الأحد، 30 مارس 2014

الانفجار العظيم : سمعت أن الملحدين يلحدون بسبب اكتشافهم أن هناك تطورا في الخلق، ولكن المسلم الأحمدي يعلم أن التطور حاصل حقا كما تقول الحفريات ولكن برقابة ربانية، وسمعت أنهم يلحدون متصورين أن الانفجار العظيم يدل على الإلحاد، ولكن المسلم الأحمدي يرى الانفجار العظيم تصورا معقولا عن بدء قصة كوننا هذا. فيا ملحدي العالم آمنوا بالمسيح الموعود المحمدي



عندما انطلق الانفجار الكبير وتفتقت كرة الكون عن سماوات ومجرات وشموس وأراض ..



بسم الله الرحمن الرحيم


 الطواف العظيم    


بأمر الله تعالى انطلق الانفجار العظيم، لتكوين الكون الحالي، منبثقا (حسب آخر تصور لعلماء الفيزياء) من مادة مركزة جدا وفي حالة تشوش كامل بالمفهوم العلمي الرياضي.

بلازما من الكواركات والليبتونات والبوزونات وجسيمات عديدة لازالوا يكتشفونها كالجسيم هيجز، الله أعلم بها، وانفجر بها المكان مهتاجا متفجرا. وكانت الحرارة هائلة الارتفاع، ذات أصفار طويلة من الدرجات، وأثناء كسور الثانية الأولى من الانفجار تكونت الجسيمات الأولى وبعدها استمر مسلسل الانتظام.
في البدء كان الكون منتظم التكوين: دخان متناظر التوزيع متجانس الكثافة، والفضاء يتوسع بلا هوادة.


كلما توسع الكون كان يتبرد، وكلما تبرد أمكن أن تتم فيه عمليات لاتسمح بها الحرارات الهائلة.


هل هو انتخاب طبيعي أو صدفة عمياء تسببت في وجود كتلة الكون الأولى المهيئة للانفجار؟؟ على الملحدين أن يستعملوا الحياء والعقل الراجح.


كان الظلام سائدا، ولو ظل الكون يتوسع ويبرد ويخف توزيع الدخان فيه: لخمدت الحرارة وتوزعت في انتظام على الفضاء ولما أمكن لكتل النجوم المتكتلة والأراضي أن توجد بعد، ولما كان هناك فضاء في السماء، ولما كانت هناك أشعة ضوء.  


لذلك عند حد معين أشرف الله على هذا الدخان والغيوم التي يعمها الظلام، والمكون أساسا من الهيدروجين، وقليل من الهيليوم، وبعض الجسيمات دون الذرية الجوالة، ورسم الله في هذا العماء خرائط، وحدد حجوما وتخوما تضم غيوما،  وقال لغيوم كل حجم منها أن تتماسك مكوناتها داخل التخوم التي رسمها سبحانه، وألا تستمر في التمدد والتخفف.


وكما يحدث عنما يتجمد الماء: يحدث التجمد في أنحاء السائل على نفس النمط، إذ تتحلق مجموعة من جزيئات الماء حول نواة، وتكون نواة تصلب، تجذب إليها مايحيط بها، فكذلك نشأت نويات في العماء، وكان لكل نواة نصيب من الدخان يتحلق حولها، وكأن كل نواة كانت تنادي جماعة من الدخان سمتها، وكأنه قد سمعت كل ذرة نداء نواتها، وصار مركز النداء كعبتها، ولزمت كل غيمة حدود تخومها، ولم تغادر خيمتها التي ضربها الله تعالى لها في الفضاء، وتركت الكون يتوسع دون أن تتبعه.


من هذه اللحظة بدأت تظهر فراغات بين الغيوم كلما توسع الكون، وتزداد اتساعا مع زيادة التوسع، وهو مانسميه فضاء السماء.
لايوجد هنا مواد لصنع الصدف، هنا الكون إما أن يكون وبكل انتظام أو لايكون، لو ترك الدخان للتمدد الملطق ضاع الكون، لابد من تدخل حكيم يعلم مايفعل، لايوجد فرص للتجارب ولا للتراكم. افهموا يا أذكياء.   


ظلت الاندفاعة الانفجارية الأولى تعمل عملها في تشكيل الكون، طاقة الحركة محفوظة ولها تجليات سرية، وظل الكون منهمكا في مواصلة انفجاره الكبير، تتباعد أطرافه عن مركزه، وأما كل غيمة على حدة فكانت مهمومة بهم معاكس، لأنها انخرطت في انهيار كبير، فيه تهوي أطراف الغيوم إلى المراكز في حج كبير، مصحوب بطواف متوازن، وحجمها يتقلص، وتتقارب أطرافه من مركزه.


كل غيمة منها كانت تدور: كانت تطوف. وما في المركز من ذرات كان يجذب ماحوله، ودخان الأطراف كان يتعرض للجذب نحو المركز والداخل، وكلما اقتربنا من المركز زادت القوة الجاذبة.


وقد تتقسم الغيمة لغيمات، وتأخذ سحب الهيدروجين الهائلة تتهاوى في كل غيمة ضخمة، وهي تدور هائجة كالأعاصير الدوامية الجبارة، ويقل اتساع القطر وتتقارب الذرات عند كعبة الطواف، وتزيد درجة الحرارة، وعندما تزاحمت الذرات بمايكفي، وبلغت الحرارة مبلغا معينا، بدأ فرن الاندماج النووي، وتكوين الهيليوم من الهيدروجين، كما يحدث في الشمس الآن، ومن قلب الفرن انطلقت طاقة الاندماج في شكل الفوتونات، من فرق كتل الهيليوم والهيدروجين، حسب القانون العتيد: الطاقة تساوي فرق الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء. ووجدت الفوتونات طريقها نحو الخارج بصعوبة،  وعند ذلك خلق الله النور.


وظل الكون يتقدم بخطى ثابتة نحو تكوين الجدول الدوري للعناصر، ثم لتكوين أجرام الكواكب، ثم لتهيئة فرش لاستقبال الحياة،  ثم لخلق الحياة بدءا من البسيط، ثم النباتات المنوعة، قدما حتى جاء الحيوان    وسكن الإنسان.


يا أيها الملحدون، اعترفوا بوجود الله الواحد الأحد، فإن التدخل الرباني كان ضرورة في لحظة يعلمها الله، عندما بلغت كثافة الدخان العماء كثافة حرجة، والأرقام الحرجة معضلة رياضية لايعلمها انتخاب طبيعي ولاصدفة بلهاء.


 لم تكن هناك صدفة سعيدة تسببت في حدوث هذا، فهذه الصدفة تحتاج لمليون انفجار عظيم فاشل، ثم يتصادف انفجار ناجح، عند لحظة فاصلة فيه  يتم كسر التناظر لتبدأ الغيوم في الانفصال، ويبدأ تاريخ تكوين الأجرام وتفجر النور.


ثم إن كل انفجار كبير يحتاج لعشرات المليارات من السنين.


لاتفسير لما حدث إلا تدخل الله، الله الذي  جمع مادة الانفجار الكبير من الأصل، ولقد كان من الضروري أن يتم هذا التدخل في أوانه، وأن يستوي الله إلى السماء وهي دخان في لحظة معينة، ليحدث فيها كسر الانتظام في التوزيع، لأنه كان من الممكن أن يستمر التوسع والدخان المظلم منتظم التوزيع في كل الفضاء، فإذا بلغ التوسع حدا بعينه خفت الكثافة خفة تفقدها خواص الاستفادة، وتتباعد المسافات بين الجسيمات بعدا لايسمح لها بتكوين نجوم ولامجرات. ولايحدث نور وتبقى الظلمات، فكيلا يتحول الانفجار الكبير إلى ضياع كبير، نزلت كلمة من الله لكل كتلة (قدر لها أن تنتج المجرات فيما بعد) تأمرها ألا تتبع خطوات توسع حدود الفضاء.


في أفران الغيوم الأولى أخذت تتكون عناصر جديدة من اندماج الذرات،  كان كل فرن من الأفران الهائلة الأولية، الناتجة من الغيوم الجبارة المنهارة، مصنعا لأعداد هائلة من النجوم،  وفي قلوب هذه الأفران الجبارة ولدت أمهات المجرات الحالية.


كل نواة تندمج مع أخرى تنتج عنصرا جديدا ثالثا يختلف عن كليهما، له خواص فريدة، سرها يكمن في العدد الذري الذي يمثله.


وعندما يحدث الاندماج النوي ويتوالى تتولد عناصر جديدة أثقل، من أثر اندماج النويات، وبذلك كانت هذه الغيوم المنهارة تكون العناصر بالتدريج وتنتقل من تكوين الثقيل إلى الأثقل.


نواتا هيليوم تكونان نواة بريليوم، ولو أضفنا بالدمج نواة هيليوم أخرى فنحصل على نواة كربون، في نواته ستة بروتونات وستة نيوترونات، ونواة الكربون مع نواة الهيليوم ثانية لتعطينا الأكسجين، وكلها اندماجات مولدة للطاقة.


حتى إذا كنا في نجم عملاق أسطوري، ووصل الاندماج إلى أن اندمجت نويات وتكون الحديد، ذو البأس الشديد، وهو ينال بأسه من رقمه الذري، ومن اندماجه العجيب المستهلك للطاقة، أقول: عند ذلك نفاجأ بانهيار عجيب في النجم العملاق المعني بالأمر، ويحدث توال للأحداث يعقبه انهيار كبير، ونجم ذو قلب نيوتروني رهيب، يتلوه انفجار كبير يسمونه السوبر نوفا، وهو يشبه الانفجار العظيم.


أثناؤ هذا الانفجار نفسه تحدث ضغوط هائلة، داخل الشظايا العملاقة المتفجرة بسرعة هائلة، وظروف مواتية لتشكيل عناصر ثقيلة أثقل من الحديد.


قصة ملحمية وقاكم الله هولها، وجنبكم شرها، وكفاكم منها خبرها. 


وتتوزع العناصر الناتجة الوليدة في الفضاء وتشكل زادا لغيوم أخرى، وتجمعات أخرى، وانهيارات جديدة في تكوين نجوم جديدة.  


 يبدو أن مجموعتنا الشمسية تولدت من نفس الميكانيكية، كانت تجمعا من شظايا العناصر التي نعلمها في جيولوجيا الأرض وتكوين الشمس، تجمع فيه غازات ومواد صلبة، تولد من انفجار عدة نجوم عملاقة سابقة، نضجت وسقطت.


 كانت السحابة الأصلية لمجموعتنا الشمسية تدور حول مركزها وتدوم وتبرم، وحدد اتجاه كمية الحركة الزاوية اتجاه دوران المجموعة حتى اليوم.


نحن أمام خطة مقصودة من رب عظيم، سنلقاه ويضبط لنا قصة الكون والخلق القديم، ولقد أرسل الرسل ليذكروا بلقائه الحتمي في المستقبل القريب، والذي هو الآن جد جد قريب.


إن عروق الحديد في جبال الأرض موزعة بخطة ربانية، وكذلك عروق بقية المعادن، والصخور الحاملة لمركبات بقية العناصر.


وهناك علاقة بين كل هذا وبين إنسان سيخلق، وفرش يستعد لاستقبال ضيف سيحل. فلماذا يلحد الملحدون؟؟ أمن أجل جيرل فرند يخدعونها ولايسهل خداعها إلا بإيهامها عدم وجود ربها؟؟!!!  
الملحدون تناديهم  سورة فصلت: قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض: ائتيا طوعا أو كرها، قالتا أتينا طائعين، فقضاهن سبع سماوات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرها، وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا، ذلك تقدير العزيز العليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق