الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

مقال أول في دعوة الملحد ليعود للإيمان بالله ولكن بطريقة صحيحة تطمئن بها القلوب


 

1    خطورة التهور واللامبالاة بوجود الله.

الرد على الملحدين قارئي الكون خطأ
 ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم:
بسم الله الرحمن الرحيم 

تمهيدات

الملحدون هم ضحايا المشايخ والكهنة عادة، ممن يسيء إلى الله والدين والغيب والآخرة.
ويصورون للناس أنهم هم والدين شيء واحد يصحان معا ويبطلان معا.

والحق أن المشايخ والكهنة ناس معرضون للصواب والخطأ، والشخص العادي يمكنه تجاوزهم والتوجه إلى الله مباشرة بدعاء خالص متضرع، وكما يطلب منه الشفاء والنجدة من الخطر يطلب منه تعالى كشف الحقيقة وبيان ماهو يرضيه وما يسخطه.

وقد حدث هذا في التاريخ مرارا،  وآخرها توجه رجل مسلم في الهند إلى الله تعالى يشكو من مشايخ الإسلام وكهنة الأديان الأخرى لعدوانهم ومايملأون به الفضاء من أخطاء، وأنهم جعلوا الناس يلحدون أو يتركون دين الإسلام إلى متاهات عديدة، فعرّفه الله تعالى الخطأ والصواب ليبلغ الجميع. 

تعالوا أيها الملحدون إلى ساحة كتابات المسيح المحمدي وشمروا السواعد لدراستها،  فستجدون راحة القلب لو أخلصتم البحث. وستجدون ربكم قريبا منكم ورحمانا رحيما.

ستعلمون أن الله الحكيم يضع الشيء في موضعه في الضرورة، وقد خلق الناس للرحمة، ( ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم .. إن الضمير في لذلك يرجع للرحمة كما نص عليه العلماء الربانيون) قرار خلق روح تحس يعني عند الرحمن ضمان سعادتها في النهاية..  إن قرار الله تعالى بخلق روح مختارة (قد تعصى) هو قرار مسنود ومضمون بصفة الرحمن الذي سبقت رحمته غضبه. خلق الله الناس مختارين للرحمة في مصيرهم، وأدخلهم في تمارينها وفي مراحل النمو، وخيرهم رغم أن الاختيار قرار خطير، ورحمته تتبع الاختيار وتعالج آثاره، ومصير كل الناس الجنة في النهاية بعد التخرج من مراحل التدريب. ( وأما الذين شقوا ففي النار خالدين فيها إلا ماشاء ربك إن ربك فعال لما يريد.) والتفسير المعتمد للآية هو أن جهنم سيأتي يوم ليس فيها أحد..  والله لايلهو ولايعمل بالمزاج كالأطفال، وليست القبضة في النار أو الجنة عشوائية ومزاجا وجبرية وتسييرا كما يهرتل المهرتلون. 

سينصحكم وسيوقفكم (لو طاوعتم) أمام الله الذي لاتعرفونه الآن، لتطلبوا منه تعالى أن يعرفكم هو بنفسه، وأن يفتح لكم سبيلا لتتعرفوا إليه، مخلصين متضرعين بأدب جم، لأن احتمال وجوده وسمعه وتجاوبه يستحق عمل حسابه بكل احترام.

واعلموا يقينا أنكم ستؤمنون بالأحد الذي لم يلد ولم يولد ستؤمنون، سواء بعد الدراسات العميقة، أو بعد حدوث كوارث لكم لاينجيكم منها سوى تجربة دعاء الله الواحد وانتظار فرجه،  فيفرج الله عنكم الكرب وتتضح لكم الحقيقة. 

هذا أمر مفروغ منه عند ربكم ولايفيد إنكار الحقيقة الصلبة صاحبه، والهرتلة الفكرية عند ريتشارد دوكينز لاتنجي أتباعه من بحث الأمر بأنفسهم تفصيلا تاما كاملا. لاتقليد يقبل في الإلحاد فكفى العالم تقليدا.
 
فإن انتهت الحياة الدنيا ولم تؤمنوا واجهتم حضرته تعالى في القبر أي عالم البرزخ، وواجهتم تعليما هناك وندما واكتشافا أن الله قد قدم من أدلة وجوده مايكفي في الدنيا، ثم هي هي سوف تعاد عليكم في الآخرة، ولكن الفرق هو انتباهكم وتفرغكم وتركيزكم الكامل هناك، ثم إن التعليم هناك يتم في ظروف غير مريحة.

 ستعاد على مسامعكم أدلة القرآن على وجود الله فاقرأوا (من الآن، وفي البراح) سورة الرحمن، وافهموا منها وجود الرحمن، قبل أن تقرأوها في الضيق ولامجال أمامكم غير القراءة، ولاشغلة بعد الموت ولامشغلة سوى الفكر، وممارسة الفلسفة الحقيقية لاالهلفطة، والاستنتاج والبرهان والدليل والتفاصيل. 

التشتت والذهول وضياع التركيز هو أكبر أعداء البشر، فركزوا في الطراوة والتكييف الآن لتعلموا وجود ربكم الحق، قبل أن تعلموا وجوده في شدة الحر وشدة التركيز في نفس الوقت. 

واعلموا أن الله خلقكم للرحمة لا للعذاب، ومن لم يفهم في الدنيا فله ملحق للمذاكرة، وذلك في عوالم الآخرة، بعد الموت في البرزخ وفي ساحة الحشر وفي عذاب النار.

 العذاب رحمة لا لمجرد للعذاب، وهدفه تمرير الشخص في تعليم لامفر من النجاح فيه، وهذا يقتضي في الآخرة جسما خاصا جديدا متين البنيان، يصلح لتلقي التربية دون أن يختل العقل أو يحدث تدمير للكيان. ومن يدخل الجحيم فهو يدخل جامعة ربانية للتفهيم والاستيعاب، ليتأهل لمواطنة الجنة وحسن العيش مع الناس ورب الأرباب.


دراسات

لو كان إلحادكم بسبب مايقدمه المشايخ المخرفون من خرافات فالله أراحكم من هذا وأرسل مسيحا من المسلمين، يكتب ويشرح ويعنف كل أصناف المشايخ، ويلومهم على تنفيرهم عباد الله عن دين الله.
في المسيحية واليهودية والإسلام ومذاهب الفلسفة تم افتكاس النظرية الجبرية، وأن الناس غلابة والقدر هو المتحكم، وقبضة عشوائية في الجنة وأخرى في النار، وكلها هرتلات يبرأ ربكم منها ياشباب. الله عند أرقى حسن ظن ممكن، فتسابقوا في إحسان الظن، وكلما ترقى ظنكم به اقتربتم من الحق، واصنعوا لحسن الظن جائزة عالمية جبارة. 

 عودوا لدراسة تعاليم الإسلام من خلال كتب راقية التقديم، وأرشح لكم البدء بكتاب: فلسفة تعاليم الإسلام، الذي كتبه المسيح ابن مريم المحمدي على موقع: إسلام أحمدية دوت كوم.. ولمن له ثقافة علمية أرشح له كتاب: الوحي والعقلانية والمعرفة والحق، للخليفة: طاهر أحمد رحمه الله.

لايحزننكم ماتسمعون من تخريف المشايخ وما يقصونه عن الإسلام من خرافات العفاريت وكبت الحريات الدينية وقتل الناس بسبب التفكير فإن فهمهم هذا ليس من الله، وهم يستحلون الكذب ويكذبون على الرسل،  ودستورهم هذا ليس مقصود القرآن.. تعالوا لفهم للدين لا تناقض فيه ولاخزعبلات. ولا يشوب التوحيد فيه شركاء ولا تعقيدات.. ولاعفاريت تركبنا ولا جنيات، ولا إكراه فيه ولاحرمان من الحريات.. دين يناقش حجة الملحد والمرتد بالمنطق مع احترامه ومنحه حقه الإنساني كاملا.

ستجد نفسك بعد الدراسة الجديدة وقد تنفست هواء جديدا ويصبح عليك صباح جديد..

  ستصبح جذلان فرحا وتوحيد الله تعالى قد جاءه التجديد، وعاد في عينيك إلى أصله التليد، وتألقت معانيه ودنت، ولم تعد سبل الله تعالى محجبة بالصعوبات والصدود والسدود والتعقيد،  كما يصورها مشايخ الموت الروحي وسدنة التقليد، بل نالها اليسر والتمهيد.

لو كنت دارسا ومستواك اللغوي مرتفعا فسترى اللسان العربي في مؤلفات المسيح وقد تألق في ثوب جديد، من كتاب كرامات الصادقين إلى إعجاز المسيح مرورا بنجم الهدى والتبليغ وسر الخلافة، وبقية كتبه التي كتبها بيده بالعربية. سترى الله تعالى يلهم هنديا (لم يذهب لبلد عربي ولا تعلّم في المعاهد العربية) من الجمل والتراكيب البالغة الجمال،  والألفاظ العجيبة المكنوزة في أعماق قاموس اللسان.  وسترى أنه بالعربية الفصحى يكشط الله كل الأغطية عن دقائق التقوى لابن مريم عليه السلام، فكأنك أمام امريء القيس والأعشى وقد أسلما، أو مع لبيد ذي الرأي السديد في الإسلام وقد غير رأيه وقرر الكتابة والتأليف بأسلوب يناسب عصرنا، ويفصل من علامات الساعة ماهم فيه يختلفون.

ستصبح بعد قراءة الكتب ومعك شمس خاصة مضافة، تلقي بضوئها على القرآن فتبرز جماله، وجنة نور خاصة وملائكة فيها مضيافة.
وستقرأ في كتاب كرامات الصادين تفسيرا للفاتحة تطلع من نافذته على جنة السورة. لقد أنزل الله الفاتحة سورة ثابتة المعالم لكائن مختار عاقل ليظل يصلى بها طوال يومه ويكرر: اهدنا الصراط المستقيم. وسيعلمك المسيح في الكتاب كيف تتمهد نفسك وتنصلح لاستجلاب الجواب وجذب محبة الله ونزول الهدايات للسائل الملح المتواضع.


تطبيقات

ماينفعش أسألك لماذا أنت خارج عن القانون ( أو ملحد) فتقول أن الآخرين خارجون عن القانون وهم من أهله( مشايخ). هذا كلام يصلح للومهم ولكن لايبرئك. لك عقل ينير لك، وضمير تستمع لصوته ورب تلجأ إليه، ويمكنك معرفة أن الخروج عن القانون خطأ.   
الحمد لله أنه لم يترك الناس دون نور  يهديهم، ووزعه على العالم حتى صار في المتناول، وقناتنا معروفة للكثير، وسؤال صبور يوصلك، والله مع الصابرين.

على كل من عرف ابن مريم واجب شكر الله على تفسير الفاتحة الذي كتبه عبد الله عيسى بن مريم المسلم المحمدي، لكي يكون سلوكه اليومي على صراط الله ومدرج السلوك إليه، وهو ينفق السعرات الحرارية التي تنطلق في جسمه من أثر الغذاء، وتسري في جزيئات الخلايا باسم الرحمن الرحيم.

  إنه لأمر غير معقول: أن ينفق الرحمن الرحيم من رحمانيته كل هذا الإنفاق ويوصل إلينا بطارية الغذاء والماء بكل حنان وود: ثم بعد ذلك نصرف ثروة الطاقة وشحنة الضوء المكنونة في الغذاء في سوق القسوة وغلظ القلب.  

أيها المشايخ القساة ويامن تنفرون الناس وتزيحونهم نحو الإلحاد: إن سلوك القسوة وغلظ القلب غير معقول ولا منسجم مع التسمية على الطعام في أوله. فلينظر الانسان إلى طعامه الصباحي بكل هذه الخواطر السابقة وهو يسمى عليه، والفيلم الرباني يمر في ذهنه بسرعة، ليختزن في قلبه نية حازمة حاسمة: أن يحيا يومه كله في رحمات يعطيها لمن حوله متواضعا وكإنسان محتاج وفقير إلى الله، مصليا على رسول الله الكريم.

لقد صار الصالحون النبلاء عملة نادرة..
من يسمي الله حين تمتد يده للطعام وهو يستعرض شريطا يقص رحلة هذد اللقيمات ليفهم العبرة؟ من يعبر إليه المعنى؟ من يترجم له لسان الكون ويعبر إلى لسانه؟ أو من يعتبر؟ من ينظر إلى طعامه أن الله صب الماء صبا عجيبا من مصب قانون بخر وفصل عذب وتكاثف وجريان سحاب ومطر هائل، وشقه طريقا بالتربة السوداء الخاشعة يمسها الماء فتهتز وتنمو وتربو بالخضرة؟؟ من يقدر ويثمن ويقيم تلك التربة ؟ وكيف جمع الله تعالى في الفضاء صخور الكوكب وعروق المعادن وكوكبها الله معا في الفضاء؟ وكيف شكل منها الجبال وفيها الطمي والرمال، ونزع بعوامل التعرية عناصر التربة في الدلتا وسفوح الجبال والسهول والمروج؟

اقرأ في هذه المواضيع أخي الملحد في أعداد مجلة ساينتيفيك أميريكان، وهي تترجم للعربية في الكويت باسم: العلوم. وعلى موقع مجلة العلوم توجد نسخ إلكترونية لأعداد المجلة منذ سنة 1995 حتى الآن. 

منظر المطبخ الكوني الشامل الذي يجهز الخلاق لك فيه طعامك مدهش ومحير. كيف تنبثق الشجيرات الرائعة من طين عجين؟؟ !! وفي نطاق ما نعلم عن قدرة الصانع البشري فهذا الانتقال في الطين (ووسط بيئة وجوّ معدّ منظم من بذرة وسماد إلى شجرة ورد تتألق في التربة السوداء) هو انتقال مذهل: ليس له سوى تفسير عميق شامل بسيط: إذن أنت يا رب ملك القوالب العجيبة تصوغ فيها التحف الغريبة الرائعة.
هكذا هو الخاطر المستقيم. إن فالق الحب والنوى، وكاشف كل غطاء عن أجمل الأشياء لهو الرب الأجمل.

 يصبح الإنسان منا وعليه أن يفكر هكذا في كل مامضى وهو يتحرك نحو صلاة الصبح ثم يفطر.
من يفعل هذا فقد بدأ يومه بحمد الله الأرحم. وحبذا لو تذكر دعاء وحمد الصباح : أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله وحده لا شريك له اللهم ارزقنى خير هذا اليوم وخير ما بعده وجنبني شره وشر ما بعده.

بعد الخروج من البيت:
بعد ارتداء الثياب والحركة نحو العمل فإن هناك أشياء مهمة جديرة بالالتفات إليها لتقدير نعمة الله والإحساس بقدره تعالى وتقييم حقائق الوضع الذي نحن فيه.

 نحن كلام الله، وكل عضو منا كتاب كامل من بحر كلمات الله، وجسمنا كله هو تفسير كامل من الله بكلمة كن الخاصة بنا،  وعلمنا الكلام بيانا وكلاما من كلامه، ولسان العرب من وحيه وإلهامه، ومعنا الكون كلام الله نذهب في طرقاته، ونستقل سيارة الأرض في فضائه، ونسافر حول مركز المجرة ومعنا كلام الله، يقول لنا في القرآن أن هذا الكون كلامه تعالى، ويشرح الله بكلمات الكتاب كلمات الكون، وبجمال فذ وأسلوب جذاب، ثم لما طمس العلماء معاني كلام الله في الكتاب تكلم الله وبعث ابن مريم المسيح بإلهامه، يشرح الكلام القرآني الذى يشرح الكلام الكوني والبياني، والذى يحيط بالكلام.

 ومما شرح المسيح عليه السلام:
أننا نحن نحيا في عصر هائل فيه الزلزلة الموعودة، وفيه يجرى نموذج كامل ليوم الدين، وكل ما اطلع عليه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الكشوف عن المستقبل فقد اتضح وأتى تأويله، ويأتي كل يوم ما بقي منه، وهو عصر مدهش مذهل الأخبار. فحولنا يحدث نموذج للخلق الأول، حيث تتكون سماوات جديدة وأراض مغايرة، وتتشكل تفاصيل ملامح عالم جديد، يشهد أن الله رب كل العالمين في كل الأزمان ورحمانها ورحيمها.

ويحدث في طيات هذا وتبعا له نموذج لزلزلة البعث والإحياء من الموت، وازدهار العظام بعد أن كانت رميما، وحلول قارعة العقاب وسرعة الحساب وحشر الطواغيت ودحرجة رءوسهم نحو الهاوية، وحشر الصالحين في ظل وحراسة وأمن وحماية وصيانة ودفاع وبركات ومعاذ ربهم،  في جنة عاجلة مطمئنين متحصنين محصنين.
 نصبح والله يعيد قصة ابن مريم الأول مع ابن مريم المحمدي، ويعيد قصة انتشار دينه.

المسيح المحمدي نزل في بلدة في الهند تقع على خط مستقيم شرقي دمشق،  وصارت كتاباته منارة للناس تبين حقيقة الإسلام، وهذا هو معنى: عند المنارة البيضاء. وهاهي جماعته تبلغ بعد موته، وبالتصوير البطيء يموت المسيح الدجال بعد أن طعنه المسيح الصادق بحربته السماوية، وكانت الطعنة قاتلة ولكنه يتهاوى على مهل،  لتراه الأجيال وهو يخور رويدا رويدا.

هاهم المكفرون من أعداء المسيح يتعذبون. والصحف نشرت والسماء كشطت والموءودة تسأل الآن بأي ذنب قتلت. والمسافات قصرت واختصرت،  والعالم صار قرية معولمة، والنفوس تقاربت وتزاوجت وزوجت، والبحار سجرت وفجرت والجبال سيرت، والقبور بعثرت عن أسرار الحياة وحفريات النشوء ومذاهب الأقدمين وخطط الماكرين خلال التاريخ.


عبر وتحذيرات ومن القبر صرخات
أخي الملحد: إن احتمال وجود الله الحق الرحمن هو احتمال جدي ورهيب ولابد لك من عمل حسابه. والقبر يقول للإنسان الملحد: لماذا جئت جاهلا بوجود الله ؟؟  ستتعلم هنا بجهد شديد كان يمكنك توفيره .. واأسفا..  مامنعك أن تخلو بنفسك قبل المجيء؟ وما منعك أن تتكلم مع الله وحدك فريدا، تطلب منه نورا يهديك لوجوده؟؟!!! 

الملحد السليم العقل أو العقل السليم للملحد يقول: لو كان الله موجودا فهو لاشك مثالي الصفات سميع وقريب ومجيب ورحمن، ولاشك أنه يعطي السائل الفقير أفضل مما يعطي الإنسان العطوف، ولو سألته أن يكشف لي دليل وجوده وأن ينير لي طريقا للإيمان به فلاشك سيكون له موقف ورد فعل وجواب.

أما العقل المختل للملحد فلايــــبالي بهذا النداء الصامت الخفي.  
القبر في صمته متكبر عزيز.. يمر به الملحد فيقول له القبر: نحن على موعد مؤكد وقريب، وعندي ستتعلم تعليما وتفهم فهما وتتفرغ بحثا، وستجد أنك في حضرة ماهربت منه، وسيكون هناك وقت لبحث كل الدقائق والتفاصيل، ولا فرصة في ساحتنا للاحتيال واللف والدوران. ولابد من الرد على كل دقيقة وتفصيلة.

يقول القبر للملحد : ستواجه عندي شرحا لذات الأدلة التي نص عليها القرآن على وجود الله ولن يسمح لك بالاستهزاء، ولو لم تملأ الأدلة عينيك فينجيك فقط أن تقارعها بما هو أرجح منها ويحكم به ذووا العقل عندنا والذكاء، وهيهات ثم هيهات.

يقول القبر للملحد أن الصراحة هنا متاحة، والبجاحة لاتحظى بالإباحة، وسيقال لك عندنا أنك ما ألحدت إلا من كثرة النعم والبطر، وما ألحدت من فرط العلم بل من فرط المكابرة وإعادة تركيب المشاهد بجهل.

ليتذكر الملحد أنه من لحم ودم، وليتلق البلاغ الحق: أنه قد غره بربه الكرم، وانتهز الاختيار فرصة ليرتع، ولو أصابه مرض عضال فهو مستعد للإيمان والتخلي عن كل الهلوسة الإلحادية، في مقابل أنه سيتلقى من الله شفاء عمليا محسوسا.. لو كان الملحد عاقلا وأحاطت به كارثة فقال لن أخسر لو دعوت خالقي الواحد فسيرى النجدة وفعل الله الفاعل.   الملحدون قوم من كثرة نعم الله عليهم طغوا ، ومن الصحة والنعمة جاء البطر، والقبر ينذر أن الله يمكن أن يرغمهم على الإيمان ولكن يمهل ولا يهمل.

يتكلم الملحدون عن تصور المشايخ المخرف، وتدينهم المنحرف، بشكل يتضح منه أنه تلميذ لهم في الأصل.. فمن تتلمذ على مشايخ التحريف والتخريف فإما أن يقتل أو يتعاون مع قتلة، أو يقع في براثن عصابات تحضير العفاريت والجن وطردهم والزواج منهم، أو يعيث في مجتمعه تخلفا وتقهقرا وجرّاً له إلى هاوية الوهم والخرافات أو يلحد ويعيش تعيسا قلقا. فماهو إلا أحد تلاميذ المشايخ.  

يعلم الجميع أن الإلحاد يزيد كلما زاد المشايخ طغيانا ولاعقلانية، وتمادوا في غيهم تكذيبا للروح العلمية وسخرية من تفاسير المسيح المحمدي التي تشرف الدين وتزيل الوصمة. وكلما سعوا في حرمان الناس من الحرية، وزعموا أن الإسلام يقتل المرتد، وكلما اشتغلوا مثلا مع الجن والعفاريت وتحضيرهم وطردهم، وهو مايحدث اليوم..

 فليفرح المشايخ بنتائج عملهم من تكذيب الصادقين، وعندنا بسببهم مرتدون كثيرون، وليجهزوا سكاكين كثيرة ليذبحوا الملحدين الذين يتكاثرون كالفيروسات. ولير المشايخ بركاتهم وهي تحل، ولير الوالد القاسي نتائج تربيته تهلّ.

 الملحدون كذلك يأخذون بالحرفية، ويريدون أن يروا الله جهرة، ويقلدون ملحدي العلوم ويرونهم قد كفوهم مؤونة معاناة فهم مغزى كل العلوم، كأتباع مشايخ الحرفية والتحريف والخرافة تماما يرون المشايخ كفوهم مؤونة البحث الديني الرصين.. ولو ضغطت في النقاش على ملحد جاءك بريتشارد دوكينز، وكأنه يقول لك لو أقنعته فسوف أقتنع. وهذا هو سلوك الغوغائية الفكرية، ويشبه مسلك غوغاء المشايخ تماما: أقنع الشيخ وحينها أقتنع بك. فماذا فعل الملحدون سوى نسخة من التقليد أضافوها؟؟؟؟. 

ومن بؤس الملحدين أنهم يقعون أسرى لسوء الظن بالخالق، الذي أعطى مليون مثل على أنه جدير بحسن الظن وتوقع الخير منه، وفزعوا مما في العالم من ظلم لايفهمون له مواجهة، فهم لايعرفون الله بحكمته ورحمته الغامرة، وهم فزعون أيضا ممن يزعم تدينا وكله نفاق، ومن مظاهر دينية مرعبة أو زائفة لايعرفون لها حلا ولاعلة، فهم قتلى سوء الظن وقتلى القلق وقتلى المشايخ ومن تبعهم. 

صمت القبر بليغ كل البلاغة وهو يحيل الملحد في كبرياء إلى العلوم التي تتقدم كل يوم، وبرامج الحاسبات العملاقة التي تنطق بمن كتبها وبرمجها، والفاعل الذي رتبها وصنعها.. والبرامج لغة لها كل مقومات اللغة. 

فكر أخي بهدوء وعمق أن الصدف لاتعرف رموز اللغات الكيماوية، A,T,C,G&U والانتخاب الطبيعي لايدري اللغات بحروف الأحماض الأمينية، وشفراتها ونحوها وصرفها. ورمزها وتشبيهاتها. وفقرات كتبها الكاملة.. وبرامجنا تدل علينا قطعا، ولاحرف فيها إلا ووضعه واضع.  وتبين علوم الحياة لنا أن مايحدث في الأرحام من مراحل تكوين الأجنة هو برامج تحكم تفوق ملايين الحاسبات العملاقة، برامج تستعمل لغة ذات حروف، وكلمات وجمل ذات حدود. برامج كتبها الله الكاتب العظيم. وبسببها يتنامى الجنين من خلال نظم إدارة محكمة، تبتغي صورة مخلوق محدد الملامح سلفا، وتسير الأوامر بتنفيذ كامل في بناء هذا المشروع العملاق، مشروع خلق جنين سوي، بخطة وتسلسل وترتيب زمني وشرطي، لتشكيل الشكل الجنيني، في أبعاد ثلاثة وهيئة المخلوق الإنساني. برنامج لابد له من واضع وضعه. ولابد للغته المعقدة من عالم بها متخصص فيها.  
     
صمت القبور بليغ  والأشجار تتوزع في في تربة المقابر، وما يحدث في الأشجار هو مايحدث في الأجنة من أسرار التنامي، وبرامج البناء المقد المترامي الأطراف، الذي كتبها الله تعالى بيده.. وبهذا فالقبر يهزأ بكل مقولات الإلحاد، لأن من يزعم أن برامج ميكروسوفت كتبت نفسها أو تجمعت شفراتها صدفة ناله الهزء والسخرية من الكون كله.
 
صمت القبر بليغ وهو يقوم بتحويل أوراق الملحدين إلى داعية الحق والإسلام الحق : عيسى ابن مريم المحمدي ليرد عليها وقد رد ونشر بلغات شتى.

صمت القبر بليغ صارم وهو يتوعد الملحد الذي لم يتفرغ لبحث وجود ربه جديا كرجل حقيقي: يتوعده  بتفرغ جبري طويل وحبس انفرادي ثقيل لحسم هذا الأمر الحاسم.

   لو احتج الملحد بتفاسير المشايخ اللاعقلانية والمخرفة فعنده الجماعة الإسلامية الأحمدية بالتفسير الذي لاغبار عليه. وهي قريبة منه في محطة فضاء على مرمى ضغطة زر الريموت، فيرى على شاشة التلفاز مايريح صدره،  أو أقرب منه على مرمى شفرة يكتبها في محرك جوجل :( إسلام أحمدية دوت نت) فيجد على شاشة الحاسب صفحتها ومكتبتها العامرة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق