السبت، 6 يوليو 2013

العرب يستخيرون الله لو أرادوا نجاحا 1



العرب يستخيرون الله تعالى في شأن المسيح ابن مريم
 1
مشهدان متشابهان
لو فكرنا برسوخ لعلمنا أن من بشر الله بمجيئه لابد يوما سيجيء، وعلى العقلاء ترقّـب العلامات، والاستعداد بطهارة النفس لتكون مؤهلة حسنة النية :  وعندما تشرق الشمس  تقر النفس بشروقها، ولاتجادل في الحق بعد ماتبين.
وعندما يأتي من يعلن أنه مسيح قوم والذي ينتظرون فعليهم بحث المسألة بشكل علمي، ثم الاستخارة الخالصة الذائبة على عتبة الله لينير القلب ليمسه نور الدليل.  
ومجيء المسيح مسألة مهمة للبشر جميعا، ومن قبل بشر الله اليهود في سفر ملاخي أنه سيرسل لهم إيليا قبل مجيء يوم عقاب شديد، ولما جاء يحيى عليه السلام كذبوه وكان هو إيليا.
والسيد المسيح عليه السلام ذكرهم بهذا ولكنهم أصروا على التفسير الحرفي أنهم يريدون النبي إلياس نفسه بجسمه العنصري.
ولو جلس أحد الحواريين من تلاميذ مسيح بني إسرائيل عليه السلام مع منكر لبعثه، عام 32 ميلادية مثلا ودار الحوار:
 فقال اليهودي المنكر: كيف نؤمن بهذا المسيح وإيليا لم ينزل؟! أنا أنتظر إيليا أولا..
 فسيقول له الحواري: أي إيليا تقصد؟
فيقول له المنكر: إيليا نبي الله الذي أبطل عبادة البعل ثم صعد للسماء ببدنه، فاليوم نريده ببدنه. فهكذا جاء في سفر ملاخي: ها أنذا أرسل لكم إيليا قبل مجيء يوم الرب العظيم. 
الحواري: إيليا عليه السلام مات كسائر البشر، ومن مات لايعود، فالنص إذن يخص شخصا آخر سمي إيليا لأنه سيكون على شاكلته، كما نسمي أولادنا يوسف وإبراهيم، رجاء أن يكونوا على شاكلتهم.
المنكر: ومن هو الشخص الآخر؟!
الحواري: هو يوحنا (يحيى عليه السلام)، ابن زكريا المسمى يوحنا، الذي جاء ولم تصدقوه.
المنكر: من الذي حدد هذا الرجل أنه إيليا؟
الحواري: المسيح نفسه قال عن يوحنا (يحيى) أنه هو إيليا جاء ولم يعرفوه. ويمكنك الاستخارة فالله حي لايموت وجاهز للجواب. وأنا على يقين أنك لو استخرت مخلصا فستأتي معي حواريا.
واليوم بعد مرور أكثر من مائة عام على مجيء مسيحنا، وفي القرن الواحد والعشرين، يتكرر الحوار بين المسلم المنكر والمسلم الأحمدي الذي صدق نزول ابن مريم فينا، إماما منا.
إننا نواجه اليوم نفس التصور اليهودي القديم لمن كذب المسيح: عن صعود إلياس للسماء بجسمه وضرورة نزوله هو هو بجسمه كما بشر النص في سفر ملاخي. يتصوره مشايخ عديدون اليوم عن صعود سيدنا عيسى نبي بني إسرائيل بجسمه، متبعين في الإسلام مصدرا غير القرآن، ويفسرون القرآن (المحفوظ بلا مشكلة) باعتقادات حرفية عندها مشكلة، وهي تصورات عن نصوص لو صحت فلم يقصد كاتبوها بها سوى معان شعرية عن رفعة مصير الرسل، أو هو التعبير عمن يغيب مسافرا عند الأفق، أو تلتحم جنازته بالأفق عندما يبتعد عنا حاملوها،  وليس أنهم فعلا رأوا حدثا ورفعا جسم النبي للفضاء بأم العين. كما جاء في الإنجيل وأعمال الرسل. ولو دققنا لأ مكننا فعلا تخيل وجود الحوار التالي:
المسلم المنكر: كيف نؤمن بهذا المسيح؟  أنا أنتظر ابن مريم ..
 فسيقول له المسلم الأحمدي: أي ابن مريم تقصد؟
فيقول له المسلم المنكر: عيسى نبي الله الذي جاء لليهود ثم صعد للسماء ببدنه، فاليوم نريده ببدنه. فهكذا جاء في الحديث.
المسلم الأحمدي: عيسى عليه السلام مات كسائر البشر، ومن مات لايعود، فالنص إذن يخص شخصا آخر سمي ابن مريم لأنه سيكون على شاكلته، كما نسمي أولادنا يوسف وإبراهيم، رجاء أن يكونوا على شاكلتهم. ثم إن الله حَـرَم اليهود من شرف الرسالة، ومجيء ابن مريم نبيهم كمرسل بالإسلام للعالم هو شرف لايستحقه اليهود، ولقد كان سيدنا عيسى الذي كذبوه علامة لقطع النبوة منهم للأبد، عليه السلام، فكيف يلغي الله قراره بعقابهم؟ إنه قرار الله البات القاطع الجازم الحاسم الذي لايجوز لمسلم بعد البيان أن يتجاوزه.
المسلم المنكر: ومن هو الشخص الآخر؟!
المسلم الأحمدي: هو المسيح الموعود مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، صاحبة موقع مشهور على الانترنت، وصاحب الكتب العربية البليغة التي تثبت صدقه، إذ يستحيل أن هنديا يكتب من عنده هذا الكلام عن الإسلام والتوحيد بهذا الجمال والعظمة العربية البيانية وهو لم يذهب لبلاد العرب ولا للقبائل البليغة اللسان. ولقد سماه الله مناديا أنه عيسى ابن مريم (الإمام أحمد عليه السلام).. وهو الذي جاء ولم تحسنوا دراسته ولم تصدقوه.
إن أمتنا مدعوة للدراسة العميقة وأن تقوم لله شاهدة بعد أن تقرأ بعقل مفتوح ماهو في موقع: islamahmadiyya.net
وبعد القراءة جلسة استخارة خالصة ذائبة مع الله تعالى/ لأنه تعالى وتقدس حي قيوم يسمع ويرى والموضوع عنده له شأن ويستحق الجواب منه سبحانه وتعالى، والرك كله على صحة حالة المستخير. 
لاتصدقوا من يقول عنا أننا نحج لقاديان فهو تخريف منهم وهم يحبون الحياة في عالم الوهم مصرين عليه مهما أقسمنا أننا لانفعل: شيء عجيب من شهوة الإيذاء والكبر المقيت نعوذ بالله منه.
وتأملوا من الكلام ماله تأويل ولايؤخذ على حرفه، ففي عالم الكلام يوجد كنز الجمال، وتذكروا أنه : تبارك الله المتكلم بكلام لايطيقه مداد المحيطات (الذي يهدي ولازال)، ويتكلم في الرؤى والكشوف بكلام رمزي عجيب عالي الدلالة بالغ القوة، ولايرضى عمن يأخذه حرفيا ولايتدبر تأويله، والواجب على من لايعلم أن يتوقف فيه لو كان جاهلا.
وتذكروا أنه تبارك الله الذي لايمرض،  وإن كان في نص أنه يمرض فالمراد منه غير الظاهر، بل هو حفز لهمة الذهن في البحث عن جمال المعاني ولوحات الفكر الرائعة، ورمز لمعنى أدبي بلاغي عميق.
وتذكروا أن الحديث النبوي قطع تعبيرية نادرة الوجود، و أنه تعالت ذات الله الذي لايتحول يدا مادية ولاعينا إنسانية، ولاقدما بشرية، ولايتجسد سبحانه سبحانه، ومن فسر نصا وكشفا وحديثا حرفيا ليستخرج معنى خطأ لايليق بالله فهو الذي لايمس نور الله قلبه.
وأنه تعالى الله الذي لايأكل ولا ينام ولايصوم ولايمشي ولايتوضأ ولايخطيء ولا يحل في الخلق ولايرضى بمذهب الحلول ولاوحدة الوجود. لايخدعنكم محتال فكري بحيلة  وزور وتشويه واتباع ماتشابه ابتغاء الفتنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق