الثلاثاء، 29 أبريل 2014

الإيمان الميت لايصنع حياة ذات معنى .. بل تكون الحياة معه مسخا مشوها سخيفا .. والقلب يكون قاسيا ميتا .. ولاتتحرك الروح للجمال وتستسيغ الافتراس والقبح.

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر الله وطول الفكر الممعن في عظمته وكماله  هو ماء الإيمان ليزدهر ويخضر ويزهر ويثمر. 

جهد العقل والفكر والتأمل المركز في تصور النفس حاضرة أمام ربها  بكل صفاته الحسنى يجعل الروح تنسلخ من جلد القساوة والموت.

حسن الظن بالله تعالى والعشم المطلق في وجهه وتصور الخير في كلامه ورسله وقدره وخططه  يوقظ الروح من رقدتها في قبر سوء الظن.

الظن بالله أنه هو مالك أمرك لاالأسياد ولا الجن ولاالرابطون ولاالمنجمون ولا  ولا  ولا  يجعل شمس الإيمان الحي تشرق.

تصور أن القرآن كله محكم لاريب فيه وأن تفسيره ممتليء بتوكيد كرامة الناس وتثبيت حقوق الإنسان ونبذ الإكراه في الدين بكل صوره هو بعث جديد لجنين الإيمان  لينمو ويولد فيك مؤمن جديد.

ومن مغذيات ومخصبات ومقويات نسيج الإيمان وصحة قلبه  وحسن  ظنه: تصور أن الله معنا الآن، ويرى كل مايحدث وله موقف وقد اتخذه، وقد نزل جيشه لنصر الطيبين/ وهو مع الصدق ضد الكذب، ومع التنزيه ضد التجسيم، ومع الفهم العميق ضد الحرفية السطحية المحرفة الفاضحة، ومع العقل ضد التخريف.   
 

الاثنين، 28 أبريل 2014

اليقين صار ضرورة حياة لنهضة مصر : اليقين بصفات الله تعالى كما هي في سور الإخلاص والفاتحة ونهاية سورة الحشر وفي سورة لقمان .. واقرأوا معاني الفاتحة في كتاب كرامات الصادقين كما علمها الله للمسيح الموعود ابن مريم من أمة محمد عليهم الصلاة والسلام


 بسم الله الرحمن الرحيم

هناك مستقبل مزدهر لمصر مع حمى شعبية جارفة من روح اليقين بوجود الرحمن الرحيم الملك.

 
اليقين بالله حيا قيوما ملكا قدوسا عزيزا حكيما كفيل بضبط النفس ومن ثم ضبط الحياة.
الرقابة تورث التقوى، ولايرحب اللص أبدا بفكرة أن الشرطي يراقبه.

ولكن المواطن المحسن المجدّ الفخور بعمله يرحب بالرقابة،  ويسره أن يرى الرقيب عمله.

من خبرتنا العادية أنه يستحيل على اللص أن يتم مهمته في السرقة حالما يدرك بيقين أنه في مملكة تامة الضبط، وأن كل شيء فيها تحت الرقابة، والدولة عادلة ورحيمة ولاتهاون عندها في البطش بالمجرمين، ويدرك أن الشرطي يراه وأنه مسلح، وأنه قادر على القبض عليه كل القدرة، وأن القضاء حاسم ونزيه، ويستطيع تنفيذ العقوبة، وأن العقوبة شديدة مخوفة.

كل هذه الصفات هي صفات الشرطي المثالي، بمعنى النظام الشرطي الشامل، وهي صفات حكم في ملك عظيم الشأن. يعني يستحيل على اللص أن يرتكب الجرم لو استيقن بوجود الشرطي ذي الصفات التامة.. والشرطي هنا أضربه مثلا لنظام الله تعالى، أو لوجوده سبحانه، والذي هو قائم بكل أعمال الشرطي المثالي، أي الملك المسيطر القدوس الحكيم المهيمن.

سيستمر اللص ويتم السرقة لو اهتزت صفات المملكة أو الشرطي في فكره: لو تصور أن الشرطي غافل أو أعمى، أو أنه أعزل ويمكن التغلب عليه والإفلات منه، أو أن القضاء رخو أو يقبل الرشا، أو أنه عاجز عن تنفيذ العقوبة وأن أماكن العقاب ضعيفة غير محصنة.    

والبلد الذي يسيطر على مواطنيه وعي بقوة الملك ورقابته، وقوة نظامه وسهره، وعدله وبطشه بالجرمين، فإن المجرم في هذه البلد لابد أن يكون مختل العقل.   

 إذن يستحيل أن يستمر اللص في السرقة مع يقينه بوجود شرطي ذي صفات كاملة.

وكذلك يرتكب الناس الكذب والظلم والتآمر والحقد والحرص على الحطام ومعارضة الصالحين، ومعاداة أولياء الله المقربين، ريبا منهم في الله: إما ريبا في الوجود أو في كمال الصفات. وكل فساد في أرض وجماعة فهو ناتج من ريبها في وجوده تعالى بصفات كماله، ونتيجته عدم ترحيب هذه الجماعة بوجود الله في حياتها، أو الترحيب به بشرط خضوعه تعالى هو لمذهبها.

وعندما يحيط الدمار بامريء آبق من الله، ويندم وينيب ويدعو الله مخلصا له التضرع، مرحّبا بتدخله تعالى في حياته، فإن الله تعالى يتدخل وينجيه. قد يعود صاحبنا مهملا لوجود الله بصفاته الكاملة، ولايعود بعد النجاة يرحب بفرائض الله تعالى.

ولكنه يكون قد تأكد له وجود الله وقامت عليه الحجة..

 إن كل مفسدة من مفاسد الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية نابعة في العمق من الريب في وجود الله تعالى بصفاته الكاملة. هذا الريب يعمل في الشعب كالوحش الجائع المنطلق في حظيرة أغنام كذئب يدمرها تدميرا.

تعمل الدول حسابا في الانتخابات مثلا لرقابة الجهات الدولية المحترمة، فلماذا تعمل الانتخابات في أي دولة حسابا لوجود المراقبين الدوليين المحترفين، ولاتعمل حسابا لوجود الله تعالى لمراقبة نفس الانتخابات؟؟ لأن هناك شكا دفينا في وجوده تعالى، ينخر كالسوس في بطانة النفس.  

لو أن كل مؤتمر واجتماع عام علم أن الله رقيب وموجود في الاجتماع لخرجت نتائج غير التي تخرج، ولو أن كل مجموعة من ثلاثة تعلم أن الله رابعها بكل ماتعني الكلمة، وكذا كل أربعة علموا أن الله خامسهم، وكل تسعة علموا أن هو العاشر،  لاستحوا من قول وفعل العيب. 

لو استولى اليقين علينا بوجوده تعالى لاستولت على قلوبنا رهبته، وملكتنا رعدة من رقابته، وتذكرنا كل حرف في قوانينه وعقوباته، ولكتبت الصحف المقالات العديدة ليل نهار في التذكير بعدم المخالفة لقانونه، وفي التذكير بحظر التجوال في: منطقة الحرام، وكررت نشر التصورات بأن ضحايا التمرد مناظرهم فظيعة.

ولرأيت كل مواطن يحذر أخاه المواطن قائلا: لاتجلب علينا الخراب بالمعصية.

إن كل ماتراه في التعاسات الحاضرة والغابرة هو أثر لطاعة رغبات النفس السيئة، التي هي ناتج طبيعي للاسترابة في وجود ربنا فوقنا.

لو كان يقين برحمة الله تعالى ماظن امرؤ مستريبا أن الله الرحمن يحاسب إنسانا على أمر لم يكن في طاقته، أو يعذب روحا آدمية أبد الآبدين إلى OO  مالا نهاية. ولاظن ظان أن الله تعالى يسخر الغزلان خادمة لميزان البيئة ثم لايحشرها ولايعوضها.  

لو كان هناك يقين بكماله تعالى ماشقي مؤمن به عارف به ذاكر له متوكل عليه.

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى مانام مواطن هانئا وهو يعلم جوع جاره.   

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى رقيبا: مارضي طبيب بإهمال مريض.

لو كان اليقين بوجوده تعالى ملكا قهارا ما نهب ناهب أرض بلده نهبا حراما.

مع اليقين بوجوده تعالى ملكا رقيبا قهارا لايتم القبض على إنسان بشكل لاإنساني.

مع اليقين بوجود الملك فوقنا لن يهمل رجل أمن ما علق في رقبته من أمانة. ولايهمل رجل تعليم تعليم نفسه وترقيتها، ولايستغل أبناء وطنه.

مع اليقين بوجوده تعالى لايقبل مرتش رشوة ليعطي ماليس حقا أو يخترق حرمة.

مع اليقين بوجود الله تعالى لايخون مواطن وطنه.

لو كان يقين بوجود الله تعالى ماكتب صحفي كذبا وهو يعلم. ولا طاوع إله الإعلام فيما شرع، بل يهتدي بهدي الله الأكمل في كل كلمة يكتب.

لو كان يقين بوجود الله تعالى ماردد صحفي إشاعة تشاع ولا أحدث بلبلة. لو كان يقين بوجود الله تعالى لتم شطب تسعين بالمائة من تعاليم علم الإعلام، الذي يصرح قادته بمبادئه فإذا بها منها ماهو محط غضب الله، ومنها مايفتت الأمم.

لو كان يقين بوجوده تعالى مافجر فاجر متعمدا، ولا افتخر بفجوره علنا. ومانشر فاجر فجوره وأفسد النشء البريء.

مع اليقين بوجوده تعالى لايهمل قاض دراسة القضية بكل جهده. وما قبل قاض إملاء من غير مرضاة ربه. وما ترك قاض استهداء ربه الصراط المستقيم.

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى لايقبل محام كذبا وتدليسا، ولايهان محتجز في قسم شرطة، ولايعترض متسكع طريق امرأة، ولايقطع قاطع طريق المارة.

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى لايسب ولد أباه ولاينهر أمه.

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى لايرى حاكم فسادا في بطانته ويسكت عليهم.

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى ما استغل تاجر فقراء الحي جشعا، وماكتب طبيب دواء لاجدوى منه، وماغش مقاول في تشييد بناء.، وما أهمل ممرض مريضه، ولا يطرد مصاب من استقبال مستشفى بسبب فقره.

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى ما قال مجمع فقهي يضم عشرات المشايخ أن جماعة الله الإسلامية الأحمدية تحج إلى قاديان، وماقيل عن المسلمين الأحمدية في مصر أنهم يحجون إلى المقطم.

 هذه أقوال لاتصدر إلا في حال غياب يقين بوجود الله تعالى من وعي قائلها.

لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى ما أصر شيخ (ملتح أبيض اللحية، سيلقى الله غدا أو بعد غد) : أننا نقلنا الحج من مكة المكرمة لقاديان. رغم نفينا المستمر.

لو كان هناك يقين بوجود الله الأكمل لما نسبوا لقرآنه ما ينسبون. مما يتخذه عدو الرسول متكأ ليصوره في صورة فظيعة مخترعة.

لو كان هناك يقين بكمالاته تعالى مازعموا عنه أنه شرع أن تشن حرب دينية على كفار مسالمين أبدا. ولو آمنوا بصفات الله جميلا وأن دين الله تعالى مقنع مازعموا حد الردة.

مع اليقين بوجوده تعالى فلن يكفر مسلم شاهدا بالشهادتين. ولو كان رجل يؤمن أن الله يراه ويعلم ويرقبه فلا يجرؤ أن يدعي كفر مسلم، والتكفير الجريء كهذا يدل على عدم تصديق النبي أن كلمة التكفير ترتد عليه.  لو كان هناك يقين بوجود الله تعالى ما سلك المشايخ مايسلكون. ولايمكن أن تشيع الجرائم في مملكة إلا بسبب تسرب الشك في عظمة حكم المملكة.

وفي يوم الحساب يعتبر الله تعالى الشك في صفاته وعظمتها كالشك في ذاته تعالى. وهكذا تحذر سورة فصلت." وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولاأبصاركم ولاجلودكم ولكن ظننتم أن الله لايعلم كثيرا مما تعملون"  .. هكذا يكشف الله لأعدائه يوم القيامة بعد أن تشهد عليهم جوارحهم بجرائمهم أنهم كانوا يظنون أن الله لايعلم كثيرا مما يعملون. ( ولكن ظننتم أن الله لايعلم كثيرا مما تعملون).

 والبعض يظن أن الله لن يقدر عليه: ( لقد خلقنا الإنسان في كبد، أيحسب أن لن يقدر عليه أحد؟؟ ! يقول: أهلكت مالا لبدا، أيحسب أن لم يره أحد ؟؟!) سورة البلد

قد تتكون في نفس الإنسان خلال النشأة صفات اللامبالاة. ومنها اللامبالاة بالمحترم والحرمة والعظيم والمهيب والقصاص، وهي صفات سرها يكمن في الشك في عظمة الله تعالى وقدره الجليل، والريب في علم الله تعالى به وقدرته عليه.

لا يمكن أن يكون هناك يقين في قلوب غالبية الشعب بوجود الله تعالى الملك القدوس القهار العظيم، ذو الملك والملكوت، نافذ الأمر عدو الطاغوت، ثم يحدث في مؤسسات الدولة فشل أو انهيار.

 

 

معرفة الله تعالى ستتكفل بطيب الحياة وجمالها، وبحب الطاعات وأدائها، وكراهية العصيان والتمرد والبعد عنه، وبإحياء عاطفة حب الله العظيم القدوس الحميد الأجمل

 
 


والحب الذي أثارته المعرفة سوف تدفعه حرارتها إلى الغليان،  
 
 
والغليان حبا سوف يتكفل  بدوره  بطيب الحياة وجمالها،  وبحب
 
 الطاعات  وأدائها،  وكراهية العصيان والتمرد والبعد عنه
 
   ولكن هذه المرة سوف يكون لذات الله تعالى الذي هو ذو
 
 الحسن  حتى  دون خلق  و من حسنه أنه ذو الفضل والإكرام والإحسان في ذاته.
 
انظروا لخواص الخلق ذات البهجة وذات الأكمام وذات العصف والريحان  وذات الأفنان.
 
فهو ذو الجلال وذو الإكرام  وذو الرحمة لذاته  
 
 
 


السبت، 26 أبريل 2014

ناقة الله هي نفس الإنسان وهبها الله له كي توصله إلى ملك الملوك، ولابد من سقياها بمحامد الله تعالى طعاما وحيدا صافيا




 بسم الله الرحمن الرحيم

علّمنا المسيح الموعود عليه السلام أن الله تعالى خلق النفوس لنفسه وعالج بوجهه قلقها، وبين هذا في أول كتابه: نجم الهدى، فلنتأمل هذا العلم.

في الصلاح سر عميق وهو أن العمل الصالح باستعمال أشياء الدنيا يعمل بعون الله على تكوين عين روحية وأذن، وبهما يكون المرء سميعا بصيرا بالعالم الروحي، ويرى ويسمع ويفهم أنه خلق لمحبة الله ولكي يكون الله ماء روحه،  ويكون ذكره روح سعادته.

لقد كتب الله أسماءه الأجمل في سويداء النفس العميقة، وفي طوايا معاني أسمائه يوجد كنزه تعالى، وكنزه مكون من المحامد، وجعل الكنز ينادي، وغرس الله فينا شوقا ملبيا يهوي نحو النداء، وخلال النشأة تتراكم المخلفات على الكهف المؤدي للكنز، ويمكن العثور على الكنز بالتنقيب عنه، تنقيبا يشبه البحث عن البترول بالمعاول المستقيمة وأعمدة الحفر المعتدلة، دون انحراف يمينا أو شمالا. والمعاول المستقيمة هي الصدق والتواضع والعطف.
 
حرص الإنسان على الصدق والعطف والمسالمة وأكل الحلال والعفة يقربه من امتلاك آلات الحفر.
إن الطريق لامتلاك معاول الحفر عن  كنز حمد الله تعالى مكون من أعمال الرحمة والصدق، وهي صفات تتجانس مع طبيعة الحمد الرباني، الذي يتلخص في الرحمن الرحيم، ولذلك توصل سلوكيات الرحمة إليه.

إن التواضع نوع من الصدق وتطبيق له، فالتواضع فرع من شجرة الصدق، والتكبر نوع من الكذب، والكبر يمت للقسوة بصلة القرب. 
خلق الله نفوسنا لنفسه الحميدة المجيدة. فينا انجذاب رهيب نحو حب كبير لاندريه، والرسول الخاتم محمد نبهنا لفك اللغز صلى الله عليه وسلم. وعلمنا أن الله خلق في نفوسنا جوعا وعطشا إليه، وجعل إشباعها من نور وجهه وروعة جماله سبحانه، وجعل ذروة الاكتمال من شهود كماله تعالى، فإلى هذا الإشباع يتجه سعي كل إنسان، علم أو لم يعلم.

   وفي حميا السعي لإطفاء هذا العطش يقف الشيطان يزين للإنسان سهولة الكذب، ليصير الإنسان أعمى، ولايصل لكنزه مطلقا. فيغريه الشيطان بزينة الدنيا يموه بها أنها الإشباع، وتقف الأوثان (بأشكال شتى، لاتعد ولاتحصى) تعزف أغاني اللذة والمتاع. 

وبسبب قاذورات الكبر والكذب والقسوة تعمى النفس، وتعبد الأصنام وهي تتخيلها الشفيع والمرام، وتظن أن معادن الحياة الدنيا هي مواد الحياة العليا، وأن الزينة هي الجنة، وتحسب الدر ضرا والضر درا، وتحتضن العدو وتصدق أيمانه المغلظة. 

ويصنع الإنسان لنفسه بيئة مترفة تشبه الجنة، تشبع فيه شوقه لجنة لقاء الله بشكل مزيف، يعوضه تعويض المدمن.
يصطنع الإنسان جنة دنيئة النوعية يكتسبها بالظلم والاحتيال والتكبر والقسوة الدنيئة، أو بمجاراة الظالمين والمتكبرين والكاذبين أصحاب البيئة.
 
وفي عمى المعاصي يتحول الإيمان والتوحيد إلى قشرة وادعاء، وبطاقة وانتماء، ويكون المعبود في الحقيقة هو الأهواء، والزينة من المال والنساء والبنين والخدم والبطانة. 

وتموج الأرض بجماهير ضالة ذات ضجيج، يتصورون أنهم يوحدون الله ويعبدون، ولكن مايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، شركا جليا أو خفيا يتسرب كدبيب النمل، وعندها يكون الله في الحقيقة غير الله الذي في قلوبهم وغير ما يظنون.  
إنه ما عبد أحد وثنا ولا أجرم مجرم جرما إلا وهو يبحث عن إشباع نداء عميق يجره نحو السعادة، السعادة التي ماجعلها الله إلا في وجهه سبحانه، وبظلم الإنسان وتكبره يضل الإنسان ويهيم على وجهه.
فانظر كم في الأرض من الهائمين الضالين، المخدوعين المخدرين، المدمنين على سموم حياة حقيرة يقدمها لهم الشياطين. 
 

 داخل مركز النفس يوجد ممكنات هائلة، أوملكات واستعدادات عظمى، من زكاها (أي من وصل إلى اسم ربه في قلبه، ونجح في استخراج الممكنات الكامنة للحب الرباني، والكشف عنها واستثمارها) تحول لكائن رباني ومولود فخم نبيل النوعية، وينقلب حاله ويتحول مخلوقا يفيض بكل خير.
يتحول لكائن ولد من مدرسة الربانية، مولود قد استقبل نور الله، فإذا بالله يجعله يتوهج نورا ودفئا كشمس، ويكون سترا وملاذا لأسرارالخلق يلجأون إليه ويسكنون كأنه الليل، ينطق بكلمات هادية ويسلك سلوكيات مضيئة كأنه سماء، وتنعكس فيه أنوار رسولنا كأنه قمر، ويتواضع لخلق الله تعالى ويفرش لهم ساحته كأرض.
 
لقد سوى الله نفسه فزكاها، وأدرك وحدانية الله وعرف ربه، وعرف نفسه وأن إلى الله مايعتمل فيها من توقها وشوقها، وله حبها، وفي تأمل كماله يكمن بلوغها ذروة سعادتها. 
 
إن النفس التي سواها الله تعالى هي ناقة الله، ناقة الله التي بها يصل الإنسان لوجهته ولمبتغاه، ووجهته ومبتغاه هو الملك الكريم الخصيب الساحة، وهو الله، وذلك هو وجهه ورضاه.

شأننا مع الظروف العالمية كشأن الشاعر العربي مع الليل الذي يموج كالبحر مضطربا ويرخي سدوله حجبا، والنهار طلع بصبح أمثل ولكن الناس لايعلمون، لقد جاء مسيح الله المحمدي يشرح دين محمد عليهما الصلاة والسلام.
وشأن الإنسان مع نفسه كشأن العربي القديم مع ناقته. ذلك الشاعر الذي وجد أن قصد الملك العظيم الجاه ومدحه بروائع الصفات هو أفضل مسعى للثروة والسعادة، بدلا من جمع درهم على درهم طوال الحياة.

ذلك هو الشوق الروحي العظيم الذي عبرت عنه أشعار العرب الأوائل، ولم يكن الشعراء يعلمون أنهم يكتبون عن نفوسهم حين يصفون الناقة، وأنهم يعبرون بلهفة عميقة تائهة عن بحثهم عن ربهم الكريم، وكانوا ضالين لايفهمون أنهم ينشدون في أشواقهم لربهم وهم يمدحون ملوكا لينالوا عطاءهم.. ولو تأملت الملوك الذين مدحوهم لوجدتهم لايستحقون المديح إلا ماندر مماندر، وحرام على الشعراء كيل كل هذا المديح الرائع لقوم كانوا لاروعة فيهم ولاعظمة، لكنهم كانوا يصفون مثالا تلح أشواقهم الدفينة المجهولة عليه.
 
النفس هي ناقة الله التي على الإنسان سقياها بماء السماء. من كلام الله تعالى وحب صفاته وأسمائه، واتباعها بالتقليد والاقتداء ليحدث التذوق والتعمق، ولكي تنبع السعادة من عين الله في مراكز الروح العميقة.
 الناقة استعارة كبرى، وإن معنى الحياة لكامن في استعارات عظمى، وويل لمن أغفلها وأنكر الاستعارة وكنزها. 


خلق الله النفس الإنسانية قلقة باحثة عنه تعالى. ومن علوم المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أن الله أعطاه فهما من أبعاد سورة الشمس وعلما لم يعرفه من قبل سوى القمم المخلصين، ولم يكتبوه في كتب، بل نزع هذا العلم بموتهم. فاذهبوا واقرأوا الفصل قبل الأخير من كتاب فلسفة تعاليم الإسلام، في فهم سورة الشمس لعلكم تعقلون.
واقرأوا كتاب منن الرحمن، في روعة العربية وخصوصية هذا اللسان، لقد بعث الله عيسى بن مريم ونزل ضيفا عليكم معشر العرب فلا تهينوه، فإن الله آلى على نفسه أن يهين من أراد إهانته فلاتكذبوا الله ولاتجربوه.    

الخميس، 24 أبريل 2014

الملحد الذي يكره الدعاء وطلب الهداية من الله ( المحتمل وجوده ) بتواضع هو ملحد له أهداف فاسدة .. لو سمع الملحد بملحد صديق هداه الله لمّا دعاه فتجده قد أحس بأنه أمام التزام وواجب يهدده، ويجول بخاطره شبح الاستقامة والرجولة الحقة يهاجمه. فيصرخ: لا لا لالا .... أريد البقاء أسير نفسي الأمارة .. وهي لن تأمره إلا بما يوديه في داهية إن شاء الله

لو كان البحث عن الحق هو الغاية فاسم رب العرش الخلاق: الله.

والله موجود يسمع ويبصر ويجيب ويعلن عن نفسه لطلابه.

وأرسل سورة الفاتحة لمن يطلب نورا على درب الحياة.

الله رب محمد خاتم الرسل ورب بوذا ورب كريشنا ورب زرادشت وسقراط، وكثير غيرهم وقبلهم أرسلهم بتوحيده وتمجيد جماله وكماله ولكن الشعوب التعسة حرفت الرسالة.

وترك الله آثار العصاة عبرة لمن يعتبر ولازال يبطش بالكذابين ويجعلهم عبرة وأي عبرة.؟؟!!!

خلق الله بروعة وأعلن عن نفسه مرارا بكل السبل، في صورتنا الرائعة المرتبة الحسنة المتقنة، وفي الكلام وأجهزة معالجته جوانا، وفي الكتب والرسل، وفي قوة البطش بمن حرف دين الرسل الواحد ، وفي الكشوف العلمية التي كشفت أن رب قدير ورحيم جهز كل كائن بلوازمه، ويعمل حساب الشاردة والواردة.

ويشفي ويجعل الاستقامة بديلا للتطعيم حتى أنه يحيا المستقيم بلا تطعيم ويموت الناس في الطاعون بسبب التطعيم في مطلع القرن العشرين.. ويعلن عن نفسه للمضطر لو دعاه متواضعا مخلصا.

والاضطرار قادم، ولن يترك الله الملحدين بدون أيام سوداء لو دعوه متواضعين تحولت بيضاء.


الأحسن توفير الوقت والجهد والمال والأعصاب والبهدلة وبحث سمع الله وعلمه وجوابه بقدرته بطريقة بروتوكولية مؤدبة .

بسم الله الرحمن الرحيم اعلموا يامعشر الملحدين أن الله هو ملء العين العقلية، وهو الجمال والكمال والعظمة .. فكروا في كل ماهو جمال وحكمة تجدونه هكذا لو أنصفتم .. اعدلوا مع الله .. اعدلوا مع فكرة الله .. كل مايليق بفكرة الله الأكمل فهو فعلا متحقق . افهموا الكون حولكم تجدوا الله لم يترك ثغرة ولم يهمل ذرة.

العدل مطلوب من الإنسان 

العدل مع الخالق أول العدل  .. أعطه حقه لأنه ملاقيك سيحاسبك.

والعدل مع المخلوق ثاني العدل لأن خالقهم سيحاسبك .

والعدل مع النفس ثالث العدل  لأن خالقها سيحاسبك لم ظلمتها؟

الملحد المهرج يود أن تظل الظلمات عامة، والشبهات شائعة .. والملحد الباحث عن الحق المرجل يأخذ على عاتقه القيام بكل ما يجب للكشف عنها ..

بسم الله الرحمن الرحيم 
عجبا لكل ملحد يلاقي مسلما أحمديا يشرح له ما غمض عليه  فيفر منه ولايعود للقائه.
أو يقول له : كلامك جيد لكن المسلمين لايقولون هذا. وليس ماتقول من الإسلام.
وينضم لعصبة المكفراتية كما فعل زكريا بطرس وصار من المكفرين. 

 هو يريد استمرار صورة الإسلام المشوهة وأن تظل الأمور عن الله تعالى ورسوله كما يروجها الملحدون.

ولايريد أن يعرف أن الرسل كلهم جاءوا من عند الله نفسه، وأن بوذا وكريشنا وكونفوشيوس وزرادشت وموسى وعيسى ومحمد رسل بكلمة التوحيد، حرفها الناس في كل شعب وحفظ الله تعالى القرآن وتوحيده رحمة بعصر الجموع الغفيرة.  

ويريد أن يردد كالببغاء مالقنه له دوكينز : أي إله أومن به؟
أو: لو لقيت الله يوم القيامة سأقول له: أي إله أنت؟ هل أنت الله أم يهوه أو بوذا أم كريشنا؟ ولايدري أن ملكا مهيبا سيقول له: بل هو الله، وسبق تنبيهك أن بوذا وكريشنا رسل واستكبرت وتعجرفت وتعنطزت، تكلم جيدا فهاهم   أمامك شهود.
 ولقد قيل لك من قبل أنه رب واحد ولم تبال.

ولايريد سماع أن عائشة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنها حوالي 16 - 18 سنة. 
 
ولايريد سماع أن الله يؤدب الكافر فقط في جهنم ويعلمه ويطهره، ولن لن يجعل الكافر في النار أبدا بمفهوم اللانهاية الرياضية.

ولايريد سماع السيرة النبوية الحقيقية التي تنفي شبهة إكراه النبي للناس أن يسلموا، وتنفي شبهة انتشار الإسلام بالسيف ..
 
وعجبا للملحد الذي تشرح له عظمة الله ومعاني القرآن الحقيقية فيصر على أن القرآن ليس له معنى إلا مايفهم من حرفية ممقوتة، أو  يصر على أن فهم المشايخ الخاطيء هو الفهم الوحيد للقرآن ..

واضحك على الملحد الذي يدخل فيما ليس له فيه ويعتبر أن القرآن فيه أخطا ء نحوية .. ويعتبر هذا سببا للإلحاد  عجبي. 

وعجبا للملحد الذي يعترف بأنه احتمال وربما ربما يوجد إله ولكنه لايحترم هذا الاحتمال ويعمل حسابه بكل جدية ومسئولية.  



الأربعاء، 23 أبريل 2014

الملحدون لايعلمون أن الله نص على بعث وحشر أمم الطير والدواب ( سورة الأنعام) أي بعث كل أجيالهم فردا فردا .. من انقرض أو لم ينقرض.. والأمم أفراد معدودون بالواحد. ولو تساءل عاقل عن السبب فلن يكون التسلية أو الفرجة الأخروية على حديقة حيوان هائلة. الرحمة والكرم والعدالة الإلهية والكمال والجمال الإلهي حكم ببعث وحشر كل أمم الدواب والطيور كي يعوضها عما بذلته من جهد في خدمة التوازن البيئي وتوضيب مسرح خلافة الإنسان ..

 
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم
 
 
ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون.. الأنعام
 
لم يفرط الله في ذكر فرد واحد من أي أمة.  
 
 
 
المصلحة اقتضت حدوث المعاناة .. ولما كانت هذه الكائنات بلا ذنب فلها تعويض من الله الكريم .  أمة الغزال سبعث وتحشر إلى ربها، والرب هو المفيض الكريم الرحمن .. وهو الكريم الودود .. لذا سيعوض الله أمة الغزال  بلذات مقابل المعاناة.. وأمة الحصان ستعوض وأمة الأسد ستعوض. صحيح أن الأسد يفترس لكنه يعاني أيضا.
 
 
أمم الخراف ستعوض وأمم الذئب وأمم الفئران وأمم النسور... وهكذا  
 
 
 
 
 
 
 
 
 








 
 



































 
 
 
 
 
 




 

الأحد، 20 أبريل 2014

طفل الصومال الذي انتحر المصوراتي بسبب صورته المؤسفة


الملحدون الذين يتباكون على طفل الصومال

وهم وأولياؤهم الظاهرون والخفيون قتلته الحقيقيون.

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان روح وجسد، والروح هي المهم والتي تبقى.

البعض يلحد بسبب مصير أطفال الصومال، وربما مصير أطفال قوم نوح. حسنا.. ماذا يفعل الله مع قوم عصاة مفسدين ؟؟

 هل يهلكهم الله سبحانه وتعالى ويترك أطفالهم الأبرياء في العراء ينتظرون ذئابا ترضعهم؟ سينشأون ذئابا ولم نفعل مصلحة.

هل يتركهم لجحافل المنظمات التنصيرية تنزل عليهم فتقتنصهم وتنصرهم وترضعهم عقائد محرفة؟؟  إذن لم نفعل مصلحة أيضا.

هل ينزل الله ملائكة  تتكفلهم؟ أم ينقلهم لمساكن الملائكة تتكفلهم هناك؟ حسنا فهذا هو الحل الأخير الصحيح. لذلك يرسل الله جنده فيفككون صواميل رباط الروح مع الجسد، ويستخلص الروح العزيزة الغالية ويتم إلقاء الجسم للأرض أو أهلها، ثم يتم إلباس الروح ثوبا قشيبا لطيفا جديدا تتعامل الروح به مع العالم البرزخي.

يتم نمو الطفل هناك حتى يبلغ أشده، وفي يوم القيامة يأتي بشرا كاملا سويا. ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)

عجبا للبشر وأفكارهم التي تشرد وتجمع السمك مع اللبن مع التمر هندي.  

عجبا لنا نترك الصومال مختارين باختيارنا تحترق، ونصبر عليها تحترق دون أن ننتحر حتى يصل لها صحفي مصوراتي فيلتقط صورة مؤسفة لمصير طفل هناك،  فينتحر الصحفي المصوراتي بؤسا. يتصور المصوراتي الأمور خطأ فيتبع ذلك أفعال خاطئة. 

ياحضرات الحنينين أوي: هذا الطفل البائس ربه وكيله، وقد تلقى الله تعالى روحه وعزاها وأنقذه من أرض الظلم وأحياه في أرض الهناء، والطفل الآن سعيد حامد لله مواطن في عالم البرزخ يتعلم من جديد، ولو كان رضيعا فهناك مرضع برزخية تكمل رضاعته ليكمل تكوينه ويبعث يوم القيامة رجلا سويا.

النسر مبسوط والطفل مبسوط وظلمة الصومال وإرهابيوها مبسوطون، والوهابيون مبسوطون، وياحبة عيني الملحدين هاينتحروا على الولد المسكين.. ياريت ينتحروا كلهم ونرتاح من وجع الدماغ الصادر منهم.

ياعقلاء الملاحدة لاتخافوا على الطفل الصومالي بل خافوا على أنفسكم ياظلمة الأرض البالغين المستعفين المفترين. 

الطفل جسم وروح، وقد فك الله صواميل رباط الروح مع الجسد وألقى الجسد جانبا للنسر، ليلومنا بمنظره على سوء فعلنا، وكسى الله الروح بجسم جديد ومسح دموع الطفل الصومالي بيده تعالى ( يد رحمة لاجارحة الذات) .. وقال له لاتبأس ولاتحزن عند رب حنون كريم، وروحك لم تنفخ فيك إلا لسعادة تنتظرك في مصيرك، مهما تقلبت عليك أحوال الدنيا والآخرة.

يالرقة وحنية قلوب الملحدين ومعهم مشجعيهم من بعض أهل الغرب اليوم، وبدلا من الندم على ماسلف وتقديم المعونات للشعوب التي ركبوها قرونا جاءوا ينتحرون لمنظر طفل صومالي يحتضر فلما انتهى احتضاره قفز عليه نسر ليختطفه ويمزق جثته ويأكلها.

لم يقفوا للوهابية والقبلية وقفة رجل واحد لأنهم سبب كل خراب الصومال، ولم يذهب المصوراتي لدكتور نفسي، ولم يذهب ليكتب كتبا طويلة عريضة عن ظلم قارة الشمال لقارة الجنوب، ولا ينتحر المصوراتي المختل بسبب فحش أفعال قومه القدماء وميراثهم النكد، بل ينتحر حسب قول الملحدين احتجاجا على الله بسبب مشهد أمامه شل فكره ولم يطلب من الله هداية للفهم،  ليتلقف الملحدون خبر انتحاره ويحملون الله المسئولية،  وإلا فليتنح عن الألوهية.

 فيلسوف الغرب الذي أساء للعالم كله وتَنَّحَ أو تصاغر واستخفى لما اصطاد قومه الأفارقة قرونا كما يصطادون غزلانا، جاء ليورثنا إلحادا، بعد أن أورث العالم فقرا وحروبا واستغلالا واستقطاعا واستهبالا.