الاثنين، 11 نوفمبر 2013

1 مقالات القبر العميقة .. يفهمها كل بلغته فهي عالمية بينة ورد فعل سكارى الجنازات



1 مقالة القبر الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم 
في عبرة الموت والجنازة

الموت ثم القبر يعني لقاء الله الحي، واستقبال حياة من نوع جديد، فهو قرين الحياة لا الموت، وأول مقال للقبر هو أنك ستلقى الله الواحد عندي، وتحضر أمامه ويسيطر على الذهن حضوره، وتتفرغ لهذه الفكرة الوحيدة: حضور الله الدائم. وتكتشف أنه كان حاضرا دوما، وكان شاهدا على كل مافعلت من قبح وإحسان.

وأعظم المذكرين بالموت وعبرته الحياتية محمد صلى الله عليه وسلم، وخلف من بعده خلوف نسوا الموت وذكروا الدنيا. 

وجاء المسيح ابن مريم عليه السلام، أمل العالم وجوهرة نبوءات الإسلام، يذكر بالتوحيد لله الحي، وبالموت وعبرته الحياتية. جاء وكتب وطبع الكتب وانتشرت كتاباته واهتدى به قليل من السبعة مليارات سكان الأرض.

والله يقوم بتيسير مهمة العثور على هذا المسيح لمن يبغي الحق ولو كان في أقصى أطراف الأرضين. 

  وهناك جماهير كثيفة لم تعرف ولم تدر، فهم مشغولون بالجري الدنيوي، وليس عندهم الاستعداد لتوفير وقت كاف وتوفير إخلاص وبحث عن الله وعن مسيحه، وتلهيهم بهرجة ظاهر من الدنيا عن بحث ملف بعثته. ويظلون مذهولين حتى يفجؤهم الموت.

 وتركوا الأمر لأحبارهم ورهبانهم من كل الملل. وليس عندهم وقت لبحث الأمر بكل صدق وبكل أمانة وبكل جدية وبكل شفافية.

وقليل من الناس قبل الموت عرفوا وبحثوا الأمر ولجأوا إلى الله ذاته للمساعدة، وساعدهم الله وأكد لهم أنه هو الذي بعثه مصدقا لدين محمد صلى الله عليه وسلم. أصل دينه وليس  ماحرفه المشايخ.

بعد أن نزل القرآن وترجم لكل لغات العالم فقد اتضح هتاف القبور بالبشر. 

تقول المقابر في صمتها التام كلاما كثيرا واضحا عالي النبرة.
تقول للصيني والياباني والمصري والسوري والليبي والأمريكي نفس القول، وفي صمتها بلاغة يمكن فهمها لكل شخص إنساني حيّ، وأقصد الطيب الحييّ، وعلى كل واحد ترجمته بلغته بعد فهمه.

تقول المقابر في صمتها: أن الوحدة فرصة للتأمل العميق، والله الموجود عندها موجود في ساحة الحياة الدنيا، وهي حصاد ماتم زرعه قبل القدوم إليها. وتصرخ بنا: أن السعيد من جاءها وقد حسم معرفة الله وفهم ماهو حق وباطل، والسعيد من استغل وقت فراغ وفرصة خلوة في الدنيا، فبحث عن الله بمساعدة الله، والمساعدة بداهة جاهزة لمن طلب وجه الله، ومن فعل هداه الله.   السعيد من أفاق من الغفلة على صباح الحمد، وعاش قبل موته زمنا في حمد الخلاق، وجاء وقد تصبغ بصبغة الحمد.

 تقول القبور أن الكسلان أو المقلد سيندم هنا، ولدينا لكم وقت طويل قبل المجيء عندنا، لتبحثوا وتعرفوا أن محمدا كان على الحق عندما أعلن وحدانية الله، وكان صادقا عندما دعا لحبه تعالى وتوحيد الانشغال القلبي به، وأنه رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا.
  
 تقول المقابر: يامن ألهاه التكاثر حتى يزور المقابر، تذكر أنك ستزورنا يوما فلاتعود من الزيارة، وطوبي لمن جاء يعرف الإجابات عن سؤال الحق والباطل. هنا للأسف يتوفر وقت طويل كل الطول لحسم ماهو حق وما هو باطل، فيامن ليس عندهم وقت لحسم أمر الحق والباطل، عودوا اليوم من تشييع الجنازة وخصصوا وقتا كافيا لمعرفة الحق كله، واعرفوا الله قبل المجيء هنا، لأن من جاء وهو لايعرفه فسوف يعرفه ولكن بآلام ومشقات.. تفرغوا قبل الموت للتعرف على ربكم من علاماته وآياته، وإلا تفرغتم هنا نادمين. 
القبر عالم مختلف عن عالمنا نصله عند الوصول بالجنازة إلى محلها حيث المدافن، هناك في وسط ساحة القبور الواسعة نقف حتى الفراغ من الدفن.

قليل من الناس يفكرون فيما يصح التفكير فيه.
والتفكير الصحيح هو: يجب ولابد وحتما عليّ أن أخصص فترة من عمري من هذه اللحظة لبحث قضية التوحيد، وصحة إعلان المسيح الموعود، الذي أعلن مجــــــــيـئه حسب المواعيد، وعليّ عهد الله أن أفهم ملفه كاملا منه أولا، ويـُــلزمني الشرف الشخصي بتحقيق الأمر من فمه قبل سماع أي خصم له: لأن الموت والحق والشفافية في حضرة الله سيطرق بابي، وقد يكون الطرق سريعا، وعيب أن أبحث الأمر في حر البرزخ وروائح الجحيم التي تهب على الكسالى في عالم الآخرة.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق