الخميس، 26 يونيو 2014

التوحيد عاد كما جلاه الله لرسوله الخاتم وهو بريء من الصورة التي تقدم له من أفواه وأقلام الجماعات الإسلامية والجماعات المتفرعة من الوهابية وأترابها وأخواتها وعماتها وخالاتها


 

توحيد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومعنى أنني
 
 موحد

بسم الله الرحمن الرحيم
 

فطرة الله التي فطر الناس عليها

حاشاهم رضي الله عنهم من توحيد هو تجسيم الذات الإلهية أو توحيد غايته تكفير المخلوقات الآدمية ثم استحلال حرماتها بحجة افتقادها لعصمة الدم والمال والعرض لأنها لم تخضع لإذلال الدعاة.
 
حاشاهم من أي اعتقاد يشوه كمال القرآن أو الرسالة.
واقعون في غرام دين بالغ الكمال والجمال وليس في توحيدهم رائحة الإكراه فلا إكراه في الدين . هكذا قال الله . لأن الرشد قد تبين من الغي.. أي تبين الجمال من القبح ..  وفي ديننا أن من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. وفي دين الله تعالى أن الله يحاسب على الدين. وإذن ففي الإسلام حرية النشر والاعتقاد، وإذن فيه منع أن تنشر نوعا من الإكراه لتقول: اقتلوا من نشر كذا. للدولة حق القبض على كل من كان فكره: اقتلوا فلانا لفكره الفلاني.

 
مادام فكرك ليس فيه أن دم فلان حلال لقوله كذا وكذا وليس فيه اقتلوا فلانا لاعتقاده كذا ولنشره كذا فهو حقك. للدولة التدخل ضد فكر ونشر وكتابة من يقول: اقتلوا فلانا المخالف.

ليس للمرء حرية كتابة ولاحرية نشر التحريض على القتل مهما كان ومهما يكون. ولابد لسكان الدولة من تنقية كتبهم من سيرة القتل للمواطن.



التوحيد انجذاب لايحتاج لإكراه بل لتحرير: ليختار
 
 الناس

ودائما ضمن زحمة الكتاب والناشرين الآن وعلى مستوى العالم كله يوجد نبي يتكلم، هو عيسى ابن مريم، والله يطالب بضمان الحريات: لا حبا في حرية الكذابين بل لحرية النبي المصلح أن يتكلم. فعيسى النبي المحمدي معه جمال وروعة آسرة،  روعة تغلب الدجل والاحتيال والنصب لو خلينا بينها وبين الفطرة، ويعلم الله تعالى أن الحرية لو ضمنت لرسله لفازوا بقسط كبير من المجتمع، وبهم يبارك المجتمع وينعم الناس بحرية الفكر دون قهر، مجتمع فيه الناس لوكفروا فبوداعة ومسالمة، وليس بإجرام ولا اضطهاد.

والحكم الكافر العادل المحرر لشعبه من القهر الفكري هو حكم رشيد، والله ينصره، ولايحب المكرهين ولو كانوا مسلمين مائة مرة.

خلق الله الإنسان بفطرة حرة في الاختيار، وهي فطرة تتبع النداء الجذاب الجميل. ومن الجميل ماهو سطحي مدمر ومنه الجمال الحق الشامل. والله بين الحسن والقبح وعلم الإنسان وخيره بين حبه وطاعته وبين معصيته، وجعل له النعيم في الطاعة والحب له تعالى. ولو كان الله ليس بحميد بما يكفي لإشباع الفطرة ما فعل ذلك، ولكنه تعالى واثق من نفسه وصنيعه وجماله وكماله وجلاله كل الثقة. وبالطبع فالوجود البشري الصحيح يقتضي البيان والتعليم والتربية والتوضيح، كي تتعرف الفطرة على ربها بلغة واضحة مبينة.

 
ولكن لو لم يكن أمام الفطرة سوى الدنيا والغريزة وجذبها ولم تتلق تعليما يكشف لها عن جمال ربها وكماله فإنها ستسقط في الهاوية وتختار الحقير وتترك العظيم.

 
توحيد لايتقبله الله تعالى

كثير من الدعاة يستنكرون أن يكون الإ نسان حرا ليؤمن أو يوحد، ويكررون أن عصمة الدم والمال والعرض الإنساني رهن بالإسلام والتوحيد. وهم دعاة خائبون يكررون ويجترون ماتعلموا من غافلين، ويصورون رحمة الله بصورة ناقصة لامنطقية، ويصورون الدين في صورة الإكراه فيراه الناس كريها، ويتبع الناس الضلالات المزخرفة. والدعاة الخائبون يتعجبون: لماذا الناس غير مفتونين بما يقدمون؟! ويغضبون ويصبون اللعنات على الناس، ويقولون:مانقدمه هو هكذا جميل رغم أنوف آبائكم.

ويكفرون الناس كنوع من القتل الأدبي لهم، ويتربصون ريثما يتاح لهم قتلهم فعلا لو قدروا.

فليكن معلوما أن طبيعة الاختيار عند الناس قوية لاترحم، والدعاة إلى الله الحقيقي لابد لهم من التركيز على جمال صفات الله الحقيقية، وأن يلاحظوا نقاط الجذب، وأن يتساءلوا كل خطوة : أين الجمال هنا؟ وأين الجذب؟

خلقنا الله تعالى لنحبه سبحانه باختيارنا، ولنكره العصيان باقتناعنا، ولندعوه وحده بتعظيمنا نحن شخصيا له تعالى.  ويغفل عن هذا دعاة صبغتهم الإكراه.  وجهود القهر والقسر التي تبذلها جماعات تتصور أنها المكلفة بإرجاع حق الله المغتصب في العبادة إلى الله وتغتر بعظمة التوحيد لتستبيح الحرمات وتجعل الاستباحة مقدسة كتقدس التوحيد، هذه الجهود تكشف عن غرور مقيت، وهي سباحة ضد تيار الفطرة وضد تيار التاريخ: التاريخ الذي يتجه لتلبية نداء الفطرة لنيل فسحة الاختيار والتحرر..

الله لن يتقبل توحيدا مشوه الخلقة، وسوف يلاقي أصحاب التوحيد المزور ربهم، وسوف يلقي الله توحيدهم في وجوههم ويقول لهم: بئسما يأمركم به توحيدكم لو كنتم موحدين.
الله طيب لايقبل إلا توحيدا طيبا، وذلك التوحيد الذي يسعون لتوفيره ليس توحيدا، بل هو عين التزوير والصد عن سبيل الله تعالى، وتلك الصلاة التي يسوقون الناس إليها ليست صلاة وتلف كالخرقة لتلقى في وجوه أصحابها، لأنها جاءت بالإجبار وليست نتيجة حب واختيار. وليس هذا الإسلام هو إسلام محمد صلى الله عليه وسلم.

حب التوحيد يجلبه برهان جميل ولايجلبه سيف ولاعصا
 
 ولاسلطة

إن قوة الحب والاختيار الحر أساس مكين في العلاقات المتينة.. والله أحب أن تبني علاقة التوحيد بيننا وبينه على أساس الحب الحر القائم على اختيار،  ولن يكون توحيد يساوي عند الله قبولا إلا باختيار.

مثل للتأمل: فتاة رأت رجلا وعمله فقالت لأمها: ليت هذا الشاب يخطبني، هذا هو من أريد الزواج منه،ثم حدث أنه ذهب ليخطبها فقبلت. في هذه الحالة لايخشى الزوج خيانة امرأته ولايقلق على شرفها بسبب رؤيتها لرجال آخرين، مع العلم أنها أيضا تعلم واجب غض البصر عامة.

البيت السعيد المستقر هو بيت قامت الزوجة فيه بخطبة الزوج أو تمنت الزواج منه ثم حدث أنه تقدم.

ولو سألنا رجلا اختارته زوجته محبة له، رجل يعطي زوجه حرية الخروج للعمل رغم وجود المعاكسات والرجال ذوي الجاذبية، لو سألناه عن استقرار عاطفته نحوها لقال لنا: نعم مستقر لأنني واثق من نفسي، ثم إني أحافظ دوما على تقديم الهدايا والتذكارات، وأراعيها دوما، لقد اختارتني رغم وجود كل هؤلاء، ورأت في الميزات، ولازلت كما أنا..  

لماذا أعطانا الله الحرية والاختيار رغم وجود المغريات والجواذب المتدنية؟؟ لأن الله يثق بأنه الاكمل.

الله الكامل الجميل الجليل يحب أن يأتي المرء إليه مختارا، لأن الاختيار دليل على إيمان المرء بجمال الله وكماله، واختياره لله رغم النواهي والجواذب هو مصدر فخر للشريعة.

يضربون الشباب للصلاة، وعند باب المسجد يقول لسان حالهم لله: هأنذا جئت به إليك. واالله يرد عليهم: ليس هكذا أريده، انظر لوجهه مشوها بالخوف وإخلاصه مشوه برائحة النفاق. 

معنى التوحيد كما تعلمناه من مسيح الله:

في فلسفة تعاليم الإسلام ومقدمة نجم الهدى وتفسير كرامات الصادقين ترتسم ملامح توحيد مصفى.
ما معنى أنني موحد؟؟ هو (قبل كل شيء وأهم من كل شيء)أنني مجذوب بالحب نحو الله،أو أنني واقع تحت سيطرة الإعجاب الكامل بالله تعالى، وهذه السيطرة لاتدع مني شيئا إلا ملكته، فحركاتي صارت محكومة بمقتضيات هذا الحب وأوامره، وصفاته تعالى استولت على روحي وشغلت بها وبعظمتها وبنبلها..  ولن يكون هذا إلا لما رأيته في حياتي من براهين وما في صفات الله  من رحمة وعطف وقدرة على خلق كل شيء. لن يكون هذا الحب لأن الله تعالى كما يصفه الوهابيون ولا لأن  قرآنه كما يصفون، ولا لأن عقوبته تعالى كما يصفها الذين لايعلمون.
 
توحيدي لله تعالى أحياني من الموت، ويحجر على البشر مهما كانوا رسلا أو دجاجلة أن يكون لهم قدرة الخلق أو إحياء أجسام الموتى.
 
وأخلاقي تتزكي يوما بعد يوم بسبب عاصفة هذا الحب التي تذرو سوء الأخلاق، وحب الرحمان الوحيد يصبغ عالمي النفسيي بصبغة الرحمة وحبها.

التوحيد الحق في عصرنا هو الناتج عن معرفة الله تعالى كما أحياها العارف بالله تعالى: مسيح الله الموعود عليه السلام، والذي نقل الله تعالى إلى قلبه نسخة من توحيد محمد صلى الله عليه وسلم/ وكتبها في كتبه.

والتوحيد في جماعة المسيح الموعود توحيد حقيقي لامزيف ولاسطحي مزور. ولقد نبع من عين الفاتحة الحقة، ومن رؤية الحمد مشروحا بعظمة، ورؤية النعم في ضوء هذا الشرح، ورؤية محمد صلى الله عليه وسلم معجبا بهذا الحمد الرباني، وقلبه يغلي وحمده لله فائر ثائر كمرجل، تحثه نيران نور الله من الفقه والفهم والفكر، ورؤية أيدي الله تعالى الحنون الحانية وهي تتعهد الإنسان بكل مايعلو به ويسمو، ويرقى نحو قمم التأهيل لجنان الله تعالى والمتعةالقصوى والشاملة والعليا.

لايصلح أن أقول لك: يالسيطرة هذا الوجه الرائع  على الوجدان ثم أكشف لك عن وجه ليست له ملامح الروعة التي تتكلم عنها.

 عندما تقول لي أن أقع صريع غرام كامل فاكشف لي عن وجه فتان جدير أن يشغفني حبا.

 الدعوة إلى التوحيد هي الدعوة إلى سيطرة الجمال الرباني على الروح واحتلاله المكان كله، وتسلطه بالأمر والنهي على كل مراكز الوعي والتصرف والأوامر.. وعدم سماحه لأي سلطان آخر بالوجود. ولن يكون لهذا مسوغ ولا قبول إلا إذا كان الوجه المقدم للتوحيد رائعا جميلا جديرا مستحقا لكل خضوع واختيار واقتناع.

كيف قدم الله موحدا يوما؟

قديما قدم الله يوسف عليه السلام للمصريين من باب العفة عن عرضهم وتحمل السجن طاعة لنظامهم وقانونهم والاحترام لحضارتهم، وبذل الخير لشعبهم بتأويل الرؤيا لمصلحتهم، ثم القيام بوزارة التموين والزراعة والاقتصاد لدوام دولتهم وعزهم، كل ذلك كي يكون كلامه في التوحيد والفكر والعقل مقبولا لأن الله طرق بابهم من باب الرحمة والمصلحة، ومعلوم أن أعمال الله معهم متجانسة .

كيف دعا الله للتوحيد مع رسوله الخاتم؟

لقد قدم الله الإسلام أو نقاء التوحيد التوحيد للعالم في شكل كامل الجاذبية، فأنقذ مكة من شر حملة أصحاب الفيل دلالة على حبه للخير وإنقاذه للمأزوم ودفاعه عن المظلوم.

 واختار كتابا فيه محامده وأسماؤه وجماله وجنته، وخطته ونيته الشاملة وسبق رحمته لغضبه أوكتابته الرحمة على نفسه لكل روح خلقها، وفيه كيف فاضت محامده علينا وبرهنت على جمالها وما أعد لمسرح نمونا من البنية الأساسية، كتاب فيه  كل مانحتاج من نظافة وفكر مستقيم وعدالة منازل وبر والد وعطف على ولد وحرية بحث علمي ونية صلاح للناس وتقوى وعفة عن حرمات الغير وعطف حتى على الحيوان،وإصلاح يترقى من أدب ظاهر ثم يصل إلى كل خلق فاضل وتمدن وكمال، إلى صنع علاقة شخصية خاصة مع الأحد المتعال..

واختار الله أفضل الخلق كي يحمل هذا الكتاب الهدية ويقدمه للناس، فجعله صادقا أمينا باعترافهم، وجعله مرآة لجماله هو سبحانه. وما كونه يعف عن الخنا ويحرر العبيد ويعامل بالحسنى (حتى أن عبدا حرره يفضل البقاء معه عبدا على الانطلاق حرا)إلا أدلة رحمة الله بنا، فلم يرسل إلينا من يحب استرقاقنا ولا من يسيء معاملة ويجعل السوء هو القدوة.

 ومن جمال الله تعالى جاء جمال الرسول ومنه كونه يصدق الحديث ويقري الضيف ويصل الرحم ويكسب المعدوم ويحمل الكل ويعين على نوائب الدهر.  وماصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم بعدما آذوه وأهانوه وعذبوه وقتلوا صحبه  إلا من رحمة الله المودعة لديه ( فبما رحمة من الله لنت لهم) وما رفضه إبادتهم غلا من رحمانية من الله أودعت في روحه وهي سبب للحب أفاقوا على ذكره يوم خانوا العهد ففتحت مكة فجأة  من رحمة الله تعالى وحبه السلامة لهم، وجاءوا يبايعون الله على الحب والاقتناع والرضا والاستسلام لأنه الأرحم فعلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق