الأحد، 18 مايو 2014

لمن المستقبل ؟؟؟؟ المستقبل للتوحيد الحق الذي يتكون منه الناس الطيبون الموحدون


 

معرفة التوحيد الحق والرضا والحب والإيمان

 والحمد والإسلام والعبادة والتقوى.  

بسم الله الرحمن الرحيم

علاقات هامة

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك توحيدان يطرحان نفسيهما الآن على أمة الإسلام وأمم العالم. أحدهما توحيد الله الحق، والآخر هو التوحيد الزائف. ولكل منهما علامة وثمرة.

علامة توحيد الله الحق أنه يحول الوحوش والبهائم إلى أناس تطير في سماء الروحانية والرحمة والفهم.

وعلامة التوحيد الزائف أنه يحول الناس إلى وحوش وبهائم،  ويحول الآدميين إلى سباع مفترسة.

التوحيدان تم تجربتهما في الحياة العملية، ومنذ مايزيد على مائة عام ثبتت لكل منهما صفاته المميزة، ورسخت لدى كل ذي عينين تريان وأنف يشم.

هناك توحيد يقود بطبيعة تكوينه الداخلي وتفاصيل لبناته إلى فعل الصالحات، والصالح في اللغة هو الجميل. وأصلحنها لزوجها أي جملنها. ويسمى فعل الصالحات إحسانا، والصالحون هم المحسنون بطبيعتهم.

ولقد تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة على نهج النبوة بعد فساد الأمة واتباعها سنة الضالين والمغضوب عليهم ممن حرفوا واتبعوا الحرفية وتحولوا بالحرف إلى شبه بهائم هائمة أو وحوش كاسرة.

لن يكون نهج النبوة إلا إصلاح الفساد الشامل. والفساد واضح في سوء منظر المسلمين بل والإسلام معهم واتهامه أنه دين الرعب والإرعاب. ومعروف أن المجتمع الإنساني كان يرعبه الوحوش والذئاب والسباع والأفاعي، ولما انحرف المسلمون صاروا يؤذون أشد من السباع والذئاب ويلدغون أشد من الأفاعي سواء بعضهم أو غيرهم، أو صاروا كالأنعام المأكولة التي تخنع للذئاب والسباع. 

مشروع النبوة ومنهاجها إذن هو التزكية والتطهر من هذه الحالة، وهو كشف الطرق نحو : 1 التمكن في أرض فعل الصالحات، فيفعل المؤمن الصالح محبا مقبلا خالصا، و2  التطهر من السيئات نفورا وكرها لكل قبح. مرورا بأسباب ذلك التمكن الروحي، ومن هذه الأسباب: المعرفة بالله والمحبة لذاته. والمحبة تأتي أيضا نتيجة المعرفة، وكلاهما سبب متين يوصل إلى عالم فعل الصالحات واجتناب السيئات والعيش في بحبوحة الله وجنة الطمأنينة به .

لاشك أن الإصلاح المنشود يمر بالمراحل الثلاث للصلاح: مرحلة الأدب وضبط الشكل الظاهري ابتغاء وجه الله، ومرحلة معاناة كسب الأخلاق الطيبة ابتغاء رضا الله، ثم تجاوز النفس اللوامة وتأسيس علاقة إسلام تام بالله تعالى، وهي الإصلاحات الوارد ذكرها في كتاب فلسفة تعاليم الإسلام للمسيح الموعود عليه السلام.

والتقدم الناجح على مدارج هذا الطريق الصاعد هو فضل خالص من الله تعالى، وسيكون مؤكدا مع الحفاظ على الصلوات والدعاء الحار، والمحرك الجبار لهذه الحركة سيكون محرك الحب لله، والذي وقوده المعرفة الصحيحة بالله سبحانه. كلما ازددنا معرفة بالله تألق محرك الحب له قوة ودفعا، فتيسر كره المعاصي وهجرها وتيسر عشق الصالحات وإدمانها.

 

فلنتعرف على الله بعض الشيء:

الله تعالى هو كنز الجمال المخفي، ويتجلى جماله تعالى من خلال خلقه وكلامه.

ومن تأمل خلق الله تعالى وجد كونا مستقرا لافساد فيه، يدل صلاحه وانتظامه على رب واحد ونظامه واحد وسننه متحدة. والصفات الإلهية تتجلى من خلال التفاصيل وتثبت وتتألق واضحة بيقين:  من علم وحكمة وقدرة ورحمة وخبرة وسيطرة وهيمنة وروعة إبداع وتصوير وإتقان وإحسان. ومن أروع روائع ماصنع الله تعالى نظام تعليم البيان والكلام .. بما يحوي من هيئة تشريحية وتجهيزات عصبية مخية ومساعدات هضمية ووظائف في الطاقة والحركة، ومواهب الكتابة والتسجيل، وسنن كونية في عالم الموجات الصوتية للسمع والضوئية للرؤية واللاسلكية للنشر والتوزيع.

ومن تأمل كلام الله تعالى وجده يساند دلالة الخلق،بل يتفوق في الدلالة على كمال الله تعالى.

سورة فاطر تفيض بالتذكير بربنا خالق صورنا خالق الملائكة حملة لرسائل الرحمة (جاعل الملائكة رسلا) .. (وما يمسك فلا مرسل له من بعده.)لنعرف أن الرحمة أساس الخلق والرسل والمرسلات مع الملك.

ويتقدم الإنسان في الفهم والتعلم. ليتقدم تألق جمال الله في عين روحه،  ويترقى المرء في الآخرة في هذا السبيل.  وفي كلام الله تعالى وعود بحياة في عالم الآخرة الذي ملؤه التعلم والتفهم. وفي خلق الله تعالى أسرار لانفهمها الآن وعلينا أن نقيس مالم نفهم على مافهمنا، موقنين أن الله حكيم فيما لم نفهم كحكمته فيما فهمنا. لايليق بنا أن نجعل مالم نفهم سببا للإلحاد والاعتراض على الله تعالى.

ملاحظة هامة: مسيح الله الموعود في كتاباته يركز على حق الله تعالى في إخفاء مايشاء من المعلومات وكشفها على من يشاء، وفي الوقت الذي يراه. ويقارن بين وجود أسرار صعبة التفسير في مشاهدات الخلقوالأقدار، وبين وجود أسرار صعبة المرتقى في كلام الله تعالى، ويربط ذلك بحق الله تعالى في الابتلاء والامتحان بابا لبناء تطور روحي صحيح.  (التبليغ ومكتوب أحمد).

إن المشاهد الصعبة الفهم في الكون لاتلغي روائع الآيات المعرفة بالله، ولاتقاوم الصعوبة في البعض آلافا أضعافها واضحة الدلالة على كمال الله تعالى.

المعرفة تكشف عظمة التوحيد:

عندما نتعرف على الله تعالى وتبهرنا آياته،  نجد توكيدا مكررا أنها ليست فقط دليلا على وجوده وجماله وكماله بل أيضا هي برهان على وحدانيته وفرادته لاشريك له سبحانه.

وعندما تورثنا المعرفة بالجمال صفة الحب لله والرضا عنه، تورثنا المعرفة في نفس الوقت توحيد الله تعالى، فيكون الحب مقصورا عليه محتكرا لذاته العلية، وكل حب آخر فمن بعد إذنه وتحت ظل حبه هو.

المعرفة الصحيحة تؤدي لامحالة إلى التوحيد، والتوحيد مفهوم غني بكل مشاعر الإسلام العظمى، من رضا وإحسان وتقوى ومن ثم بجهاد الإنسان ليتمثل بخلق ربه حبا فيه، فيريد أن يكون محسنا كما أن ربه محسن. وهكذا تتزكى النفس ويولد الإنسان التقي الرحيم القلب المجذوب نحو الاتصاف بما يبهر ويحلو من الصفات. 

توحيد الله تعالى يشمل الحمد والحب والرحمة: توحيد ربنا يشمل حمده وحده وإزاحة كل ماهو حسن وإحسان وجمال وكمال إليه منفردا لاشريك له.. ويشمل الحمد صفتين جامعتين بينهما حبل رابط هو حبل الحب. ويشرح المسيح الموعود عليه السلام توحيد الله تعالى متحدا بالحمد، مقصورا على ذات الله سبحانه في سورة الفاتحة، وهي سورة الحمد، الحمد لله تعالى الجميل الذات والمحسن خالق الذوات، الغني عنا والغني بنفسه، وهو المتفرد الكنز الغني بكل الكمالات سبحانه. ويشرح مسيح الله البسملة مبينا ارتباط الصفتين الجامعتين للكمالات الربانية بالحب: الرحمانية محبوبية لأن إحسان الله المجاني الابتدائي سبب كامل لجلب الحب نحو ذاته العلية، والرحيمية محبية لأنه يحب النبلاء الذين يقدّرون قدر الشيء الثمين ويشكرون جميل المحسنين.( إعجاز المسيح)..  إن إحسان الله الرحماني الجالب للحب نحوه تعالى يجعل الموحد الحق لذات الله يحسن بدوره لبني جنسه ليجلب الحب نحوه ونحو دينه الآمر بهذا الإحسان.

 ويبين المسيح الموعود حساسية أداة: أل، في لفظ الحمد.. وقوة جملة: الحمد لله،  ويشدد على معنى أن الحمد مفهوم مطلق، ومطلوب منا نشاط مطلق في البحث عنه وتعقله وتخيله وجمعه واستقرائه ورعاية كل اللائق بالله منه، وأن ذلك هو طريق التعرف على ذات الله العظيم. وأن التقصير في هذا السبيل أونسبة مالايليق بالله إلى الله تعالى هو مصرع الأمم. لقد قصروا في تحري كمال الله تعالى فسمحوا لمن هو أدنى بالاشتراك مع الله في صفاته.

ويشرح المسيح الموعود في إعجاز المسيح كيف أن الله يقوم الآن أمامنا بخلق عالم جديد مكتمل السماوات والأرض،ـ تتجلى فيه صفاته مجددا، وهو عامر بآيات ربوبيته وعلامات رحمانيته ورحيميته ومالكيته. ويلفت النظر للزلزال الحادث في الكون حاليا، والذي نتج عنه إنشاء عالم روحي جديد مواز للعالم المادي، ويخدمه مجموع العالم المادي، وأن ذلك هو نموذج تام ليوم الدين. والله تعالى رب العرش لارب للعرش غيره، ولايوجد في الوجود رب للعرش سوى واحد أحد. وكل التجليات التي تفيض على الخلق فمصدرها واحد لاغير وهو الله. ويبين مسيح الله الفرق بين صفات الله تعالى من ربوبية ورحمانية ورحيمية ومالكية، كيف تجلت وتتجلى؟؟؟؟ وكيف تجلى نور كنز الله العلي إلى الوجود منذ استوى إلى السماء وهي دخان حتى استوى الكون، ثم تقدم ترتيب التجلي وزاد مع تطور الكون في اكتمال الفرش تمهيدا لسكنى ضيف الله تعالى وهو آدم، مرورا بعمارته بالحياة ثم بالإنسان، ثم عمارة الأرض بالعابدين ورحمة الله بهم، وتأديبه لعناد معارضيهم من الكافرين. إن كل ذلك يشحن الروح بطاقة التعظيم والمحبة لرب العرش، ذو الرحمة الذي كتب عنده في كتاب أن رحمته بنا سبقت غضبه.

شبكة المعرفة تربط الصفات الواردة في الفاتحة بمفهوم رب العرش وذي العرش، وقوائم العرش وحملها. وترتبط بموضوع الحب والفرح بالله تعالى، ومن ثم بمشاعر الإسلام والولاء له والنسك الروحي حبا فيه.

التحقق بالفاتحة يورث الهداية لصراط من أنعم الله عليهم. ولابد من متحقق يوما من الأمة، لأن إحسان الظن بالله يوجب أن نفهم: أن الله تعالى حين يرفع راية مثل رفيع للسلوك فلابد من مستجيب للمثال، ولايليق بنا فهم أن الله رفع راية المثل ولم يستجب له أحد.

علاقة كل هذا بالطاعة كترجمة للتوحيد ( فعل الصالحات):

شروح المسيح الموعود تنطق بأن الله هو واهبها وملهمها، وتعرفك بالله، تمهيدا لحبه وحمده والميل الجارف إليه بالطاعة والطواعية لخططه، وهي فرائضه التي تهدف لمصلحة العابد ولافائدة فيها لله تعالى نفسه، وتلك هي عبادته سبحانه. ( كرامات الصادقين).

وفي كتب المسيح الموعود عليه السلام ترتبط مسائل معرفة الله بفيضان الحمد، وامتلاء الروح بالفهم والتأييد لأفعال الله، وقبول مالانفهم من قوله وفعله على أنه مندرج في سياق مافهمنا.

ويرتبط شرح جوانب الحمد لله بمسألة التوحيد كل الارتباط.

الموحد هو كالمحسن عبادته، يرى النعمة من يد الله تعالى لاغيره، فمن يقصر رؤية النعم على أنها من يد الله فهو كذلك يقصر الحمد كله كاملا شاملا مجموعا على الله تعالى. وهو أيضا المادح لله تعالى والممتن له.

وهناك علاقة بين الشرك كمدح لغير الله وبين التوحيد كحمد لل وحده، فالشرك فيه مدح الصنم، وتصوره مصدرا للنعم.  إن نسبة الحمد لكل أشكال الأصنام شرك مرفوض وسبب للغضب،  ومن الشرك مدح الذات والاعتماد على طاقتها، ونصب الحيل والذكاء صنما، أواعتبار أنها سبب يجلب النعم والخلاص.

 إن نسبة النعم للأسباب والقوانين والعلوم والتكنولوجيا والجهد البشري الصناعي والذكائي هو شرك وسرقة للمجد، ورؤية من لايستحق كسبب للنعم التي صنعها الله سبحانه.

وكذلك خشية وإجلال الناس على حساب مكانة الله في القلب، أواعتبار التهديدات الصادرة منهم أنها هي الهلاك: كله شرك خفي لايليق بموحد.  

إنه لاصانع للحياة والأحياء إلا الله تعالى. ولايمد الحياة بأسباب التمام سوى الله تعالى هو رب العالمين الرحمن، ولايحيي الموتى سوى الله تعالى، وحين يمس الله عبدا بضر فلا كاشف له سوى الله تعالى. 

والله تعالى خالق ما لا نظير له، وهو المتكلم بكلام فريد منقطع النظير.. لأنه هو الله الذي لانظير له.

الله فريد في ذاته فريد في كمالاته، وكل مابينا من عظائم النعم فمن فرادته صدرت..  وما يخرج من يده من نظم الخلق فهو فريد في إبداعه ويليق صدوره منه. والإنسان الباحث عن نور هاد في الوجود قد تلقى من الله نوره في سورة الحمد، وهي سورة بالغة الحسن جامعة له ظاهرا وباطنا، صياغة وبلاغة وفصاحة وجمعا للمطلوب، وبركة ونورا وأثرا في ترقية الروح نحو الله تعالى، وهي تعلّم أن الحمد مجموعا شاملا كاملا  فهو محصور على ذات الله تعالى لاشريك له في الحمد في هذا الوجود. وكل محمود فبسبب منه تعالى، وبفضل حبل يمده تعالى. وبالتالي يليق بالحب والرضا والاستسلام أن يكون شاملا مجموعا كاملا لله تعالى بالمقابل (البراهين الأحمدية).

كل المعارف عن الله تورث حبه ومن ثم الارتماء في ولائه: 
كل ماعرفناه عن الله من المسيح الموعود يورث مشاعر الامتنان والحب والمدح والشكر،  والرضا عن الله تعالى، وحب الاستسلام له، ولأنه أيضا الغني الذي ينفع ولاينتفع.

وفي هذا الإطار فمحمد صلى الله عليه وسلم هو رجل جاد حمّاد، بلغ قمة الفيضان الروحي بحمد ربنا. لقد تأمل وضعيته والنعم التي انهمرت عليه فوجد الله تعالى هو الذي قد علمه مالم يعلم، وهو الذي وهب له النصر والعالم كله يطارده، وهو الذي هيأ له ذكرا في التاريخ، وليس غير الله تعالى فعل له ما فعل، فحمده مستقـــَـــرّ القلب عنده، وكان حمده فائرا كما لم يفر قلب نبي غيره، وتوحيده كذلك.

وتصعد مشاعر حمد العبد الحامد ( أحمد) نحو الله المحمود تعالى،  فيتجاوب معها الله بحمد من عنده، ويجعل عبده محمودا ومحمدا.  

هنا يلتقي التوحيد بالحمد، وتعلو قيمة الإنسان الذي يغلي قلبه بحمد الله تعالى غليانا يمحو ذكر حمد ماعداه إلا تحت ظل حمده هو أو بحبل صلة من حمد الله.

والعبد الحامد لله تعالى يحمد ربه أيضا بقيامه بالإحسان إلى عباد الله، ويشكر المحسنين منهم ويقدر لهم نبلهم. وبذلك يحب الناس هذا العبد المحسن ويحمدونه.( نجم الهدى).

ومن روائع فهم المحامد أن نرى الله تعالى برحمانيته يأتي بالنجدة عند الضرورة، سواء في رحمانيته مجيء الفصول أو نزول الماء عند الاستسقاء، أو بعث الرسول وتنزيل الكتاب، أو بعث المجدد وتفهيم ماطمس من معاني ذلك الكتاب، ومواهب الله تعالى من الوسائل المساعدة على إشاعة الهدى وتوزيع النور واصلا حتى الأبواب. ( البراهين وسر الخلافة ومكتوب أحمد ونجم الهدى والخطبة الإلهامية)  هو وحده يسقي بالمطر وهو يرسل الرسل، وينصر الصالحين ويدمر عدوهم وكيده  وهو يشفي عند المرض عندما لايوجد دواء وينعدم الطب والمعالجون.

نعبد من نحب ونطمئن له
العبادة تعلق بمنقذ مع مجموعة مشاعر ولاء وطواعية وحب ورضا عنه، والمنقذ ذو إرادة وعطف ورحمة وجواب ورؤية وعلم وخبرة بالإنقاذ. والله خلق الناس لحبه، والإنسان باحث عن ربه في كل مايحب، فمن عرف الله  وآمن به واستيقن بوحدانيته قبله قلبه ملكا أوحد مسيطرا مشرعا .. ورأي في هذا الحب والرضا واليقين أن كل إحسان في العالم يأتي من يد الله سبحانه، ورويت روحه العطشة ريا من ذكر الله تعالى وشبعت روحه من غذاء التقوى والرضا. ومن ران على روحه حجاب عمي عن الله أشبع نار المحبة المتوقدة العمياء من خلال الأوثان المتنوعة. (منن الرحمن)

وباطل من يدعي أن الناس عبدوا ماخافوا، أوألهوا مظاهر الطبيعة لرعبهم منها. لأن معناه أنهم عبدوا لتجنب الخطر فقط ولم يرجوا منها خيرا، أو نسبوا للطبيعة بطشا للتخويف، تحدثه الطبيعة وتنتظر من يرتعب، ثم نسبوا لها عقلا ورحمة وعلما بطرق الإنقاذ .. وكل هذا تخمين وخبط في مجهول وخرافات لاثبوت ولاأصل لها.

فالتأليه هو اللجوء لمنقذ، والمنقذ صانع نعمة ومحمدة والمرء ينفر مما يرعبه ولايعبده.

ولايؤله المرء سوى من ينسب له المحمدة، والله تعالى مالك كل حمد ويجب نسبة كل فضل إليه.

الله تعالى واحد في حمده لانظير له فيه ولاشريك له في الصفات الحميدة والأسماء الحسنى.

وهناك ضرورة لليقين بوجود الله تعالى بصفاته كما جاءت في سورة الفاتحة وسور الحشر ولقمان والإخلاص والمعوذتين والرحمن. وهناك مستقبل للشعب المسلم مع اليقين التوحيد الصحيح.وكل الخير رهن باليقين (سفينة نوح)

 هذه معرفة ويقين يسبب صلاح الفرد والجماعة. وهو توحيد يسمو بالبشر ليكونوا خيرا للناس، وهذا توحيد يصلح الحياة البشرية.

أين هذا ممن جعل التوحيد إفسادا وتكفيرا وقتلا واستحلالا وظلما وبابا للتشهير بالناس وضربهم؟!.

إن الذين يتفشخرون بكلمة التوحيديين ممن يكفرون مسيح الله هم الذين مسخوا دين الله الحق وجعلوا التوحيد تكفيرا وقتلا لاحقا به. والله رب العرش يشهد أن التوحيد بريء مما يزعمون ويصفون.

وطريقتهم: اصنع ذريعة قتل وهي التكفير، ثم ابحث عن ذريعة للتكفير، ثم طبقها ونفذ القتل.

1   البداية كانت في اختراع عقد صلة بين مجرد الشرك أو الاعتقاد الكافر وبين استحقاق جز الرقبة.

فكذبوا على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم كذبة: أنه قتل المشركين على الشرك ولم يكن سبب لقتلهم مطلقا غير الشرك. ولايغرنك هذا الاختراع ويوهمك أنهم سيقتلون به أمما كافرة. لا بل هو خطة لقتلنا نحن المسلمين. كيف ؟؟ بتكفيرنا ثم بقتلنا.

ولكن كيف سيكفروننا؟! سيتخذون من بساطتنا وطيبتنا بابا للتكفير، فيسألون رجلا مسلما عن معنى لاإله إلا الله، فيقول ببساطة: يعني الله وحده خلقنا ووحده هو رازقنا والله وحده هو مدبر أمرنا وهو وحده ملك الوجود وهو وحده يجيرنا ويحمينا، فإذا بهم يهتفون ساخرين شامتين كأنه سقط من حالق ويقولون: ماالفرق بين ماتقول وبين قول كفار مكة؟ لافرق.  لابد لك من توحيد الألوهية وفهم لاإله إلا الله على أنها تعني مذهبنا، ومنه أن تكفر بالذهاب لقبور الأولياء وتذكر توحيد الذبح وتوحيد الدعاء، وتوحيد الحاكمية بمعنى اتباعنا في مفاهيم تطبيق الشريعة، وأن تكفّر من ليس معنا ومن كفّرناه، ومن لم يكفّر من كفّرناه فقد كفر.    

2   لقد اقتطعوا ستا من صفات الله تعالى ( الخلق من عدم وتكوين الكون ربوبيةوخلق الأحياء والرزق والتدبير والملك والحماية) وقالوا هذا توحيد الربوبية، وهو نفس توحيد عامة الناس  بل وعلمائهم، ولاعبرة به في عصمة الدم والمال والعرض. وموهوا على الناس كذبة تدعي أن كفار مكة كان لديهم كلمة لاإله إلا الله لكن بتوحيد الربوبية هذا لاغير، وعرضوا هذا القبول على رسول الله. والحق أن كفار مكة لم يوحدوا الرب يوما،وأقروا بإله غير الذي نعلم، واستكبروا أن يقولوا لفظ كلمة لاإله إلا الله كل الاستكبار.

مزيفو التوحيد اخترعوا ذلك كي يعقدوا تسوية بين مذهب كفار مكة وبين تفسير بسيط يقدمه مسلم لإسلامه. لقد جعلوا من توحيد الربوبية بابا لتحقير كلمة التوحيد ولتكفير الخلق المسلمين، ومن ثم لقتلهم وغنم مالهم واستحلال أعراضهم.

 

3   وتبقى بقية للتوحيد عندهم وسموه توحيد الأسماء والصفات، ولايغرنك العنوان فلايهمهم كمالات الله ومحامده، وبقية صفات الله تعالى بعد الستة المذكورة أعلاه،فكل ماأهمهم فيها هو أن لله اليد ولله الحقو ولله الساق ولله القدمان ولله الأصابع ولله الوجه ولله الكرسي موضع لقدميه تعالى، وهكذا .. وهو تجميع للمتشابه من القرآن كونوا منه صورة لله تعالى في وصف عضوي تجسيمي. لقد اقتطعوا كلمات من القرآن والحديث وقالوا تلك هي الصفات، وأهملوا بقية محامد الله تعالى وصفاته العلى.  وكان هذا الاختراع بابا للتبديع والتفسيق والاتهام بالزندقة والزيغ، تمهيدا للتشهير بمن يخالفهم وتحقيرهم والتفريق بينهم وبين أزواجهم ولمقاطعتهم وعزلهم بل وضربهم.

وهكذا صارت أمانة التوحيد العظمى هي فرصة القتل والنهب واستحلال الحرمة أو المقاطعة 

والتشهير والعزل والضرب. صار الدين والتوحيد هو الإكراه في الدين والتوحيد.

ولطالما في القرآن أعلن الله مرارا أنه هو مالك يوم الدين والدينونة، وأنه المسيطر لاالرسل. ومعنى ذلك أن الإكراه في الدين هو نوع من مشاركة الله تعالى، وفرع من فروع شجرة الشرك. ففي طوايا هذا المسلكالمدعي للتسلف يكمن القفز على عملية الدينونة التي هي خاصة إلهية، ويقترفون القتل والاستحلال والشرك بدعوى أنهم التوحيديون.

هذا مايتخرج عليه الدعاة في معاهد التأهيل، وهذا مايكمن جنوده في فجوات الغرف في الأزهر ودور الإفتاء. على أساس أن هذا هو دين الله وهو توحيده وعليه جاء النبيون من ربهم، وسينفذه المهدي لو جاء للمسلمين في آخر الزمان، وهو ماسيتم تماما على يد نبي الله عيسى، الذي هو حي لم يمت، وسينزل مؤكدا لهذا الفهم وليخير الناس بين الموت أو الإسلام.

ولاينتظر من الله تعالى سوى تجريد أسلحة السماء، للدفاع عن دينه والانتقام ممن يدمرون جماله ويجلبون عليه سمعة العار، فيجلب الله تعالى عليهم العار والدمار، ولكنهم لا يحسون ولا يعتبرون، لتكتمل أيام عذابهم ويشربون كأس بأس الله حتى الثمالة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخميس، 15 مايو 2014

إلى رئيس الجمهورية ونبلاء الله من وزراء الثقافة والتعليم والإعلام والتدين والأدباء والكتاب والغيورين على بقية من مستقبلنا من كل أستاذ جامعي ودون الجامعي.

 
علم الجمال لابد أن يكون مقررا منذ الابتدائية.   

بسم الله الرحمن الرحيم.

 
لقد صار تعليم علم الجمال فريضة وطنية، بدونها وبدون رعايته سيحدث خسف قومي في طين الأوحال، ويقال أن تحت هذا الطين توجد حضارة بائدة.

طهقنا وزهقنا من المقبحة العامة المنصوبة، بلغت الروح الحلقوم من هجمة الاستقباح، متنا من القبح، قرفنا من القباحة، ماعت نفوسنا من المقبوحين. نوشك على الاختناق من نتن قبح وقبّح ويقبح وقبحْ، ومن شر قابح ومقبوح ومقبح.. ومن منظر قبوح وقباح وقبيح. ومن سوء الاستقباح والتقبح والتقبيح.   

لو كان هناك نبات شيطاني فهو القبح.  

القبح زرع شيطاني لايحتاج لغرس بذور، والقبح علم شيطاني بلاتعليم ولااعتناء.

نعاني من زرع القبح المنتشر، ومن علم القبح المستشري في البلاد والعباد. نعاني مثلا من قبح الصبر لو صبرنا ومن قبح الصفح لو صفحنا، ومن قبح المفارقة لو فارقنا من كنا نحب، ومن قبح الهجر لو هجرنا من كنا نصحب. نعاني من قبح الظن حين نظن ونتخيل ونتوقع ونتعامل. نعاني من قبح العشرة وقبح الخدمة وقبح الاستخدام.

نعاني من قبح العبادة حين نعبد، ومن قبح الموعظة حين نعظ.

ويقدم إلينا عن ربنا صورة شائهة يفر منها الباحثون عن رب حميد آسر المحامد، ثم يقال عن الصورة الشائهة: انظروا إلى هذا ما أجمله.

ويمرمغ بجمال كلام الله وشريعة الله وروائع حكمته التراب، ويمسح بها بلاط الأرض القذر، ثم يقال: هذا هو الجمال، وصدقونا رغما عن خلقة آبائكم وإلا فأنتم كفرة أو مرتدون.   

ويقدم تصوير مشوه لرسولنا ويقام مؤتمر وندوة ثم يقال عن هذا التشويه: ما أجمله.

والجمال الشائع بيننا جمال بشرة وقشرة وبهرج في إعلان ونشرة.  

كلية الفنون الجميلة ركن وكهف ضيق في حارة، ويدرسون قشر الجمال لاغير، وهم عن السواد الأعظم من كتلة الجمال هم غافلون.

ملحوظة: لو فعلتم فلا تنسوا أن تذكروا مبادرتي هذه من فضل ربي.   

 

الخميس، 8 مايو 2014

الأزهر يسكنه فريق كبير من الشيوخ أمامه أمانة تواضع لله ثقيلة، عليه حملها ودفع الثمن الذي تقتضيه وهو باهظ لكن لامناص: فعليه الاعتراف بالخطأ الذي اقترفه بتكفير المسيح المحمدي، الذي أعلن عن مجيئه عام 1889 ميلادية .. تقليدا وشدا لأزر المودودي في باكستان، قائد راية التكفير وسفك الدماء وجر الخراب على البلاد.

بسم الله الرحمن الرحيم

هاجت القرية وماجت لأن السلفية (اسما) كفروا مسلمين أحمديين،  وأثاروا الأهل فأخذوا بناتهم من بيوت المسلمين الاثنين.

كان هناك أشخاص بأعينهم يشلون نار الفتنة والتحريض وقالوا زاعمين ذهبنا للأزهر والأزهر كفرهما وحكم بالتفريق بينهما وبين الزوجات.

 وذهب الأهل بمسلم أحمدي بعد الآخر نحو الأزهر، ولقوا عنتا حتى وجدوا من قال لهما: ابنكم مسلم. وستر الله عليهما  بلقاء بعض من لهم أفق متفتح ونفور من التكفير.

وهذه المعاناة لاتنتهي مع أهل المسلمين الأحمديين.. فقد يأتي الأهل من أعماق الصعيد ويسوقهم حظهم العاثر نحو دار الإفتاء، ليجدوا فيها شيخا عاقلا يسمع الكلام ويفكر فيه، ويسأل عن الصلاة فيجاب بأن المسلم الأحمدي يصلي لله صلواته الخمس نحو قبلة الإسلام، فيقول الشيخ للأهل: ابنكم مسلم فخذوه وارجعوا بلدكم سريعا، واقرأ يابني هذا وذاك، ومقصده من سرعة عودتهم ألا يلبثوا متسكعين في الدار ليجدوا فيها شيخا متعصبا ينطلق التكفير من فمه كالمدفع، ويورثهم ورقة تكفير ممهورة بخاتم الدولة الذي ترتكب به جرائم التكفير ومعاصي الدينونة للضمائر. فالمشايخ  الطيبون هناك يعلمون مافي بطن الأزهر من اختراق  فرق المكفرين.

ونفس الحال لو ساقتهم الأقدام نحو لجنة الفتوى بالأزهر، ليجدوا في أحد الطوابق مدفعا للتكفير، ما إن يحس بوجود مسلم أحمدي في الجوار حتى ينطلق آليا بالتكفير لمسيح الله الموعود، المذكور في البخاري ومسلم وهم يعلمون. فإذا فزعوا من القسوة والتسرع  والغلظة وسألوا: أليس هاهنا شيخ رشيد يسمع منا  ولايكفر مخلوقات الله؟ قادوهم لشيخ سمح الوجه في الطابق التحتاني، فاستمع للكلام ثم قال: لست كافرا يابني. 

ألا إن في الوجود ربا  قويا قيوما قائما بالقسط صاحيا مراقبا يحصي ويسجل، وله قرار وحكم وإن أمهل فلا يهمل. وهو بالمرصاد.  

كلما أوقد مدعوا السلفية نارا لحرب مسيح الله أطفأها الله، ويسعون في الأرض فسادا والله لايحب المفسدين.
والله لايحب المفسدين.
والله لايحب المفسدين. 
  



 

الفتوى في كتاب الاستفتاء يطلبها السيد المسيح ابن مريم : سائلا عن ظننا بالله تعالى . هل الله تعالى ينصر الكذابين عليه ويعزهم ويحميهم ويرفع شأنهم؟؟ هل يكشف الله تعالى روائع معاني القرآن لكذاب متقول؟ إنه مسيح الله عليه السلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. مسيح الله الذي كتب بالعربية كتابة بلغت بلاغتها حدا جديرا ببعث روح الحياء عند العرب من هذه الطريقة التي يخطب الله بها ودهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الاستفتاء  بالعربية الفصحى  والأدبية  الرقيقة، كتاب جميل الأسلوب عقلاني السؤال.

يبدأ بأن يقص قصة تعامل الله مع رجل قام الناس مكذبين يضطهدونه حين أعلن إعلانا قال إنه من الله.

ما ظنكم بمن انتسب لرسالة الله وتعامل الله معه بالنصر والتعزية والمعية الكاملة وقمع كل عدو، والشفاء والوقاية والنجاة من كل تآمر، وتقدير وإصدار البراءة من كل اتهام ملفق.؟؟

ما ظنكم برب العالمين؟


يطلب الحكم ممن يعرف الله تعالى، وهل الله تعالى من طريقته نصر الضالين الكذابين؟؟ وما الحكم في ترك الله تعالى لرجل قال عن الله قولا كثيرا طويلا عريضا، وتركه الله تعالى يقول ويكتب ويطبع وينشر ويعيد الطبع والنشر من سن الأربعين حتى  جاوز سن السبعين. ؟؟؟

إن لهذا الاستفتاء وجها خطيرا يخص كل فرد منا: ماظنك بالله أيها المستقيم معه وما توقعاتك أن يعاملك الله به؟؟؟

ثم يقول أنه هو ذلك الرجل وهو طالب الفتوى من قوم يعقلون.  
 

التبليغ والدعوة لاتتبع التبليغ ولا الدعوة، والجمعية الشرعية تتعاون على الإثم والعدوان ولاتتعاون على العمل بالكتاب والسنة، وأنصار السنة بالاسم هم أعداؤها الحقيقيون، ومعاهد التعليم الإسلامية تتعهد الإسلام بالتشويه والتلطيخ وجلب التهم والعار، والمنتسبون للسلف هم أعداء السلف الصالح وأصدقاء السلف الطالح.

بسم الله الرحمن الرحيم


أسما ء أسماء أسماء  على محتوى فارغ أو محتوى مخجل.

أسماء أطباء على أبواب جزارين، وأسماء أدوية على علب سموم، وأسماء خفر وحراس على أبواب لصوص.


هذه هي محنة الإنسان المعاصر.
ولكن الله موجود، يجده الباحثون عنه فيكتشفون أنه كان دوما موجودا ورقيبا.

والله قام وأطلع شمسا تنير وتكشف هذا الزيف كله، ويسر له النشر بكل وسيلة وأتاحه لكل طالب.. والله يقوم جاهزا قيوما  ليدخل هذا النور المجاني الشائع الرائج على كل قلب يفتح لله نوافذه،  فهو يسرع للنجدة بحمده، سبحانه وتقدس وتعالى،  لكن عند الطلب.


يتسارع جواب الله تعالى نازلا لمن دعا الله تعالى صادقا ضارعا.. لو ذاب داع  رجاء ووجد الله تعالى دعاءه حقيقيا جادا، ورأى الله رجلا صادقا يريد ماهو الحق ويرضى به ولو خالف الشائع لهداه ورعاه وحماه دون ريب ولا جدال.. يحب الله الذي يحب الحق ولايبالي عدد من يصدقه، حتى ولو كانت نسبة المصدقين به واحدا إلى اثنين وسبعين يكذبون ..
 

القرآنيون يقولون أنهم أهل القرآن ويرفضون مسيح الإسلام ، ولكن القرآن ينفي الأهلية.. ففي القرآن يتأصل شيء لايفعلونه : وهو حق التلاوة ورجفة الخشوع وإجلال الكلام والذوبان في عاطفة الحمد، وفي القرآن يتألق واجب الدعاء الضارع المتواضع المتفاني، والقرآنيون المستهينون بشخص محمد صلى الله عليه وسلم على شتى صورهم ومذاهبهم لديهم مشكلة كبرى: لديهم برودة في الحب ويعانون صقيع الروح بسبب جليد متراكم من التكبر، لايذكرون الله بغليان من نيران مشاهدة الحمد.. تنقصهم حرقة الدعاء وحرارة الاستهداء ويتعسر عليهم ذوبان الضراعة والرجاء، وغربت عن قواهم لوعة الروح في قوة الاستعانة بالله.

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآني لو كان من أهل القرآن لقال ربنا الله ثم استقام، ولتنزلت عليه الملائكة وغرست في قلبه قبول مسيح الله الموعود.

لو كان من أهل القرآن لكان مباليا بوعود الله تعالى خاصة وعده بظهور دين الحق في القرآن،  ولعظّم فعلا طرق الله تعالى المنصوص عليها في القرآن .. وهي سننه تعالى في مجيء وعده. وفي سورة النور قد وعد الله تعالى بالاستخلاف بطريقة متناظرة مع استخلاف حدث من قبل،  فينطبق التشابه أول ماينطبق على أول استخلاف جئنا بعده مباشرة، وهو استخلاف أمة موسى عليه السلام.


ومعلوم من القرآن أن عيسى عليه السلام تابع لكتاب موسى ورسالته محصورة  في بني إسرائيل،  وأنه آخر رسلهم  وخلفائهم ومجدد دين موسى عليه السلام. 

فحتم لازم مجيء مسيح محمدي، والقرآن ينص على ابن مريم من أمة محمد ينفخ الله فيه من روحه كلاما هاديا.

ولما كان رسم القرآن محفوظا فوجب أن يكون كلام الله مع مسيح المسلمين شرحا وتوضيحا، وتفسيرا صحيحا.

لو كانوا أهل القرآن لكانوا أهل أولى الناس بالقرآن في آخر الزمان، وهو ابن مريم الذي ضرب الله له مثلا ابن مريم الأول، ولفقهوا آيات التحريم وآيات النور وآيات الزخرف وأمثالها:

وإنه لذكر لك ولقومك . الزخرف.  
ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون.  الزخرف.
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون . الأعراف.
إذن القوم ليس الجيل الأول بالضرورة.
 

فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون. الزخرف.
إذن القوم الذين يصدون هم  من الآخرين. أي من أمة النبي من الأجيال الأخيرة من المنتسبين إليه. صلى الله عليه وسلم.
وقد صدوا عندما ضرب الله لهم مثلا: مؤمنا مثاليا رجلا منهم، هو مثيل عيسى عليه السلام في صفاته.

لقد تمثل الصد في المقارنة بين المسيح وبين آلهة القوم.
فبالمماثلة الواردة في الآيات فآلهة القوم هم الأحبار والرهبان من أمة الإسلام. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . التوبة.



وواضح أن المكذبين لابن مريم الإسلامي يقولون أنهم هم المرشدون والهداة.. وفرعون كان يطلب العبادة من باب أنه يهدي قومه سبل الرشاد: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد. غافر.

فأين أهل القرآن والقرآنيون وفقهاء القرآن من فقه التحريم:
وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون  ... الآية
ومريم ابنة عمران التي أحصنت... فنفخنا فيه من روحنا.. التحريم. 

إن الله لايستحيي أن يضرب مثلا ما.  البقرة
 
  فليستح القرآنيون وأهل القرآن ومن يزعم ولاء للقرآن من الله .

الأربعاء، 7 مايو 2014

الرئيس الموفق المنصور والحاكم الناجح في بلاد الإسلام في حاجة ماسة إلى الله كي يمنحه صفات وتمكين الحكم الرشيد. الحمل ثقيل ولن يحمله الإنسان بحوله بل بحول الله وقوته.. يجب ألا نطفف حتى يتم رفع الحجاب والوقوف على باب رب الأرباب.


من شروط الحاكم الصحيح، من كلام السيد المسيح: 
قال المسيح الموعود أحمد الذي سماه الله عيسى بن مريم عليه السلام في كتابه" لجة النور": وتعلم أن من شرائط الوالي ذي المعالي، أن يُعطى له من دماغٍ عالٍ، وعقل يبلغ إلى الأعماق والحوالي، ونور يحيط الأسافل والأعالي، وأن يعرف ضمير المتكلم، ويفرّق بين المتكلّف والمتألّم. ويكون على بصيرة كأنه نُوجِيَ بذات الصدور، أو تكهّن بما كان من السر المستور. ومن شرائط الإمارة أن يُفرّق الأمير بين الورم والوَثارة، وأن يفهم دقائق الأمور السياسية، ويفوق رأيه آراء جميع أركان الوزارة، وأن يعظم رعبه وتنفذ أحكامه بالإشارة، وأن يقدر على ضبط الأمور والأخذ فيها بالثقة، وأن يؤدّيها بالتروّي والمضيّ فيها على وجه البصيرة الصادقة، وأن تكون له أنوار دراية القلب كالخضر عند اعتياص المسير، وعند القحم في السبل المخوّفة من دقائق التدابير.

الوثارة: سمن البدن النابع من الغنى والصحة، وهي غير الورم النابع من مرض في البدن.
والورم والوثارة  إشارة بلاغية أواستعارة لمن يتكلم بكلام كبير في الأمور العامة، فمنهم من له أساس راسخ ومنهم من يتشدق بكلمات كالطبل وباطنه جهول .