الخميس، 13 يونيو 2013

ألم يأن لدار الإفتاء أن تقوم لله شاهدة بالقسط ولو على نفسها ؟ لقد سالت الدماء في شرق العالم كثيرا وساهمت في سفكها فتاوى مشايخنا غير المتحققة


تسيل دماء غزيرة من الناس في العالم بسبب تشجيع علماء مصريين لتكفير مسلمين شاهدي الشهادتين ومن عشاق محمد صلى الله عليه وسلم.
وممن تسفك دماؤهم بسبب التكفير: المسلمون الأحمدية.
لذلك ننشر هذه الرسالة بيانا، وقد أرسلت إلى بريد فضيلة الدكتور المفتي الإلكتروني، لعلها تصل إليه، لعله يعطيها عناية عميقة، لعل الله ينير له طريقا، ويكون إماما في إيقاف أو الوقوف سدا أمام ماضي هذه الفتاوى، التي جلبت غضب الله تعالى.   
السيد المحترم فضيلة الدكتور مفتي الديار المصرية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المهندس فتحي عبد السلام مبارك هو كاتب هذا الطلب .
أتقدم بهذا الطلب راجيا المولى عز وجل أن يشرح صدركم لتناوله بكل عناية.
الطلب هو إنصاف مظلومين ظلمتهم دار الإفتاء، ومناشدتكم إرضاء رب العرش بإلغاء الفتاوى الصادرة من دار الإفتاء المصرية بتكفير أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وتكفير مؤسسها المسيح عيسى بن مريم المحمدي، المولود بالهند 1835م باسم أحمد، ومن تأدب الآباء هناك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يلحقون بالإسم كلمة : غلام.
إنه كلما قدمت شكوى ضد أحدنا أنه من المسلمين الأحمدية حولتموه إلى شيء يسمى القاديانية. فيكون أول ظلم الفتوى لنا هو تسميتنا بما ليس اسما لنا.
وتصدر الفتوى بالتكفير قبل وبعد أن تنسب إلى القاديانية أشياء عديدة شنيعة نتبرأ إلى الله منها، ومنها مثلا أن هذه القاديانية في عقائدها لاتؤمن بختم النبوة إذ ادعى مؤسسها النبوة مخالفا قاعدة: لانبي بعدي، التي أرساها محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها نقلت الحج من مكة إلى مدينة قاديان، أو أن لهم كتابا يتلونه غير القرآن، ويسمى الكتاب المبين، أو انهم يشطبون من كتاب الله تعالى فريضة الجهاد التي فرضها على المسلمين عندما تتوفر شروطها.
وبما أنه لايوجد كيان في العالم يقول بهذا ولو وجد فنحن نشجبه، وبما أننا نتبرأ من هكذا عقائد ومفاهيم فإن من الواضح أن الفتوى تصدر بناء على معلومات خاطئة تم الوثوق بها خطأ، وتصدر أحكام التكفير ضد وهم غير مرئي وغير كائن على أنه موجود وكائن، ثم يعامل أفراد الجماعة المرئيين على أساس أنهم هم ذلك الكائن. ويتم من المظالم ما يهتز له عرش الرحمن.
إن الفتوى التي تصدرها مشيخة أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يليق بها سوى أن تكون عنوانا للدقة الكاملة والتقوى المجاهدة الجاهدة، بل أن تكون نبراسا للأمم، وعلامة فارقة على نهج البحث العلمي يتعلم منه العالمون، وإن الفتوى الحالية التكفيرية بشأننا لايتوفر فيها مايليق بدار مفتي الإسلام الحنيف، الذي هو دين الله الأوحد الكامل الجمال والعظمة.
إن قادة الفتوى تأثروا بمولانا أبي الأعلى المودودي من الهند ثم باكستان، وهو من تولى كبر التهييج ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية، ونحن نعلم أن الله تعالى نزع البركة من كل مساعيه، ومن التيارات التي تأثرت به في بلاد العرب، وأن نتائج تحريضه قد شوهت وجه الإسلام في العالم وصبغتنا أمام الناس بصبغة من ينشر دينه بالعنف.
 وفيما يلي عقائدنا نسردها أمامكم، كي يتم إعادة النظر في أمرنا، فإن غضب الله ينزل على جدران الظلم والبهتان، وتنزل بركات الله والعزة على جدران الصدق التام، ويرفع الله أهل العدل والنصفة أمام العالمين.    
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وصحبه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين.
 إننا مسلمون، نشهد شهادة الإسلام، ونصلي صلاته ونستقبل قبلته، ونأكل ذبيحته، لانكفر المسلمين ولا نقر بدعة التكفير للمسلمين، والله لم يشرع لنا فعلا اسمه كفّر، بل شرع في ديننا أفعال: صلى وصام وتزكي، وليس التكفير من الشرع ولا من الفتوى الشرعية في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، ولاتكفير في سيرته حتى وفاته، ولا يوجد حرف واحد في علم الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كفر رجلا يشهد الشهادتين.  نشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له، ليس كمثله شيء، تنزه عن كل ما لا يليق، وتعالى عن الخطأ والمنام، والطعام والشراب والصيام، والمرض والقعود والقيام، وسائر حالات البشر وشبه البشر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخير خلق الله تعالى، وسيد ولد آدم، من أجله خلق الله الأفلاك. الذي نور الدنيا بسنته، وأنقذ الله المؤمنين من الإبادة بدفاع جماعته، لانبي لنا سواه، رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ونبيا. 
هو خاتم النبيين، لانبي بعده، ودينه آخر الأديان، وكتب الله أن يظهره على الدين كله، ولا رسول ولا نبي يبعث في أمته بعد موته سوى الذي تلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه وهو ابن مريم. حيث يأتي عليه السلام ليقيم من معاني التوحيد المحمدي ماهدمه من يتشدق بلفظ التوحيد، وينزل حافظا لدينه مجددا مصححا للتفسير الخاطيء. وقد عاش المسلمون 15 قرنا لايتعارض عندهم ختم النبوة مع نزول ابن مريم، ولايلغي نزول ابن مريم قول رسولنا : لانبي بعدي .. صلى الله عليه وسلم. هذا هو الحق الذي يفصل في كل القضية.
محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم خلق الله تعالى، من فضل نفسه عليه فنحن منه براء .. وأصحابه رضي الله عنهم هم نجوم الهدى وجلال شأنهم لايقترب منه مسلم يؤمن بالله ورسله، ومن سب أصحاب النبي أعلن الله عليه الحرب ونزع من صدره نور الإيمان وتركه يفرح بالبطاقة المكتوب عليها: مسلم. ومن انتقص من الصحابة فليس منا ونحن والله منه براء.
لو سألت أيا منا ماذا بعد لقال : أومن بالصلوات الخمس المفروضة، بأعداد ركعاتها المتفق عليها بين كل المسلمين، والمتواترة بمواقيتها، وبصيام رمضان لرؤية هلاله والإفطار لرؤيته، من الفجر إلى المغرب، وبزكاة المال كما شرعها الله تعالى، وبالحج إلى مكة لا نبتغي بمكة ولا بالكعبة بدلا، ووقوف يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة.
 وأومن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأومن أن القرآن كتاب الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، لكل شعب وأمة وزمن، حتى قيام الساعة، وأن الله أكمل فيه الدين وحفظه للبشرية إلى  الأبد. وأنه صالح لكل زمان ومكان لاتنقضي عجائبه ولا يمس معانيه الحية العميقة إلا المطهرون من الكبر والكذب وإيثار وشراء الدنيا، فلو تطهر طلاب الحقيقة من هذا وقرآوه آمنوا به أنه الحق، ولو تطهروا من بعد هذا حقا تعلموا منه دقائق الحقيقة.  
الجهاد
هناك جهاد الدعوة والموعظة المؤثرة أولا، وجهاد النفس الأمارة ثانيا، وثالثا جهاد بالقوة المسلحة للمستبدين بالعنف في عالم الفكر لحرمان الناس من حرية الاعتقاد، أوالطغاة دينيا، ولذلك ذكر الله الطاغوت بعد الإكراه في الدين، فالثالث هو مقاومة بالقوة للإكراه في الدين بالقوة.
 النزاع على الأرض والثروة النقدية ليس من الجهاد القرآني، والجهاد في القرآن كان إذنا من الله بالدفاع عن حقوق الإنسان في أن يعبد ربه بحريته، وكان إذنا لمن أخرج من دياره بسبب وحيد هو أنه يقول ربي الله.  إن مهمة الحاكم الساسي الدفاع عن بلده سواء في ذلك كل بلاد الدنيا، ومهما كانت حكومته، ولاعلاقة لهذا بإسلام ولابكفر، والدفاع عن الأرض البلاد وثروتها ليس هو الجهاد في سبيل الله، بل كان الجهاد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مقاومة للإكراه في الدين، ورفضا لقيام شعب ما بفتنة الناس في الدين، رغم أنهم تركوا لهم البلد وهاجروا.
ونؤمن أن الجهاد فريضة من فرائض الإسلام، شرعها الله حتى لاتهدم صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله، ولا تمحى حتى قيام الساعة لو توفرت شروطها، شرعها الله للمضطهـَـدين الذين يتعرضون للقتل كي يرجعوا لعقائد مضطهِديهم أيا كانوا، حتى ولو كانوا مسلمين لهم اعتقاد معين. 
إن الحرية الدينية لما تقررت للمسلمين بالجهاد تمكن الإسلام من عرض حجته فوجدت قبولا، وإن حجة الإسلام تزدهر وتثمر في بيئات الحرية، وكان الكافرون هم من يقف في صف حرية التدين، وإن الاختيار شرط لقبول الإسلام، ووضوحه هو من أسس إعلان الإسلام لأي شخص، ولاعبرة بإسلام المكره ولا بطلاقه، ومن يحرم الناس من حرية الاعتقاد يعترف إما بفشل تفاسيره وحجته أو بفشل قدوته، وهذا هو سر ميل المتأخرين في كل دين إلى نظم فكرية تتسم بصبغة الإكراه في الدين. 
تصديق أنباء القرآن والنبوة
وأومن بصدق نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم أن عيسى بن مريم سينزل فيهم إماما منهم، كما جاء في صحيح مسلم، كيف أنت إذا نزل ابن مريم فيكم وأمكم منكم، والبخاري: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم، وهو دليل أن الأمة حين مجيئه ستكون شبيهة بحال قوم عيسى عليه السلام، وأومن بصحة حديث أن الأمة الإسلامية ستتبع سنن من كان قبلها من اليهود والنصارى، شبرا بشبر، وتطبيقا لهذا أرى علامات الثقافة المتسللة من انحرافاتهم، ومنها دينونة الناس بالتكفير والقتل باسم الدين والإكراه في الدين، ولولا حفظ الله للقرآن لحرفوه، ولكنهم حرفوا التفاسير وانحرفت سلوكياتهم، تبعا لأهواء السياسة والنفس الأمارة.
وأومن بصدق نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم أن هناك خطرا داهما هو الدجال، سيخرج على العالم كله بفتنة شديدة، وما من نبي إلا وقد أنذر أمته هذا الدجال، فسياحته سياحة تشمل كل دول العالم، وسيصيب أهل الإسلام من فتنته، وأساسها هو نسبة الولد إلى الله، وتوقيت خروجه هو بعد فتح جيش المسلمين لمدينة الروم، وهي القسطنطينية، التي هي مدينة اسطمبول حاليا.
وبما أنها فتحت في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، (منذ أكثر من 560 سنة)، وصار فتحها رأي العين وواقعا لاشك فيه يوجب التصديق، وبعد ذلك خرج المسلمون من الأندلس في عهد فرديناند وإيزابلا ملكي إسبانيا، بعد اضطهاد مرعب، وخرج الإسبان حينئذ يكتشفون العالم ويستعمرون القارات، ثم شاركهم وخلفهم من أوربا من يصطادون الأفارقة ويستعبدون البشر، ثم خرجوا إلى بلاد الكثافة الإسلامية في آسيا كي يستغلونهم، ثم ذهب معهم القساوسة كي يصرفوهم عن دينهم. لذلك أومن أن الدجال قد خرج وساح في الأرض منذ مئات السنين، وسهل العثور عليه، ولا يوجد مايصدق عليه وصف الدجال أكثر من الذين أبادوا الإسلام في الأندلس، وهم قساوسة محاكم تفتيشهم التي أكرهت الناس على الكفر بالإسلام، ثم خلفهم من جاءوا بالمدارس والجامعات والكتب والترجمات والمطابع، يفتشون بطون كتب الإسلام، ويستخرجون منها مايموهون به على الناس أن نبينا كان دنيويا، ويتهمون الإسلام أنه دين باطل ودين الإكراه بالسيف. هؤلاء القساوسة انتهزوا فرصة احتلال بلاد الإسلام، وخططوا مهمات الإرساليات التبشيرية، المدعمة بأموال طائلة، وبمساعدات وتشجيع الحكام المتعصبين.
فهم أحاديث آخر الزمان في ضوء حقيقة: موت عيسى عليه السلام
وأومن أن نبي بني إسرائيل عيسى عليه السلام قد توفاه الله تعالى بمعنى: مات، وكما صرح هو عليه السلام في المائدة أنه لم يعلم بشرك قومه بعد وفاته، ونبي الله الخاتم قال مثله لما رأى بعض صحبه يسحبون للنار: وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم. واختار البخاري  تأخير ذكر تفسير آية آل عمران في معنى متوفيك: مميتك إلى سورة المائدة لتتضافر المسألة. ومن مات لايعود، كما هو محكم القرآن، وكما أجاب الله تعالى والد سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه لما تمنى على الله أن يعود للدنيا ليقتل من أجله تعالى.. ولقد صرحت آيات القرآن عموما بحتمية جريان سنة الموت على الجميع ومنهم الرسل الكرام، وأن الأرض كفات للأحياء. لقد صرحت سورة المائدة في قوله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى: فلما توفيتني كنت أنت الرقيب، وذلك في سياق جواب كل الرسل عن ما صنع قومهم: قالوا لاعلم لنا، أي أنه عليه السلام لم يعلم بتفاصيل شرك قومه تماما إلا بعد القيامة، وهو موت كموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال نفس العبارة في موقف مشابه يوم القيامة، وموت عيسى عليه السلام ضمن موت كل الرسل كان أول إجماع للصحابة في الإسلام حين نعي إليهم رسول الله، لأنهم آمنوا بالرسل كلهم لما آمنوا برسولهم، وكان النعي مجملا وواحدا.
وأومن بعدم عودة من مات من الرسل فلايجمع الله موتتين على رسوله، ولا يخرج رسول من جنة الله بعد وفاته ودخوله فيها، كما جاء في الدخان: لايذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى، وما هم منها بمخرجين. وقد جاء في الحديث أن والد جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) الشهيد بأحد، كلمه الله، وقال له تمن عليّ،  وتمنى الشهيد أن يعيده للدنيا، فقال الله تعالى: قد سبق القول مني أنهم لايرجعون، وهذا هو المذكور في سورة الأنبياء: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لايرجعون، والمؤمنون: رب ارجعون، لعلي أعمل صالحا فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها. وهذا من المحكمات..
الجمع بين النصوص: ابن مريم منا
ونؤمن بأنه إذا جمعنا النصوص ووفقنا بينها، ومن حتمية صدق النبى (صلى الله عليه وسلم) أن ابن مريم قادم، ومن النصوص الصحيحة أنه لابد ولا محالة أن ابن مريم لن يرجع، وبالتالى فابن مريم القادم ليس ابن مريم الذى مات، وإنما رجل مسلم منا.
وهناك مؤكدات إضافية أنه منّا.
1-                        من نصوص الأحاديث:
"كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وأمَّكـم    منكم"  (مسلم)
"كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم  منكم"  (البخارى)
فلو قارنا الحديثين بأسلوب القرآن:
·       "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم"  (البقرة)
·       "كما أرسلنا فيكم رسولا منكم"  (البقرة)
·       "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم"  (آل عمران)
·       "فأرسلنا فيهم رسولا منهم"  (المؤمنين)
·       "هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم"  (الجمعة)
نصل إلى أن أصل نص الحديث هو:
            كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم إماماً منكم
يكافئ آية الجمعة: بعث فى الأميين رسولا منهم
إذا عيسى القادم منّا.
2 - قوله تعالى:
"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم" النور
لنتأمل خلافة من قبلنا:
موسى (عليه السلام)  كتاب -  خلفاء سموا أنبياء - عيسى فيهم رسولا
وخلافتنا نحن لابد أن تكون:
محمد (صلى الله عليه وسلم)  كتاب  -  خلفاء  -  عيسى فينا رسولا منّا
و بأفضلية محمد (صلى الله عليه وسلم) ثم أفضلية الأمة، فالمفروض أننا نحن خير أمة.
ولو تأملنا  التناظر بين الأمتين:
خلافة من من قبلنا:
موسى عليه السلام  -  إساءة الشعب -  ثم مجيء عيسى منهم رحمة.
فلو تصورنا أن سلسلتنا هي: محمد صلى الله عليه وسلم  -  إساءة الشعب واتباعه سنة من قبله  -  ثم مجيء عيسى ( ليس من أمتنا) فحسب هذا الفهم نكون نحن قد ساويناهم فى الشر وسبقونا هم فى الخير، فكيف نكون خير أمة ؟
3 - بنص القرآن أن عيسى (عليه السلام) رسول بني إسرائيل خاصة. (ورسولا إلى بنى إسرائيل).. وجعله هو الذي بُشرنا به يجعله هو خاتم النبيين، ويجعلنا بحاجة لنبي لم يصر نبيا بالقرآن، مما يعطي معنى عجز القرآن أن يربي مثيلا لابن مريم فاقتضى الأمر مجيئه من غير الأمة.
إنه عليه السلام رسول قومه لا يتعداهم.. ويؤكده حديث الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) عن ما فضل به: وأرسلت للناس كافة وكان كل رسول يرسل إلى قومه خاصة.  ولا يخرج عن الحديث أى رسول. وقد جعل الله مولده وبعثه علامة على ساعة بني إسرائيل وقطع النبوة عنهم، ولايعود من نسلهم نبي لهداية الأرض، من غضبه عليهم، فتفسير النصوص بنزول نبي منهم هو مصادمة لا نقطاع شرف النبوة من هذا القوم من لحظة هذا الرسول. 
ويدعم ذلك كله وأن الله نجى عيسى بطريقة ربانية وبعثه ليكمل رسالته في بقية قومه في شرق العالم، أن الله لما ابتلى بني إسرائيل بالسبي في (وعد أولاهما) الذي ورد في الإسراء، فلم يرجع منهم من السبي سوى سبطين، حين رد الله الكرة على عدوهم، وكان العشرة أسباط الذين لم يعودوا معهم نفس الوحي الموسوي، ووعد الله بإرسال المسيح ابن العذراء، فإذا لم يتم عيسى عليه السلام رسالته بالرحلة إليهم لكان معناه أن الله أخلف وعده معهم. وحاشاه تعالى وتقدس.
تجميع ذلك كله مع خروج الدجال وتمام سياحته
وأومن أنه:  بناء على فتح القسطنطينية وخروج الدجال، فإنى أصدق أن قمة سياحة الدجال وإفساده كانت عندما وضع مشروع يستند إلى كتب ودراسات، وجامعات وإرساليات تبشيرية وجمعيات منظمة ممولة بالمليارات من الدولارات والاسترلينى، لتنصير المسلمين فى أكثف بلاد الله بالسكان المسلمين، وأشدها فقراً وأكثرها جهلا باللغة العربية ( حيث تروج فيها التهم ضد الإسلام بأنه دين السيف ويتهم النبى صلى الله عليه وسلم بأنه مزواج)..
وبعد ردة سبعين عالم فى الهند، وتبعهم نصف مليون مسلم متنصر، وتحدي القسس للإسلام أن يظهر قدرته على النضال ضدهم بالفكر والقلم: أومن أنه كان لابد من مُدافع عن الإسلام بالقلم، فى وجه من يتهم الإسلام بالعجز عن الإقناع، ويستعمل القلم مع منح الحرية الدينية..
 وأنا مصدق أن ابن مريم هو من قام بالدفاع عن الإسلام وانتصر فيه انتصارا مبهراً، وأوضح مدى عظمته بكل ما يليق به، و قال أنه ابن مريم الذى هو منّا، ولم يعلن غيره أنه ابن مريم ولم يفسر أحد غيره معنى ضرب الله مريم مثلا لنفس المؤمن الطاهر، فينفخ الله في هذه النفس الطاهرة حين تستوي حالتها المريمية، ويجعلها محلا لأنوار الإلهام.
ولأنه أيضا دعَّم دعواه بما يلى:
1-           وهبه الله علم العربية، بعد الدعاء لله وحده، بعد تعيير العلماء له بأنه ليس ضليعا فى العلوم الأدبية العربية (ألف اثنين وعشرين كتاب باللغة العربية بأسلوب مبهر وعجيب)..
2-           خسوف وكسوف القمر فى رمضان بالضبط، حسب حديث عجيب فى الدارقطنى يتعلق بعلامة غيبية، لا يمكن لجعفر الصادق أن يتحدث فيه إلا إذا كان مسندا مرفوعا للنبى..
3-           حفظ الله جماعته من الطاعون رغم عدم التطعيم، عندما اجتاح شمال الهند من عام 1898 حتى 1907..  فلما شاهدهم الناس ينجون استيقنوا بصحة معية خالق الكون ورب البكتريا معهم، مما سبب إقبال الناس على جماعته من المسلمين والهندوس والبوذيين في البنجاب، وارتفاع عدد جماعته من خمسمائة إلى خمسمائة ألف، وكانت البيعة من المسلمين ومن كل الأديان إلى الإسلام الحق..
إن نص البيعة هو أسس الإسلام التي لايرفضها مسلم درس القرآن والسنة.
إن جمع كل النصوص الواردة في الموضوع تحتم علينا أمام الله واجبا نخون الله لو لم نقم به وهو الشهادة أن هناك شخصين باسم ابن مريم، واحد منهما مات عليه السلام ولن يعود، والثاني هو رجل من أمة الإسلام سماه الله بذلك بسبب تناظرات عميقة بين الأمتين والمهمتين والشخصيتين والظروف.
 وأومن أن جمع الوقائع التارخية المؤكدة وتوفيقها مع النصوص الصحيحة ومع مايحدث حاليا كل ذلك يحتم اليقين بأن هذا المسيح قد نزل، وأن النزول لايعني نزولا من سماء فلكية، بل من سماء العطاء والموهبة، ومن سماء النصر والعون الرباني، وبالنظر لما استجد من حوادث التاريخ وحركة تحقق النبوءات فإن المسيح المحمدي المصدق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصل الأرض وأفصح عن نفسه بكل وضوح.
لقد جاء عيسى ابن مريم المحمدي حسب وعد سورة الجمعة: وآخرين منهم، وبتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم للآية، وهو يضع يده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجل من هؤلاء. جاء رجلا أصله من فارس، ولد في بلاد الهند، ورأى فتنة الدجال تنتشر والتنصير يكتسح، والمشايخ يساعدون القسس على إلصاق التهمة بالإسلام أنه دين السيف، وحزن على الإسلام فعزاه الله.
اسمه أحمد بن مرتضى، وإن أضيفت كلمة غلام إليهما من باب الأدب كما كانوا يفعلون في هذه المناطق، ونشأ في عبادة الله، طاهر الذيل محبا للسنة، وتعلم ماتسمح به البيئة وشغف بالقراءة والدفاع عن الإسلام. فاختاره الله ليجعله سلطان القلم للتأليف دفاعا عن القرآن والرسول والشريعة الربانية الخاتمة.
كيف صار عيسى؟ لقد صار عيسى لما تحققت فيه صفة مريم.
نعلم أن الشخص يكون من آل البيت عندما تتكون فيه جينات ملامح آل البيت الخلقية.
فمن كان مرآة لخلق محمد صلى الله عليه وسلم فهو ابن محمد، (أو من آله). ومن كان مرآة لخلق مريم فهو ابن مريم. وابن مريم يستحق اسم عيسى.
بالإيمان العميق والعمل الصالح يكون الرجل ابنا لمحمد صلى الله عليه وسلم، لأنه ورث ملامح روحانية محمد. ولأن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فهو أبوهم قبل آبائهم، وأزواجه أمهاتهم. وهناك معنى عميق إضافي في كلمة: أزواجه، فلما كانت الأزواج تعني الأمثال والنظائر أيضا، فإن أمثال الرسول الكريم ونظائره الروحية هم المؤمنون الصادقون وهو مثل مريم، وهو الذي ضربه الله مثلا للمؤمنين في سورة التحريم، ومريم في السورة مثل للرجل المؤمن، حتى لو كان المؤمن امرأة فإن الإيمان منها صفة رجولية، وبالتالي يكون المثل عن نفسية الرجولة المؤمنة، سواء كان الشخص رجلا أو امرأة.
إن الإيمان والصدق معنى رجولي، وإن النشأة الصالحة والشغل الروحي بالله هو روح المريمية، أو روح الرجل المؤمن الحق.
بل إن المثل ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم أول المؤمنين، وهو أول وأعظم مريم، حسب السورة.       
لسنا كفارا وليس ابن مريم المحمدي كاذبا.
إن التكفير في الفتوى جزافي، والله شهيد، سواء صدر علينا كجماعة أو أشخاص، أو على منهج أو شخص المسيح الموعود، إنه خطر وحكم على النيات، وهو عند الله مرفوض. وإن حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الله بكفر من كفــــّــر أخاه لاينظر فيما إذا كان المكفر عالما أو مقلدا لعالم مما يحتم عليهم عدم تسليم أنفسنا للمغامرة المميتة.
ولقد أوضحت لفضيلتكم الأوهام المتعلقة باحتمال استحقاق الكفر، وهي الصيغة المصنوعة خصيصا لإلباسنا تهمة الكفر (ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم)،  ونحرر لهم صيغة المسألة بأنها رجل واحد في كل تاريخنا قال أن الله طلب منه القيام بإعلان أنه ابن مريم الذي جاء في البخاري ومسلم. وليست أن شخصا ادعى، ولا أن الميرزا ولا القادياني ولا المهدي شخص مدعي النبوة، فنحن نؤمن ونجزم ونتفق أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا نبي بعده، ولا يأتي غير ابن مريم حيث قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم. المسألة هي إعلان تردد صداه في الصحف أن الله قد أنزل من كان مقدرا نزوله في الصحف. إنه عيسى عليه السلام: نزولا بكل ما تحتويه القضية.
إن هناك تاريخا من تدخلات السياسة هو ما تسبب في صوغ عقيدتنا من طرف البعض ( عفا الله عنهم) صياغة محرفة ليسهل إيهام السامع أننا ضد ختم النبوة، ولكننا الآن قد حررنا عقيدتنا فيسهل تبيين أن عناصرها ليست من الكفر في شيء، بل تدخل خلافاتنا في إطار الخلاف العلمي، الذي يجيز صواب الطرفين، مما يفتح لنا احتمال صوابنا مع إغلاق باب تكفيرنا.  وبعد هذا البحث وكشف الغطاء عن حيل الإيهام، وعون الله تعالى في إزالة الأوهام، نأمل إنصافكم ليتحول الحال من استحقاق الكفر إلى احتمال استحقاق الإيمان.
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتحي عبد السلام مباركالقاهرة 27- 5- 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق