السبت، 21 يونيو 2014

رحمة الله تعالى لن تترك الإنسان حتى لو اختار الجحيم.. الله يمهد بكل قوات السماء لتحطيم الطغيان وإتاحة فرصة الاختيار، وقد بعث تفسيرا لدينه نعم التفسير ونعم البيان الجبار.


                         بسم الله الرحمن الرحيم

عصر التفاهم والحجة والصدق
ضرورة الاستماع لنداء مسيح الله تعالى وكف الجنون  

يامن يدمر نفسه ويفجر بلاده كي يجلب الخلافة الإسلامية بالذراع والحيلة والذكاء وأسباب الدنيا كلها: أنت نسيت الله الذي هو هو يستخلف بيده لا بيد البشر.

يامن تقولون أنكم تقيمون الخلافة بأيديكم، بموجة شعبية أو بحل وعقد شعبي، ثم تقولون أنكم تراقبون الخليفة، وتحاسبون الخليفة وتعزلون الخليفة، حتم عليكم أن تفهموا أن خطا بيانيا كهذا في امتداده لابد أنكم ستقتلون الخليفة في نهاية المطاف، ويكون الإله هو صاحب التنظير للموضوع، الذي يقول هذا نصبوه وهذا أخطأ فاعزلوه، وهو مؤلف كتب هذه النظرية القاتلة.

كلام مرصوص كثير ممل قاتل تكتبونه عن الخلافة كله التناقض بين تعظيم الخلافة وفي نفس الوقت تعريضها للمهانة والقتل.

يقول مفكركم أن قتل عثمان كان بمشورة من كبار الصحابة من مجلس الشورى الرئيسي، وأنهم هم الذين استصرخوا جماهير المسلمين ليحضروا للمدينة لينقذوا الخلافة بالمظاهرات ثم بالاعتصامات ثم بالحصار ثم بالهجوم والاقتحام ثم بقتل الخليفة والإمام.  ومعنى هذا أن مصير كل خليفة ستقيمونه لن يختلف كثيرا، ولن تجدوا الآن فيكم أبدا خيرا من عثمان.

لقد رأى الله حيرتكم وضلال عقولكم ولوثة فكركم هذه فأرسل الله لكم مبكرا حملة منقذة تبين لكم ما تختلفون فيه من أمر الخلافة، وهو ابن مريم وخلفاؤه.

ترون أن التجارب الحالية كلها تثبت بطلان طريقكم في إقامة الخلافة بأيديكم. لقد صرنا مواطنين لبلد واحد أو عالم واحد  ، والتقوى فيه هي النصح وفعل الخير لبني الإنسان ، ويجب إحياء وصية الله ( وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان ) والطرق كلها مسدودة إلا هذا الطريق .

تحملون أمانة حساسة .. إن حضارتنا الحالية هشة وأسلاكها معقدة والتمتع بنعم الله تعالى فيها يحتاج إلي هدوء واستقرار، وتفكر عميق وعدل واتخاذ مخلص للقرار.

اهدأوا عقدا من الزمان وتظاهروا أمام السلطة الإلهية ليلا بالدعاء: أن أقم الخلافة وأرنا صراطك المستقيم في إقامتها. يجب أن يكف المفجرون لأنفسهم،  وأهل المفجرين لأنفسهم لابد أن يكفوا أبنائهم،  وكف من يدفعونهم إلي تفجير أنفسهم،  وكف من يبني مصانع للفتك والاستنزاف،  فلم تعد الحضارة تحتمل التفجيرات.

 ولن تحتمل البيئة هذا العبث،  ولن يحتمل البشر هؤلاء المفجرين طويلا.

 وحتم علي الناس من كل دين أن يسمعوا صوت العقل والسلم .. صوت الله. وإن يوم السلام لقادم،  وما أدراك ما يوم السلام ؟.. إنه يوم الحق .. يوم يقف الخلق يتناقشون في حرية حقيقية، وسيطلب من  كل إله أن يعلن عن نفسه إن كان حيا يسمع ويري.. وسيعلن الله الحق عن نفسه في شكل رائع،  وسيبين أنه مع مسيحه الموعود،  وأنه الذي ربى دعاة السلام، وصارت بيوتهم بيوت السلام، وتبارك مدنهم ومناطقهم.

 وستفتح ملفات العقائد أمام العقل والبرهان،  والتجربة وذوق العيان. وسيسطع براقا برهان الله الأحد الحي القيوم علي لسان عابديه..

 فليعدّ كل عابد لإله برهان إلهه .. فقد حان أوان الحقيقة .. وعلم اليقين .. وأوشك أهل السلام والسلم والسلامة (أي الإسلام والتوحيد الحق)، أن ينفسح لهم الطريق .. وينصع بياض نورهم الألق .

الله قد أوحي تفسيرا للفاتحة يبين اللائق بعظمته ومالايليق به، وشعوب الإسلام ترفض الانبهار، وترفض تقديم تصور لدين الحق يملأ النفس بالفخار، ويطيل العنق ويرفع الرأس مكللة بأكاليل الغار.

والعالم لاه طالما شعوب الإسلام لاهية. ولايأخذون المبادرة لكشف الحق بأنفسهم، وركنوا إلى تشويه الإسلام مادام أهله يشوهونه. ويتنازعون على الحطام ويفسدون البر والبحر. ولا أحد يقول لهم أن وضعنا الحالي لايتناسب مع أفعالنا الحالية ..

الأمم تسلك في غمار المحنة وكأنه ليس ثمة محنة، والبيئة الأرضية والمائية والجوية تئن من التلوث وحمل التنافس الأناني اللاإنساني، وتكاد ترفض بني آدم كلية دون تفرقة .

 غالبية أمة الإسلام تتفرج، وعندها كتاب الله المحفوظ ولا تشرب من مائه ولا تدع العالم يشرب، وشيوخها ملكهم العناد فرفضوا مسيحهم الموعود ولايغترفون من بحره الصافي، ويقولون نحتاج خطابا دينيا متجددا ولكن قيود التقليد والتكبر ورفض الاعتراف بالخطأ تشدهم لنفس السلوك ونفس التكفير، وهذا السلوك لا يليق بأمة الإسلام حيثما كانت .. كفاكم تشويها للعظمة الإلهية وجمالها وكمالها وجلالها كفاكم.

ضرورة يقظة شعوب الإسلام من السبات 

وهب الله مسيحه عليه السلام آية تثبت صدقه وهي كتابات عربية اللسان فائقة البنيان، من نوع أصلي يستحيل صدوره من هندي لم يذهب لبلاد العرب ولم يصحبهم عشرات السنين. والويل لنا إن لم تحترم أمة العرب المسلمة لسانها وتنصح أبناءها ويؤمنوا بآية تتود إليهم من الله رب العرش ربهم، فتـنصلح تبعا لهم شعوب الإسلام (التي يتواصى الآن فريق منها يعد بمئات الملايين بعدم التفاهم وكراهية المخالف وتكفير الذي ليس معهم) وتسلك سبيل السمع والعدل والنصفة والعمل المتقن الجاد البديع،  والحرية والكشف والإعجاب بالآية، وتربية المشاعر التي تستقبل الجمال؛  جمال التصرفات وجمال الكلمات وجمال العلم وجمال الكون، وجمال الصدق والإتقان .. فتبدع وتصنع وتتبادل النفع. لابد من الإفاقة الجماعية وإلا سنري السكين وقد شحذت للإجهاز عليها،  أوتري الله وقد تخلي عنها وغضب عليها وأسلمها لمن لا يريد بها خيرا،  وتحس بحقيقة حالها وعذابها وجهالاتـها وبعدها عن ربها وعن حبه العميق،  وعاقبة  نفورها من الاجتهاد والتعلم عنه.

ألم يأن أن نكره الكذب والسكر والعناد واحتقار إنسانية الإنسان واستحلال المحرمات والفواحش والمعاصي؟  ألم يكفنا مااقترفنا غيـبة ونميمة وتكفيرا للمساكين من محبي محمد صلى الله عليه وسلم وإهانة للمساكين ودوسا للودعاء وكسلا عن التفكر واتباعا دون تبصر عميق.

ألم يأن لهم أن يكون الإسلام عزيزا عليهم جدا، فيتركوا الحرية للناس لتختار، ويجعلوا جمال الدين وعظمة الصورة المرفوعة له هي عماد الحب والجذب إليه؟  فينشأ جمهور مسلم كثيف في كل شعوب العالم يملأون الدنيا تسامحا وتفاهما وبيانا واستذكارا وعملا صالحا ومحاجة بالحكمة والموعظة الحسنة الرائعة الفتانة الباهرة.  فيشهد العالم لله وأمام كل الكون أن مسلمي التعصب وقتل المرتد وهدر عصمة الدم والمال والعرض لغير المسلم لا يمثلون إلا أنفسهم،  ولايمثلون دين الله المرتضي.

  ويربون الأجيال الجديدة على جاذبية الإسلام ويعطونها صورة باهرة للمسلم المتفاهم،  حلال المعضلات بالله، ويبشرون بمنهج التفاهم، فيلجأ لحضنهم العالم،  إما مسلما أو متعايشا معهم في حب وود وقسط،  وبذلك ينشأ جيل جديد للإسلام المتحاور المتفاهم يعيد للبشرية عقلها المفقود.

 القوة التي يعطيها الله لنا ستجعل كل العالم يجنح للحوار أيضا .

 من يقع في  دائرة حوارنا فهو الذي سيعود متغيرا محرجا من أدبنا ورقي حوارنا.

 وعندما يفتري رجل أو شعب علي ديننا،  فسوف نستغل افتراءه هذا  في شرح ديننا بسطوع وشحذ أسلحة أدلتنا، ونجعل ردنا عليه فرصة الإسلام في الإسفار عن جماله ، ولا نصدر فتوى بقتل أحد لأنه أصدر كتابا ضدنا أو ضد نبينا،  بل ندعوه فقط إلي الاستماع والرد علينا بندا بندا.

 وسيظهر خلال ذلك من يعتنق الإسلام الجميل بسبب هذا الحوار،  وينقلب السحر علي الساحر، ومن كثرة ما يسبون ونحلم، ويشتمون ونلتزم الموضوعية، فسوف يظهر الفرق شاسعا .

وستصدر قرارات دولية بوجوب نشر الردود علي الاتهامات، والقرارات الدولية لو كثرت ضد معتد فهذا يشكل ضغطا عليه أمام الرأي العام العالمي.

العين الإنسانية موضوع رعايتنا، ففي الإنسانية خير عندما تري حال المؤمن المستقيم المسلم المسالم.

 الأذن الإنسانية موقع عزفنا وأغانينا، وسوف تطرب عندما تسمع حجة المسلم كالجدول المنساب.

 العقل الإنساني موضوع معاركنا حيث نقاتل للحصول علي إعجابه،  ولن يكون هذا الإعجاب إلا بالعمل.

 ولكن هذه معارك صعبة.. والأسهل منها هو الكسل لا العمل.

 والكسل في صورة  الانتحار والانفجار عند البعض أسهل من بحث قضية المسيح بكل صبر وتؤدة ودعاء خالص وعدالة. التفجير وتخلص النفس من أمانة المواجهة مع الحق أسهل من العمل الطويل وصبر الأجيال في البناء، وأسهل من السهر واليقظة ودعاء الله أن يهدينا صراطه عند السحر، وأريح من معاناة التعليم الطويل والرباط المتطاول عند الثغور .

الأجيال المولودة كل يوم يجب أن نلحقها قبل أن يأكلها الشيطان،  لتطلع الشمس يوما فيما تطلع عليه علي صورة رائعة لمسلمي الاستذكار والمحاجة بالحسنى، صورة جذابة لمسلمي التفاهم ومسلمي الحوار ومسلمي التعاون والتبادل .. ومسلمي الثقة بالله الذين استخاروا الله فاختار لهم وتكلم في رؤاهم، ولن يتكلم الله تعالى بكلام متناقض أبدا حاشاه، وستؤيد الرؤى صدق مسيحه وصحة دعواه. صورة الذين يقولون بعد كل عمل: الله هو الذي أعاننا علي ذلك فأحبوه.

ألا ما أقل الحوار الحقيقي في العالم الآن وما أكثر الكلام عنه.

والشياطين في غيـبة المسلم المحاور يملأون الأرض صراخا:  هل من محاور . يبدأ كل شئ من المسلمين بقوة الإسلام لله :  أن يصادقوا الله فردا فردا صداقة شخصية، يناجي فيها كل واحد ربه أن يهديه ويعرفه القول الفصل في المسيح ابن مريم الذي أعلن دعواه عام 1890، هل عليه السلام يارب ؟؟ وأن يلتحفوا بالتواضع وترك الكذب خاصة والغيبة وكل فاحشة.

 الغير من أهل العداوة ونبذ السلام وكراهية دين الإسلام ماهم سوي مساكين لا يدري الواحد منهم مصالحه ولم يجد المرشد الأمين. ونحن المسلمين طالما نقدم رجلا ونؤخر أخرى،  ولا زلنا نحسبها ونتردد .. فلهم أن يفعلوا ما أملاه عليهم كبراؤهم. وفي غمرة الغفلة وشعور الاستكانة العميق من طرفنا وعجزنا عن الرد فلهم أن يفعلوا ما شاءوا.

في غمرة تكفيرنا لبعضنا ورفضنا لحرية بعضنا فلهم أن يقولوا ما شاءوا في تشويهنا.

في غمرة الخوف الذي يملكنا من مراجعة كل شئ،  والخوف من نتائج البرهنة علي كل شئ،  والخوف من طول المذاكرة ومراجعة الأدلة والخوف من شهادة الصدق التي قد تصدمنا بها الأدلة، من أجل هذا كله وفي غمرته يرتع إعلام الكراهية والدوجما.

لكن المسلمين لو اتخذوا الحوار نهجا فسوف تـنخلع قلوب المثيرين للفتن ولو جاء الحوار لفروا هاربين .. والله

لو جاء الحوار لنظر بعضهم إلي بعض .. قائلين: " يا للكارثة , لو تركنا المسلمين يحاورون فسيـبقي العالم هادئا فترة وسيمكنهم هذا من الانتـشار، ولو جاء الحوار الحقيقي ظهر كل دين علي حقيـقـتـه".

الحوار حتمي وقادم وسيظهر كل دين خير ما فيه،  وسيتم تعديل ما لا يناسب الوضع الجديد للإنسانية وسيقترب فهم الأديان من بعضها، وسيمهد ذلك لدين الله المنطقي البسيط الأكمل الأجمل وهو دين الإسلام.

لو تنادينا بكف اليد عن الأذى واعتماد الحوار والتفاوض نهجا للشعوب وأصررنا علي ذلك،  ثم حدث أن تمت التعمية علينا وأطلقت وحوش التشويهات وصبرنا، لحدث فجأة شرخ في جدار الاتهام ولاح حكم البراءة وبدا تحول خطير في العالم.

إن أعداء الإسلام سعداء بكل الحماسيات التي نتحمسها،  وبكل قذائف التكفيرات التي نكفرها،  وكل فتاوى القتل التي نفتيها للمرتد،  وكل عملية انتحار،  وبكل صورة مفزعة في الفتاوى تخجل منها شريعة الإسلام.

 هذا كل ما يريدون فليس بعد هذا صد عن سبيل الله.

   عندما نحمل فهم الدين الحق والتوحيد الحق الذي علمناه من كلام مسيح الله الموعود عليه السلام فسيكون الحوار قوة ولن نخافه، ومع جمال الحق فالحوار هو مكمن قوة المسلمين الكبرى ولديهم فيه الحجج القاطعة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق