الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

المقالة الثانية ببعثة المسيح الموعود عليه السلام لبس الإسلام ثوبه الأصيل وتألق بنور التكريم الرباني للإنسان، وترك أمر الدينونة لله وحده.



المكفرون للجماعة الإسلامية الأحمدية عاجزون عن الإجابة عن أسئلة العصر

وعاجزون عن تقديم الإسلام الحقيقي. 

بسم الله الرحمن الرحيم 
المقالة الثانية


أغلقت محطات فضائية دينية تقوم بتشويه دين الإسلام وتجلب عليه التهم الشنيعة.
وكان هناك مسرورون بوجودها ليظل العالم يرى ويسمع ماينتظره من الإسلام وجماعاته التي تتسمى بالسلفية.

وهم اليوم حزانى بإغلاقها لأنهم كانوا يتفكهون بما تقدمه من فضائح.
وقد علم الله ذلك من الأزل، وقدر نزول ابن مريم في الموعد الصحيح ليعصف بالهراء الذي يقص عن الإسلام القصص الباطل. وقد نجح في مهمته عليه السلام، وامتلأت المجلدات بالبيان، وتنتظر التوزيع الأعم على بني الإنسان.
كل ما كانت قنوات التكفير والفتنة تقدمه فقد صب في خانة تأييد أعداء الإسلام، ممن يتهمه أنه دين الإكراه ودين العنف ودين القهر الروحي، وكانوا يقدمون الإكراه في الدين على أنه الحقيقة  لا أنه مجرد رأي لهم.
ربما كان في القرن التاسع عشر من يقول أن الإسلام يحرم الإكراه في الدين، فكان أعداء الإسلام يعدون هذا القول رأيا مجرد رأي، ويصرخون أن الحقيقة أنه دين الإكراه، مستشهدين بما يقول المتمسلفية عن أن قتل الناس مطلوب ولايرفع عنهم السيف حتى يسلموا أو حتى يوحدوا..


لقد  بعث الله المسيح الموعود ابن مريم ليجزم أمام العالم أن الله لم يسمح بالإكراه يوما، ويحكم بالحكم الفصل أن قرآنه ورسوله لم يكره أحدا، بل هاجر لما اضطهدوه، وقاتل دفاعا لما هاجموه، ولما انتصر عفا عنهم فأحبوا الدين المتسامح واعتنقوه.

جاء المسيح ابن مريم عليه السلام بقول حاسم قاطع في أن الحرية الدينية حق للإنسان،  فقد ألهمه الله هذا بكل قطع، وكتب بكل وضوح، لينقل القول بأن ديننا دين الحرية الدينية من منطقة الرأي لمنطقة الحقيقة:  فطالما كان القول بما يشرف الإسلام مجرد رأي فكان يركله الناس برأي مخالف، فكلها آراء ياعزيزي وما يدرينا؟!، ولكن لما صار القول المشرف متمتعا بقوة الوحي الإلهي فقد صار حاسما وصار حقيقة وصار شمسا فاضحة.


وكفره المشايخ، واتبعه الأنقياء الذين يظنون بالله ظن الحق، ويحسنون بالإسلام الظن، وصفق عدو الإسلام للمشايخ وعمل أعمالا ظاهرة وخفية ليستمروا، ففي نظره أنه لايقاوم الإسلام الحق سوى إسلام مزيف. 

ومضى المشايخ من يومها في طريق إكراه وقهر الناس، ومن يومها تتبع الله من يقهر الناس بالعقوبات أشكالا وألوانا، وقام بالمرصاد للمكرهين. وصار ممكنا لنا أن نجيب على الأسئلة التالية: 
 

هل الله ملك مسيطر مهيمن يسوس ويدبر؟ نعم ولم يترك منصبه لحظة سبحانه.
هل الإنسان مكرم من حيث الأساس؟؟؟ نعم
هل ترك الله للإنسان اختيار الإيمان؟؟ نعم وبطش بمن منع الاختيار.
هل مضت عصور بآلاف السنين والحال على هذا الاختيار؟ نعم
هل مارس الناس الاختيارات؟ نعم.
هل كان منهم من اختار التوحيد وكانوا هم الصالحين؟ نعم، وكانوا هم من أنعم الله عليهم.
هل رحم الله الصالحين وباركهم وجعل لصلاحهم جدوى؟ نعم.
وهل من سنة الله تعالى ترك االفاسدين سدى؟ لا.
هل كان الله متداخلا ضد الفساد وفاعلا بكفاءة وقوة؟ نعم.
وهل هناك آثار لمن عذبهم الله ودمرهم؟ نعم وهي كثيرة.
هل هناك المزيد من العذاب يضاف لما يفعله الله بالقتلة المفسدين؟ نعم ، في الآخرة.
هل نحن راضون عن الله لكل ما فعل؟ وهل نوقن أنه لا يوجد خلل في سننه ونظمه؟ نعم
ما الذي يحدث عندما يتظاهر الإنسان بالإيمان؟ كارثة. وهل هناك قيمة للمنافق؟  لا قيمة.
ما الذي يحدث عندما نحول حياة إنسان لجحيم بهدف إقناعه بعقيدتنا؟ تحدث كارثة.
وهل من نكرهه على عقيدتنا سيحبها ويخلص لها ويتفانى فيها أم سيكرهها؟ سيكرهها يقينا.
ما الذي يحدث من المقهور الذليل المهان المنتقص الحقوق؟  قد يصبر وقد يصاب بالخبل ويدمر الدنيا حوله.
ما هو معيار معرفة إيمان الإنسان ومعرفة إخلاص الدعاء؟ معياره اجتباء الله للمؤمن المخلص، ومعيار الإخلاص الجواب.


هل للسلطات حق العقاب على انعدام الإيمان؟ لاحق لها وليس ذلك هم الدولة.

هل عصمة الدم حق للإنسان من حيث أنه بناء الرب؟ وهل له حرية خيار ثابتة؟ وهل ملعون من هدمه وملعون من أكرهه؟ نعم
هل قول كلمة التوحيد هو الذي يعصم الدم؟ لو تحرك الجيش المسلم للقصاص من معتد قتل المسلمين فقط من أجل إسلامهم فوجدنا المعتدي قد أسلم فإن الإسلام يشفع له ويعصم دمه من القصاص عن القتل الذي فعله،  ويعطيه صك عفو.
هل لو قدرت الدولة الإسلامية كل القدرة ولم تعتد عليها الدول الأخرى، هل يحق لها شرعا مهاجمتهم ليسلموا أو ليقولوا كلمة التوحيد ويضيفوا إليها أعمالا مشروطة؟ اللهم لا.
هل فرض الله على الحكام أن يسالموا ويجنحوا للسلم لو جنح له المعتدي الكافر الذي بلغته الدعوة؟ نعم.
وهل يجوز محاربة المسالم دون خطر يأتي من جهته؟ لا يجوز

قال تعالى: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". هذه آية محكمة في كتاب الله تعلِّم: كيف ندافع عن النفس لو جاء من يقتلنا لأننا مسلمون.

بالتدبر العميق فعصمة الدم والمال والعرض حق إنساني أصيل بصرف النظر عن اعتقاد الإنسان. ولا علاقة بين اختيار العقيدة وبين هدر عصمة الدم في الإسلام، ولا عبرة بالرواية السلفية. وكل ما جاء من تخلية السبيل لمن قال كلمة الإسلام أو أدى الشعائر فهو معنى عميق وأمر بالعفو عما سبق من الأعداء الذين استحقوا قتلا بما اعتدوا علينا وناصبونا العداء وقتلوا المؤمنين بغير ذنب لأجل إيمانهم وظلما. والمعلوم أن المقتول ظلما يستحق قاتله قصاصا، ولكن رحمة الله حكمت بأنه لو طرأ على هؤلاء القاتلين تغيُّر وأسلموا لله فبطلت نيات فتنتكم (أوتراجعوا عن نيات قتلكم بسبب عقيدتكم) فلهم العفو عما سلف.

ما الحل في الوثنيين لو كانوا يحبون أصنامهم؟ لا يستأصل الحب إلا بحب آخر.

وماذا نفعل عندما يشغف مواطن وثني بوثنه حبا لكنه لا يدمر الدستور العام؟  الجواب: نقدم له الإسلام الحق وروايته بمنطق متماسك فطري. ونقول له لو فعلت ما نحن جميعا متفقون عليه من ضرورة الصدق لعلمت صدقنا. ولا نقول عن النار أن الله يعذب الكافر أبدا بمعنى اللانهاية المطلقة. ولا نقول له أن القرآن يفهم بالمعنى السطحي الظاهر الحرفي، ولا أنه خال من المجاز أو خال من أساليب البلاغة المجازية الغنية العميقة.

 ولا نقول له أن الناس في مكة طالبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أنواع من التوحيد، هي توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.. فعرضوا الإقرار بتوحيد الربوبية ( ومعناه الاقتصار على الاعتقاد أن الله وحده الخالق المدبر المالك المتصرف وكفى) فرفضه النبي وقاتلهم على توحيد الألوهية ( بمعنى توحيد الحب والدعاء وأداء الفرائض). بل نقول أن الله يستحق وحده الاستيلاء على الكيان محبة بلا منازع، وأن يشغف القلب حبا ورؤية محامد، وأنه حي قيوم يجيب الداعي المخلص ولو دعا هو الله فسيهديه. ونقول له أن الله رحمن يعمل على تخليص الإنسان من كل قهر ليذهب إلى الله بحب. نقول له أن الله يعوض عن كل بؤس وعن كل معاناة وعن كل مصاب وعن كل شقاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق