الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

الابتلاء والعذاب

البلاء والعذاب 
بسم الله الرحمن الرحيم
البلاء للمؤمن الصادق الذي صدق الرسل وحاليا صدق مسيح محمد صلى الله عليه وسلم.
والعذاب للعاصي ولمن كذب مسيح الله تعالى.. وﻷنه عمي عن الله فهو يسمي العذاب بلاء، ويتصوره لرفع درجاته عند الله. وهو نوع من الخبل والهبل معروف في السماء. وبه يعذبون.
.. 
والبلاء يعرفه المؤمن بحسه اﻹيماني، اختبار للنجاح وقد يكون خطرا.. ولكنه مقدم له من الله كتمرين للمقاومة والرجولة والصبر والنجاح. فرن للنضج وعلى المرء الصراخ إلى الله كي ﻻ ينصهر معدنه، وكي يعطيه قوة الثبات وصلابة الروح.

..
ومن البلاء الفقد ﻷشياء وأشخاص .. وتهديد الدنيا وناسها وعبادها لنا بالجوع والموت يخيفون به ويفتنون
.. هذا هو فرن التسوية الروحاني.من لم يمر به هنا ويصبر مر به في نار الله الموقدة وسيصبر..
من لم يصبر مر في مرحلة العذاب وصبر على العذاب.
سيصبر في كﻻ الحالين وسيخرج منهما مؤمنا قويا وهما رحمة من الله لكن بشكلين مختلفين..ﻷن وجودنا محصور بين الرحمن والرحيم...
....
من تذكر كلام الله وأننا لله وأن الحياة رحلة نحو الله وأن المفقود سيجده وافرا عند الله .. وأن الله يفك صواميل الروح من الجسد ليحيا الروح وﻻ يفقد.. لينال جسما آخر ﻻيبلى:أقول من ذكر كل هذا فسيصبر .
وللصابرين رحمة عاجلة بفهمهم ودعائهم.. ولمن لم يصبر وسخط على القدر ( ومنه قدر الله باختيار المسيح الموعود واصطفائه ) لهم رحمة آجلة بعد المرور في نار المصائب، ثم يصبر في النار ويتقدم في الجحيم ويتعلم منه ما لم يعلم..

..
لعن المؤمن كقتله والجهود لصرف المرء عن مسيحه لهو أشد من القتل وفتنة اﻹنسان أشد من القتل.. وقد كانت المصائب تصيب المؤمنين من زمان في سياق تمسكهم برسولهم وتمسكهم بقرآنهم ووحدانية ربهم..
.....
ولما كنا حاليا قد استدار الزمان كهيئته يوم بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم : نحيا في هذا التكفير والتهديد بسلب اﻷمن كل يوم، فإننا نحمل أكفاننا ونمشي متوكلين على رب العرش العظيم سبحانه .. لذلك تحول الصبر لعادة يومية ﻷنهم يوقعون بنا المصيبة يوميا ويقتلوننا يوميا، والمسلمون اﻷحمدية (الذين عندهم إيمانهم هو أغلى شيء) يصبرون يوميا مسترجعين.
.. إن ذلك الحال هو المعية مع الله، وهي التي توحدنا مع مفقودنا الذي ذهب مسلما أحمديا، وتوحدنا مع مفقودنا المسيح عليه السلام ومع الخليفة الثاني واﻷول والرابع والثالث..كما نصبر على موت رسولنا نفسه صلى الله عليه وسلم..
...
بالطبع كون اﻹنسان يتم تكفيره وتدميره أدبيا من وسط ديني له عمائم يتحدثون في التقوى والصبر يجعل الصبر هو الصبر على سفاهاتهم ولعنهم، ويجعلنا يوميا في مصيبة .. والمسيح عليه سلام الله كان يعبّر في كتاباته أن كل أحبابه لو أخذوا فهو أهون على قلبه من سماع شتم محمد صلى الله عليه وسلم.. فما نحن فيه من تهديد جعل المصائب في فقد اﻷهل تهون أمام محنة اﻹسلام
...
ومن الصبر حسن الظن بالله عند المرض والحوادث والتوجه نحو الله سريعا بطلب النجدة والمعونات وطلب الثبات .، ومن الصبر الصبر على حسن المواطنة وعلى الحكام لو جاروا فﻻنصنع الفتن والصبر على واجب اﻹتقان وأداء اﻷمانات والصبر على طبيعة مشقات الحياة الدنيا بما فيها من معاناة كوننا جسما ثقيﻻ .. أداء الطاعة ودوام ترك المعاصي والذنوب كلها، والصبر على مشقات التعلم واكتساب العادات الطيبة ومذاكرة العلوم والفهم والمثابرة على تحصيل الدقائق.

ومنه الصبر على سوء التعاملات وسوء الظنون وتنفيذ ماجاء في سفينة نوح من أداء حق العباد لنقدر على أداء حق الله..
ولكن العصاة والمتردين ينالهم العذاب ﻻ لكي ترفع الدرجة بل لكي يخرجوا من المستنقع المنحط ..وهذا لو كان فيهم بقية فهم..وإﻻ نالوا عذابا زائدا حتى يقطع دابرهم..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق