الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013



ألم تتعاون على إقناعنا بوجود الله الواحد ربنا جنود مجندة من عيوننا، مزودة بخلفية من المنطق العقلي المنشن على بؤرة السداد، ومع كل ماتعلمنا في عصر علوم الفيزياء والأحياء، ومع كاميرا سامسونج ، مدعمة بكل مافي المصنع الذي صنعها من إبداع، وبكل العقول التي صنعت الكاميرا وصنعت مصنع الكاميرا، ومع المشهد الرائع بكل ارتباطاته وتداعيات علاقاته، من أول بذرة شجرة الزهرة وجيناتها إلى نظام الكون المساعد حولها لتنبت، إلى نظم توليد الطاقة ونقلها في الكون لتصل مادة التمثيل الضوئي إلى سطوح شجرة منتظرة، ليتم فيها صنع خامات الزهرة.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فتعالى الله الملك الحق .. لا إله إلا هو، رب العرش الكريم  
     سورة المؤمنون

تخيل النفس مكان أو مع الطائر المرئي في الصورة تجد من المناسب أن تقرأ الفاتحة من كتاب الله رب العالمين الذي جعل وجوده هذا المنظر ممكنا كائنا

ليست كصورة من عالمنا بل كمشهد من عالم البرزخ

الحمد لله رب العالمين : إن صفات العليم والخبير والجميل والحكيم والمصور والخلاق والرحمان والرءوف هي ماجعلت هذا الطائر ممكنا مرئيا للعيون الناظرة المتفكرة


لو تأملنا ماحولنا من طير وورد وكل مايسبح وتعمقناه بمسبار موجي دقيق لسمعنا تسبيح الله من أعماقه





2 .. الله كان قد أعد مسرح الأحداث بإتقان لجعل ظهور نور محمد صلى الله عليه وسلم حتميا، فجعل البيان والتفسير منطقيا متوافقا مع روح العصر المنطقية .. ولاعزاء للمخرفين.



المقالة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم 

سبحوا بحمد الله الذي بعظمته كشف اتحاد العلم والمنطق والقرآن وتفسير ابن مريم.


لو فكر العالم بعقل عميق النظر لاعتذر للنبي خير البشر: محمد الذي من أجله خلق الله الأفلاك صلى الله عليه وسلم.

الإسلام صاحب فضل عظيم على البشرية، لأنه هو من مهد السبيل للنهضة العلمية الحالية.. فقبل أن يبعث الله المسيح لتجديد دين محمد وليحتل تكريم النبي صلى الله عليه وسلم فضاء المستقبل كان القرآن قد أسدى جميلا للعالم: بإيجاد جو فكري معين، تسبب في رفع العقبات من طريق العلوم العالمي، وكان العلم قبل الأمة الإسلامية متفرق الأشلاء، وأشلاؤه ممزقة على وجه الأرض، وكل أمة كان لها مساهمة لكن لم تجد الأشلاء من يجمعها لينطلق العلم نحو السماء، فقامت أمة الإسلام بهذا الجمع، فتكون كائن جديد، وجنين ولد فنعم الوليد، تولته أوربا لما اقتبسته ونمته ووضبته فجاءت لنا أسرة بيكون، ثم توالت العلماء حتى جاء جاليليو، وتوج الرحلة ديكارت ولافوازييه ونيوتن، فبويل وأفوجادرو وجيله، فتمهد المجال لفاراداي وماكسويل. 

والله لم يرسل المسيح ابن مريم أعزل من دون مساندة، بل جاء راكبا قطار القدر الغالب، ومن التدعيم أن يجعل التقدم العصري بكامله مبنيا على أبواب منطقية، وعلم جبر منطقي مكون من صفر وواحد، وعلم جينات وكيمياء حيوية وغير حيوية مبناه على حروف الكيمياء وكلماتها المتعاونة المعززة، وشفراتها وكوداتها الملغزة. وهذا المنطق تجده ساريا في كل مايكتب المسيح عليه السلام ويشرح، وكل مايبرهن ويحتج به.

لذلك جاء كتاب البراهين الأحمدية الذي نشر حوالي عام 1882 ميلادية منطقي البيان، ككتاب إزالة الأوهام الذي نشر عام 1891 ميلادية، كتبا مبنية على العقل والفكر وثوابت العلم. وكانت بريطانيا أيامها تحتل مصر، وكان الله ينزل نورا لاحتلال الفكر في مستقبل الأيام، وستأتي أيام الله القريبة حيث تستورد بريطانيا من مصر الأبواب المنطقية للسان العربية والمفاهيم الإسلامية.

 وليس ذنبا للمسيح ولا للإسلام أن يكون المنطق العلمي في صفه ونصيرا لمعانيه، وليس عليه الاعتذار والخجل لأن الإسلام الحقيقي ينهض مستعيدا شرفه، ويميط اللثام الطيني الذي لطخه به كارهوا الحقيقة من بعض القساوسة والأحبار، الذين عملوا منذ القرن الأول الهجري على تخطيط العقبات ضده من أول أيامه، وأثاروا في طريقه كل الزوابع، وحشدوا له كل الجيوش وسنوا له كل السكاكين. 

وجد الدجال ومعه مجموعات من العاملين في العلوم نفسه وهو يتناقض مع نفسه. ينقض نفسه عندما يشجع بقاء خرافة كخرافة نزول الله في جسم المسيح، ورفع الجسد الإلهي حيا بعد موته، وسكناه في السماء الفلكية دهرا من الزمان، ونزوله آخر الزمان ليقتل الكافرين بهذه القصة الخرافية،  لم يكن الدجال يتصور أن يكون حتفه في العلم والمنطق، كما لم تتصور الكنيسة الكاثوليكية أن يكون العالم جاليليو ممن سيمسك بالجاكوش ليدق المسمار في نعش الخرافة الكنسية، ثم يأتي نور العلوم متحدا ليثبت نقد الكتاب المقدس لينمو في بلاد الغرب نموا رهيبا بغرس الشك في الدقة وتحرير الصدق. 


لقد فوجيء الدجال أن خلق الله غني بكنوز تكشف حقائق الوجود.. قبل تقدم نور العلم كان بناء العالم يبدو أصم ويمكن أن يقال عنه ماكان يقال من تصور الكون الخرافي القديم، ولم يكن يبدو على الفلك ذلك العمق العميق، ولاعلى الخلايا ذلك الترتيب الدقيق، ولم يكن نصيب الميكروسكوب إلا احتقار القسس ومحاكم التفتيش، ولم يكن يبدو من الذرات مبناها الرهيب، وكان التلاعب بمنطق أرسطو ممكنا كما تلاعبوا بكل شيء في الوجود، وانتهى الأمر بهدم مملكتهم، وقبع البابا في كيلو متر مربع في الفاتيكان بعد السلطان والملك والهيلمان. 

  
الحمد لله الذي ينقذ العالم كل يوم ويحبط سعي الدجال الحثيث في خراب العالم الروحي،  وفي غمرة انكشاف إفلاس الكنيسة وانقشاع غمة محاكم التفتيش انطلق العالم يكتشف العالم والمعلومة، ويبتكر الوسيلة والآلة المحكومة، ويسجل كل مكتشف ومبدع باسمه مااكتشف والكل فرح مسرور، ولايخطر الله على البال، ولاينال اسم الله تعالى منهم الشكر، ولايصدر من أكثرهم شعور الشكور. وبالتوازي مع هذا يوجد في الأرض العالم المسلم الأحمدي الذي يرفع لله أسمى المحامد والتسابيح. 

الحمد لله الذي خلق خلقا يبدو ظاهره لعين البشر بسيطا ولكنه ثري بالتعقيد شديد العمق بعيد الغور.

الحمد لله ذي العلم المحيط، والذي لايحيط أحد بشيء من علمه المديد إلا عندما يشاء، وهو يشاء في الوقت الحكيم والموضع السديد.

الحمد لله القدير العليم الحكيم رب براءات اختراع المخلوقات، ورب براءة إبداع كل دقيقة وجليلة في مفردات الأحياء والجمادات، ورب روعة إيداع كل حي ملكاته المتاحة له في سباق التطورات والترقيات، ورب براءات إيداع الخواص المكنونة في العوالم السرية للمواد والموجات، والإمكانيات المدفونة في التراكيب والصناعات.

الحمد لله الحليم الذي فتح من كنز علمه المكنون ركنا فانهال عليه اللصوص، ونسوا القراءة باسم الله الذي خلق، ورفعوا راية القراءة باسم العالم الذي اكتشف، فحرفوا العلوم والتكنولوجيا وأنشأوا في العلم هيئات كالكهنة، وفعلوا بآيات الله في الكشوف مافعل المحرفون في كل النصوص، واقتتل على الكنز أهل العلم وأهل البزنس والملوك، وتنازعوا فيما بينهم على اسم أول من حاز المسروق، وتحاكموا ليقضي لهم القاضي فيمن يستحق الجوائز، وكل من نهب شيئا سجله باسمه ونسب إلى نفسه أنه هو المكتشف الحائز، وجن جنونهم حول من يستحق التعظيم، وتم إهمال اسم ربهم العظيم في محافل التكريم والتعظيم. والله ينظر إليهم عزيزا متكبرا، تطلع شمسه كل يوم على البر والفاجر إلى يوم يبعثون، أو إلى يوم يزيد ظلمهم عن حد معين فيعاقبون.
 
الحمد لله هو الذي يأتي بكل مخلوق في موعده ومكانه، ويخلق له المرافق ويبني له الحي ويجعله من سكانه،  ويجعل كل شمس تشرق في موعدها على كل أصعدة الكون، وفي كل أنحاء المجرات.
الحمد لله جاء بالإنسان إلى الأرض لما اكتملت المقدمات، وتم إيداع الثروات التي كتب له اكتشافها والانتفاع بها، وهو يخلق مايشاء ويختار، وماكان للانتخاب الطبيعي أمر ولا تدبير ولا اختيار.
الحمد لله رب براءة اختراع خلق آدم، وصاحب قرار التخيير الخطير وتحريره أن يصلح أو يفسد ويظلم، بكل مايقتضيه القرار من تدابير التحكم.

الحمد لله الذي استوى إلى الكون فسواه للإنسان، ثم استوى إلى الإنسان فسواه، وسوى مخه وألهمه البيان، وبعدها هداه إلى سواء الصراط ليستوي عليه. 
 
الحمد لله الذي أعطى للإنسان العقل وتمييز الخطأ والسداد، ودعمه بتعليم البيان ووحي المعرفة والإيمان قبل أن يطلقه مختارا ويحرره ليختار الصلاح أو الفساد. 

الحمد لله الذي أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم عقلا جديدا كاملا للعالم قبل أن ينتقل العالم إلى مرحلة كبرى من تطوره نحو انكشاف الأسرار وخطورة الاختيار.

الحمد لله الذي نادى في القرآن بإحسان التصرف قبل أن يكشف الغطاء في الوقت الحكيم للناس عن غنى عالم المواد المركبة، وتحل أزمنة الحاجة الماسة إلى الدعاء أن يهدينا الله لحسن التصرف والصراط المستقيم في متاهة المواد وشبكة الاحتمالات ونداءات الشيطان بسوء العمل والعدوان.

وكانت المواد الطبيعية المتاحة تعد بالمئات، متاحة لاختيار الانتفاع أو الإضرار، وكانت هي المواد عند الناس، فلما عرفوا العناصر والمركبات والخواص والكيمياء صارت المواد تعد بالملايين، متاحة للنفع أو للإضرار.

سبحانك رب فقد علمت الناس سر التردد في نظم النوابض المتذبذبة، وخواص المرونة المعجبة، ومعادلات الجيب والذبذبة الخامدة، وماهو الرنين بين تردد في نظام وبين تردد يصدمه من الخارج فتتحول الذبة الخامدة إلى متصاعدة مشتدة.  

سبحانك ياكاشف الأسرار. من كان يعلم ماتخبئه مظاهر الخلق من أسرار الكهرباء وشحناتها الساكنة والناشطة، ومن كنوز مايسمى بالمجال حولها وروائع العلاقة بين الحركة وعجائب المغنطة، وتلك المعادلات الرائعة التى هديت إليها ماكسويل عن الموجات المنضبطة؟؟؟!!!

ومن كان يمكنه تخيل أن توليفة من ملف ومكثف ومقاومة لها تردد ذاتي، وأن من يملك التردد الذاتي من هذه التراكيب يمكنه استقبال تردد خارجي على شاكلته، ثم ماهو مودع في باطن ذلك من فتح أبواب كنوز الاتصالات، ومخاطبة المرء للمرء ورؤيته ببساطة مهما بعدت المسافات؟

ثم تبين أن التردد الذاتي خاصية مودعة في تراكيب النفوس، ويمكنها استقبال ماهو على شاكلتها من تردد كامن في الجمل والكلمات من العالم المحسوس. 
 
دول العالم حشدت علماءها المدججين بأسلحة الاكتشاف والحفر والتحسس والتجسس على أسرار ماصنع الله ليحلبوا خيره ثم لا يذكرونه ولا يتقون.

كانت عيون الناس مغلقة عن تهجئة حروف علم هذا العالم فلما تهجأتها أصيبوا بجنون لما صاروا يكتشفون.
 
أرى كتب الناس حولي مليئة بتعليمات اكتشاف واختبار وقواعد إبداع وابتكار، ومعاهد تربية وتشجيع على الفكر والكشف والإبهار، ومسلحون بعدة من المسابر والطائرات والمناطيد والغواصات والصواريخ والأقمار وسفن الفضاء والمكوكات ومحطات الفضاء الراسخة وأشكال التلسكوبات الرابضة والطائرة، والغائصة هنا وهناك في أعماق النظام الشمسي والمسافرة. وكل هذا لذكر أنفسهم وتمجيد أسماء دولهم لالتمجيد اسمك ودولتك. متى يتوبون ومتى يتذكرون؟ 

إن كهنة العلم المشجعين للإلحاد مثلهم كمثل كهنة الكنائس المشجعة على تفاسير الخرافة وتكذيب وإهانة محمد صلى الله عليه وسلم، ومثل الجميع كمثل المشايخ المسلمين الذين بهرهم نور الله فأعماهم، ووقفوا يناصرون خرافات المنصرين، والتي تؤول في نهايتها لدعوة الإلحاد ولإنكار الله تعالى. 

 الحمد لله رب العالمين الذي أطلق قطار بعث الإيمان واليقين.. فلقد بعث المسيح من أمة الإسلام لكشف حقيقة العلم وحكمة العليم، وتعريفهم بالسر كله، وكشف توقيت وحكمة تنـزيل مواهب العلوم لنصر الله العظيم..  وسواء علموا أو لم يعلموا فخطة الله ماضية بطرق تفوق الفهوم.  هاهو ابن مريم يربط كل القضايا العلمية والدينية في كتاب البراهين الأحمدية وباقي كتبه التي هي تكملة لكتاب البراهين في المحصلة النهائية.

1 .. مقالات عن مستقبل البشرية الحتمي رغم أنف موجات الإلحاد ومجموعة القساوسة المنصرين وأنصارهم من جهلة المشايخ المخدوعين


بسم الله الرحمن الرحيم 


المقالة رقم 1:
 مجيء الإسلام بطريقة تظهر حقيقته المعقولة 


جاء ابن مريم (شاهد محمد صلى الله عليهم وسلم) والعلوم تتألق ليظهر صدقه.

يحق للطيبين المخلصين الذين يحسنون المواطنة في العالم أن يستبشروا بمستقبل فيه يكبت الله الطغاة
ونحن الآن في يوم حشر يتم فيه حساب سريع للظالمين. خاصة ظالمي محمد صلى الله عليه وسلم، ومصوري دينه في صورة مقيتة تنفر النفس وتجلب الخجل.

فقبل قيامة العالمين كتب الله قيامة مصغرة يظهر فيها ماسيظهر يوم القيامة من حجج الله على البشر.
هاهو الله يلاحق من يكذب على الله وعلى رسوله وعلى دينه،  والقيامة تتميز بالحسم والفصل وظهور الحق وفضيحة الكاذبين .

وقد جعل الله من ثورة العلم والاتصالات والنشر وحرية الفكر في العالم مناخا لبعثة الرجل الذي تنتظره الأمم ليكون بيانه قريبا من العقل السليم .. وأعطاه أسلوبا ذا شوكة ورواء ليوضح الحق ويفصل المتشابهات. وبمجيئه  منذ عام 1890 جاء وقت تعظيم واحترام التوحيد وتعظيم صفات الله الوحيد، وزمن اكتشاف دين محمد عليه الصلاة والسلام في الوقت الذي وقته الله بالضبط.. جاء موكب العلم المادي والعلم الروحي مع بعث رسول كريم هو ابن مريم عليه السلام.

ويتألق في المنشورات العالمية إعلان ابن مريم المحمدي عن نجاة ورحلة وحياة وموت ابن مريم الإسرائيلي، وتهتز جنبات الأرض بما نص عليه من بينات، ويظهر نوره منطقيا في ضوء العلوم الحديثة وتجميع النصوص ومنطقية لصق القصاصات، وفي عصر الأركيولوجيا البيولوجية والتاريخية والوثائقية يتم فحص الكتاب المقدس وتعاد قراءته لينكشف منه الحق في نجاة عيسى ابن مريم وهجرته لكشمير، وضرورة اكتمال رسالته لبني إسرائيل الذين لم يرجعوا من السبي منذ سبوا سبي بابل الشهير.
  
وترجم القرآن على أيدي جماعة هذا المسيح الصديق، مع شرحه الذي جاء به ابن مريم شرحا يلفت النظر لما تنبأ به الله في القرآن عن العصر الحديث: عصر العشار المعطلة والجبال المسيرة والوحوش المحشورة والنفوس المزوجة والموءودة المبعوثة حية مكرمة، والصحف المنشورة والسماء المكشوطة.

 وبلغ الخبر الشرق والغرب، ووصل بالطول والعرض بكل لغات الأرض، ووصّــل الله لأمم الغرب الخبر لعلهم يتذكرون.. فماذا ينقمون منه وماذا ينتقدون؟ ألوهية ابن مريم صارت بضاعة بائرة في أوربا كلها، وهي مصدر الحروب الصليبية المتعصبة، فليست تلك الألوهية إذن هي مايصد هذا القوم عن السبيل اليوم في القرن 21. 

جاء ابن مريم كما تنبأ محمد صلى الله عليه وسلم كي يقتل الدجال النصاب الكذاب على الله، بقتل مقولته عن القرآن أنه كتاب الإرهاب ونشر الدين بالعنف والسيف والخوف، ونفي تام لمقولة أن فيه الناسخ والمنسوخ، وجاء كي يعيد لكل أنبياء الله سواء في القرآن أو الكتاب المقدس شرفهم المنتهك، ويعيد أنشودة الأمل لتسمعها أذن واعية فينهدم اليأس الذي يغرق الروح من جراء اعتقادات الخطيئة والفداء، وشرح فاتحة الكتاب شرحا وفتح باب الدعاء، وسطع نور شديد من الهداية التامة الناجمة عن قراءة الفاتحة بكل إخلاص وحرقة  وصدق رجاء.

 جاء المسيح في موكب به كل مايليق بابن مريم المنتظر. وخاطب العالم كله في مؤتمر الأديان وتبين أن الإسلام دين ليس فيه شيء ينتقد، وفي كتبه تم بيان الحق اللائق بالله في أمر الدين والدينونة، وتبرئة محمد من تهم الإكراه قاطبة، فدين الإسلام دين يكرم بني آدم ويعطي ابن آدم حقه من حرمة الدم والمال والشرف، ثم العقل عنده محترم مخاطب، ولاجن يركبنا ولاعفريت ولاخرافة عنده، ولاخزعبلة واحدة تمكن من السخرية منه، ولاتجسيم للذات الإلهية ولامهانة لرسل السماء.

جاء واغتر أعداء محمد صلى الله عليه وسلم واستهزأوا، فاستزلهم الله وجرهم إلى ميادين مواجهة بالقلم والحجة والبرهان، فتألق جمال الإسلام وخجلت كل الديانات المناوئة له والمتهمة له.. وسجلت الصحف المهتمة انتصاراته الباهرة في قصص المواجهات والمباهلات بينه وبين كبار رجال الهندوسية وكبار المبشرين بالمسيحية وكبار المستكبرين ممن يدعي أنه المسيح وأنه النبي ويلعن الإسلام ويتنبأ له بالمحو من الأرض. 

لقد اتخذ الله من الاحتلال ونشاط قسس الدجال في كبرى بلاد الاستعمار فرصة ليرسم ميدان المواجهة، واستدرج الله كبار المحاربين النصابين، وأعلن الحق أمامهم في أمر بشرية سيدنا عيسى عليه السلام وموت هذا النبي ودفنه في الأرض، وحدد مكان القبر، وتقرر مافي القرآن من استحالة عودة من في القبور قبل يوم النشور،  وأسقطهم الله في الهند أمام العالمين مطلع القرن العشرين. 

ملامح المستقبل بدت واضحة فتملك قلوبهم الفزع من مجيئه واستنفار القوات الدجالة للمناوأة..
قوى الدجل والكذب أحست بما يفعل الله وكرهت فعله، وأحست أن المستقبل ينسحب من تحت أقدامها وأن العقوبة تحق عليها فامتلأت رعبا.. قوى الدجال بمالها الوفير وقواتها تزعزعت وفزعت، وهالها خبر موت نبي الله عيسى وقوة براهين الوفاة التي حلت به، وقوة الأدلة التي تجمعت على نجاته ورحلته ودعوته ومصيرها وموته ومقبرته.  وهزمت الحملة التنصيرية الممولة جيدا أمام المسيح الموعود في كبرى مستعمراتها وبلاده، فراحت تقاتله خارج بلاده، حتى تطفيء نوره فلاينتشر، واستأجرت كل من يرضى بالدنيا بدلا وبذلت له وعود السلطة والسلطان.

وبينما كان دجال الغرب كاره محمد يروج لقرب مجيء مسيحه حسب تأويلات خرافية لسفر الرؤيا، فوجيء بمسيح الله وقد جاء وغرس شجرته وأورقت وأثمرت، ومات منتصرا وقد اتبعته أمة من الأمم، بل وبعد 40 سنة من وفاته صار أحد أصحابه وزيرا لخارجية دولة إسلامية وليدة، وصار مشهورا محبوبا موثوقا به بل ورئيس محكمة العدل الدولية.

 استعجل كاره النبي الأمور، وأقام دولة إسرائيل على عجل، وكأنه يصرخ بالمسيح أن ينزل، حيث الجو ممهد للنزول والمناخ شبيه بيوم المغادرة والصعود، والمطار في القدس يعج بنفس نوعية القوم الذين كانوا عندما غادر،  وأقام جماعات عديدة في العالم الإسلامي تصر أن عيسى عليه السماء حي بجسمه في السماء، وأنه نازل بجسمه وتكفر كل من يعارض هذا وتتوعده بالضراء والبأساء.

وإن تعجب فعجب للمسلمين الذين يدافعون عن حياة ابن مريم في السماء دفاعا مستميتا، في معركة تبدو خاسرة كلما مرت الأيام، لايرون أن موت دينهم في عقيدة حياة عيسى جسديا في السماء، فهم ببلاهتهم يعملون على موت دينهم بكل غباء. ولكن دين الله لن يموت، وجماعة إسلامية أحمدية تنتشر كماالرياح المبشرة في الفضاء.

والجماعات الإسلامية (المصنوعة تفصيل) هي أكثر من يحزن كل الحزن على إعلان وفاة سيدنا عيسى عليه السلام، ويقاومون الفكرة حتى لو أغضبوا ربهم وحلت ببلادهم العقوبة... وعملت عوامل العداء في دفع أبي الأعلى المودودي ضد جماعة المسيح في باكستان، وأبو الأعلى هو الذي أنشأ جماعة كانت سبب خراب هذا البلد وفشلها بين البلدان، وكانت مهد المتعصبين والدمويين وأمثال طالبان وطالبان. وسالت دماء المسلمين الأحمدية في الطرقات الباكستانية، وقبض على المودودي، فاستخرج الحاقد فتاوى التكفير في مصر الغرب لينقذ بها سمعة أبا الأعلى المودودي في الشرق، وذلك عام 1953، وقرر أن رأسه وألف سيف ليعزلن ظفر الله خان من وزارة خارجية باكستان. وقرر الجميع استبقاء الأسطورة المزيفة، والعيش في عالم الخيال والوهم وتناول عقارات الخرافة وعدم الفهم.


وفي محاولاتهم للوقوف أمام قطار المستقبل الزاحف ساهم الشيخ المفتي المصري الإخواني الهوى حسنين محمد حسنين مخلوف في ذبح مسلمي باكستان الأحمدية، وساند وساهم في إنشاء رابطة العالم الإسلامي وأول مهامها الحرب ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وصارت المليارات المرصودة متاحة لكل من يقول لمراكز التنصير أنه ضد الجماعة، وكان يضحك عليهم الضاحكون لينالوا مايريدون، والكل سعداء بالحرب ضد مسيح الله سواء الجاد منهم والهازل.

ولمن يعنيه الأمر ففكروا كيف وصل أمر التعتيم ومحاولة إطفاء الشمس لدرجة اختفاء صحفي مصري من العالم، هو الصحفي رضا هلال، كاتب الأهرام الماهر، حين كتب كتابا من العيار الثقيل يكشف من حقائق الدجال مايستميت الدجال لبقائه مخفيا مجهولا؟؟؟؟ 

ولم تنس قوى كراهية المسيح أن تنشيء ضده طوائف الأنتي أحمدية، ومن خزيها لم تسمها الأنتي قاديانية، كي تجذب الشباب الأمسلم الأحمدي للمشاهدة، عالمة أنه لايوجد شيء اسمه القاديانية، ثم تركز قوى الإنكار عنادا على اتهام ابن مريم المحمدي بكل ماهو كذب وشر واحتيال، وكل ماهو خرافة وخبال وجنون خيال، كي لايكون هو عيسى المسلم لو كان لابد من عيسى ابن مريم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وليتم البحث عن غيره، وذلك الملعوب عندهم تم تخطيطه من باب الاحتياط فيما لو فشلت جهود استعادة الخرافة، واشتهر موت عيسى على الألسنة، وتعسر الإبقاء على القصة الواهية وإحياء مواتها. 

 
استمر تقدم المستقبل في العالم، ونعمت مساحات شاسعة من إفريقيا بنور الله الذي يحمله ابن مريم، ووجد بين قبائل غرب إفريقيا من يتكلم كأنك مع بعض أولياء الله الصالحين، وبدا أن الله يرفع أقواما ويضع آخرين.

  وبعد الحربين واستنفاد الجهود في الحرب الباردة فوجيء المارد الدجالي بما يحدث، وقام من مصرعه يحاول لملمة أشلائه، وشجع العلماء على الإلحاد بدلا من الحكم النزيه في أمر التوحيد، واستنجد برابطة العالم الإسلامي لتداوي له جروحه، وتحارب له الجماعة المنصورة التي تنتشر مؤيدة بقوى غيبية قاهرة، وجاء بمن سموه ضياء الحق لينتقم له من عدوه الذي ينطق بالحق، وأشعل نارا للجهاد في أفغانستان، ودخل في حلف عجيب مع جماعات عجيبة، وساهم في إحياء موتاها ونفخ الروح في أرواحها لينبعث أشقاها، لقتل ناقة رسول الله وحرمانها سقياها.

لكن المستقبل يزحف بلامبالاة، فهو كتلة قدر الله لاراد لحكمه، والعقلاء من المتفرغين لله يرون قناة المسيح الفضائية، فيحسون بعطر الروحانية وتوحيد ذي الجلال حق التوحيد، ويحسون بنور العقلانية وشفاء تساؤلاتهم الأبدية، فالعلم والعقل والمنطق والروحانية النقية في صف المسيح الموعود، وهذا هو سر الغيظ الشديد والحقد اللدود. وانتصاره مؤكد، ومن أجل منع المؤكد تبذل الأموال بالبلايين، وتحشد الجماعات وتكتب الكتب وتنشر الصحف لجعل المحال من الممكن..

ولأن الأموال سهلة لهذا الغرض صعبة لغيره، ولأن بعضا من الإعلام يشكل الرأي العام ويلعب ويلهو به أيما لعب ولهو، فإن من أبواب الاسترزاق أن يكتب الصحفي المرتزق العتيد مقالا محشوا بالأكاذيب وبكل قول غير سديد عن المسلمين الأحمدية، ويصورهم فيه كأنهم مجموعة مخابيل وملاحيس، ويستضيف مسترزقا آخر يقال له الدكتور، يقول عن هؤلاء المسلمين ماقال مالك في الخمر، وهو مطمئن إلى أنه لايوجد أحد يقيس خلفه، ويتأكد من سداد قوله، وأن جمهور القراء مشغولون عن الفحص والتدقيق.

يظن أهل الإعلام انهم سيوقفون قطار المستقبل الزاحف، وغرهم ذكاؤهم اللامع، وقالوا لله أرأيتك هذا الذي فهمت وعلمت لنقعدن له سكك البلاغ.
 أهل الإعلام هؤلاء أسرعوا ليكون لهم من الحب جانب ومن المال نصيب، فتراهم كل حين يكتبون عن الجماعة المسلمة الأحمدية تحت تسمية القاديانية ويشوهونها فتبدو قبيحة كل القبح لايتزوج منها أحد، ولايفكر في تقصي أخبارها الحقة أحد.
  
من أجل بقاء خرافة عدم موت عيسى عليه السلام يتم تدمير سلام العالم اليوم، وهذا السر هو الكامن خلف أهم الأخبار، وهو سبب التداعيات المؤدية لكبريات المصيبة ومعظم الكارثة في السياسة العالمية.  واليوم من أجل نفي موت عيسى عليه السلام يتم مساندة قوى الحرفية في عالم الإسلام، ويتم إشاعة الفوضى في العالم كله من أجل عيون خرافة تم موتها بأمر الله العلام.

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

المقالة الثامنة سيرة أرقى إنسان تتألق مع ابن مريم : السيرة النبوية المظلومة تستغيث وتتضرع فاللهم أنقذها



8

بسم الله الرحمن الرحيم

تتضرع سيرة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله ليعيد إليها صورتها الأولى. وقد أعاد الله لها صورتها الأولى في كتاب رائع هو كتاب: حياة محمد، الذي كتبه الخليفة الثاني رضي الله عنه.
  

ولكن الكتاب يهيب بالقراء أن يخرجوا به إلى نور الوجود في حياتهم. تلك السيرة الطاهرة والعطرة تصرخ بالرجال حقا لإنقاذها من اختطافها الذي حدث من مسلمين ملتحين، وقاموا بعمل عملية تشويه لها. تصرخ بهم ليظهروا أمام العالم براءتها من التهمة الكاذبة: أن الذات النبوية قتلت الناس على الشرك.  حاشاه صلى الله عليه وسلم.
  
اللهم اغفر لي بهذه المقالة كل ذنوبي.

أيها القاريء الحر الكريم .. كل مسلم مهما كان انتماؤه متفق مع كل مسلم على أن الإسلام دين عظيم ملؤه التشريف. وأنه جدير بالإعجاب. وكلنا يدرك ضرورة تقديم صورة لديننا تستعصي على النقد.
وقد استقر العالم استقرارا (لا أمل في زعزعته) على تقديس حقوق الإنسان الأساسية، وكتبها في مواثيق وقعت عليها كل الدول إلا قليلا ممن لم تتلق أدمغتهم رسالة الله بعد، والكامنة في أن الله سيحرر الناس بالطول أو بالعرض. ليختاره من يختاره، ثم الحساب قادم أمام الله وحده لكل امريء على ماختاره.
ويستحيل أن تكون سيرة النبي الأكرم غير تكريم واحترام الله بتوحيده، واحترام وتكريم الآدمي برد حقوقه إليه، ويستحيل عقلا تخلف الإسلام عن ركب هذا الرقي الإنساني، بل هو قائده، بل هو حاديه لما هو أرقى،  بل كان وجود القرآن في الأرض هو حافزه وظرف حمل جنينه ووقوده الرئيسي لو يدرسون.

لذلك فإن فهم الإسلام يكون حادا وصحيحا وراقيا كلما ترقي المرء في ثقافته ووعيه المرهف بحقوق الآخر، وتدفقت فيه عاطفة المواساة لبني الإنسان، ولن يقبل العالم بحشوده الإسلام الذي يقدمه مدعوا السلفية، والذي ينم عن فكر مسجون في مناخ الكراهية والإهانة للناس والانتقام منهم وإكراههم على اعتناق الدين والخضوع في ذل لدستورهم. 

والعالم ينتقد كل يوم فكر هؤلاء المسلمين الذي ينضح بحرمان الناس من حرياتهم، خاصة الحرية الدينية، ويخيف الناس بقذائف التكفير وضوابطه الرهيبة، وشاع النفور من الصيغة الإسلامية التي تقدمها جماهير مسلمة متمسلفة كثيفة العدد، ووجد الإلحاد له مرتعا في أرض الإسلام. 


وتكشف التطورات لجماعات الإسلام المنتسبة للسلف زورا حاجتها العميقة للتغير وإحداث تبديل هائل في التصورات، نحو تقديم صورة مشرفة للإسلام.  وتنتظر جماهيرَهم مشقاتٌ هائلة.
المذهب الوهابي في كتاب مختصر سيرة الرسول وكتاب كشف الشبهات يصور السيرة النبوية تصويرا يدفع عدو الإسلام دفعا لاتهام الإسلام أنه انتشر بالسيف.

فهو يصور سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كما يلي:
1.                   كان أهل مكة يشركون بالله  الشفعاء ويقرون لله بتوحيد الربوبية فيما لو سئلوا من خلق الكون ومن يملكه ومن يدبره؟ فيعتبرون بقولهم: الله، من المقرين بتوحيد للربوبية.
2.                   الأعراب في الجزيرة  يشركون بالله الصلحاء والأولياء الأموات فيدعونهم ويذبحون عند قبورهم  ويقرون بلا إله إلا الله، ولو سئلوا عن معناها لقالوا فيه نفس مايقر به أهل مكة عن الربوبية ولايزيدون، وحتى علماؤهم جاهلون لايعلمون عن التوحيد سوى مايقول العامة وبالتالي فليس عندهم سوى توحيد الربوبية، ومن هنا يتساوون بأهل مكة.
3.                   دعا رسول الله صلوات الله عليه وسلامه إلى التوحيد بشموله. أي إلى لاإله إلا الله مع ماتقتضيه من حقوق. وهذا التوحيد عنده يشمل :
·     توحيد الربوبية وهو إفراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير وخلق الموت والحياة.
·     توحيد الألوهية وهو إفراد الله تعالى بعبادات الدعاء وتقديم الذبيحة والحب والرجاء وعقد النذر واليمين ثم أداء الصلوات والزكاة وتنفيذ الأحكام الشرعية.
·     توحيد الأسماء والصفات وخاصة التفسير بالظاهر السطحي أو الوقوف على وصف الذات الإلهية بما ورد على ظاهره، دون تشبيه أو تمثيل، فينسب لله القدمان والساق والأيدي والقبضة والأصابع والوجه وزوج من الأعين والحقو وحركة النزول والصعود وهيئة الاستواء. وينسب لله الوجود في مكان يسمونه مكانا عدميا ومعناه أن تعالى يشغل بقية الفراغ المطلق خارج الكون بسماواته وأرضه وكرسي الله الواسع حوله والماء الذي يكمن تحت العرش والعرش بحجمه العظيم وقوائمه الأربع ذات الأبعاد الفلكية.
4.                   نحن الوهابية ندعو الناس لنفس التوحيد بفروعه الثلاثة كما دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.
5.                   عرض عليه أهل مكة على النبي الإقرار بتوحيد الربوبية فرفض النبي العرض وأصر على التوحيد بكل شموله، خاصة توحيد الألوهية، وأصر أهل مكة على موقفهم .. ومن الأعراب ومن الناس المبتدعين حاليا من يعرض علينا نفس العرض فلنا أن نرفض كما رفض النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
6.                   وينبني على ذلك بداهة أن مجرد وجود كافر في الأرض لايقر بتوحيد الألوهية يعني وجود الفتنة،  وقد أمر الله بإعدام الفتنة، وتحديد قتل الكفرة مرهون بالإمام، فمتى قرر قتل رجال هذه الدولة أو تلك من التي يسكنها كفار أو وثنيون أو ملحدون أو مرتدون  تمت طاعته، ومهما كانت الدولة أو القرية مسالمة مهادنة موادعة، وقد أمر الله الرسول برفع السيف ضد الكافرين، حتى لاتوجد فتنة مطلقا، فلا يوضع السيف حتى يوحدوا توحيد الألوهية وتنعدم الفتنة من الأرض، وتبعا لذلك أمر النبي بقتال الناس المعارضين حتى يقروا بتوحيد الألوهية، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة لتكوين جيش مقاتل وقاتلهم وقتلهم حتى أقروا بما طلب من توحيد.
7.                     والنتائج الحتمية على  مستوى العلاقات الدولية أننا لو ملكنا القوة الكافية فسنقاتل أمما مسالمة وقوية، وهم الآن كثيرون، لايقرون لنا بتوحيد الألوهية،  فهم إذن ممن أمرنا بقتله من الفتنة والطاغوت المعبود. وقد أمرنا الله كما أمر الرسول برفع السيف ضد هؤلاء المشركين، حتى لاتوجد فتنة مطلقا، فلا يوضع السيف حتى يعطي الناس ربهم حقه ويتم القضاء على الطاغوت وتتحقق العبادة، فعلينا الجهاد بقتال الناس المعارضين وقتلهم حتى يقروا بتوحيد الألوهية.

هذا المذهب الوهابي في تصوير السيرة هو بدعة، وهو مالم نسمع عنه في تاريخ الإسلام.

وبالطبع فحامل هذا الفهم لايمكنه الدعوة للإسلام ولا لجماله، فهو عاجز وعجزه طبيعي وواضح وبنيوي، ومن يسلم على يدهم يسلم دون أن يفهم الأبعاد التي يحيون عليها، فهو قد يسلم ببساطة ويشهد الشهادتين لأن الله ليس وثنا، أو لأن الله تعالى أحد ليس له ولد ولا صحة لنظرية الخطيئة.

إنها صياغة تكفيرية للسيرة، ورواية نفعية لسيرة سيد الخلق، وتصور للإسلام والسيرة ليس فيه رائحة لحرية التدين، وفيه الحجر على الفكر والضمير، ومن يتبعه جدير بألا يوقع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث أن الناس عنده ليس لهم خيار إلا أن يعبدوا الله، ومن لايعبده يقتل. 

شهادتك يا أيها المسلم بالتوحيد لاتنقذ من جز الرقبة، بل لابد عند الوهابية من الفهم والعمل بها بطريقتهم، والفهم والعمل أيضا لايكفيان، بل لابد من أن تكفر بكل ماعبد من دون الله، والكارثة قادمة في قولهم: فإن شك أو تردد حل دمه وماله وعرضه. 
نعلم أن تهمة الشك والتردد يمكن إلصاقها بكل سهولة وسرعة، ويمكن التعلل بالشك لقتلك فورا فليس عندنا وقت ونحن مستعجلون، الجماعة مستعجلة والشغل كثير: وكانت النتائج في الجزيرة كارثية مأساوية مروعة، ياللتحريفات الكامنة في هذه الكتب، وفي صياغتها الموحية بكل ماهو تكبر وغطرسة، واعتبار النفس مرجعا، ونصب المحاكمة للخلق وناصبها أول المستحقين للمحاكمة.

ياللرواية الباطلة للسيرة التي يسمونها التوحيد. وياللعجز الكامل عن محاجة العالم المتحضر، وهكذا كما يرى القاريء فحملة هذا التصور مكبلون به وعاجزون عن التقدم خطوة.

لقد تم الاستيلاء على أراض بناء على هذا النهج والسلوك، وكسب أهله من الدنيا عرضا كثيرا، وهم حريصون على مال كالجبال كسبوه بناء على هذه التوليفة من الروايات المحرفة لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الإسلام دفع ثمنا غاليا من صورته الراقية التي صوره بها الله، وفقد أراضيَ واسعة في فسحة الدعوة، وتم تلطيخ وجه السيرة العطرة وقبلة الإسلام، وبذلك كورت الشمس وانكدرت النجوم.

تم تسليح القساوسة المنصرين بهذه المعلومات عن ثقافتنا ضمن باقة مشئومة من مختارات منتقاة، كرواية انتظارنا لنزول عيسى بن مريم ومعه مهدي يخيران النصارى واليهود بين الإسلام أو الذبح، ويضعان الجزية عنهم فلا يقبلان تركهم يعيشون مع دفع الجزية، ومثل حكايات قبول آيات  القرآن للنسخ، وعوالم الجن والعفاريت التي تركب الخلق، وسماح المفسرين بنسبة الخطايا للأنبياء، وتفاسير حرفية للنبوءات، وجبرية قدرية عشوائية في تصور العلاقة بين الله ومصير الإنسان، وأعدت دراسات لفتنة المسلمين عن دينهم، وتجاهل القساوسة ماتزخر به ثقافتهم من التفسير الحرفي والاعتقاد بالخرافة، والسماح بقتل الكافرين بالتثليث وحرمانهم من الحياة باسم الله. 

 وعندما جاء العالم الغربي يحاربنا في الحروب الصليبية كان القسس يجوبون أوربا ليحضوا على قتل المسلمين باسم الدين، ويوحون إلى ملوكهم وجندهم أن المسلمين إرهابيون ضد المسيح، وينشرون الدين الإسلامي بالسيف، بينما المسيح إله السلام..
 ولكن بعد خروج الإسبان  للبحار وفتحهم الطرق لبقية أوربا ونمو نشاط التبشير الأوروبي بعدهم جاء القسس يوحون إلينا نحن أننا قوم إرهابيون، وننشر ديننا بالسيف  ولم يعودوا يهتمون أن يعتنق جنودهم هذا، وتحول اهتمامهم إلينا نحن كي نصدق هذه الفكرة..
  وكان الحكم الإنجليزي للهند قد أقر حرية التدين واستحسن الناس هذه الحرية، وتم نشر ثقافة حقوق الإنسان تدريجيا بين المسلمين، وهذه المنشورات ستساعد بعد ذلك على طرد المستعمرين. وتم تعميم صورة الإسلام كدين قهار عنيف،  ينقض على أرض الروح ودول الضمير، فيحتلها بالإكراه ويسفك الدم عندما يواجه الاعتراض العلني، ولايترك للإنسان مفرا غير أرض النفاق، وعمل القساوسة بنشر هذه الاتهامات على صرف المسلمين عن دينهم، على أساس أنه دين يؤيد القتل لمن يخالفه فكريا باسم الله، ويتناقض مع ماقررت الفطرة من تفضيل حرية الضمير والعقيدة.

 القساوسة المنصرون في هذا الوقت كانوا قد فشلوا وانفضحوا في الغرب، وفقد البابا سلطته على الملوك والجيوش، والمسيحية صارت منزوية في الكنيسة، وكان الكتاب المقدس يتعرض لأكبر حملة فحص ونقد في التاريخ، وكتبت آلاف الكتب في مشاكل الوثوقية في العهد القديم والجديد، وتناقص المؤمنون بالتثليث رويدا رويدا.

وكانت جيوشهم قد تحولت في أهدافها من القتل باسم الدين إلى القتل باسم النقود وعرض الدنيا والترف وحيازات المساحات الجغرافية.. وكانت الشركات التجارية والبنوك تمول الجيوش، وتركز أساسا لأخذ المال واحتلال الأرض.  ولكن القسس كانوا مصرّين على العداء للرسول الكريم، واحتلال أرضه الروحية في الضمائر، وكان يسرهم ترك المسلم لدينه حتى ولو للوثنية، وعندهم أن أي شيء غيره في الأديان فهو خير منه، فكن أيها المسلم شيئا غير الإسلام فهو أحسن.

في نفس هذا الوقت كان المذهب الوهابي ينشأ ويتفاقم ثم يزحف منتشرا في الهند، ينشر وجهة نظره عن التوحيد بينهم، والهنود لايعلمون العربية، فليس لديهم طاقة بالمناقشة والمعارضة والرد إزاء كتب عربية جاءتهم من بلاد ينظرون إليها بعين تقديس لانهائي، وكانت كتبهم قد فرت لمناطق عدة في العالم بعدما قام محمد علي والي مصر بالهجوم على قواتهم في الجزيرة العربية وتعرضوا لمأساة أليمة بالغة الوجع.

كان من السهل على القسس الادعاء على الإسلام بكونه دين السيف والعنف، فمن أراد من قراء الهند الرجوع لكتب الوهابية مثل مختصر سيرة الرسول سيجد فيها مصداق دعوى القسس. 
والمشايخ لم يكونوا قادرين على الدفاع ضدّ هذا الهجوم، فاحتاج الأمر لوجود أمير السلام .. 

وفعل الله مايلزم وبعث أمير السلام المشهور المبشر به والمشهود له وهو عيسى ابن مريم: وهو الذي سينزل فينا إماما منا،  وأبى الله لهذا المبعوث السلامي المسلم إلا أن يحمل ذات الاسم وذات الصفات العيسوية، وقدر الله تعالى أن تكون كل سياقات بعثته مطابقة لبعثة المسيح عليه السلام،  وأن يكون هو من عبر عنه السيد المسيح عندما ـخبر عن عودته لعموم الناس، تماما كما أخبر الله عن عودة إيليّا عيه السلام للأمة الموسوية المحدودة.

وإن الفيلم المعروض عن الإسلام وهابيا لايقل عن أحد أفلام هوليود المشوهة للإسلام. والمشايخ عاجزون عن تقديم حقيقة التوحيد للعالم وعاجزون عن الدفاع عنه.
عليهم أن يتوبوا بدلا من أن يستطيلوا على الناس أنهم دعاة توحيد، فقد انكشف كل شيء وبان، وتبين أنهم لادعاة توحيد ولا دعاة إسلام، بل دعاة لمن يحزنون.

 بلا توبة وتصليح فلا يمكن للمشايخ أن يدافعوا؟ لأنهم قدموا فيلما تتفجر منه القسوة والموت الروحي، ويثير النفور والعداء ويقدمون رواية للأحداث تدعم زعم القسس الذين يكرهون الإسلام ويعملون على إزاحة أهله عنه، ولو بتشجيعهم على الإلحاد.
 فالسيرة هي سيرة رجل الله، تتبدى فيها صفات الله وجماله وجلاله، وتتألق بعلامات الصفات الرحمانية.  إن السيرة رواية عن مرآة رحمة الله الغامرة العامة والمنطقية، ولها هدف سام أسمى من كل ماتوصل إليه العصر بدماء الحروب المتوالية والثورات المكلفة. السيرة لوحة جمال ولها نظام ذو إحكام،  وهدفها إكرام الإنسان، ولها حبكة وقمة أحداث ونهاية.

 الرواية والقصص الحق أن نبي لله صلى الله عليه وسلم دعا إلى محبة الله حتى الجنون حبا، وأذاع بيانات نعم الله التي تفوق نعم الآباء والأمهات والدول الرحيمة والأصدقاء العطوفين علينا، وأدار الأعناق إلى انه هو وحده وحده الذي وضع الرحمة في الأرض، وكل رحمة فمنه، وكل عطف في صدر الأم فمنه وحده وحده. وهذه هي دعوته لاعتناق التوحيد، توحيد حب يفرد الله بانشغال البال، ولاحب إلا بحرية مطلقة.. دعا بحرية ومارس الحرية ورفض السجود للأصنام.

 قبل البعثة لم يسجد لصنم، وقام بتحرير رقيقه هو، وترك الكفار له هذا الحق، لكنه لما أرسله الله بنقد الأصنام والدعوة إلى توحيد الله تعالى والإسلام له وفك الرقاب والعطف المطلق على المسكين عاداه الشعب وقادته، وأشعلوا نار الاضطهاد وهو نوع صار واضحا من انتهاك حقوق الإنسان، مثل كل الرسل الذين دعوا للتوحيد والعدل والرحمة.

 ومثل كل الرسل: لما رفضهم الناس قام الله بالدفاع عن رسله.
  ولما انتووا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت هجرته فرارا وإسراء للنجاة. وكانت واضحة الهدف في سياق البحث عن مأوى، تبعا لأن أرض الله واسعة للعبادة، واستعمل أحد حقوق الإنسان وهو حق للجوء بحثا عن حق الحياة مع حرية المعتقد له ولصحبه..

وبدأه القوم حربا بتحريض القبائل المحيطة للحرب، ومراسلة أطراف في المدينة منها المنافقة والصديقة لهم   لتسليم النبي صلى الله عليه وسلم للمكيين، ورفض الإيواء، وتهديدهم بقتل الرجال وغصب النساء في حال الرفض.

وأخيرا جردوا جيوشهم للحرب وهاجموه، ولما هاجمه قومه من أهل مكة ومن حالفهم فقد هاجموه ليسلبوه حق الاعتقاد مرتبطا مع حق الحياة، وأذن الله تعالى له بالدفاع، وكان الإذن تطبيقا لحق من حقوق الإنسان، وهو حق الدفاع الشرعي عن النفس، أي دفاع يلتزم بتطبيق القانون وبحفظ إنسانية الناس.

الإذن كان يقتضي وجود قوة لازمة كافية، وهي قوة لم تكن موجودة، وبالمقياس المادي وقوانين الحرب كانت الهزيمة محققة. ولكن الله كان يريد أن يثبت وجوده، وأن يظهر صفاته العليا على الملأ جهرا، فحارب الله تعالى بنفسه، وأذهل الله العالم بطرد العدو في بدر والخندق، وبالنجاة العجيبة لنبيه يوم أحد، وهي نجاة تطابق تماما نجاة عيسى عليه السلام، حيث قيل مات ولكنه لم يمت، وقام من بين الأموات وعولجت جروحه وتماثلت للشفاء، وذهب بعدها ليتم مهمته ولينجح، وخرج من الحفرة التي وقع فيها مغمى عليه، وخرج غالبا ولكي يغلب. 

 
كان الله هو الذي دافع عنه في الحقيقة، لأن ميزان القوى بالمقياس المادي كان مائلا لصالح القتلة والمهاجمين. وظلت هذه المعادلة هي الرواية الصحيحة حتى استقر الأمن للإسلام، وتمكن كل شخص من البقاء حيّا مسلما يمارس النمو في حياته.
 لم تتغير الرواية مع استمرار الحرب مع الروم ثم الفرس .. وبعد حرب الردة ظل المسلمون متشبثين بالله وقرآنه ورسوله ضد قوى عالمية تريد لهم العودة عن دينهم ليعودوا لما كانوا في ضلال مبين.

لم ينتشر الدين بالسيف بل بحث المؤمنون عن الحياة،  ويغفل السلفية هذه الرواية عمدا ويتناءون عن توضيح ميكانيكا الحرية والاضطهاد والهجرة والدفاع، لينشروا ميكانيكا الإذلال والاستحلال وضرب الناس بالعصي ليذهبوا للصلاة وفكرهم في العصا لافي عظمة الله ذي الجلال..  تجاهلوا السيرة الحقة ليكتبوا تفسيرا مزيفا للسيرة، ولينشروا عملتهم المنفرة وليضعوا روايتهم المغرضة في الأرض، وليتمتعوا بمنصب الحكم الذي يقرر في الناس ويستحل لنفسه دمهم ومالهم وديارهم، والتمتع بنسائهم.


يتركون قمة جمال السيرة، وينقضون على آيات في القرآن فيها يقر الكافرون أن خالق هذا الكون هو الله وهو مالكه وهو يجير، فيصطنعون فكرة باطلة من هذا الإقرار الإحْراجيّ الشكلي الجدلي القشري المفتعل، ويصفون أهل مكة بنوع من توحيد لم يقدموه ولم يكن ولم يحدث أبدا، وكان الله الذي يقرون بربوبيته غير الله الذي نعلم، إذ كان يقبل الشفاعة الظالمة  ولا يبعث الموتى ولا يعلم السر وأخفى وليس بالرحمن..  فراح السلفية يستعملون الآي في غير موضعه ويصطنعون من الإقرار توحيدا، ثم يحتقرون هذا التوحيد ويصفونه بأنه توحيد المشركين،  ويقولون أن كلمة الشهادة لاتعني عصمة عندنا، ومعاني الشهادة في عقيدة المصريين العامة مثلا هي كتوحيد عباد الأصنام، ويسمونه توحيد الربوبية، ويزعمون بعد ذلك أنه توحيد عرضوه على الرسول صلى الله عليه وسلم ليكتفي به فهو آخر ما عندهم، ثم يمضي الفيلم إلى مشهد رفض النبي للعرض وإصراره منه على المطالبة بالإقرار بتوحيد الألوهية (المكون من صلاة وزكاة ودعاء لله وحده وذبح له وحده تعالى وحب وخشية وإخلاص له وحده) ثم حكم وحاكميته قانونية في المجتمع لله وحده. والمشهد التالي هو رفضهم الإقرار لهذا التوحيد مصرين على الدعاء والاستشفاع بالآلهة أو تعظيم الصالحين (حسب شرح المشايخ)، وهكذا وقع الفراق ووصلت الأحداث للذروة بقرار النبي صلى الله عليه وسلم رفضه لهذا التوحيد المعروض عليه (أو لهذا الإسلام المحدود) وقرر الذهاب للمدينة ليعد لقتلهم،  وقد كان، فظل محاربا وهو قليل العدد حتى هزمهم وفتح مكة واستقرت السلطة له حتى قدر عليهم. وفي هذا الظرف فكل من بقي من العرب لم يسلم ولم يصلِّ قتل.


 وتستخدم في هذا الصدد آيات من سورة التوبة. فهي في نظرهم تأمر عند التمكن بإمهال الكافرين حتى نهاية الأشهر الحرم وبعدها فليس لمن نلقاه كافرا إلا الموت. والآن فمن يشهد الشهدتين نعرض عليه (نحن الفاهمين) فهمنا لكلمة لا إله إلا الله (التي لا يفهمها هو، بل ارتد لما عرضه أهل مكة  من توحيد الربوبية على الرسول الكريم، فرفضه النبي.  ومن ثم يعتبر عامة المسلمين من المرتدين عن لاإله إلا الله، ويليق بنا رفض شهادة عامة المسلمين الحالية). إذ لما كان الناس هم من صاروا يدعون الحسين والسيدة ويعظمون الصالحين كما كان يحدث من المشركين، ولما كان الوهابية هم من اكتشف الحبكة ووصل للرواية وحققها، فقد صاروا مالكي الحقيقة ومن عداهم في ضلال كأهل مكة لا يفقهون، وصاروا هم أولى الناس بخطة النبوة. فمن حقهم أيضا أن يقولوا للمشركين من حاملي الشرع: تعالوا ووحدوا توحيد الألوهية فنحن نرفض عرضكم بتوحيد الربوبية هذا الذي أنتم فيه،  ونصر على إقراركم لنا بتوحيد الألوهية، دون تردد أو شك، ولتأتوا إلينا في الانتخابات راضين لنحكمكم،  وإن رفضتم أنتم هذا التوحيد فليس لنا إلا قتلكم (سرا وجهرا وعذرا وإرهابا وتحالفا) وسنستحل حرماتكم في هذا الجهاد.

 وهكذا لتبرير القتل الظالم والقتال الدنيوي تم العبث بالتوحيد نفسه مع الإصرار على تغطية كل هذا بثوب توحيد. لقد صوروا رسول الله في قصة مسلسلة يرفضها الله ورسوله والملائكة والمؤمنون أجمعون، ووضعوا أنفسهم وقومهم مكان الرسول صلى الله عليه وسلم كما تصوروه في الدعوة والقتل،  واستحكمت الحلقات في تصورهم أنه قد عرض،  والقوم قد رفض، وبالتالي فرضوا على أنفسهم نفس الموقف، وقرروا فتح باب العداء مغترين بكثرتهم الآن في مصر وفي ودول عدة.

 مع أن هذه الكثرة لم تحدث إلا من خلال التسلل بكلام وبمنطق، وتحايل بتسجيل الجمعيات الخيرية،  تعهدت بالالتزام بالمواطنة، وقامت بتفهيم الناس بعض ما هو شرك أو توحيد على مكث، فقبل الناس وانتشرت مساجدهم، ثم لم يشكروا ولم يردوا الجميل، بل عضوا الأيادي المحسنة.

إن قصة انتشارهم هنا تهزم تصورهم وروايتهم، لأنهم في مصر مثلا تحولوا من أفراد إلى ملايين بالدعوة والكلام والخطب والكتب والشرح،  مهما كان محتوى الكتب والخطب، ثم كشروا عن الأنياب عندما كثروا بفضل الله في وجود الدولة المستقرة، وجاءوا الآن ليعلنوا علينا حربا وليحرقونا حرقا، وليعتبروا أنفسهم شيئا يعرض دينا ويتلقى رفضا، ثم يقرر إمام منهم حربا وإن فشل فيها قلبها إرهابا، والإرهاب مفتوح الزمان.

لقد علم الله هذا الكلام وبعث ابن مريم منقذا للتوحيد، وهذا هو القصص الحق. وحقيقة الأمر الآن أنهم بدأوا ينكشفون ويذهب الناس للحق رويدا، فجنوا ليهدموا علينا حياتنا. جاءوا ليحكموا الناس في فرصة الثورة، متذرعين بكل دعاية وسب ومحطة فضاء وتشويه وتكفير وتخوين لكل من يقف لهم، ومتخذين من المال والرشاوى سبلا للاستمالة كالمبشرين، حتى يملكوا السلطة ليقضوا بها على هذا المبعوث السماوي، الذي يشرح كل شيء، ويجبرهم أن يعيدوا التعلم من جديد،  ثم يضعون دستورا للاستخلاف ليس فيه رائحة من خلافة النبوة، دستور لم يستخر الله فيه ولم يستهد إليه، ولم يتطهر من أجل توفيق الله أن ينزل عليه ومن أجل محبة الله أن تلقى ليذهب الناس إليه.