الخميس، 19 مارس 2015

تجديد الخطاب الديني وشروط نجاحه


لتجديد الخطاب الديني لا بد من :

1. إعادة صبغة الله في التوحيد المحمدي الذي يحول الوحوش إلى ملائكة، وكشف التزوير في توحيد الوهابية الذي يحول الملائكة من النشء الطاهر إلى وحوش.
وبسم الله الرحمن الرحيم.
...
2. إلغاء بدعة تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات تمهيدا لتكفير الناس بأنهم قاصرون على توحيد الربوبية  والكذب على الله بخداعهم بأن توحيد الألوهية هو الذي سُل السيف من أجل الحصول على الإقرار به.
....
3.  رد التوحيد لأصله فالتوحيد على وزن التركيز = تركيزا روحيا  ولجوءا إلى الله شاملا لينجى وحده = لا ذكاء ولا كذب ولا ثوائر ولا مخلوق يُعتمد عليه بعد اليوم.
...
4. إلغاء إدانة الناس والحكم عليهم ورد الدين لله وحده أو ترك الحساب على التوحيد لله وحده .. لقد وصل بكم الحال إلى أنكم  (تؤثمون الأبرار وتكفرون الأخيار وتفسقون الصلحاء الكبار وتجهّلون قوما يكملون الأنظار) ..
...
5.  لن يفلح التجديد إلا بإدراك مركزية الخلافة الروحية في الدين، كشرط لضمان مفهوم الخاتمية وكون رسولنا آخر النبيين.   وضرورة قصوى للفصل التام بين الخلافتين الروحية والسياسية، واليقين بأن الخلافة الروحية هي التي توحد المسلمين جميعا وتنقذهم من رذائل مشتركة،  تفشت فيهم كما يختار فيروس معين أمة معينة لطبيعة جيناتها، فقد انتشرت ثقافة مدمرة منسوبة زورا إلى الله في شرق الأمة وغربها.
......
6. دراسة دقائق التقوى التي كشفت من الله لمسيحه ابن مريم. ( كتاب سفينة نوح كمثال) .
.....
7.  إلغاء استغلال أى نص فيه كلمة (كفر أو لعن أو لا يدخل الجنة أو شرك) لتكفير الآخر. فكلها نصوص تنذر بتلوثات قلبية ولافرق في التلويث بين تميمة تعلق وكذبة تطلق فكله شرك.
....
8. الفصل بين نسق الفرد فى الدين ونسق الدولة التى ترعى كل المواطنين مع اختلاف أديانهم.
...
9. إلغاء أى ربط شرطى بين العقيدة و بين عصمة الدم و المال و العرض والكافر معصوم فالعصمة ثابتة لا يلغيها سوى نفس بنفس أو فساد فى الأرض مرتبط بالقتل (إرهاب).
10. إلغاء استتابة المرتد أو قتله أو هضم الحقوق التى له بالمواطنة.
....
11. تعليم الناس دون عنف وإلغاء التوكل على الرقى والتمائم والتعاويذ والتطير ودعوة كل ما عدا الله.
...
12. إلغاء القسوة على الناس والأهل وبذل السلام للعالم والتواضع لهم (إلغاء الكبر وتسمين الأنا الأمارة).
....
13. إلغاء تصور الخلود الأبدى إلى ما لا نهاية بالمعنى الرياضي المطلق فى عذاب النار.
.....
14. إلغاء إضافة الألوهية لابن مريم أوالدجال بمنحهما صفة إحياء الموتى حرفيا ..
والحرفية والخيالات الجنونية عن يأجوج ومأجوج.
....
15. القضاء التام على الشعوذة وجعل المشايخ  للسحرة سلطانا غيبيا يكاد يجعلهم أسيادا وآلهة...
....
16. إلغاء تجاهل التاريخ (فتح القسطنطينية) والكف عن تجهل حقيقة خروج الدجال من زمان، وإلغاء تجاهل تفسير موضوع الدجال بعد خروجه من الدير وسياحته فى الأرض كالجائحة،  والتعرف على نعمة الله في جهاد ابن مريم المبعوث منا بكشفه للناس ملامح الدجل واضحة.. فلم الخيالات السارحة الجامحة؟
....
17. إلغاء الغفلة عن اتباع الأمة السنن، وتصحيح توحيد الله في حفظ الكتاب والكف عن الغرور بالقول أننا خير أمة فقد حفظنا كتاب الله وضيع الآخرون كتبهم. متجاهلين أن الأمة انقسمت كجمهور عام إلى 73 فرقة يعني كل فرقة في المتوسط حوالي 20 مليون حاليا. منها واحدة على الحق.
.....
18. تصحيح توحيد الاستخلاف فالله وحده يستخلف وهو هو الله ينصب الخلفاء من عنده كما أن هو يشفي من عنده تماما.
...
19. كفانا غمطا لحق الفاتحة.. كفى جهلا بالفاتحة ومكانتها والحمد ومقامه، فقد بعث الله حياة جديدة للفاتحة في كتب: كرامات الصادقين وإعجاز المسيح.
...
20.   لابد من إلغاء دخول الصلاة سكارى عن المعانى الناجحة الرابحة. فالمغضوب عليهم ملأوا الدنيا وحتم على الله بعث المنعم عليهم....
....
 
21. إلغاء تسبب الخلافات الفقهية فى التفرقة ، وإلغاء تصور الفقه أنه مجرد شكليات (الطهارة ماء واستبراء واستنجاء ووضوء مادي ونواقض شكلية .. والناس تدخل الصلاة بطينها، والصوم جوع والطواف ميت بلا روح وعقد الزواج خال من فهم آيته).

......
22. إلغاء التظاهر ضد الحكام وتدمير الدولة وتنشيط أداء الواجب وتنشيط روح التعاون على البر والتقوى وإحياء دور الدعاء.

.....
23. إلغاء النفس الأمارة (وهو النسك والذبح الرمزي للأضحية أو قتلها الرمزي) والتوبة عن افتتانها بذكائها وتدابيرها. الاستعانة الحارة بالله عليها هي لب الاستعانة.

...
24.  التوبة عن تحويل السيرة النبوية من عالمها السامي وهو عالم التوحيد الخالص، إلى عالم المكر والتحالفات ثم الانقلاب عليها.

....
25. الغاء تصورات وكتب ومشايخ العفاريت الشبحية التى تركب البشر.

26. إلغاء الاكتفاء بالمعرفة المغموسة بالريب وتعظيم دور اليقين ومكانته.

27. الغاء هجر القرآن وإعادته لمقامه العالى فى الاستدلال وإلغاء الدروشة الكاذبة .

28. الغاء الحرفية وهي التي سببت التصرفات المميتة وسببت تصور الله في ثقافة التجسيم الدخيلة على العقيدة،  ويجب إلغاء إلغاء وجود المجاز فى كلام الله، وإلغاء تحقير العقل،  وإلغاء تضخيم العقل فلا يصح أن نطلقه على القرآن وحده مستغنين عن الحكم العدل والولي اليقظ الذي تطهر فمسه القرآن ومست روحه القرآن.   وإلا فعل بنا استفراد العقل بالقرآن مافعلته الوهابية ولكن بشكل آخر من الكوارث.
....
29. إلغاء الخلط بين السنة والحديث، فالسنة هي قدوة الصالحين الحية التي كلها الحمد الذي يغلي بحب الله والصلوات الذائبة وأخلاق الصدق والرحمة والتعقل والدعاء والنقاء الروحي.
.....
30. إلغاء إهانة النبى بدعاوى مماثلة لما هو في الكتاب المقدس (مثل سحره و أمره بإرضاع الكبير أو اتهامه صلى الله عليه وسلم هو والقرآن بتحبيذ قتل الأسرى.. ونسبة إباحة نوع من  الكذب إليه أو قوله أن لنبى الله إبراهيم ثلاث كذبات) ..
....
31. إلغاء تصورات النسخ الإلغائي من تفسير القرآن.
...
32. تشريف تفسير القرآن الذي هو خطاب الله الدينى، وخطبة الله فى البشر وهو خطاب فصل.
33. إلغاء تفسير يسبب التناقض بين الآيات والأحاديث ..وتقديم القرآن على كل شيء.
...
34. إلغاء جهاد الطلب المزعوم ، وعدم اعتبار قتال الدفاع عن الأرض والمال أنه الجهاد القرآني، لأن الدفاع عن الوطن واجب فطري مفروغ منه، وجهاد القرآن هو الدفاع عن حق الحياة مع احتفاظنا بالعقيدة ضد من يقتلنى عليها
....
35. إلغاء استعمال التحايل و الخداع والكبر في الحياة الاجتماعية.
36. إلغاء سوء الظن بالله وبنظام القضاء والقدر  وإلغاء الخلط بين الابتلاء والعذاب، ذلك الخلط الذي يجعل الناس يسمون العذاب والغضب الشديد ابتلاء لرفع الدرجات.
....
37. إلغاء انتظار المهدى كشخصية منفصلة، فليس في الإسلام منتظر سوى ابن مريم منا، وهو هو لا غيره هو المهدي المعهود.
....
38. إلغاء ذم أبي بكر وعمر عند الشيعة .. ويجب عدم تكفير الشيعة ، والتركيز على إنذارهم بانقطاع العلاقة مع الله بسبب سب السادات ..والتوكيد على ابن مريم المنتظر بدلا من خرافة مهدي غير عيسى .
....
39.  إحياء ما أمات المشايخ من من دين الله تعالى وعلى رأس ذلك تقديس حقوق العباد
40. إحياء الحس بكمال الله.  وتفسير كل كلام وكل رسالة في ضوء هذا الكمال.
41. الالتفات لما نبه المسيح الموعود إليه وهو ما هجرته الأمة من ذوق المناجاة والتلذذ فى العبادات.
....
42. الإيمان بأن رحمة الله تثبت ضرورة أن يكون نزول ابن مريم قد تم، لمن يحسن الظن بالرحمن ويحس (بحلاوة الايمان وعظمة علم كتاب الله القرآن.).
....
43. الإيمان بنزول الملائكة كأثر للاستقامة، تنزل بالكرامة  وبآيات الله في مصاحبة أولياء الله الصالحين ..
44. الالتفات لما نبه له مسيحنا من إيقاد جمر الحرقة شوقا إلى الله وحبا له : ذلك الذى كان قد عاد رمادا، فأعاد اليه النار والجمر.
...
45. عودة جاه الآذان وعزة الدعاء عند سماع صوت المؤذنين.
46. لا بد من قيام كل شيخ بهدم بنيان وجوده لإرضاء بنائه .. وأن ينقد أمور الدين بعين المعقول وأن يمعن النظر فى مبانى الأصول

47. ويعود  كرسوله حمادا يفور قلبه بالحمد ويتشرب حب الرحمة وتنضح تعاليمه بالتنزيه وتشريف الله ويتفق بيته مع منبره وسره مع علنه.


...

التوحيد الفاخر المحمدي


التوحيد الفاخر المحمدي = على خطى المسيح الموعود.
عليه السلام
 خطى توحيد مبني على حب يتملك ويغار من الشركة ويستولي على القلب وحيدا فريدا .
خطى  مبنية على طبيعة الفطرة الإنسانية.

البداية

  إننا كائنات مختارة . الإنسان كائن يختار وينتقي لنفسه .
يختار أن يسمع أو لا.. يأكل هذه اللقمة المحرمة أو تلك الحلال.. يتزوج هذه المرأه أو غيرها..  أو لا يتزوج أصلا..
قد يسمع أو لا..
وممكن أن يفكر فيما سمع أو لا.. ويمكنه يختار الجميل أو لا يختاره. فيحلو في عينيه القبيح.
...
 أنواع بشرية
------
الطيبون الطبيعيون يتبعون أحسنه أي يختارون ما حلا وطاب لهم.
وممسوخوا الفطرة يختارون النتن والقبح ولذلك يحشرون ضباعا.
يختار الناس ما طاب من الطعام، ويختار الرجال ما طاب من النساء ويختار طلاب الحق ما طاب من الدين؟ أي ما تناسب من الحق والخير والجمال .
....
كيف يعمل العدو؟
 ----------
 يعشق العقل كل جميل في رؤيته.
والشيطان يزين للعقل القبيح .
 كيف يعمل الشيطان؟ يعمل بالرفق والحكمة الشيطانية ويجمع أتباعه يجذب الناس.
هل يجذبهم  بالحب أم بالإكراه؟ هل يقتل الشيطان المرتد عن دينه؟ لا..
الشيطان يعمل بالقانون الطبيعي ويعتمد على الجذب في بناء مملكته، ولكن الوهابيين يعتمدون على الإكراه والكره فهل يكون توحيدا وهل تثبت مملكتهم؟

...
الحياة والتحدي
 --------
صاحب المحل يجذب الزبائن وكذلك أصحاب الشركات يجذبون عملاءهم.
 وكيف تعمل الانتخابات؟ بالجذب بالحق أو بالباطل.
وما فائدة الرشاوى الانتخابية إلا الجذب؟! هكذا يتحدى الشيطان.
....
فهل يثبت الإسلام في معركة الإقناع والجذب والجمال والرغبة المقتنعة؟
لهذا بعث الله مسيحه ليرد على تحدى الشيطان،  والمسيح الموعود اتبع  الفطرة وأجاب منادي الحب.
وبالحب بعثه الله وبالحب نزل ابن مريم . نزل بالقلم ليكبت الله به من يزعمون أن دين الله ليس فيه جمال ولا ينتشر سوى بالسيف : أي أنه قبيح لا يحيا إلا بالإكراه
ومادام الدجال جاء بالجذب والحب والرغبة ويتحدى الإسلام أن ينافسه في الجذب فهل يتراجع الإسلام؟
 حاشا لله فلن يتراجع الإسلام ولن يستعمل الإكراه ولن يدع الدجال يستخدم التزيين ويغري الناس ويدمر إيمان المسلمين بالإقناع.
وهب الله المسيح الموعود قلما، كان الكلام السيال منه أحلى من نساء التنصير وأروع من خمرهن نشوة. وكان كلامه أقطع في القلوب من مائة ألف سيف كما قال هو. عليه السلام

....
الله الأجمل
---------
لن يصبح الدجال أجمل وأحلى من محمد. المسيح يجمع بين الحسنيين جمال الحلال وجمال ذي الجمال..
المنصرون يجذبون بالحرام ونحن نجذب بالحلال (بالقلم) فقد غلبت كتب المسيح الموعود حلاوة الكتب الأخرى من براهين أحمدية رائعة وكرامات صادقين جميلة.


توحيد الله  :

عندما نقرأ كتب :البراهين الأحمدية وكرامات الصادقين وإعجاز المسيح في تفسير الفاتحة نجد كمية هائلة من الحب في الإسلام .. ياللروعة : إنه هو دين الحب. ففي تفسير صفتي الرحمن الرحيم  ينكشف مدى الحسن الإلهي ، وينصحك المسيح بعد تفهيم كلمة الحمد أن انطلق في الفكر  والبحث والاستقراء واستنفذ كل قواك حتى تجد مملكة المحامد وتسيح فيها وتتجول..
هاهي الرحمانية تصنع الشيء دون استحقاق ودون طلب ودون دعاء ودون معرفة به من الناس، ( وآتاكم من كل ما سألتموه ) وتقتضي أن يسبق الله إحساسنا بالحاجة، فلا ينتظر لنقول: آه لو أن الله جعل الشعر يقف عند هذه الحدود على الوجه، فالله استبق وحدد تخوم الشعر على الوجه البشري، وجعل الماء متوافرا وجعله يتبخر كله وجعل الماء جاريا وعذبا وجعل له دورة عالمية.. واستبق وجعل للأم حنانا ولبنا ترضع به وجعل لها عناية فائقة واهتماما بالغا. واستبق الوعي والطلب وجعل البصر منا يتعاون عليه عينان بدلا من واحدة كل جهة كالحصان. واستباق الضرورة من أعظم معالم الرحمة الرحمانية.. والضرورة تقتضي رعاية الله لما يلزم وحان محله .. وتقضي بانتظار وتحقق الفرج عند شدة المحنة – وقد أعطى الله أمثلة الليل والنهار والربيع والشتاء والمرض والصحة وتجدد أجيال النبت في حضورنا وكلها أمثلة ليست عبثية بل للأمل

مملكة المحامد . :

هذه المملكة موجودة في الكون وقليل من يعرفها .
(كما لو وجد المتحف الشامل المجاني والذي فيه كل شيء من كل زمن، ولكن لا يعرف الناس عنه شيئا،  وهو في المدينة التي يعيشون فيها ، ويقول أحدهم لقد ذهبت مع أسرتي اليوم الى أشياء رائعة في المتحف الموجود في المدينة.. فيتعجبون ويقولون أين هذا؟ أين هذا الجمال؟ هنا في المدينة؟) .. فكذلك مملكة ومتحف الحمد، هذه المملكة واسعة تدخلها وتسيح فيها وتخرج منها مؤمنا يقينا أن الحمد كله لله مجموعا مستغرقا شاملا كاملا. وأنه في ذاته جمع كل أنواع الجمال اللائقة به تعالى،  وأن هذا الإله كان كنزا مخفياً ،فأراد أن يتفجر هذا المنبع من الجمال فخلق متحف الحمد المقسم إلى :

1-      متحف الربوبية ( وفيه من الفلك والأحياء والكيمياء والفيزياء).

2 -     فيض الرحمانية ( وفيه من الفلك والأحياء والكيمياء والفيزياء)
.
3-      فيض الرحيمية ( وفيه من الفلك والأحياء والكيمياء والفيزياء والكرامات).
4-     فيض المالكية ( وفيه مالا عين رأت ولا أذن سمعت).


محامد الله الكامنة في الأعضاء:
 ---------------

الحمد لله على الأوردة والشرايين والكبد ثم القلب. والشرايين الذاهبة إلى الكلى والأوردة منها.
(إن جمال شرح ما يحدث في الكبد أو الكلى جدير أن يكتب في مجلدات من الحمد، كل جملة منها تحميدة ، ومن المفروض أن دكتور الكلى يذكر الله بصنع الروائع مكررا في كتبه مسبحا بحمد من صنع ومن خلق ومن أعطى .
لقد ذهب المسيح الموعود إلى متحف الحمد ورأى ما فيه من جمال بل كان يذهب إليه كل يوم. ويتخذه وردا له.
فعندما تقرأ  كلامه عن هذه المتاحف الأربع في كتبه نعرف عنوان المتاحف منه ونذهب نحن أيضا الى هذه المتاحف.
فنكتشف أن الله هو الجميل الوحيد.
وأنه لولاه ما كان كل جميل.
فلولا جمال الله لما صنع كل هذا الجمال.
فلن يصنع أحدهم ديكورا مدهشا إلا إذا كان عنده حسن الجمال وحسه وذوقه.

العالم بالديكور هو من يصنع العجب من الديكور.
المفروض (بعد أن عرفنا الجمال في العالم وفي المتحف) أن نتجاوز جمال المتحف ونقول: من الذي صنع هذا المتحف؟
فيقول الله (أنا صانع هذا الجمال كله).
 فنرد قائلين: تباركت إن فاقد الشيء لا يعطيه. فأنت أعطيت كل هذا فيقينا لا شك فيه أنك الله الذي هو  أجمل من ذلك كله.


....
حب مسيطر لايطيق شريكا
 ------------

قال رب الكرم وهو يكرم:
اقرأ وربك الأكرم (فهو الأكرم من كل ما رأيت من كرم).
وهو الأجمل مما خلق .. والأكثر جذبا بالتأكيد.
لا تظنوا أن الله قد خلق الكون جميلا كي يجذبنا للكون ..هذا خطأ.
فقد خلق الجمال لكي ننجذب إلى صانع هذا الجمال.
ولكن الناس انجذبوا للجمال وتركوا الأجمل .. وانجذبوا للكرم وليس لصانع الكرم .. وخالفوا النصيحة: (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن).
عند ذلك نكون مرآة تدل على ربها، وزجاجا يشف عمن وراءه، ونافذة تنكر وجودها وتثبت وجود النور الذي هو خارجها. تنمحي ذات الشخص ليصير مجرد زجاجة تبين الماء الجاري تحتها.

....
عندما ترى الفطرة الجميل الحقيقي تتذكره وتقع في الانجذاب لواهب هذا الجمال .. علينا أن نتوب لأصل الفطرة ونقع في حب الله. أوفي حب الذات الإلهية التي هي مصدر كل جمال.
ونناجي الله كما ناجاه حامده محمد صلى الله عليه وسلم: .. لك الحمد أنت رب السماوات ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرص ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن. ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق.. الدعاء.
(وعدك = "غيبك") فغير المرئي أهم من المرئي (ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق)..

...
رب السماوات والأرض خلقهن كدليل على جماله .. فهنالك جميل يصنعه ويربيه.. ومن جميله أنه يقوم على هذا الجمال.. وينور هذا الجمال.. هناك جميل وراء ما نراه من جمال.. له غيبيات جميلة عديدة لا نراها.. ولكننا نؤمن بها بيقين.. فنؤمن بجمال الجنة. ونؤمن بعدل الله ورحمته في الآخرة.. ونؤمن بصحة مواقف الله يوم الحساب..ونؤمن بجمال تواصل الله مع الناس.. ونؤمن بجمال النبيين.. ونؤمن بجمال خاتم النبيين.
فنكتشف من رحلتنا في كتب المسيح ومتحف الجمال.. أن يا الله _ يا من لا نراك _ أنت رب الأشياء وملكها وقيومها ونورها، وليست هي ربنا بل أنت خلقتها لنعرفك.. ونؤمن الآن بما لا نرى مما تكلمت عنه ..فكل قواعد الفلاح حق. ووعدك الغير مرئي هو حق ولقاؤك الغير مادي هو الحق والنار حق والنبيون حق ومحمد الحقيقي حق،  وهو (خلاصة الإحساس بحمدك وفوران الشعور بحمدك).
ففي النهاية فائدة الخلق وجماله أن يكون عنوانا للرحمن ودليلا عليه حتى نحبه هو ..
فإن استولى هذا الحب على القلب فإنه الحب الكبير بل الأكبر.
 وهذا هو الحب الحقيقي وليس المزيف..
وهو حب  إن احتل استبد وطرد ما عداه كما أنشد مسيح الله : (غيور فأحرق كل دير وجلسدا) ومعناه أن غيرة حب الله أحرقت عبادة الآدميين المعبر عنها بالدير، وأحرقت عبادة الأصنام المعبر عنها بالجلسد ، وليس معناها أن الرسول أحرق الأديرة أوالاصنام ، بل أحرق هواها بحرارة التوحيد.
إن شعلة حبه تحرق ما عداه من آثار الضلال :(دير) وآثار الغضب: (الجلسد).إن عبادة المال والنسوان والمعاصي غضب، وعبادة الصالحين نتيجة الخطأ في العثور على باب المعبود الحق في آخر الطريق هو الضلال.
 الناس الذين لم يصلوا إلى العنوان الصحيح في نهاية الدرب بل دخلوا إلى البيت قبل الأخير (بيت الخادم) فعبدوه وتغنوا بإطرائه قد ضلوا باب الواحد.

توحيد حق فيه خير العالم
------------
إذا عرفنا أن الله هو الأجمل فأحببناه ولم نشرك بحبه أحدا فهذا هو الفناء وهو التوحيد الحقيقي .
ولو سئل موحد: (هل أنت موحد؟..لأجاب  نعم..
ولو سئل لماذا؟.. لقال:  لأنني مجذوب محب عاشق ..فقد استولى الحب وتملك حتى أصبح حبا وحيدا.
هو توحيد خاص بمحمد ومسيحه، ولذلك يثبت ويترسخ هو وتربيته .. ومجتمعه مضمون
....
 بخلاف توحيد الوهابية الذي لا يرى جمالا ولا يحسه . وتكونت الغلظة مكان الرقة .. أو تحولت القسوة عنده رحمة والقبح استحال جمالا.
ولما صار حال هذا التوحيد بائسا وليس لديه جمال فاضطر حملته إلى توحيد قائم على الإكراه والكره. وابتدعوا سل السيف حتى يأتي توحيد الحب والتوكل والخشية والإخبات.
ولكن هيهات: هل يمكن بناء الحب والفناء في الله بالإكراه؟ 
إن طريقة المسيح هي (هجومية الجمال) وعلينا أن نفعل مثله عليه السلام.

اقرأوا له في نجم الهدى مثلا عندما يتحدث مبهورا عن الذي حول جيل الصحابة من وحوش وحب للخمر والزنى إلى ملائكة وطير تحلق في سماوات الروحانية  (لقد حدث إعجاز غير مسبوق في تاريخ الدنيا مع أصحاب محمد).. كانوا جثثا هامدة متناثرة من أثر هجمة وحوش الخمر والشهوة والقسوة فتراهم يتحركون ويتجمعون وتتلاحم أشلاؤهم ويعودون أحياء ويقفون على أقدامهم منطلقين.
..
يا أيها المسلمون وحدوا ربكم كما علمكم مسيحكم .. وانظروا إلى محمد بعين الجمال والكمال التي نظر بها مسيحكم وكفى تكبرا ولا مبالاة وعجرفة.
يا مسلمين طيروا كما طار الصحابة وادخلوا متحف الجمال في المدينة كما دخل المسيح وكما دخل اصحاب المصطفى. صلى الله عليه وسلم

 ...