الخميس، 3 أبريل 2014

محمد صلى الله عليه وسلم خير الخلق لولاه ماخلق الله الأفلاك. لما علم الله تعالى أن سلسلة تطور الإنسان ستنتهي بهذا النموذج الجميل سمح الله لكوننا أن يوجد وأصدر سبحانه أمره بحدوث الانفجار العظيم، مع سلسلة من كلام الله الذي لو كان البحر المحيط مدادا له لنفد البحر المحيط قبل أن تنفد الكلمات


الرسول البريء والعظيم صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

1.قلبي حزين لأن كل الرسل يتلقون الاحترام التام ورسولنا وحده بين الرسل هو المعرض للاتهام؟ لماذا الأكرم والأعظم والأسمى من الرسل هو العرضة للتشويه؟؟ لماذا نوضع في ركن ضيق لنحصل على مجرد البراءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لتنقضي أعمار الناس ولا يكون وقت لإقامة حفل تكريم خير الرسل على مستوى الأرض قاطبة؟؟  لماذا نبذل الجهود لنبريء رسولنا بينما هو مستحق الأوسمة؟؟ لاتوجد قناة تقوم تدافع موجات الهجوم على رسولها سوى قناة الإسلام، كل القنوات آمنة على رسلها، وضمنت احترامهم من الجميع، وقاموا جميعا بإهانة رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، ونحن الوحيدون المتعرضون للهجوم. أليس في هذا عين النذالة وانعدام الضمير؟؟ أليس في علم المحاماة والدفاع ما يقرر أن في هذا دليلا على عيب عام يشمل المهاجمين؟؟   

2.لماذا يتحد في سب رسولنا اليوم جند الوثنية والإلحاد وكهنة أديان تكلست عقولهم. وفي نفس الوقت لايبالون أننا نمدح جميع رسل هؤلاء الكهنة ونحسن الظن بهم، ونقول أن كل ما يخالف هذا  فهو إما موضوع أو يساء فهمه. إن رسولنا هو الرسول الوحيد الذي يتعرض من هؤلاء للنقد والتجريح. وهم يفضلون البقاء لأبي جهل والفناء لمحمد صلى الله عليه وسلم. عجيب أن الملحدين اليوم يضعون همهم في تجريح محمد وحده مما يثير الريب في المقاصد التي توحد الملحد مع كاهن دين متكلس العقل في منطق النقد الموجه لخير الخلق صلى الله عليه وسلم.

ومن رمي رسولنا بالتهم قبل ذلك يوم بعث هم المكذبون الكهنة ممن تكلست عقولهم، أو الوثنيون أوالملحدون. فهل كهنة السب الحاليون والملحدون الحاليون غير شر خلف لشر سلف؟؟

3.الكهنة يستكثرون علينا حظنا بهذا النبي ذا الخلق العظيم أي الكامل، إذ لا يعترفون لنبي ذي خلق عظيم أبدا، وإن اعترفوا لنبي بخلق أو بعض أخلاق.

4.بنقدهم يفتحون الباب لتشويه أصحاب النبي، فبعد عوج حياة النبي لن يبقى خير في إنسان(مافيش حد عدل).

5.أهل الكتاب بعدما وقع في كتبهم من العيب في الذات الرسولية عامة تملكهم وهم اتهام الرسل، وسيطر مرض اليأس وتصور ميراث لعنة ورثها الناس من آدم، وملأ قلوبهم استكثار أن يكون هناك أي إنسان نبيل حقا وصدقا. وتغيظهم نبرة الأمل في نداءات القرآن، ويسعون لإغلاق الباب المفتوح في مبدأ : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، أي تمام النعمة، وذلك لعدم وجود التمام أصلا.

6.نص القرآن على المصائب التي حدثت للكتب السابقة،  وبالتالي يقع الخطأ والخطيئة من الكتبة والنساخ لامن الرسل. والكهنة ينتابهم كبر وغطرسة أن ينسب خطأ للكاتب والناسخ، ويهرعون لتفضيل تشويه الرسل وتبرئة الكتبة والنساخ، خدمة لشهوة نفس أمارة تميل إلى سب الرسل أو خدمة نظرية الخطيئة، وتثبيتا لليأس من التوبة النصوح أوالإبلاس. 

7.بالنسبة لما ينسب لنبي الله الخاتم أنه بدأ الحرب مع العرب فإن الخجل ينبغي أن يغشى وجوه الوهابية أولا لأنهم اتبعوا منهج المغضوب عليهم ونسبوا لنبي الله تعالى أنه قتل الناس على الشرك وما قتلهم إلا على الشرك وما كان سبب لإهدار عصمة الدم والمال والعرض إلا الشرك وحده وحده وحده.

8. المعتزون بمناهج بحثهم العلمي ومناهج الشك والتحقق، ورعاة محاضن الإبداع وتدريب الفكر المتحرر، والذين فلقوا الذرة وأبدعوا في الرياضيات العالية وأرسلوا التلسكوبات والمسابر والسفن في الفضاء القريب والبعيد، والذين يحتقرون العرب وفكرهم، يستحيل أن يتوقفوا عند تفسير الوهابية للإسلام متجمدين عنده متكلسين، وهم الذين يملكون الجامعات العريقة للغات والأدبيات والإسلاميات، ليس من الصعب عليهم أن يقروا بصواب تفسير المسيح الموعود للقرآن، وليس من العسير عليهم أن يروا حقائق سيرة محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة. وبأبسط معاينة قانونية سيجدون أن المعارك الأولى كلها تمت على باب مدينته، وبهذا يقبض التاريخ على قريش متلبسة بعدوان. ويكفي للحكم ببراءة النبي أن نتمسك بمنطق المسافة بين أرض المعارك وبين ديار المتقاتلين، وبالتالي فقريش لم تكن سوى المعتدية، ولم يكن ينتظر منها إلا ذلك، فهذه هي ثقافة العرب قبل القرآن.

9.أما تحركات المسلمين قبل بدر: فهل كان نقاد الرسول الكرم يريدونه صلى الله عليه وسلم ألا يستطلع وإلا اتهم ببدء الحرب؟ هيهات .. لو كانوا مستشاري الله لخربوا الكون.  ولقد كان رسول السلام يستطلع رحمة بصحبه، وكان من المستحيل على من كان بالمؤمنين رءوفا رحيما أن يترك الأمور تجري دون مراقبة وحذر. وكان من المحال في حقه أن يقاتل من لم يقاتله فعلا،  والدليل على ذلك في سرية عبد الله بن جحش، حيث نقرأ لومه لمن هاجم قريشا من صحبه وغنم منهم، ولم يكن الهجوم في كتابه الذي كان معهم، وبالقياس فهكذا كانت كل الاستطلاعات.

10.                 بعد ثبات بدء قريش بالعدوان، فإنه بمنطق التعداد السكاني وقوة الأتباع نجد عدد المسلمين كان قليلا بشكل صارخ. والنصر في هذه الحالات مستحيل، فكل الأدلة قائمة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقاتل والله معه. قريش كانوا في سعة من الاتصال بالمتعاونين من كل أنحاء الجزيرة، من القبائل المستعدة للمدد.  ولقد جاء عشرون ألفا في معركة الأحزاب. والروم كانوا واقفين مستعدين للمساعدة في الوأد، ولقد جاءوا في مؤتة وبعدها، تأييدا منهم للوثنية الوحشية ولجاهلية التذابح التي لاترحم أبناءها ولكنها جبانة أمام الروم.

11.                 روايات التاريخ ترفع لوحة متألقة وراية خافقة عن التصرف مع أسرى بدر، التصرف الذي كان آية في الروعة والجمال، رحمة بهم وفداء وتخفيفا للفداء، واستخدام تعليم المسلمين كفداء.. ويكفي في تشريف الإسلام ماجاء في الأنفال من مخاطبة الله للأسرى بواسطة رحمته المهداة: "يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى... الآية".

12.                  في خسارة معركة أحد سر عميق يتصل بموضوع مقولات الصلب والنجاة الخاصة بعيسى عليه السلام. في معركة أحد ضبط الله تعالى مايريد فعله وصاغ مراده بميزان دقيق. تأملوا المسموح به في حالات تقدير القرح أو الخسارة، ففي حنين لم يسمح الله لعملية الفرار إلا بنصف ساعة، ثم التأم الجمع وحمي الوطيس (ضبطا للخسارة المسموحة، والمقننة بحدود التعليم والعبرة ولم تترك الجماعة لموجة الفرار وإلا لفني الإسلام) أما في أحد فقد صنع الله تعالى قصة رائعة تقرب للناس فهم عملية نجاة المسيح عليه السلام، بأن وازن الله الحوادث وآثارها، فعاقب عصاة النبي ولكن حد سبحانه من آثار العقاب ليقع ضمن المسموح به قدريا.. فاختار الله عقوبة المسلمين على معصية بعضهم تلقينا لدرس مهم في وقت مناسب حكيم الاختيار، تلقين لو تم في معركة غيرها لضاع الإسلام، وفي نفس الوقت تم وضع أساس لفهم معاني أمور صعبة: (آية: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)  ذلك المعنى الكامن في جملة: قيل مات ولكنه لم يمت.
لقد فعل الله تعالى هذا بأن سمح إشاعة أنه: مات الرسول، في

 حين أنه لم يمت، وحسب بين الأموات أو: ظـُــــــــــــــــنّ أنه

استؤصل من أرض الأحياء.

13.                 كانت الحضارة تنبني يوما بعد يوم في المدينة. القانون والقضاء والنظام يجد طريقه بصيغة كتابية وتوثيق محكم في بيئة لم تر هذا يوما في تاريخها. الوحوش يتحولون بعد البيعة مواطنين صالحين، ومسبحين مفكرين موحدين. وخلال هوجة المعارك الدفاعية عن المدينة يظهر الوجه الحضاري الرائع في الوصية بأهل الكتاب وفي التصرف مع (عمليات التآمر ومستويات الخيانة) من قبائل قينقاع والنضير، بالترحيل لأماكن يعلم بالوحي أنها ستقع ضمن سلطان المسلمين مما يعني الرضا عن وجودهم بشرط حسن المواطنة.     

14.                 الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ضحية فرط جماله، وضرارة النقد ماكانت إلا بسبب ضراوة فتنة محاسنه ومحاسن دينه. الإسلام من شدة روعة جماله أثار الجنون عند الحساد والحاقدين، وكل مافيه من فضائل اعتبرها الآخرون فضحا لفقرهم وإفلاسهم، وكل مافيه من منطق أثار عند المخرفين الحقد لأنه بالمقارنة يتضح تخلفهم.
      تم جر الأمة الإسلامية لتقليد أمم سابقة، وبعض ذلك تم عمدا كي تعم البلوى بين البشر وتضيق فرصة لوم التخريف والمعصية. 

إن النقد الموجه إلى النبي هو موجه حقيقة لله الواحد سبحانه تعالى، نفي لتوحيده أو لوجوده تعالى، واتهام له بالنقص سبحانه، لتوجيه العقل نحو تفضيل عدم وجوده سبحانه..

15.                 لماذا لانبدأ بحسن الظن مادام هناك وجه لتأويل النصوص بمعنى راق؟ ولماذا نذهب للحرفية القاتلة التي قتلت أمما من قبل وجعلت البشر آلهة وباسمها تم سيلان بحار الدماء؟؟

16.                 علينا أن نستخلص وقتا لأناشيد بيان عظمة النبي الأكرم من كل النواحي التهذيبية والخلقية والروحية، إن الدفاع ثم الدفاع  وحده يعني مجرد الحصول على البراءة وخطر ضياع الجائزة والوسام والنياشين، ومن ثم احتمال ضياع التعويض المناسب لشخص النبي صلى الله عليه وسلم، الذي له غاية الشرف لكنه متهم بفقد الشرف.

17.                 لنتذكر في النهاية أن نفس العينات التي تسب نبينا من الكهنة والملحدين هي التي تسب المسيح الموعود اليوم وهي التي سبت المسيح ابن مريم سابقا. عليهم السلام.  

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق