التوحيد الفاخر المحمدي = على خطى المسيح الموعود.
عليه السلام
خطى توحيد مبني على حب يتملك ويغار من الشركة ويستولي على القلب وحيدا فريدا .
خطى مبنية على طبيعة الفطرة
الإنسانية.
البداية
إننا
كائنات مختارة . الإنسان كائن يختار وينتقي لنفسه
.
يختار أن يسمع أو لا.. يأكل هذه اللقمة المحرمة أو تلك
الحلال.. يتزوج هذه المرأه أو غيرها.. أو لا
يتزوج أصلا..
قد يسمع أو لا..
وممكن أن يفكر فيما سمع أو لا.. ويمكنه يختار الجميل أو
لا يختاره. فيحلو في عينيه القبيح.
...
أنواع بشرية
------
الطيبون الطبيعيون يتبعون أحسنه أي يختارون ما حلا وطاب
لهم.
وممسوخوا الفطرة يختارون النتن والقبح ولذلك يحشرون ضباعا.
يختار الناس ما طاب من الطعام، ويختار الرجال ما طاب من
النساء ويختار طلاب الحق ما طاب من الدين؟ أي ما تناسب من الحق والخير والجمال .
....
كيف يعمل العدو؟
----------
يعشق
العقل كل جميل في رؤيته.
والشيطان يزين للعقل القبيح
.
كيف
يعمل الشيطان؟ يعمل بالرفق والحكمة الشيطانية ويجمع أتباعه يجذب الناس.
هل يجذبهم بالحب
أم بالإكراه؟ هل يقتل الشيطان المرتد عن دينه؟ لا..
الشيطان يعمل بالقانون الطبيعي ويعتمد على الجذب في بناء
مملكته، ولكن الوهابيين يعتمدون على الإكراه والكره فهل يكون توحيدا وهل تثبت مملكتهم؟
...
الحياة والتحدي
--------
صاحب المحل يجذب الزبائن وكذلك أصحاب الشركات يجذبون عملاءهم.
وكيف
تعمل الانتخابات؟ بالجذب بالحق أو بالباطل.
وما فائدة الرشاوى الانتخابية إلا الجذب؟! هكذا يتحدى
الشيطان.
....
فهل يثبت الإسلام في معركة الإقناع والجذب والجمال والرغبة
المقتنعة؟
لهذا بعث الله مسيحه ليرد على تحدى الشيطان، والمسيح الموعود اتبع الفطرة وأجاب منادي الحب.
وبالحب بعثه الله وبالحب نزل ابن مريم . نزل بالقلم ليكبت
الله به من يزعمون أن دين الله ليس فيه جمال ولا ينتشر سوى بالسيف : أي أنه قبيح لا
يحيا إلا بالإكراه.
ومادام الدجال جاء بالجذب والحب والرغبة ويتحدى الإسلام
أن ينافسه في الجذب فهل يتراجع الإسلام؟
حاشا
لله فلن يتراجع الإسلام ولن يستعمل الإكراه ولن يدع الدجال يستخدم التزيين ويغري الناس
ويدمر إيمان المسلمين بالإقناع.
وهب الله المسيح الموعود قلما، كان الكلام السيال منه
أحلى من نساء التنصير وأروع من خمرهن نشوة. وكان كلامه أقطع في القلوب من مائة ألف
سيف كما قال هو. عليه السلام.
....
الله الأجمل
---------
لن يصبح الدجال أجمل وأحلى من محمد. المسيح يجمع بين الحسنيين
جمال الحلال وجمال ذي الجمال..
المنصرون يجذبون بالحرام ونحن نجذب بالحلال (بالقلم) فقد
غلبت كتب المسيح الموعود حلاوة الكتب الأخرى من براهين أحمدية رائعة وكرامات صادقين
جميلة.
توحيد الله :
عندما نقرأ كتب :البراهين الأحمدية وكرامات الصادقين وإعجاز
المسيح في تفسير الفاتحة نجد كمية هائلة من الحب في الإسلام .. ياللروعة : إنه هو دين
الحب. ففي تفسير صفتي الرحمن الرحيم ينكشف
مدى الحسن الإلهي ، وينصحك المسيح بعد تفهيم كلمة الحمد أن انطلق في الفكر والبحث والاستقراء واستنفذ كل قواك حتى تجد مملكة
المحامد وتسيح فيها وتتجول..
هاهي الرحمانية تصنع الشيء دون استحقاق ودون طلب ودون
دعاء ودون معرفة به من الناس، ( وآتاكم من كل ما سألتموه ) وتقتضي أن يسبق الله إحساسنا
بالحاجة، فلا ينتظر لنقول: آه لو أن الله جعل الشعر يقف عند هذه الحدود على الوجه،
فالله استبق وحدد تخوم الشعر على الوجه البشري، وجعل الماء متوافرا وجعله يتبخر كله
وجعل الماء جاريا وعذبا وجعل له دورة عالمية.. واستبق وجعل للأم حنانا ولبنا ترضع به
وجعل لها عناية فائقة واهتماما بالغا. واستبق الوعي والطلب وجعل البصر منا يتعاون عليه
عينان بدلا من واحدة كل جهة كالحصان. واستباق الضرورة من أعظم معالم الرحمة الرحمانية..
والضرورة تقتضي رعاية الله لما يلزم وحان محله .. وتقضي بانتظار وتحقق الفرج عند شدة
المحنة – وقد أعطى الله أمثلة الليل والنهار والربيع والشتاء والمرض والصحة وتجدد أجيال
النبت في حضورنا وكلها أمثلة ليست عبثية بل للأمل.
مملكة المحامد . :
هذه المملكة موجودة في الكون وقليل من يعرفها .
(كما لو وجد المتحف الشامل المجاني والذي فيه كل شيء من
كل زمن، ولكن لا يعرف الناس عنه شيئا، وهو
في المدينة التي يعيشون فيها ، ويقول أحدهم لقد ذهبت مع أسرتي اليوم الى أشياء رائعة
في المتحف الموجود في المدينة.. فيتعجبون ويقولون أين هذا؟ أين هذا الجمال؟ هنا في
المدينة؟) .. فكذلك مملكة ومتحف الحمد، هذه المملكة واسعة تدخلها وتسيح فيها وتخرج
منها مؤمنا يقينا أن الحمد كله لله مجموعا مستغرقا شاملا كاملا. وأنه في ذاته جمع كل
أنواع الجمال اللائقة به تعالى، وأن هذا الإله
كان كنزا مخفياً ،فأراد أن يتفجر هذا المنبع من الجمال فخلق متحف الحمد المقسم إلى :
1- متحف
الربوبية ( وفيه من الفلك والأحياء والكيمياء والفيزياء).
2 - فيض
الرحمانية ( وفيه من الفلك والأحياء والكيمياء والفيزياء)
.
3- فيض الرحيمية (
وفيه من الفلك والأحياء والكيمياء والفيزياء والكرامات).
4- فيض المالكية
( وفيه مالا عين رأت ولا أذن سمعت).
محامد الله الكامنة في الأعضاء:
---------------
الحمد لله على الأوردة والشرايين والكبد ثم القلب. والشرايين
الذاهبة إلى الكلى والأوردة منها.
(إن
جمال شرح ما يحدث في الكبد أو الكلى جدير أن يكتب في مجلدات من الحمد، كل جملة منها
تحميدة ، ومن المفروض أن دكتور الكلى يذكر الله بصنع الروائع مكررا في كتبه مسبحا بحمد
من صنع ومن خلق ومن أعطى .
لقد ذهب المسيح الموعود إلى متحف الحمد ورأى ما فيه من
جمال بل كان يذهب إليه كل يوم. ويتخذه وردا له.
فعندما تقرأ كلامه
عن هذه المتاحف الأربع في كتبه نعرف عنوان المتاحف منه ونذهب نحن أيضا الى هذه المتاحف.
فنكتشف أن الله هو الجميل الوحيد.
وأنه لولاه ما كان كل جميل.
فلولا جمال الله لما صنع كل هذا الجمال.
فلن يصنع أحدهم ديكورا مدهشا إلا إذا كان عنده حسن الجمال
وحسه وذوقه.
العالم بالديكور هو من يصنع العجب من الديكور.
المفروض (بعد أن عرفنا الجمال في العالم وفي المتحف) أن
نتجاوز جمال المتحف ونقول: من الذي صنع هذا المتحف؟
فيقول الله (أنا صانع هذا الجمال كله).
فنرد
قائلين: تباركت إن فاقد الشيء لا يعطيه. فأنت أعطيت كل هذا فيقينا لا شك فيه أنك الله
الذي هو أجمل من ذلك كله.
....
حب مسيطر لايطيق شريكا
------------
قال رب الكرم وهو يكرم:
اقرأ وربك الأكرم (فهو الأكرم من كل ما رأيت من كرم).
وهو الأجمل مما خلق .. والأكثر جذبا بالتأكيد.
لا تظنوا أن الله قد خلق الكون جميلا كي يجذبنا للكون
..هذا خطأ.
فقد خلق الجمال لكي ننجذب إلى صانع هذا الجمال.
ولكن الناس انجذبوا للجمال وتركوا الأجمل .. وانجذبوا
للكرم وليس لصانع الكرم .. وخالفوا النصيحة: (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله
الذي خلقهن).
عند ذلك نكون مرآة تدل على ربها، وزجاجا يشف عمن وراءه،
ونافذة تنكر وجودها وتثبت وجود النور الذي هو خارجها. تنمحي ذات الشخص ليصير مجرد زجاجة
تبين الماء الجاري تحتها.
....
عندما ترى الفطرة الجميل الحقيقي تتذكره وتقع في الانجذاب
لواهب هذا الجمال .. علينا أن نتوب لأصل الفطرة ونقع في حب الله. أوفي حب الذات الإلهية
التي هي مصدر كل جمال.
ونناجي الله كما ناجاه حامده محمد صلى الله عليه وسلم:
.. لك الحمد أنت رب السماوات ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات ومن فيهن ولك الحمد
أنت قيم السماوات والأرص ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن. ولك
الحمد أنت الحق ووعدك الحق.. الدعاء.
(وعدك = "غيبك") فغير المرئي أهم من المرئي
(ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق)..
...
رب السماوات والأرض خلقهن كدليل على جماله .. فهنالك جميل
يصنعه ويربيه.. ومن جميله أنه يقوم على هذا الجمال.. وينور هذا الجمال.. هناك جميل
وراء ما نراه من جمال.. له غيبيات جميلة عديدة لا نراها.. ولكننا نؤمن بها بيقين..
فنؤمن بجمال الجنة. ونؤمن بعدل الله ورحمته في الآخرة.. ونؤمن بصحة مواقف الله يوم
الحساب..ونؤمن بجمال تواصل الله مع الناس.. ونؤمن بجمال النبيين.. ونؤمن بجمال خاتم
النبيين.
فنكتشف من رحلتنا في كتب المسيح ومتحف الجمال.. أن يا
الله _ يا من لا نراك _ أنت رب الأشياء وملكها وقيومها ونورها، وليست هي ربنا بل أنت
خلقتها لنعرفك.. ونؤمن الآن بما لا نرى مما تكلمت عنه ..فكل قواعد الفلاح حق. ووعدك
الغير مرئي هو حق ولقاؤك الغير مادي هو الحق والنار حق والنبيون حق ومحمد الحقيقي حق، وهو (خلاصة الإحساس بحمدك وفوران الشعور بحمدك).
ففي النهاية فائدة الخلق وجماله أن يكون عنوانا للرحمن
ودليلا عليه حتى نحبه هو ..
فإن استولى هذا الحب على القلب فإنه الحب الكبير بل الأكبر.
وهذا
هو الحب الحقيقي وليس المزيف..
وهو حب إن احتل
استبد وطرد ما عداه كما أنشد مسيح الله : (غيور فأحرق كل دير وجلسدا) ومعناه أن غيرة
حب الله أحرقت عبادة الآدميين المعبر عنها بالدير، وأحرقت عبادة الأصنام المعبر عنها
بالجلسد ، وليس معناها أن الرسول أحرق الأديرة أوالاصنام ، بل أحرق هواها بحرارة التوحيد.
إن شعلة حبه تحرق ما عداه من آثار الضلال :(دير) وآثار
الغضب: (الجلسد).إن
عبادة المال والنسوان والمعاصي غضب، وعبادة الصالحين نتيجة الخطأ في العثور على باب
المعبود الحق في آخر الطريق هو الضلال.
الناس
الذين لم يصلوا إلى العنوان الصحيح في نهاية الدرب بل دخلوا إلى البيت قبل الأخير
(بيت الخادم) فعبدوه وتغنوا بإطرائه قد ضلوا باب الواحد.
توحيد حق فيه خير العالم
------------
إذا عرفنا أن الله هو الأجمل فأحببناه ولم نشرك بحبه أحدا
فهذا هو الفناء وهو التوحيد الحقيقي
.
ولو سئل موحد: (هل أنت موحد؟..لأجاب نعم..
ولو سئل لماذا؟.. لقال: لأنني مجذوب محب عاشق ..فقد استولى الحب وتملك حتى
أصبح حبا وحيدا.
هو توحيد خاص بمحمد ومسيحه، ولذلك يثبت ويترسخ هو وتربيته
.. ومجتمعه مضمون
....
بخلاف
توحيد الوهابية الذي لا يرى جمالا ولا يحسه . وتكونت الغلظة مكان الرقة .. أو تحولت
القسوة عنده رحمة والقبح استحال جمالا.
ولما صار حال هذا التوحيد بائسا وليس لديه جمال فاضطر
حملته إلى توحيد قائم على الإكراه والكره. وابتدعوا سل السيف حتى يأتي توحيد الحب والتوكل
والخشية والإخبات.
ولكن هيهات: هل يمكن بناء الحب والفناء في الله بالإكراه؟
إن طريقة المسيح هي (هجومية الجمال) وعلينا أن نفعل مثله
عليه السلام.
اقرأوا له في نجم الهدى مثلا عندما يتحدث مبهورا عن الذي
حول جيل الصحابة من وحوش وحب للخمر والزنى إلى ملائكة وطير تحلق في سماوات الروحانية (لقد حدث إعجاز غير مسبوق في تاريخ الدنيا مع أصحاب
محمد).. كانوا جثثا هامدة متناثرة من أثر هجمة وحوش الخمر والشهوة والقسوة فتراهم يتحركون
ويتجمعون وتتلاحم أشلاؤهم ويعودون أحياء ويقفون على أقدامهم منطلقين.
..
يا أيها المسلمون وحدوا ربكم كما علمكم مسيحكم .. وانظروا
إلى محمد بعين الجمال والكمال التي نظر بها مسيحكم وكفى تكبرا ولا مبالاة وعجرفة.
يا مسلمين طيروا كما طار الصحابة وادخلوا متحف الجمال
في المدينة كما دخل المسيح وكما دخل اصحاب المصطفى. صلى الله عليه وسلم
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق