الاثنين، 11 نوفمبر 2013

4 ذهبت مبكرا أظن الجنازة ظهرا فإذا هي عصرا فمكثت بين القبور ساعة، وعلمت أني حاضر مع ربي وهو الحاضر أبدا ودوما.



الرضا عن الله سبحانه  
4
بسم الله الرحمن الرحيم

رضيت عن الله، الذي لولاه ولولا جمال صفاته وحُسْن ماسوّاه وهداه، ماكان شيء حميدا في هذه الحياة.

رضيت عنك رب وعن كل مافعلت وقلت وتصرفت وقدرت وعاقبت وجازيت.

رضيت عنك يارب يارحمن وعن رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وعن دينك العظيم الذي جاء به ولما حرفه المشايخ جلاه على وجهه المسيح ابن مريم منا صادقا صديقا.

رضيت عن كل ماخلقت، وعما صورت ونوعت وطورت وأبدعت، وعما دفنت من الملكات والكنوز وهديت، وعما ركبت وشكلت وأحكمت ووزعت ووصلت وفصلت.

رضيت عن كل دوران الفلك وتوسيع السماء وصناعتك للكوكب، وعن الرهافة والروعة في صنع كل شجرة هائلة وكل حوت مارد وكل كائن حي يسعى، وكل دقة دققتها في تكوين كل خلية وذرة وما دونها. ورضيت عن كل تسوية سويتها في عصب وشعرة وشعيرة، وعن كل تناسب في أبعاد وتقارب في أجزاء وتواصل. ورضيت عن كل وزن وتوازن في قيم كل متغير طبيعي من مكونات الكون.

من أين لنا بأي صفة حميدة ونحن كنا عدما فلاشيء فينا إلا من يديك، ولاحمد مالم يكن الحمد كله مقصورا عليك؟؟

من حمدك انتصبنا على قدمين، وتحكمنا في التكلم وترتيب حروف من المخ ذي الفصين، ونطقنا من مخارج الحناجر والفم والشفــتـين، وعلمتنا اللسان والدلالة فصارت لنا عوالم الفكر الشاسعة، وعوالم الروح الأوسع من كل مارأت العينان الماديتان في المحجرين.

من حمدك كان وجود المناظر الطبيعية الباهرة ممكنا، ولولاك مااخضرّ مااخضرّ من العشب والنبات وتلون ماتلون من الورود والأوراق والزهر والثمرات، ولولا جمالك ما أمكن لشتى الصفات الحميدة أن تلوح على ملامح الموجودات.

من حمدك نملك طاقة على الحركة والفكر والقول، طاقة يتم شحننا بها من مصادر غاية في الترتيب والإبداع، ومن تصرفنا اليومي بحثا عنها يتم الابتلاء والتربية والتنامي الخلقي، والتسامي الروحي والرقي، وبسبب محامدك نتحكم في جسدنا وحركاتنا بشكل مذهل عرفناه ممن اختلت منه الحركات.

لولا محامدك لما طارت الأقمار المصنوعة، على نفس قانون طيران القمر في الطبيعة، ولولاك ما سبحت سفن الفضاء في السماء، ولا التقطت الكاميرات الصور ولاتم تسجيلها وتخزينها والأصوات، ولاتموجت بها في الفضاء الموجات المرسلات، ولااستقبلتها المستقبلات.

لولا محامدك مااستطاع مخترع أن يختال باختراعه متباهيا منتشيا فخورا، وكان عليه أن يفكر فيمن صنعه وأبدعه وجعله سميعا بصيرا، وغرس فيه ملكة الكشف ومتعة التعلم ووضع في الكون كنوزا قابلة للكشف والتكشف،  وكان على المخترع أن يكون شكورا. 

يوم تدعونا فلانستجيب بحولنا وقوتنا بل بحمدك نستجيب.
وبك نصبر يوم نصبر على ابتلاء ونقف رجالا ثابتي الأقدام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق