الأربعاء، 9 أبريل 2014

قصيدة : كسر القيود


 
 بسم الله الرحمن الرحيم

الهروب   وكسر القيود

يارب صل على رسول كمال   وكذا على الصحب وكل الآل.

قد شرف الإسلام خير رجال    والمقتدون بسيرة الأبدال

ورئيسهم عيسى ابن مريم مسلم  غير ابن مريم في الزمان الخالي

جاء ابن مريم طبق قول رسولنا:   منا، من الفرس، إلى الدجال

كسر الصليب: (منصرا، أو داعما   إلحادنا، من حقده القتّال)

كتب البراهين التي قد شيدت  كالقصر للسكنى وراحة بال    

فذكرت ذلك ذات ساعة محنة  وفصلت من حولي بكل خيالي

في وحدتي والقيد طار تصوري   وسما وأبعد في الفضاء الخالي

كسر القيود وما درى حراسه    أن الحراسة في أضل ضلال

كسر القيود بفكرة فعالة       مستقبلا بيت العليّ العالي

هو كعبة بسماء ربي عامر  طافت به الأملاك دون كلال        

بيت لديه لابن آدم حرمة    وكرامة الإنسان غير حلال
هذا لمن يتلو الكتاب بقوة    متفكرا في أروع الأمثال

                            ***
كسر القيود مهللا متحررا  ومؤهلا لتجاوز الأهوال

وكساه أجنحةً تلاوة ُسابح  بالفكر يستعصي على الإضلال

وطوى طريقا مستقيما يبتغي  جو الكواكب أو دجى الأدغال

قدما تصارعه الرياح عنيدة   ملء الجناح يطير غير مبال

يستفرغ الجهد الدفين مغالبا   جذبا إلى السرحان والإملال

إن الخواطر لو تخاذل ضبطها وتجولت في راحة ودلال

لطغت وضاع الوقت بل وحياتنا   في مهمه السعلاة والأغوال

إن لم يكن للمرء خيط ناظم    للفكر راح وراء شر خبال

                                      ***                   

راح المسافر يستعيذ بربه   من كل وسواس يجول ببال

طورا تناوشه الهموم، وجيشها  عات، يهدد فكرتي وفعالي

ويمر فوق ضجيج كل مدينة     ويرى اختلاط البز والأسمال

في كل ركن ثم ذئب رابض     يتحين الغفلات في الأوعال

لكن طائرنا يفل بعزمه      حد الهموم القاطع القتّال

لايزدهيه يمنة أو يسرة      صخب القرى ووساوس البلبال

مستجمعا كل العزيمة واثقا     في الله يعصمه ونعم الوالي

فيشتت الجيش الكفور بحمده    ويغله بالذكر في أغلال

حمدا لذات الله، أكرم خالق        ذكر الغني الماجد المتعال

يستعرض الملك الوسيع وقدرة الــــــــــجبار فيما بث من أعمال

                                   ***

الكون صاف لم يدنس طرفه    سوّاه رب العرش والإجلال

العيب كان صنيع ضيف عاقل   ومخير، فاختار نجد وبال  

فانظر فحيث القبح يوجد مفسد   من آدم،  والكون حقل جمال

لاتخلطوا فعل العظيم بفعلكم     لاتخطئوا ظنا بذي أفضال

بل حاولوا الفصل الدقيق بأعين   حساسة للحق والإبطال

مابين فعل الله : أصل متقن،  وطواريء الإنسان والإخلال

في معرض بز المعارض روعة   ومناظر تمتد بالأميال

أقماره ونجومه وسماؤه     وصناعة الأفلاك والأثقال

مازال ربي للبديع مصورا    ومقيم أرقى معرض ومثال

حرا أجول أمام أفسح لوحة  من كل لون رائع وظلال  

هي روعة الإبداع هائلة، وتهتف  بالعقول: تيقظي وتعالى

وحدائق الأشجار ذات تنوع   وتألق يكسو سفوح جبال

شجر بهيج قد تنامى حسنه   ذو قوة في حجة وجدال

ولديه مايكفي ليأسر ناظري   فيعود لبي منه في أشغال

موحٍ فصيح في الخصومة ناطق  ويجيب فورا عند كل سؤال

ويظل يأسر في القلوب مظفرا   ويجيد شد وثاقها بحبال

                                          ***        

ويقول إني من خلايا سويت    بُنيت قصورا فذةَ الأشكال

ذات (الدنا) أوحى الإله كتابها     وهو المترجم في (الرنا) المرسال

يربو على البليون عد حروفه    وحي جليل محكم الأوصال

لا لغو في ترتيب حرف واحد    نظم حكيم من قبيلٍ عالي

يعطي الإله الحي من أسراره   شيئا فشيئا،  فيضه متوالي

وخلية: لبناتها عمالها     من جند رب آمر فعال

جند من الآلات شتى شغلهم   يبني جديدا أو حراسة حالي

                               ***

صحف العلوم الرائجات جميعُها  عن ذكر رب العرش في إغفال

ذكروا أساميهم وواروا إسمه:    وهّاب أفكار بكل مجال

رحمان علم تقدم وصناعة     معها ابن مريم لاكتمال الحال    

لكن بعضهمو تخير خطة:      إخفاء رب العرش عن أجيال  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق