بسم الله
الرحمن الرحيم
هناك مستقبل مزدهر لمصر مع حمى
شعبية جارفة من روح اليقين بوجود الرحمن الرحيم الملك.
اليقين بالله حيا قيوما ملكا قدوسا عزيزا حكيما كفيل بضبط النفس ومن ثم ضبط الحياة.
الرقابة تورث التقوى، ولايرحب اللص أبدا بفكرة أن
الشرطي يراقبه.
ولكن المواطن المحسن المجدّ
الفخور بعمله يرحب بالرقابة، ويسره أن يرى
الرقيب عمله.
من خبرتنا العادية أنه
يستحيل على اللص أن يتم مهمته في السرقة حالما يدرك بيقين أنه في مملكة تامة
الضبط، وأن كل شيء فيها تحت الرقابة، والدولة عادلة ورحيمة ولاتهاون عندها في البطش
بالمجرمين، ويدرك أن الشرطي يراه وأنه مسلح، وأنه قادر على القبض عليه كل القدرة،
وأن القضاء حاسم ونزيه، ويستطيع تنفيذ العقوبة، وأن العقوبة شديدة مخوفة.
كل هذه الصفات هي صفات
الشرطي المثالي، بمعنى النظام الشرطي الشامل، وهي صفات حكم في ملك عظيم الشأن.
يعني يستحيل على اللص أن يرتكب الجرم لو استيقن بوجود الشرطي ذي الصفات التامة..
والشرطي هنا أضربه مثلا لنظام الله تعالى، أو لوجوده سبحانه، والذي هو قائم بكل
أعمال الشرطي المثالي، أي الملك المسيطر القدوس الحكيم المهيمن.
سيستمر اللص ويتم السرقة لو
اهتزت صفات المملكة أو الشرطي في فكره: لو تصور أن الشرطي غافل أو أعمى، أو أنه
أعزل ويمكن التغلب عليه والإفلات منه، أو أن القضاء رخو أو يقبل الرشا، أو أنه
عاجز عن تنفيذ العقوبة وأن أماكن العقاب ضعيفة غير محصنة.
والبلد الذي يسيطر على
مواطنيه وعي بقوة الملك ورقابته، وقوة نظامه وسهره، وعدله وبطشه بالجرمين، فإن
المجرم في هذه البلد لابد أن يكون مختل العقل.
إذن يستحيل أن يستمر اللص في السرقة مع يقينه
بوجود شرطي ذي صفات كاملة.
وكذلك يرتكب الناس الكذب
والظلم والتآمر والحقد والحرص على الحطام ومعارضة الصالحين، ومعاداة أولياء الله
المقربين، ريبا منهم في الله: إما ريبا في الوجود أو في كمال الصفات. وكل فساد في
أرض وجماعة فهو ناتج من ريبها في وجوده تعالى بصفات كماله، ونتيجته عدم ترحيب هذه الجماعة
بوجود الله في حياتها، أو الترحيب به بشرط خضوعه تعالى هو لمذهبها.
وعندما يحيط الدمار بامريء
آبق من الله، ويندم وينيب ويدعو الله مخلصا له التضرع، مرحّبا بتدخله تعالى في
حياته، فإن الله تعالى يتدخل وينجيه. قد يعود صاحبنا مهملا لوجود الله بصفاته
الكاملة، ولايعود بعد النجاة يرحب بفرائض الله تعالى.
ولكنه يكون قد تأكد له وجود
الله وقامت عليه الحجة..
إن كل مفسدة من مفاسد الحياة الاجتماعية
والسياسية والاقتصادية نابعة في العمق من الريب في وجود الله تعالى بصفاته
الكاملة. هذا الريب يعمل في الشعب كالوحش الجائع المنطلق في حظيرة أغنام كذئب
يدمرها تدميرا.
تعمل الدول حسابا في
الانتخابات مثلا لرقابة الجهات الدولية المحترمة، فلماذا تعمل الانتخابات في أي
دولة حسابا لوجود المراقبين الدوليين المحترفين، ولاتعمل حسابا لوجود الله تعالى
لمراقبة نفس الانتخابات؟؟ لأن هناك شكا دفينا في وجوده تعالى، ينخر كالسوس في
بطانة النفس.
لو أن كل مؤتمر واجتماع عام
علم أن الله رقيب وموجود في الاجتماع لخرجت نتائج غير التي تخرج، ولو أن كل مجموعة
من ثلاثة تعلم أن الله رابعها بكل ماتعني الكلمة، وكذا كل أربعة علموا أن الله
خامسهم، وكل تسعة علموا أن هو العاشر،
لاستحوا من قول وفعل العيب.
لو استولى اليقين علينا
بوجوده تعالى لاستولت على قلوبنا رهبته، وملكتنا رعدة من رقابته، وتذكرنا كل حرف
في قوانينه وعقوباته، ولكتبت الصحف المقالات العديدة ليل نهار في التذكير بعدم
المخالفة لقانونه، وفي التذكير بحظر التجوال في: منطقة الحرام، وكررت نشر التصورات
بأن ضحايا التمرد مناظرهم فظيعة.
ولرأيت كل مواطن يحذر أخاه
المواطن قائلا: لاتجلب علينا الخراب بالمعصية.
إن كل ماتراه في التعاسات
الحاضرة والغابرة هو أثر لطاعة رغبات النفس السيئة، التي هي ناتج طبيعي للاسترابة
في وجود ربنا فوقنا.
لو كان يقين برحمة الله
تعالى ماظن امرؤ مستريبا أن الله الرحمن يحاسب إنسانا على أمر لم يكن في طاقته، أو
يعذب روحا آدمية أبد الآبدين إلى OO مالا نهاية.
ولاظن ظان أن الله تعالى يسخر الغزلان خادمة لميزان البيئة ثم لايحشرها ولايعوضها.
لو كان هناك يقين بكماله
تعالى ماشقي مؤمن به عارف به ذاكر له متوكل عليه.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى مانام مواطن هانئا وهو يعلم جوع جاره.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى رقيبا: مارضي طبيب بإهمال مريض.
لو كان اليقين بوجوده تعالى
ملكا قهارا ما نهب ناهب أرض بلده نهبا حراما.
مع اليقين بوجوده تعالى
ملكا رقيبا قهارا لايتم القبض على إنسان بشكل لاإنساني.
مع اليقين بوجود الملك
فوقنا لن يهمل رجل أمن ما علق في رقبته من أمانة. ولايهمل رجل تعليم تعليم نفسه
وترقيتها، ولايستغل أبناء وطنه.
مع اليقين بوجوده تعالى
لايقبل مرتش رشوة ليعطي ماليس حقا أو يخترق حرمة.
مع اليقين بوجود الله تعالى
لايخون مواطن وطنه.
لو كان يقين بوجود الله
تعالى ماكتب صحفي كذبا وهو يعلم. ولا طاوع إله الإعلام فيما شرع، بل يهتدي بهدي
الله الأكمل في كل كلمة يكتب.
لو كان يقين بوجود الله
تعالى ماردد صحفي إشاعة تشاع ولا أحدث بلبلة. لو كان يقين بوجود الله تعالى لتم
شطب تسعين بالمائة من تعاليم علم الإعلام، الذي يصرح قادته بمبادئه فإذا بها منها
ماهو محط غضب الله، ومنها مايفتت الأمم.
لو كان يقين بوجوده تعالى
مافجر فاجر متعمدا، ولا افتخر بفجوره علنا. ومانشر فاجر فجوره وأفسد النشء البريء.
مع اليقين بوجوده تعالى
لايهمل قاض دراسة القضية بكل جهده. وما قبل قاض إملاء من غير مرضاة ربه. وما ترك
قاض استهداء ربه الصراط المستقيم.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى لايقبل محام كذبا وتدليسا، ولايهان محتجز في قسم شرطة، ولايعترض متسكع
طريق امرأة، ولايقطع قاطع طريق المارة.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى لايسب ولد أباه ولاينهر أمه.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى لايرى حاكم فسادا في بطانته ويسكت عليهم.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى ما استغل تاجر فقراء الحي جشعا، وماكتب طبيب دواء لاجدوى منه، وماغش
مقاول في تشييد بناء.، وما أهمل ممرض مريضه، ولا يطرد مصاب من استقبال مستشفى بسبب
فقره.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى ما قال مجمع فقهي يضم عشرات المشايخ أن جماعة الله الإسلامية الأحمدية
تحج إلى قاديان، وماقيل عن المسلمين الأحمدية في مصر أنهم يحجون إلى المقطم.
هذه أقوال لاتصدر إلا في حال غياب يقين بوجود
الله تعالى من وعي قائلها.
لو كان هناك يقين بوجود
الله تعالى ما أصر شيخ (ملتح أبيض اللحية، سيلقى الله غدا أو بعد غد) : أننا نقلنا
الحج من مكة المكرمة لقاديان. رغم نفينا المستمر.
لو كان هناك يقين بوجود
الله الأكمل لما نسبوا لقرآنه ما ينسبون. مما يتخذه عدو الرسول متكأ ليصوره في صورة فظيعة مخترعة.
لو كان هناك يقين بكمالاته
تعالى مازعموا عنه أنه شرع أن تشن حرب دينية على كفار مسالمين أبدا. ولو آمنوا بصفات
الله جميلا وأن دين الله تعالى مقنع مازعموا حد الردة.
مع اليقين بوجوده تعالى فلن
يكفر مسلم شاهدا بالشهادتين. ولو كان رجل يؤمن أن الله يراه ويعلم ويرقبه فلا يجرؤ
أن يدعي كفر مسلم، والتكفير الجريء كهذا يدل على عدم تصديق النبي أن كلمة التكفير
ترتد عليه. لو كان هناك يقين بوجود الله
تعالى ما سلك المشايخ مايسلكون. ولايمكن أن تشيع الجرائم في مملكة إلا بسبب تسرب
الشك في عظمة حكم المملكة.
وفي يوم الحساب يعتبر الله
تعالى الشك في صفاته وعظمتها كالشك في ذاته تعالى. وهكذا تحذر سورة فصلت." وما
كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولاأبصاركم ولاجلودكم ولكن ظننتم أن الله لايعلم
كثيرا مما تعملون" .. هكذا يكشف الله
لأعدائه يوم القيامة بعد أن تشهد عليهم جوارحهم بجرائمهم أنهم كانوا يظنون أن الله
لايعلم كثيرا مما يعملون. ( ولكن ظننتم أن الله لايعلم كثيرا مما تعملون).
والبعض يظن أن الله لن يقدر عليه: ( لقد خلقنا
الإنسان في كبد، أيحسب أن لن يقدر عليه أحد؟؟ ! يقول: أهلكت مالا لبدا، أيحسب أن
لم يره أحد ؟؟!) سورة البلد
قد تتكون في نفس الإنسان
خلال النشأة صفات اللامبالاة. ومنها اللامبالاة بالمحترم والحرمة والعظيم والمهيب
والقصاص، وهي صفات سرها يكمن في الشك في عظمة الله تعالى وقدره الجليل، والريب في
علم الله تعالى به وقدرته عليه.
لا يمكن أن يكون هناك يقين في
قلوب غالبية الشعب بوجود الله تعالى الملك القدوس القهار العظيم، ذو الملك
والملكوت، نافذ الأمر عدو الطاغوت، ثم يحدث في مؤسسات الدولة فشل أو انهيار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق