الخميس، 1 يناير 2015

المائدة التي أنزلها الله للناس هي باسم الله تعالى ... أكل لحم الميتة ليس حلالا .. أكل لحم المسلم بغيبته ونهش سمعته وعرضه ليس باسم الله .. وحرام وجرم ولعنة إراقة الدم بغير إذن خاص من الله وهو ( النفس بالنفس ) فقط ثم فقط لاغير.


أعجوبة المائدة

كتب المسلم الأحمدي الدكتور أسامة عبد العظيم :

قبسات من أنوار فواتح المائدة :

- يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود .. أحلت لكم بهيمة الأنعام ..

 أي رابط بين إيفاء العقود، وبين ما أحلّ وحرّم من الأنعام ؟

إنه عقد المؤمنين مع ربهم بالسمع والطاعة .. وتمام الانقياد للرب المعبود سبحانه .. عقد إسلام القلب والجوارح لله تعالى،  والذي بموجبه كان الإنسان خليفة الله في أرضه، وليس أحد غيره من المخلوقات .. وبموجبه سخر الله لهذا الخليفة كل ما حوله يستخدمه لأداء مهام الخلافة الربانية .. فلا يسفك دما .. ولا يقطع زرعا .. ولا يستأنس وحشا .. ولا يحجز طيرا .. ولا يركب بحرا ولا برا ولا جوا إلا بموجب هذا العقد ..

 فإن وفى وفت له جميع المخلوقات وأسلمت له جبينها إسلاما لله تعالى.
....
- غير محلّي الصيد وأنتم حرم :

 إحرامكم يخلع عليكم قبسا من حرمة بيت الله الحرام .. فيصير كل واحد منكم بعد إحرامه كعبة لها حرم .. وحرمه ممتد في الجهات الأربع ، فلا يحل له إراقة دم صيد بهيمة، وأولى من ذلك هتك ستر آدمي أو نهش لحمه ميتا أو قتله معنويا .. وصارت أنعامه المساقة للهدي في دائرة الحرم وداخل حده، فلا يسفك لها دم ( ولا الهدي ولا القلائد ) .. فالمحرم لا يصطاد ولا يسفك دم غيره .

.....

- ولا آمين البيت الحرام :

وحي من الله يسبق رحاب الزمن .. ويستقرئ ما سترتكبه الأمة من جرائم بحق قاصدي بيت الله من الحجيج .. ففي ألف سنة مظلمة بعد القرون الخيرية الثلاثة، وتحديدا من عام 900 م حتى قرابة عام 1900 م كان الحجاج صيدا للعربان -

 وما قصة مهاجمة العربان لوفد الشيخ رشيد رضا للحج ببعيد - ..
فهؤلاء انحرفوا عن الوفاء بالعقد فأرادوا سفك دم محرم بغير حق ..

وهكذا يؤدي كل انحراف عن العقد إلى سفك دم ماديا كان أو معنويا .

......

 حرمت عليكم ... وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ...

يسألونك ماذا أحل لهم :

 الوفاء بالعقد مع الرب سبحانه يمنحك إذنا لإسالة دم بهيمة عجماء لتنتفع بلحمها .. فلا يحل إراقة دم لبهيمة بغير إذن صريح .. إذ الأصل الحرمة والمنع والاجتناب .. ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ) .. وكأن ذكر الله على الذبيحة هو كلمة السر لتمنحك طيب لحمها ، وبدونه تصير ميتة خبيثة لا تحل .

.....

-وما علمتم من الجوارح ... الآية :

يا عاصيا مثل الوحوش الكاسرة : اتق الله وارجع فالوحوش تستأنس وتغير من طباعها .. و يا أهل الإيمان لقد ألهمكم الله كيف تعلمون الجوارح فإذا هي المجبولة على الافتراس تبدل طبعها وتصير مستأنسة، فاقتلوا أنفسكم الأمارة بالسوء ، وبدلوا طباعكم يبدل الله لكم الحال .. موتوا توهب لكم من لدنه سبحانه حياة جديدة وأنشئوا نفوسا تليق بنزول رحماته وفيض أنواره عليكم .

...

- ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم :

 تحذير رباني في الخواتيم .. ونبوءة في علمم الغيب عند الله تعالى أن: سينتهك بعضكم تلك الحرمات .. وسيلغ في سفك الدماء المعصومة رغم كل التنبيهات .. وكما حاول اليهود قتل نبيكم ومن قبله قتل المسيح عليه السلام .. سيسعى متبعوا اليهود منكم من قساة القلوب إلى قتل مسيحهم ، ووأد دعوته ، وإزهاق روح أتباعه .. حذو القذة بالقذة كأفعال اليهود .. فتذكروا حينها عقدكم وميثاقكم مع ربكم

.....

- لله في خلق الأنعام حكم ومنافع .. منها : تتأملون في طباعها فتتعلمون من بعضها  ماهو  حسن كالعفة والمواساة والتواضع والصبر والجلد والترفع عن الدنايا ، وتنفرون من الخبيث كالدياثة والتدني والغضب والقسوة والسبعية .. كما في لحمها من مركزات البروتين ما يغنيكم عن بذل الجهد والوقت في استخلاصه من العشب .. فتتفرغون لمهمة الاستخلاف التي هي غاية خلقكم ومقصد إيجادكم وتسخيرها لكم .

( هذه بعض مقتبسات من جلسة ممتعة مع الأستاذ / فتحي عبد السلام حفظه الله )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق