ساحة الله، لذلك علينا أن نسافر بها ونجهدها، ونميتها، وأن نقشرها، لتبرز للنور ابنتها تلك الأخرى المحبوسة.
...
3 .. ثلاثة
لاإله إلا الله
اللهُ كَهْفُ الأَرْضِ وَالْخَضْرَاءِ
رَبٌّ رَحِيمٌ مَّلْجَأُ الأَشْيَاءِ
..
ما أجمل قوله: الله كهف الأرض والخضراء
بر رحيم ملجأ الأشياء.
طبيعة الكهف أنه مأوى من الخطر، والفتية لم يأووا إلى الكهف بقدر ما أووا إلى الله، بدليل قوله: فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم .
ولم يقل من رحمة الكهف، وكأن الله هو الكهف أو عنده الكهف.
...
لم يقل تشبيها :
الله مثل الكهف للخضراء،
والله بر ملجأ الأشياء..
ولا مثل الملجأ
بل أراد بلاغة
فلجأ للاستعارة بحذف حرف التشبيه.
استعارة مهيبة حلوة تسبب حنين الناس إلى الله.
...
مالي لاألجأ إلى الله والله ملجأ العقلاء وغير العقلاء؟؟
هنا الأرض تهرع إلى الله ليوجدها وليحفظها من أخطار، والنباتات الخضراء تهرع له ليسمح لها بالوجود فترة.
والله ملجأ لكل ذرة وجسيم وموجة، هو ملجأ الأشياء، الله خالق كل شيء وكلهم يلجأون إليه.
يظن الناس أن الحي العاقل وحده يحتاج الله ويهرع إليه لاجئا، لكنه هنا يفاجئنا بأن هناك مددا خفيا به تبقى الجمادات جامدة، وهو الله الذي يقرر لها زادا يكفيها أعمارا، لاإله إلا الله ، وقد ثبت أن للنجوم أعمارا وللكواكب مصائرا، بل تبين أن مكونات الذرة مثل البروتون تملك عمرا ، طويلا نعم ولكن له عمرا.
وهذه إضافة جميلة تتجاوب مع تفسيره لكلمة رب العالمين في الفاتحة.
الله رب العالمين، يرب بمقومات الوجود كل عوالم الوجود من عالم الكواركات إلى المجرات إلى كل إنسان وكل أمة.
.....
وبعد الرب الملجأ ذكر إكرام اللاجئين.
بَرٌّ عَطُوفٌ مَأْمَنُ الْغُرَمَاءِ
ذُو رَحْمَةٍ وَّتَبَرُّعٍ وَّعَطَاءِ
لكن القصيدة لاتتركنا دون ان تنشد نشيد توحيد علمي مجرد، تقريري صرف يدل على التمكن والوضوح .. فلاإله إلا الله، الذي هو :
أحد قديم قائم بوجوده ليس له ولد ولاشريك.
وهكذا ستقرأ في القصيدة عن توحيد الله وكمال صفاته فهو البر المتبرع ، مؤنس الوحشة، مقصد المهجة، حافظ الضعفاء، طالب الطلباء، معطي الجزيل، مهلك الأعداء، راحة الروح، عين الهدى مبدأ الأضواء ، مأمن الغرماء وكهف الأرض والخضراء، وملجأ الأشياء، كافل الأمر وإليه تصعد مدارج الشكر لاإله إلا الله..
...
هو الله تعالى
أَحَدٌ قَدِيمٌ قَائِمٌ بِوُجُودِهِ
لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلاَ الشُّرَكَاءِ
وَلَهُ التَّفَرُّدُ فيِ الْمَحَامِدِ كُلَّهَا
وَلَهُ عَلاَءٌ فَوْقَ كُلِّ عَلاَءِ
الْعَاقِلُونَ بِعَالَمِينَ يَرَوْنَهُ
وَالْعَارِفُونَ بِهِ رَأَوْا أَشْيَاءِ
هَذَا هُوَ الْمَعْبُودُ حَقًّا لِلْوَرَى
فَرْدٌ وَّحِيدٌ مَّبْدَءُ الأَضْوَاءِ
.......
ثم ينطلق في توحيد الحب، ووصف وحدة الله في فضاءات الشعور،
توحيد آخر نابع من جذور الروح،
توحيد تملك حب الله للقلب بسبب استحقاقه، توحيد احتلال جنود من المشاعر المتألقة نبلا الفائرة قوة وعنفوانا الثائرة يقظة، المتهيجة شوقا،
توحيد مشاعر حب الملك العطوف الألوف.. الإلف الذي غمره بمعارف نادرة، والحب الذي أنزله بداره ضيفا وأكرمه ..
هَذَا هُوَ الْحِبُّ الَّذِي آثَرْتُهُ
رَبُّ الْوَرَى عَيْنُ الْهُدَى مَوْلاَئي
هَاجَتْ غَمَامَةُ حُبِّهِ فَكَأَنَّهَا
رَكْبٌ عَلَى عَسْبُورَةِ الْحَدْوَاءِ
قرأ صديقي وسألني عن معنى:
هاجت غمامة حبه فكأنها
ركـْــب على عُـسْـبُـورة الحَدواء
...
وهات لسان العرب، وأدوخ في المعاجم على كلمة عسبورة، ومعنى لكلمة: عسبورة، يناسب السياق، وأيضا كلمة : الحدواء، لأجد العسبورة هي السريعة النشيطة، وتسمى بها الناقة النجيبة أيضا، والحدواء هي ريح الشمال تسوق السحاب فكأنها تحدوه بالغناء ليشتد في سيره.
المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هنا يصف غليان حبه لله باستعارة قوية.
فأخذ صورة الغمام المتهيج في تحول البخار وتكاثفه من طور البخار إلى طور الضباب المائي، ليشكل سحابة تتحرك.
..
نحن نعلم أن الله يرسل الرياح فتثير سحابا.
وهياج الغمام هو مشهد تولده على رءوس الجبال الباردة، من البخار الكثيف المحمول مع الريح، ويبرد هذا البخار فيهيج منه الغمام.
ويصير المعنى هو أنه :
في فضاء روحي هاجت مشاعري وتبلورت،
وتهيأت كغمامة مطيرة سعيدة،
وهي متألقة سريعة تتحرك حركة أحسها مهتاجة، وهي غمامة حب الله،
ليست تسري هادئة فلا تحسها،
بل تشد بصرك بقوة حيويتها، وتلاحقها.
فأشبهت ركبا يمتطي ريح الشمال السريعة.
مال هذا الرجل ولريح الشمال تعنيه إلى هذه الدرجة، حتى ليمثل بها عواطفه ومشاعره؟ !!!
رباه ما أدراه عن أهمية ريح الشمال عند العرب ومن علمه التعابير العربية القحة؟؟؟؟
أهو حقا غير عربي؟؟
رباه لا يعبأ أحد بريح الشمال بالذات سوى العرب الخلص.
يقول كعب بن زهير:
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
كأنه منهل بالراح معلول
شجّـت بذي شيم من ماء محنية
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
هنا شبه كعب حلاوة البسمة بأنها شراب لذيذ ممزوج بماء بارد، ولكن كيف برد؟؟ برد لأنه مجلوب من منحنى الجدول حول الجبل وفي ظله فتهدأ المياه، فتضربها ريح الشمال فتبرد، وتشرب الروح من حلاوة ذلك الشراب.
هذا كعب ذو السليقة العربية.
وكثير منا تربوا في بلاد العرب لايفقهون عن العروبة الكثير.
لكن هذا المسيح يتحدث عن ركب يمتطي عسبورة الحدواء، هذا الركب هو زحمة عواطفه التي تكثفت وتركزت في هيئة غمامة يحملها أسرع نوع من ريح الشمال.
أليس هذا بنظم عربي مبين؟؟
يقولون هندي لايفهم العربية فكيف فهم القرآن؟
......
نَدْعُوهُ في وَقْتِ الْكُرُوبِ تَضَرُّعًا
نَرْضَى بِهِ فيِ شِدَّةٍ وَّرَخَاءِ
هوْجَاءُ أُلْفَتِهِ أَثَارَتْ حُرَّتِي
فَفَدَى جَنَانِي صَوْلَةَ الْهَوْجَاءِ
تعالوا ياعرب واشرحوا لنا بدون قاموس ضخم معنى هذا البيت:
هوجاء أ ُلفتِـه أثارت حرتي
ففدا جناني صولة الهوجاء
...
الهوجاء
هي الريح المتداركة الهبوب كأن بها هوجا،
والألفة
هي وشيجة تجاذب بين ذات وذات، أو أحاسيس الود العميقة تجاه أحد يتودد إليك،
..
وتدوخ ياعربي حتى تعرف أن كلمة
حرتي بضم الحاء
أي السحابة الغزيرة المطر.
...
المعنى المذهل :
هوجاء الألفة التي مثل نار الحب : عاصفة جارفة من مشاعر الود.
هذه العاصفة أثارت سحابة حرة حاملة غيث مباركة،
وهي كأحاسيسي من الوجد والتحقق بحب ربي، وهذه السحابة أمنية أنتظرها وأفتديها.
وبالتالي يكون المعنى:
إن جناني يترقب دائما أن يرتوي من غمامة حب الله، التي تثيرها رياح هائجة من مشاعر المودة،
وإن لمشاعر الإحساس بود الله صولات وهياجا جارفا كالريح، وهي صولات بالغة الجمال، وقد ثارت ثوائرها في فضائي الروحي، ثورة عاصفة، فأثارت سحابة من حب الله تجري وتبشر بمطر غزير، ولقد سعدت أيما سعادة بهذا الحدث، فقال جناني للعاصفة: جعلت فداك.
...
هكذا نعلم أننا أمام عربي مثلنا
وسقط ادعاء أنه: كيف يفهم القرآن وهو هندي؟؟
فهو عربي أكثر منهم جميعا.
وفي هذا رد ساحق على من يشترط على الله ألا يهدي إلا رجلا من بلاد العرب الجغرافية، فهاهو عربي مستعرب، كإسماعيل تعلم العربية فصار عربيا، وهاهو سابق إليها ولم يقصر، أتى الله يمشي فأتاه الله هرولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق