بسم الله الرحمن الرحيم
الوقوع في غرام
التوحيد
توحيد السلفية وتوحيد المسيح الموعود
1 العجب
زعم المنصرون أن الإسلام انتشر بالسيف: كناية عن أن الإسلام قبيح لايعتنقه
عاقل مميز إلا بالسيف، كأنه زوج قبيح لايتزوجها زوج إلا بالإكراه موتا أو بإكراه
الرشوة والعياذ بالله.
ولكننا نرى المسلم الأحمدي يرفع عليه السيف والتكفير والعزل الاجتماعي
ليطلق الإسلام فلا يتركه، والسبب طبعا لأنه واقع في الحب، ودينه بالغ الكمال والجمال
فلا يطلق، والموت أهون من فراقه، ولايقبل أبدا صورة الدين الناقصة المشوهة التي
يقدمها له المكفراتية.
إن سر انتشار الإسلام كما يقدمه مسيح الله تعالى هو معرفة حقيقته وتبرئته
من كل عيب وبيان جماله الآسر. والعجب أن الله تعالى يرد بكل قوة وكمال بلاغة على
تهمة انتشار الإسلام بالسيف، فكشف طبقة التلطيخ التي قذف بها الكاذبون، وبعث مسيحه
فشرح الإسلام كما نزل من الله تعالى، وكما كان في عقل محمد صلى الله عليه وسلم
وصحبه العظام، فوقع في غرامه كل من يغار على كمال الله ورسله من المسلمين، فكفرهم
المشايخ وحرضوا على قتلهم ورفعوا السيف فوق رؤوسهم، فلم يهتموا وثبتوا وتوكلوا على
ربهم، واستغاثوا بالله لينفعهم فنفعهم بحمده سبحانه وتعالى.
هاهو الإسلام ينتشر رغم أنف السيف لا بالسيف. لماذا؟؟؟ لأن الإسلام جميل
فاتن الطلعة.
لقد نزل المسيح الموعود وتنتظره أمة الإسلام وسماه
الله تعالى باسمه: المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. لقد بعثه الله وقضي الأمر،
وأدرك نبي مسلم مرسل عصر المطابع، وكتب وتم الطبع والنشر. وهي فرصة فريدة لبني
الإنسان ليطلعوا على نبي يكتب، ويتعمقوا عطر النبوة حينما يقرأون ماذا يكتب.
ولقد فاز أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية بسعادة الحياة حين بايعوا
المسيح عيسى بن مريم وعرفوا أنه المسيح لاغيره، وقرأوا عليه السلام.
2 ملامح السعي والتطلع للكمال عند
المسيح الموعود:
لو كررت القراءة في كتبه فستجد نورا عجيبا في قلبك من ملاحظة أن المسيح عيسى
بن مريم عليه السلام لايتكلم عن فضيلة إلا ويؤكد على عمقها وجديتها. وفي حق الله
تعالى لايقنع إلا بكمال الحمد المطلق وبالتنزيه المطلق عن كل نقص متصور ومتخيل، ويشدد
على الكمال الجامع لله تعالى، ولايرضى للرسل إلا بكمال السمو وبالجمال والجلال
الإنساني الروحي التام، ولا يرضى لمحمد صلى الله عليه وسلم إلا بكمال العصمة عن كل
ملوث، وكمال الخلق وكمال السمو الروحي، وكمال صفة الحامد لله والحامد للطيبين من
الخلق، ويفيض في وصف حمده لربه وشعوره بفضله بالغليان والفوران، ولايرضى المسيح
الموعود للإيمان إلا بالصفاء وبسمات اليقين والطمانينة واحتراق كل أهواء الدنيا، ولايهدأ
إلا بإشباع شوق عميق جارف لليقين التام، ولاأقل من اليقين التام.
لقد عانى القرآن كثيرا من إهمال تعاليمه البالغة السمو والرفعة. وفي كتابات
مسيح الله نجده متفرغا لوضع تعليم القرآن في مكانته العليا، ويعلم جماعته كمال
الخلق، ولايقبل من والد إلا كمال الرعاية، ولامن زوج إلا كمال الرفق وحسن
المعاملة، ولا من مواطن إلا كمال العشرة الصالحة وبذل الخير للبشر.. إن طلب الكمال
سمة مميزة عند المسيح الموعود عليه السلام، وحيثما تجولت في كتاباته تجد التركيز
على لفظة الكلية والخلوص والكمال والتمام، أو صيغة المفعول المطلق، التي تفيد
التوكيد والجدية التامة.
والقناعة بالنقص هو السمة المميزة
عند مناوئيه، وهنا يكمن الفرق بين المسيح الموعود والمشايخ المعارضين، وهو يشبه
الفرق بين طبيعة النبلاء الحقيقيين في المملكة، الذين تلقوا طعاما صالحا ومعلومات
صادقة منقاة مصفاة وتربية ملكية خالصة حسب بروتوكول الرقي، وطبيعة الآكلين من طعام الشوارع الملوث،
وموادها المخدرة وطعامها وكذباتها وإشاعاتها.
3 ملامح أربعة
طلب الكمال عنده له ملامح أربعة:
· 1 كمال يشمل تصورنا عن تنزيه الذات
الإلهية عن كل ما لا يليق، وجدارتها بكمال توحيدها أوتملك حبها للقلب، 2 وكمال
يتعلق بكلام الله سبحانه، وينبذ كل ما لا يليق عن القرآن 3 وكمال وعصمة تخص الرسول محمدا صلى الله عليه
وسلم. و4 كمال يشمل عناصر السمو في الإسلام، ونبل طبيعة دين الله تعالى.
يتحدث في كل كتبه عن توحيد حقيقي كامل، له
خلقنا وهو باب جنتنا، وهو توحيد خالص نقي صاف لايترك لغير الله تعالى مكانا في
مساحة الروح. توحيد فيه يتوحد الهم والبال لله تعالى، بعد استيلاء الله تعالى كلية
على مملكة العقل والقلب وكل مساحة الانشغال والحب.
وهو توحيد محمدي يختلف عن التوحيد الذي يدرسه السلفية في دروسهم.
التوحيد الذي يتكلم عنه السلفية هو توحيد ناقص، بل هو توحيد يجلب غضب الله
تعالى.
هم لايفهمون التوحيد، وظلموه في كتاباتهم، رغم كثرة ضجتهم بالكلمة: التوحيد
التوحيد. وتوحيدهم فحواه النهائية: هي تدخلهم في اختصاص الله تعالى مالك الدينونة،
وينازعونه تعالى محاسبة الناس على العقيدة، ومذاهبهم خلاصتها اعتناق فكرة الإكراه
في الدين، ومن ثم نشر المظالم والاضطهاد والفساد كنتيجة.
عند ابن مريم توحيد الله هو قصر مشيد فخم، وما أجمل الله كما يتكلم عنه
المسيح الموعود، وما أوسع رحمته وما أحكم مواضع رحمانيته. ولو تفحصنا الأساس
العميق للقصر المشيد في صفاء التوحيد للمسيح الموعود، لوجدت في القلب الموحد تصورا
عن الله يليق بعظمته، ويوقع الروح في أسر محبته، وتصورا عن النبي يليق بجمال الذات
النبوية الإنسانية، وهو جمال متاح يطول كل الرسل، الرسل الذين حققوا شرطا بسيطا هو:
كمال الصدق في حياتهم. بخلاف اعتقاد السلفية جرح الأنبياء، ونسبة الكذب إليهم
مثلا، ومثاله اتهامهم إبراهيم عليه السلام. وسيجد تصورا عن القرآن يضعه في صورة
الروح الحية المؤثرة، وصفة الكمال والسمو والرفعة، ومكانة المزكي والمطهر والمفتش
الروحي. واقرأوا البراهين الأحمدية بقلمه عليه السلام.
والتوحيد عنده لا يكمل بعد كمال التوبة، وتوحد القلب والعمل على مقصد رضا الله سبحانه
وحده لاغيره، ونبذ الاعتماد على أي شيء وكل أحد غير الله، فالله تعالى لايقبل سوى
توبة نصوح: أي كاملة الندم، كاملة العزم على الاستقامة، كاملة الصدق مع نية إصلاح
مافسد.
4 توحيد فيه رد على الملحدين
الملحدون يحتجون بتصورات شائعة لا تليق بالله، ويرونها مبررا لنفي وجود
الله تعالى. ويقولون مثلا: كيف يعذب الله الناس أبدا دون انقطاع مطلقا وكان في يده
ألا يخلق هذا القطاع من الناس؟! إذن هو غير موجود عندهم لأنه لو كان موجودا لكان
كاملا ولكان عذابه معقولا مرتبطا بالحكمة.
ولكن لما استدار الزمان كهيئته وبدا الإسلام بوجهه الصحيح وروعة طلعته تم
الرد على ترهات الملحدين الذين هم فروع من حملة التنصير: فقد تبين من كلام مسيح
الله مثلا صحة الأقوال الإسلامية عن فناء النار وكونها تعليما وأدبا وتطهيرا
لاغير.. الملحدون يسيئون الظن بالله سبحانه ويتمنون الشر للإسلام ويعتمدون على
الصورة المشوهة التي يقدمها قسس التنصير ويؤكدها مشايخ مسلمون بتتبع تكرار الخطأ
في التفسير.
فعلا ليس لوجود الله تعالى مفهوم معقول إلا مقرونا بالكمال والتنزيه التام
عن كل مالايليق/ والله الأكمل الأجمل
الأجل لايشرع إلا ماهو كامل، وقد أكمل الله الدين للإنسان في صورة دين الإسلام،
وقد عادت صورته الأصلية للأرض بسلام.
والإسلام هو طواعية كاملة لخطة تجميل، كي يقوم الله فينا بعمل تجميلي كامل.
طواعية فيها يقوم الإنسان بعزيمة حديدية بذبح هواه، متألما كمن يفصل رأس نفسه عن
جسده.
مسلما نفسه لله يصلحه بطريقته: دعوا الله يكملكم، وسترون ماسيؤول إليه جمال
ملامحكم، حين تكونون طائعين مطيعين له بشكل كامل.
دين الإسلام هو دين الكمال في كل شيء وحيثما يممت شطرا.
وذلك برهان عظيم أن المسيح المحمدي: كاتب الكتب الرائعة مثل كرامات
الصادقين، هو عيسى بن مريم عليه السلام فعلا، فقد هداه الله لتفاصيل: اليوم أكملت
لكم دينكم.
4 صبغة روحية عطرة وخطة رحمانية عطرة
ومع هذا المسيح المهدي يصبغ الله تعالى الروح المحبة بصبغته سبحانه: صبغة
الكمال. وحيثما يممت الروح وجهها شطر وجه الله تعالى، وجدت نفسها أمام كمال من
الكمالات، وهي مصطبغة بصبغة محمد صلى الله عليه وسلم، التي هي صبغة الله تعالى،
ومنها اقتبس المهدي المهدي.
فمدارج السالكين كاملة الدرجات قد أتاحها الله تعالى بكمال، لتقود نحو الله
الكامل، كي تنعكس فينا كمالاته سبحانه.
كل ما يخرج من يد الله تعالى كامل وحسب استعدادات الكائن، إن الربانية
توجهت لخلق الكون المحيط بنا فخلقت عالم الكمال، وتوجهت لخلق الإنسان فسواه الله
تعالى من مواد كاملة، على تركيب كامل وجها وعقلا وروحا، وملكات وإمكانيات مكنونة
أو كامنة لبلوغ الاكتمال، وسمعا وبصرا وبدنا. وسوى له سكنا كاملا وعيشا كاملا من
كل وجه متخيل ممكن.
وفي سياق الكمال قرر الله تعالى
دخول كل روح إلى جنة رحمته، ولكن الجنة لاتقبل غير النبلاء، فاقتضت حكمته تعالى الكاملة
أن يخلق نسخة من بيئة الحياة، اسمها الدنيا، وهي خاصة للتعليم والتربية وتكوين
الروح النبيلة. نسخة فيها معاناة محفوفة برحمانية، وللفاسدين فيها جحيم دنيوي
مناسب لظروف الدنيا: لعل الناس يكرهون العصيان ويتوبون عند رؤية فظاعته.
من لم ينضج ويستو في الدنيا فله بيئة تسوية تالية، ملفوفة بأفران النضج
والتسوية الشديدة البأس، وهي نسخة الحياة الجحيمية التي يخرج منها الناس متعلمين
نبلاء بعد معاناة خاصة ويذهبون أخيرا إلى رحمة الله تعالى.
لابد لاكتمال النفس وللرقي والاستواء من معاناة، وللمعاناة شعبة في الدنيا
وشعبة في الآخرة، يتم فيهما الابتلاء والسباق والتوعية، وتتم فيهما تسوية الروح
حتى تكتمل صفاتها. إذ أن الكمال مكتوب على الخلق، يأتون إليه طوعا أو كرها.
5 كمال الله وكمال اللسان العربي
إن أهم ما في الإنسانية هي موهبة الوعي أوالكلام، وهي مفتاح كل الكمالات
الآدمية، وكمال الله تعالى هو سبب اختيار أكمل الوسائل للوعي.
واللسان العربي عند المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هو توفية كاملة لوصف
الكمال الإلهي، وللحاجة التعبيرية البشرية، وهو أكمل الألسنة لأنه زعيم بالتعبير
الكامل عن لوازم مرافق الكمال في الحياة الإنسانية، والمفاهيم والعواطف الإنسانية
والتبيان الأتم الممكن للألسنة عن وعيها بالأسماء الحسنى لله تعالى ومناهج
العبادة. هذا اللسان يدل على واهبه ولايقدر عليه غيره تعالى، ولايقدر عليه اختيار
طبيعي ولا صراع من أجل بقاء ولابقاء القوة المعبود عن البيولوجييين.
والقرآن أكمل الكتب، ولانظير له في الكتب، نزل بدين كامل لانظير لجماله، أنزله
الله على رسول كامل الصفات الإنسانية، وإن شاركه رسل آخرون في بعض صفات أوبعض
طباع. وقد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اكتملت الضرورة، وتمت دورة
الليل وحان وقت طلوع النهار.
الله الكامل له الحمد و(أل) تدل على جمع جنس الحمد لله تعالى. والله عديم
المثال، وأفعاله تتسم بكمال ينم عن خالقها، مخلوقة بعلم له صفة الكمال وحكمة كاملة،
ورحمة لانظير لها..
المخلوقات والكلمات عند التعمق
فيها عديمة النظير لايستطيعها سوى الله، ولايستطيعها العدم المعدوم بطبيعته، ولا
الصدفة العمياء بطبيعتها. ولا الكائن المخلوق مهما كان.
إن للكمال دلالة على الله، والدعوة للكمال ذات دلالة على مسيح الله المهدي. لقد جعل
الله في كتابات وصبغة الكمال على المسيح دليلا.
6 وفي صبغة الكمال رد على نظرية
الخطيئة
لقد بنى الله بناء الهدى وأكمله بمحمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان البناء
ينقصه لبنة سمتها أنها: شريعة لتكميل كل الناس بكاملهم، أي لكل الأزمان لكل الشعوب
لكل الظروف. وكذلك جعل الله مزاجه الروحي هو الأكمل، ومنه يستمد الأنبياء مزاجهم،
وما من بر إلا وهو يشرب من رحيق روحاني، به بعض مسك من عين محمد الفوارة، ولكن
محمدا فهو أكملهم، وكأسه مملوءة من التسنيم الخالص، وهو مسك الله الروحي النقي
المصفى صلى الله عليه وسلم .
وفي الفاتحة يملأ الله الروح بعظمة صفاته ونبلها، ثم يضعها في موضع الطمع
في صفات النبل، ويؤكد لها صحة الطمع في أنه سبق وأن نال الناس ما طمعوا فيه ممن
تقبلوا النعمة وشكروها، وقد أنجز هذا لهم بالدعاء/ فالفاتحة إذن هي سورة الطمع هي
في الكمال، ودعاء الهداية لطريق الكمال هو ركنها الجامع، وكل كلماتها من حمد
وربوبية ورحمانية ورحيمية ومالكية فسمتها الكمال: ما بين حسن وكمال الله تعالى
بألوهيته، وما بين حسن العبادة والاستعانة وروعة طلب الهداية والاستقامة. سورة
أنعمها الله تعالى وصبغتها الطمع في الكمال: الكمال المناسب لله وللناس. والغضب والضلال لمن حاد عن سكك الكمال ومناهجه.
إن في الفاتحة وفهمها على يد مسيح الله المهدي وفي فكرة التوبة النصوح والإسلام
لهدما لنظرية الخطيئة الموئسة.
نظرية الخطيئة تهدر قيمة وروعة النظام الكوني كله، وهي التي تركز على النقص
المتأصل والخطيئة المتأصلة، خطيئة لا تدع فرصة لكمال إنساني ممكن تحقيقه في نبوة
ولا كتاب ولا نهج، حيث الخطيئة قد لفت بكآبتها الرهبية كل الرسل والناس، ولم يبق
إلا الاعتراف برب يسكن النقص ذاته، وينقصه التوحيد المطلق ويحتاج ذاته لثالوثه كي
يكتمل.
ونظرية الخطيئة تستمد حياة من تدعيم المسلمين لها، بإضفائهم الخصوصية على
عيسى عليه السلام، ويزعمون قدرته على خلق الحياة وبعث الموات جسميا (بل ويزعمون
قدرة المسيح الدجال على إحياء جسم الميت المقطوع نصفين حياة جسمية) بطريقة تبرر
خروجه عن الطبيعة البشرية، وتجعل أصحاب
النظرية يجدون من ذلك حقنة حياة مقوية.
فعقيدة حياة عيسى في السماء هي عصب مهم من أعصاب عقيدة السلفية، وكثير منهم لايهمهم نقاء التوحيد بقدر
الاستماتة على حياة عيسى عليه السلام في السماء، ولا يهمهم المقارنة الشائعة بين
حياة عيسى وموت محمد صلى الله عليه وسلم ودفنه في التراب.
تلك العقيدة يعتقدونها دون أن يعرف
أغلبهم سرها، وسرها عند من أنشأها سر خطير، لأنها جزء من منظومة تحل سفك الدم
الحرام، فهي تبرر نزوله لذبح الناس إكراها في الدين، وتبرر قتل الناس من أجل
إكراههم على اعتناق مالايرونه حقا، (لتمد في أعمار نظم حكم بنيت على فكرة الإكراه
في الدين، وهذا هو سر السلفية الدفين).
فتحي عبد السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق