السبت، 25 أكتوبر 2014

الأبدال 1 .. الأبدال حقا، حقا تلك هي سيرتهم الذهبية الماسية فلا تنخدعوا بالمصفر النحاسي ولا باللامع الزجاجي واللبيب بالإشارة يفهم . ( وما كان أن يخفى عليك نحاسنا ..... وتعلم ألوان النحاس وعسجدا ) النحاس الأولى يعني الأخلاق .. والثانية يعني صفرة النحاس الذهبية الخادعة .. والعسجد يعني الذهب

 
شرح سيرة الأبدال

 بسم الله الرحمن الرحيم 

 نقرأ معا كتاب سيرة الأبدال، لرجل من الأبدال اتهم يوما أنه جاهل لايعرف العربية، فتضرع لله الوحيد، وفي قلبه لايسكن سوى التوحيد، فأعطاه الله من علوم العربية مايعجز عنه جهابذة العرب. وهاهو يتحدى العلماء في هذا الكتاب ليعرفهم مقامهم العلمي والروحي إزاء مقامه. ولعلهم يتواضعون.

 سيرة الأبدال :

كتاب كتبه مسيح الله تعالى ودرة الأبدال .. كتبه عن شيء يعلمه وله به خبرة لأن من العيب أن تكتب كتابا عما لاتعلم. كتبه بيده بالعربية الفصحى العميقة الدقيقة.. ظاهره التحدي وباطنه المعاني الرائعة، وملامح التقوى الأخاذة الدقيقة، لدواخل من أنعم الله عليهم.
عليهم سلام الله.

كتاب فيه الكفاية ليبايعه أعضاء مجمع اللغة العربية، أيا كان مكانه، يمد كل منهم يده بعد دراسته لبيعته وقد عاد مؤمنا أنه رسول الله ابن مريم الموعود، عليه السلام.

كلمات الكتاب تتسم بالصعوبة،  تحتاج لحرص لصحة قراءتها، وتحتاج بحثا مجهدا لفهمها، حتى ولو كان القاريء من جهابذة العربية. صعوبة مستحيلة على الهندي، وتدل على منبع الكلام أنه من مواهب الرحمن. وهب الله هذا ويسره حين بعث في الهند خادم محمد صلى الله عليه وسلم مجددا مسيحا فكذبه علماء قومه، وقالوا كيف لمجدد الدين ألا يعلم العربية علما ؟ !  

ما الأبدال؟؟ هم القوم المطهرون الذين إذا ترك الناس الله جاء سبحانه بهؤلاء بدلا منهم، ومن أجل تكوينهم كان وجود هذا العالم، والفرد منهم وحده عالم، (والعالم مايدل على عظمة صفات الله تعالى ويقوم بالإعلام عنها)، وهم الذين تذكّر سيرهم وصورهم بفضل الله ونعمه. 

ياللبداية حين ينفخ الله في ذلك الصور البشري: 

أيها الناس.. إني أُذكركم ما أُوحي إليّ من رب العالمين. إنّي أُمّرتُ من الرحمان فأتوني بأهلكم أجمعين.

 يقول مامعناه : صرت أميرا لكم وأتقبل البيعة بأمر ووحي من الله تعالى، فتعالوا جميعا وقوا أنفسكم وأهليكم نارا.. إني جئتكم أذكركم بالتوحيد الحق، وحكما في كل التنازعات ( ونعلم أن منها مثلا مايتعلق بنشر الإسلام بالسيف،  وحرمة حرية البشر الدينية، فالمقصود كما نفهمه من بقية ماجاتء في كتبه : جئت  بتوكيدات الله نفسه أنه لم يأمر بقتل الناس لأنهم مجرد كافرين، ولأبريء الإسلام من هذه التهمة بقوة وحي صادق لابقوة فذلكة كلامية، وإنشاء جماعة تنشر الإسلام بغير سيف، ولأنعى إليكم عيسى عليه السلام، فقد أكد الله تعالى لي أنه مات والله شهد لي بذلك، ومن بشر به النبي فهو منكم لامن بني إسرائيل، وأرسلني الله أحمل اسمه ومتخلقا بخلقه، وعلمني مهمته)، فتعالوا مع من تعولون، وأنذروا عشائركم الأقربين.. وهنا ترن في الذاكرة كلمة يوسف عليه السلام، بعد أن صار في منصب العزيز وأعطي تأويل الرؤيا، وحان وقت اعتذار إخوته ودخول مصر عنده آمنين.

 وأُعطيتُ الحِكم من السماء ولا دجّال ولا رقين. الرقين: الدرهم، ورمز به إلى معدن الفضة، والدجال: الذهب أو ماء الذهب، الذي يموه به المعدن فكأنه ذهب، والمعنى: أعطيت علما من ميراث النبوة لا نقودا للتوزيع. وهذا هو مال المسيح الذي وعدتم به، أنثره فهما، لاذهبا ولافضة كما تتوهمون وهما. واختار لفظ الدجال الذي يدل على التمويه بالذهب، ليشير إلى أن العلماء الذين يفسرون مال المهدي والمسيح بالذهب إنما يموهون ويقولون غير الحق.

 انحطّت لي الملائكة من الخضراء إلى الغبراء وجُعلت قاديان كالقادسية وبلدها الأمين. في اللسان: القادسية من بلاد العرب، أو هي صارت كالقدس. معنى التقديس التطهير، فطهر الله بلدي لأنها بلد نبي الله عيسى ابن مريم المحمدي، (ومواطن منشأ الرسل مطهرة كرامة لهم). وهنا يشير أيضا إلى أنه قد أسرى الله بالإسلام  زمنيا من مرحلة دفاع يطلب مجرد البقاء، إلى مرحلة هجوم بالقلم ليبلغ في عصر القلم أقصى مداه المقدور. وقضى الله أن يكون هذا المسجد المرفوع في أقصى الأرض هو الأقصى أيضا.. حيث يصلي فيه نائب محمد صلى الله عليه وسلم بصحب هم بمثابة أنبياء الأمم، والخضراء هي السماء والغبراء هي الأرض.. وقد نزلت الملائكة ببركات الله تعالى من كل نوع عليّ. لقد جئت وسماني الله باسم نبي الله عيسى وبارك الله على بلدتي. عليهما السلام.
 وعصمني ربي من شرّ الرُّضّعِ وجعلني من العالين. أي ولقد كتب الله لي أن أتم ماجئت من أجله، فالضرورة التي اقتضت رسالتي هي التي اقتضت إنقاذي من المؤامرات.. عصمني الله من شر الرضع= السفهاء،  ونجاني من انحطاطهم، وأعلى شأني في العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق