بسم
الله الرحمن الرحيم
شرح
سيرة الأبدال
2
المقال الثاني
نحن في كتاب مكتوب بلسان عربي صعب المرتقى، يشرح صفات الصالحين
المقربين بألفاظ يدوخ المرء حتى يصل لمعانيها من لسان العرب.
إن كلمات الكتاب ملهمة لكي تهزنا بقوة قائلة: أفيقوا فأنتم أمام المسيح
الموعود. إن دعواه صادقة بدليل أنه كان هندي اللسان لايعرف العربية بأي مستوى
أدبي، إذن فإن مستوى لغته هذا لايأتي من طوق الإنسان، بل من طوق الرحمان الذي خلق
الإنسان وعلمه البيان.
نستمر في شرح كتاب سيرة الأبدال للكاتب الهمام عليه السلام:
وإني
أنا المسيح الموعود، وأنا الذي يَدفو ويجود، ويستقري التّقِيّ الذي يبغي الحق
ويرود، فبشرى للمتّقين.
من وعدكم الله به فهو أنا الكاتب، وأنا الذي يدفو، ويدفو يعني يجهز على العدو، أي أنا الذي يرد الهجوم على
الإسلام ويجهز على عدو الله بالحجج الدامغة فإذا هو زاهق.. أنا الذي يدفو ويجود.
يجود بمال العلم الذي وهبني الله منه الكثير. لابالدرهم الفضي ولابالدينار الذهبي،
بل بالحق والحكم الفصل فيما اختلف فيه الناس من الحق. هي أمور حق ولكن اختلاف
الناس فيها يصنع جوا يجعل الجمهور ينصرف عن الدين كله ويظنه باطلا، فيلزم معرفة
الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيها. وأنا أوزع الجود على طلابه فكلامي يستقري= يبحث عن تقي يستضيفه ليكرم
بالعطاء، والتقي يبحث عني، والتقي من طبعه أنه يجتنب البغي بينهم ويبتغي الحق ويرود= رائدا لامقلدا. ويرتاد البلاد ويتجول طلبا لمعايش
أهله ومن يقودهم، يتخير لهم مقاما حسنا، مكتشفا للأدغال لامكتفيا بالطرق الخارجية.
فبشرى لهم سيجزيهم الله عن ريادتهم. بعد أن نتفكر بتمعن نرى أن من أعرض عن الدنيا
وتعلق بالله تعالى وطلب معاني التنزيل فعلمه الله وأعطي هذه اللغة، وعبر عن نفسه
بقيم إسلامية فهو حقا مسيح الإسلام.
إن
التقاة ليس بهيْن، ووالله إنها تُضاهي الْحَيْن. ومن آثر التقات فهو ظأب رجل آثر
المماتَ .
الحيْن الموت، وظأب رجل أي سلفه، أي أنهما زوجان لأختين. والمعنى هو
المضاهاة.. والتقوى هي قتل النفس الأمارة
وقتل الكبر والكذب والتضحية بتقليد الناس والعامة والعلماء، وبناء علاقة شخصية مع
الله، بحيث يكون المرء على بينة من ربه أن هذا هو هو نهج محمد صلى الله عليه وسلم،
وهذه علاقة لاتسلم للمرء إلا بالخضوع لكل شروط الله تعالى، وأولها أن تنفك قبضة
النفس عن التمسك بمتع الدنيا واتخاذ مرضاة الله خطة مهما لاقى المرء من صعاب،
وأداء فرائض الله تعالى جميعا وترك كل ماحرم الله تعالى. وهذه التقوى تعني وداع
الدنيا والحياة عمليا في الآخرة. إنها موت أولقاء لله قبل اللقاء. ومن العلماء من
لو خير بين الموت وبين تغيير فكره وإعادة تعليم نفسه ومعاناة تطبيق مايقول على
المنبر في بيته وعموم حياته لاختار الموت على ماهو فيه من تقليد.
وهي
عقبة كَئُود أيها الفتيان، وهي الموت المحرق بالنيران، ثم هي الطِرف الموصِل إلى
الجِنان.
ثم يعبر عن اجتيازه لمراحل التقوى، واقتحامه هو لعقبتها، وهي تحقيق نبذ
كل الآلهة إلا الله، والتعرض لغضبهم وتهديدهم. وحصارهم باستخدام متاع دنياهم، ومن
اجتاز هذه العقبة وألقى نفسه في نار غضب الدنيا وشرب من كأس لاإله إلا الله مات عن
حياة الشرك، ليبقى الله وحده في فضاء روحه. وفقه معنى: لاإله إلا الله. هذا الكأس الناري نشربه ليتم
لنا حكم بالحياة من الله. ومن رضي هذا الموت نودي أنك قد بقيت حقا، وعاين بقاءه
واستيقن.
ودخل جنة حياة جديدة، بينما جسده بين الناس لكنه ليس من هذا العالم، بل
قلبه مع الملأ الأعلى. هي الطرف = هذه جنة لايدخلها إلا من مات اختياريا وبعث سلميا، فيجد لذة في نار
الشوق إلى الله، وعند بابه تعالى تمتليء النفس بآمال عريضة في وجود كامل حقيقي،
لأن الله هو الموجود، ووجوده هو حق الوجود، ولاشقاء لمن كتب الله له ضمان الوجود.
وكل شقاء يمت بصلة لتهديد يهدد الوجود، فتثبيت الوجود وتأكيده وطمأنينته في قربه
تعالى هو السعادة والملذة العليا. وهو للمؤمنين في الدنيا جنة قبل الجنة.
أتحسب كم أمْتُ بينِها وبين حِمام الإنسان؟؟ إذا
بلغْتَ منتهاها واستوعبتها فهي الموت عند أهل العرفان.
لأنه من أهل العرفان فهو يتحدث عن شيء يعلمه. وعجبا لإضافة أمت إلي
بينها بدليل عدم تنوين أمت، ولايفعلها إلا محيط بلسان العرب لاتفوته منه فائتة. في
اللسان: يقال كم أمت مابينك وبين الكوفة؟؟ أي قدر. والمعنى: لا توجد معالم أرضية تفصل بين
التقوى وبين الحمام = الموت، فأرض التقوى عند
التحقيق والمواجهة الرجولية هي أرض وداع أعزاء الغريزة غير مأسوف عليهم، وأرض
الانسلاخ من أهواء النفس الثعبانية.
إن
التقيّ لا يخاف لَجَبَ الشيطان، ويحسب انثعاب دمه في الله كشرابٍ مُشَعْشَعٍ بالثِّغبان.
من شدة نور جمال الله وكماله وجلاله لم يخف التقي لجب الشيطان = جلبته، وما حسب انثعاب = جريان دمه على الأرض في الله كشرب أجمل كأس إلا من عظمة الرحمان
وعظمة استوائه على عرشه، عرش المجد والحسن والإحسان. ما أجمل هذا الظن والحسبان، وما
أحسن كلمة الثغبان في هذا السياق.. الكاتب يعبر
عن مكنون نفسه وأسرار جنانه. متحدثا بأسلوب الغائب عن التقي.. التقي يحيا تحت مظلة
الله فلا يهتم بضجيج الشيطان، وحياته الدنيوية كثوب خلق يلقيه للشيطان في زهادة لو
لزم الأمر. فليصرخ جند الشيطان بالتهديد، والتقي يحول كل تهديدهم إلى الله، هو
يتصرف فيه، التقي باع نفسه لله وانتهى
الأمر، وترك مع الجلد الغريزي المسلوخ كل مايملك الشيطان منه. وإن التقي لايبالي
القتل ولايرى فيه مايرى الشيطان، ولانفجار عين دمه وتدفقه من شرايينه على الأرض
حارا مذاق مختلف في روحه، فهو يراه كشراب مسكر مشعشع بالثغبان أي ممزوج بماء من غدير يلقي عليه جبل بظله فلاتصيبه
شمس فيظل باردا. لقد تفوق على كعب بن زهير وهو يقول:
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
كأنه منهل بالراح معلول
شجت بذي شبم من ماء محنية صاف
بأبطح، أضحى وهو مشمول.
المهدي يشرح آيات تنزيه الله،
متجلية في حياة المتقين، يشرح بكلمات قوية
وأحيانا صعبة متحدية عجيبة، وجمل مبنية كالقصورالمشيدة، تفصح عن عظمة الله تعالى،
وهي تتجلي في أحداث تتزامن مع رحلة الصالحين الحياتية، ففي ركابهم تنبع عيون معرفة
كمالات الله، ومع قافلتهم تنزل الملائكة برحمات هي ترجمة لصفات الله تعالى.
وللأتقياء علاماتٌ يُعرَفون
بها، ولا وليّ إلاّ التّقيّ يا فتيان، منهم قومٌ يُرسَلون لإصلاح الناس عند مفاسد
الخنّاس من الله الرحمان.
عندما يتغير جوهر المرء بعد موته وبعثه في حجر رضوان الله تعالى ويصير
نورا فإن تألقه لايخفى على العالم ويظهره الله. وهذا هو عين ماحدث مع الكاتب. فقد
أعده الله وسلحه للقضاء على الخناس عندما بلغ الطغيان مداه.
فمن علاماتهم أنهم يُبعثون عند ظلام يُحيط الزمان،
ويظهرون إذا قلّ الكرام والكرائم، وتأجلت الخنازير والبهائم، وكثر رجالٌ
يُبَغْسلون، وقَلَّ قومٌ يتهجّدون، وبقى الناس كَحَسْكَلٍ لا يعلمون ولا يعملون.
أول علامات صدقهم أن الضرورة تقتضي وجودهم، والضرورة هي ضرورة الوفاء
بالوعد وضرورة ثبات السنة الربانية، في نزول الرحمة الرحمانية عند بلوغ الظلام أوج
قوته..ربما يحيط الظلام بالزمان والغافلون الآكلون كما تأكل الأنعام لايعرفون عن
الظلام ولاعن خلاق النور والظلام. ولذلك لاتهمهم علامات ولا تقلقهم الظلمات. ولكن
العلامات تعني القلوب اليقظة، والضمائر الحساسة بما هو محنة، والتي تحس بالقبح
والنتن وتضيق به. هذه النفوس المتطلعة
لإنقاذ الله هي التي تهمها العلامات.
وعندما يبلغ الكرب مداه فالله لايسلم الصالحين لليأس، وعلى كل سليم الفطرة
يحسن الظن بالله تعالى أن يبحث عن نور الله عند اشتداد الظلام، وأن يرحل في الأرض
والكتب يحدوه حس أن هناك حلا وأن الله تعالى قد هدى رجلا. وسوف يجده.
فمن علاماتهم أنهم يُبعثون عند ظلام يُحيط الزمان،
ويظهرون إذا قلّ الكرام والكرائم، وتأجلت الخنازير والبهائم.
لابد للحس الإيماني وفراسته أن تتوقع تصرفا إيجابيا من الله عندما يرى
الكرام والكرائم تقل كما وكيفا، وخنازير الشهوانيين تأجلت = تحولت من أفراد إلى قطعان كثيرة العدد، وتحولت أعداد بهائم الاهتمام
بالطعام والشراب والكسل الروحي من أفراد إلى جماهير غفيرة.
وكثر
رجالٌ يُبَغْسلون، وقَلَّ قومٌ يتهجّدون.
وصار الاستعمال الرسمي لليل هو البغسلة وهو اللقاء الجنسي وكثر من يفعله، وقل في الليل عدد الساهرين ألما من
أجل الإسلام، والقائمين لله ركعا سجدا.
وبقى الناس كَحَسْكَلٍ لا يعلمون ولا يعملون.
الحسكل هو الرديء من كل شيء، فلا
يتعلمون أصلا أو لا يعلمون علما صحيحا ولا يعملون عملا صحيحا. صارت معادن الناس
رديئة قد فسدت علما وعملا عقلا وقلبا وروحا.
وفسد
الزمان وأهلك كُمَّلاً، وما ولد إلاّ زَعْبَلاً.
والمناخ العام قد صار مسموما بالخرافات والشهوات والسيئات والقسوة
والمذلة والجبن. ولو كان هناك معدن جيد ونبات ناهض، ومجموعة من الكمل فإنهم
يختنقون ويموتون في تلك البيئة السامة.
وهكذا لاتدفع الأرحام الأطفال إلا لمواصلة ضلال الآباء، والزعبل هو الصبي الذي لم ينجع فيه
الغذاء. فيعظم بطنه ويدق رأسه. أي أن المناخ الثقافي والخلقي يهلك النبت السليم
ويلد أطفالا معوقين لهم آذان شكلية لكن قلوبهم صماء ولهم عيون مادية لكن أفئدتهم
عمياء فلا يتناولون غذاء العقل، ولايهضمون كلام الله في الكون والنفس وعبرة
الحياة، ولا يستفيدون من آيات الله المبثوثة حولهم في الوصول لربهم وصفاته وسننه
ورسوله وطريقته.
صورة لحقيقة الحال ملهمة من الله لايقدر عليها إلا من أقدره الله.
يواصل القلم رسم صورة الظلام الشامل، من أنواع الكثرة والقلة، وقيم الناس علما
وعملا، وحالات التلوث وآثارها. كأنه يدخل بك في حوايا ظلمات الحال أو أمعائه،
ويدخل بك لتيه تلك الطوايا لترى ظلاما فوق ظلام:
ونزفت
عين السماء وما ازْمَهَلّت، وصارت الأرض جدبة وما أَبْقَـلَتْ.
أو صار الناس كمثل رجلٍ له جعندل ولا يأتبل،
وعنده كحلٌ ولا يَكْتحِل.
ومالوا
عن الحق كلّ المَيْل، فحفل الوادي بالسَّيْل.
ازمهلت انهمر المطر.. عندما نزفت
عين السماء فلا ينهمر المطر، وأجدبت الأرض. وتم هذا الفعل الماضي، فابحث عنهم تجد شرايين السماء حبلى على وشك أن
ينثعب منها الماء. من العجب اجتماع
الأمرين. فعندما تجف عين السماء فلا تتفجر بالمطر المنهمر، وعندما تجف الأرض
بالتالي وتصير خربة لاتبقل= ليس فيها
بقل تنتجه ولازرع نضير فقد اقترب الفرج، أو هو موجود ولكن في غير بلدك.
ابحث عنهم عندما ترى أمة الإسلام بائسة سكرى عما لديها من الكنز، جائعة
على أكوام الطعام، كمن عنده بعير قوي شديد (جعندل) لكنه تعيس لايعرف كيف تجهز الإبل للركوب ولايعرف كيف يسوسها ولاكيف يأخذ من وبرها ولا كيف يستفيد
من منافعها الجمة وهو معنى لايأتبل. لديها
كحل لعيونها من جمال القرآن العظيم المحفوظ الجاهز للإحياء والمساعدة على التحلي
والعلا، لكنها لاتكتحل فلا تقرؤه أو لا تفقهه، وليس عندها توتر الاهتمام بأعماق
المعاني والشغف بدرر أعماق البحر المليحة.
لقد اجتاز الكاتب خمس درجات جمالية عالية ليصل لهذا المستوى في خدمة
المعنى.
فبدلا من وصف واحد للظلام 1
انهمرت علينا الأوصاف، وكل منها يجعل رؤيتنا أصدق ويقيننا أقوى. و2 بدلا من تعبير
مثل: وصار الناس بيدهم القرآن ولايستفيدون منه ذكر مثلا رائعا أنهم كمن يملك جملا
قويا ولا يحسن إدارته ، و3 لكنه حين اختار الألفاظ لم يقل جملا ولا حسن إدارة بل
قال اسم الجعندل وفعل الائتبال. ليثير في أعدائه من العلماء
الحيرة والبلبال. و4 لم يكتف بذلك بل وضعها في قالب سجع ينتظم الجملة، ثم 5
ينتظمها مع الجملة التالية: كحل ولايكتحل، مزينة برد العجز يكتحل على الصدر
كحل.
والآن يتم جملته ليجيب عن سؤال تتجمع سحبه في النفس: ماذا يفعلون عندما
يظهرون؟ ويجيب:
يُجائيون الجَدب، ويُزيلون الودب، ويحشأُون
الشيطان، ويرفأون ما اخرَوْرَق ويُنَوِّرون الزمان.
ابحث عنهم حينئذ فسوف تجدهم هناك، في شخص المهدي عليه السلام في الهند،
وعبد اللطيف صاحب زاده رضي الله عنه في أفغانستان، يجايئون= يجابهون الجفاف بماء الله الذي يتفجر بين أصابعهم، ويزيلون الودب= سوء الحال بالمال الذي ينثرونه حولهم، فيبارك الله
في الأرض ببركته، وتروى رياض الإسلام بتضحياتهم فتزدهر. وإنهم يحشأون= يطعنون الشيطان طعنات نجلاء
نافذة تبلغ الأحشاء، ويصلحون بالله
الخروق، ويبينون الحقوق، وينقلب ظلام الزمان نورا، وليل الجهل نهارا.
ومن علاماتهم أنّهم قوم لا يجدون أحدًا يأخذ
جلالتُـه بقلوبهم.
ولا
يَـعُـدُّون كدودةٍ من لم يتطأطأ ولم يغترف من شُؤبُوبهم.
ويقعون
في أُلهانيّة الرب ويؤثرونه في جميع أسلوبهم.
هم يجمعون بين تمام العزة بالله، وتمام التواضع للخلق.. فلا يحسون
برهبة الخلق بل يرهبون الله وحده، ولا يحتقرون أحدا من خلق الله بسبب صعوبة الرؤية
عنده. قد كمل لجوءهم وانحيازهم إلى الله واستقر مخيمهم عند أبواب الله تعالى.
وينصرون من ناء به الحِمْلُ ويُدركون من هوى
بوظوبهم.
بعثهم الله لمواساة الخلق ويرسل الله العون للناس على أيديهم وبدعائهم،
يربون ويزكون ويتعاهدون تلاميذهم بوظوبهم= بالعطف ويواظبون على موالاتهم بالصيانة.
لا يأخذهم أَفْكَلٌ أمام أحدٍ من الأمراء.
أفكل = رعدة.. شجعان لاتأخذهم الرعدة أمام السلطات الأرضية، فهم نبلاء الله
ينتمون للملك الأعظم الأكبر، يعلمون أنه حق على الأمراء إجلالهم وليس حقا عليهم
الرعدة عندهم.
ويَأُلُّـون في سبيل الله الذي أشرطهم عند فساد
الزمان وشيوع الأهواء، وما يحملهم على ذلك إلاّ مواساة الناس وأمر حضرة الكبرياء.
سابقون أولون إلى الخيرات والإسلام لله والعطف على خلق الله وبذل النفيس في سبل
الله وتخفيفا عن خلق الله.
تبارك الله الملك الحق لاإله إلا هو رب العرش الكريم الذي أشرطهم = جعل وجودهم متوقفا على
الضرورة، أي جعل وجود هؤلاء ممكنا، وأتم بفضله وعونه جهود تطهرهم فأثمرت طهرا
تاما، ورعى دوام وجودهم، فأحيانا يقل وأحيانا يكثر عددهم، وبذلك يرد الله
بصفاته وجدواها وقدرته وسعته على نظرية الخطيئة، التي توئس من عظمة الرحمة، ومن
وجود الأبدال، وتهد من أهداف الوجود الإنساني ونجاح مشروع الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق