الخميس، 12 يونيو 2014

التحرش مظهر من مظاهر حياة الغابة بل أسفل منها، والغابة هي حياة بني آدم عندما يغيبون عن ذكر ربهم من فوقهم ويفعلون ماهو فاحش وقذر وعليه يندمون

المتحرش حيوان في غابة، وأعمى عن ذكر الرحمان

بسم الله الرحمن الرحيم


من يعش عن ذكر الرحمان يتحول إلى حيوان:
يتحرش الذكور بالإناث المحرمات عندما يغيبون عن الوعي ويختفي الله من أمامهم ولايعود له احترام عندهم، وينسون من هم، فإذا لم يوجد حولهم شرطي أو رادع فإذا بوجه هذا الذكر يتحول وينقلب وجه ذئب والطبع طبع ذئب، والناس حوله فرائس. فإذا حانت له غفلة ممن حوله تحول المكان إلى غابة ويحدث مايراه الناس في محطة ناشيونال جيوجرافيك، ذئاب تطارد غزلانا وديعة لتفترسها.

ذكر الرحمن
يصبح المرء ذا رحمة من عمق ذكره لله ذي الرحمة. ويصبح ذا رحمة نبيلة لو تذكر رحمانا نبيلا معطاء سخيا لا يبتغي نفعا ممن يرحمه. والثقافة الدينية الشائعة عند مشايخ عصرنا تشيع عقائد عن الله سبحانه تخلو من الرحمة.
 ولكن الله لاينتظر المشايخ، فقد خاطبنا مباشرة بكل صغيرة وكبيرة في نشأتنا وحياتنا، والعالم حولنا مزدحم بتذكارات الرحمة، ودروس العلوم في المدارس كلها دروس في تفاصيل الرحمانيات، منها رحمانيات الله بنا في نظم الغذاء والهضم والتمثيل والتنفس والإحساس والإخراج والحركة والدفء وضبط حرارات الجسم والبيئة ..
 كلها دروس تلح على العقل البليد بأن ربنا رحمان، ليعشق هذه الصفة ويحبها، فتنصبغ روحه برائحتها، وليحس بأن مجرد كونه يتنفس فهي معجزة كبرى وآلة عجيبة، والفرق بين الإنسان الحق والحيوان أن الإنسان الحق يعرف قيمة ما هو فيه، قيمة وجهه وأنفه وعينيه، وقيمة رئتيه وحركة التنفس التي تذكره فقره وضعفه وحاجته إلى الله عشر مرات كل دقيقة.
ويعرف قيمة أن له جهازا هاضما يجهز الوجبات للدم ليوزعها على غرف الخلايا، ومنها خلايا المخ. والمخ مخلوق للفهم والكلام والوعي والتفكير العميق، والابتعاد عن عالم الغابة والحيوان، والتطور نحو السمو والطيران والوصول للغايات وتحقيق الفخر بالإنسانية. 
ذكر الله يعني ذكر رحمانياته، وهي روائع جمايله وروائح عطور هداياه التي تتحدث عن جمال الله الذي نشر عطورها.
 وشرح معنى الرحمانية الإلهية بكل حقائقها الرائعة مخصوص بالمسيح الموعود عليه السلام: إنه ابن مريم وإنه من جاء ليعلم المسلمين ثقافة الرحمة، وهي ثقافة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

من يعش عن ذكر الرحمن يعش في غابة الشيطان
هاهو متحرش منهم يقعد في بيته بعد الهرب من بعد واقعة التحرش، يشاهد التلفاز وثورة الناس وتعليقاتهم، وقد فزع من غضبة الناس، أو في النيابة ينتظر التحقيق، أو في السجن بعد أن تلقى حكما من القاضي، واتسع له وقت ليراجع النفس، أو في قبره بعد أن مات ورأى صحائفه، وانفسح له كل الوقت ليدرك هول الكارثة، هاهو يفكر بعد أن تحرش من منطلق شهوته وحدها أو اندفاعا مع صديق له أو تحرش مدفوعا لأنه تلقى مالا نجسا مدفوعا من أيد نجسة، هاهو بعد التوغل في عالم الغياب والغيبوبة والغربة والبعد يحلل موقفه وقد تمثل له سوء عمله:

أنا أعاني التعاسة اليوم لأنني مسلم اسما وتركت ربي فعلا وعشت مع الحيوانات منذ كنت طفلا، وتربيت وهمومي هموم حيوان مثلهم. آباؤهم يربون أجسامهم كالحيوان ولايربون عقولهم ولايعلمونهم الحياة الصحيحة.. أكلت وشربت وتسكعت ولاصليت ولا صمت..
 أو: كنت أصلي أحيانا وأقرأ الفاتحة وفيها ذكر الرحمان مرتين، وفيها ذكر الله الرحمن الرحيم مرتين، وفيها طلب الهداية. ولم أغتنم الفرصة ولم أقصد ما أقول.
أطعت سادتي وكبرائي فأضلوني السبيل..وهاهم لاينفعونني.. أغرقني الأولاد الملاحدة وقال الملحدون لي لا إله ، فشككت في وجوده،  وها هي النهاية، ها هم ملائكة الله وقد جاءوا للتفهيم. 
 ولكن زملائي الملاحدة كانوا أذكياء لايتحرشون بل يبحثون عن ملحدة مثلهم أو مسكينة يجعلونها بألاعيبهم ملحدة، وهاهم  أمام ربهم نادمين وهم لا ينفعونني.
 ورأيت المشايخ يخطبون وكلامهم ميت وقالوا أن النجاة معنا ومن ليس معنا فلن ينجو، ولكن موات كلامهم لم يؤثر في نفسي، فاتخذت من سوء قدوتهم عذرا وتماديت في الغي، وهاهم لاينفعونني، وهاهو الله تعالى يذكرني بوجوده..

ياليت كان بيني وبين كل هؤلاء بعد المشرقين فبئس القرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق